المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعلقــــــــــــــــــات ... التعريف بهـــــــــــا



أبو شامة المغربي
07/03/2006, 09:07 AM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=26&stc=1
المعلقة الأولى لامرئ القيس

هذه المعلقة هي الأولى في المعلقات وهيمن أغنى الشعر الجاهلي وقد أولاها الأقدمون عناية بالغة، وجعلها رواة المعلقاتفاتحة كتبهم، كما جعلها رواة الديوان القصيدة الأولى فيه، وعني بها الدارسونالمحدثون من عرب ومستشرقين، فترجموها إلى عدة لغات أجنبية.
وأما الشاعر امرؤالقيس فهو امرؤ القيس بن حُجْر بن الحارث من قبيلة كندة القحطانيّة، ولد بنجد، كانأبوه ملكاً من سلالة ملوك، وابن عمته عمرو بن هند ملك الحيرة، وأمه فاطمة أختمهلهل وكليب من سادة تغلب.

ما كاد الشاعر يشب ويصلب عوده حتى انطلق لسانه بالشعرمتأثراً بخاله مهلهل، وكان يهوى التشبيب في شعره، حتى قيل إنه شبّب بزوجة أبيه،فما كان من أبيه إلا أن نهاه عن النسيب، ثم طرده من كنفه حين لم ينته عن قول الشعرالبذيْ، فلحق الشاعر بعمه شرحبيل، وإذا بابنة عمه فاطمة المعروفة بعنيزة، تمدشاعريته وتخصبها حتى تكون المعلقة إحدى ثمار هذا المد.

وقد كان حجر والد الشاعرملكاً على بني أسد وغطفان و قد نقم أهلها عليه فقتلوه وأوصى رجلاً أن يخبر أولادهبمقتله، وقد بلغ الخبر امرأ القيس وأقسم أن يثأر لأبيه ممن قتلوه.

بلغ شعر امرئالقيس الذي وصل إلينا زهاء ألف بيت منجمة في مائة قطعة بين طويلة وقصيرة نجدها في ديوانه، ومن يستعرض هذا الديوان يجد فيه موضوعات كثيرة أبرزها الغزل، ووصفالطبيعة والظعائن، ثم الشكوى والمدح والهجاء والرثاء إلى جانب الفخر والطرد.

منزلته الشعرية: أجمع الأقدمون على أن امرأ القيس واحد من شعراء الطبقة الأولى فيالعصر الجاهلي وهم زهير والنابغة والأعشى وامرؤ القيس و قد شهد له بالسبق نقاد ورواة شعاء وبلغاء، لأن خصائصه الفنية جعلته يفوق سواه، وأخيراً توفي امرؤالقيس في الطريق قريباً من أنقرة بقروح تشبه الجدري.


http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=26&stc=1



د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 09:19 AM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=26&stc=1
المعلقة الأولى لامرئ القيس



قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيـبٍ ومَنْـزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَـلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُهـا

لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُـوبٍ وشَمْـألِ
تَرَى بَعَـرَ الأرْآمِ فِـي عَرَصَاتِهَـا
وَقِيْعَانِهَـا كَأنَّـهُ حَــبُّ فُلْـفُـلِ
كَأنِّي غَدَاةَ البَيْـنِ يَـوْمَ تَحَمَّلُـوا
لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِـفُ حَنْظَـلِ
وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّـي مَطِيَّهُـمُ
يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِـكْ أَسَـىً وَتَجَمَّـلِ
وإِنَّ شِفَائِـي عَـبْـرَةٌ مُهْـرَاقَـةٌ
فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِـنْ مُعَـوَّلِ
كَدَأْبِكَ مِـنْ أُمِّ الحُوَيْـرِثِ قَبْلَهَـا
وَجَارَتِهَـا أُمِّ الرَّبَـابِ بِمَـأْسَـلِ
إِذَا قَامَتَا تَضَـوَّعَ المِسْـكُ مِنْهُمَـا
نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّـا القَرَنْفُـلِ
فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَـةً
عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِـي
ألاَ رُبَّ يَـوْمٍ لَـكَ مِنْهُـنَّ صَالِـحٍ
وَلاَ سِيَّمَـا يَـوْمٍ بِـدَارَةِ جُلْجُـلِ
ويَوْمَ عَقَـرْتُ لِلْعَـذَارَي مَطِيَّتِـي
فَيَا عَجَباً مِـنْ كُوْرِهَـا المُتَحَمَّـلِ
فَظَلَّ العَـذَارَى يَرْتَمِيْـنَ بِلَحْمِهَـا
وشَحْمٍ كَهُـدَّابِ الدِّمَقْـسِ المُفَتَّـلِ
ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِـدْرَ عُنَيْـزَةٍ
فَقَالَتْ لَكَ الوَيْـلاَتُ إنَّـكَ مُرْجِلِـي
تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْـطُ بِنَـا مَعـاً
عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِـي زِمَامَـهُ
ولاَ تُبْعِدِيْنِي مِـنْ جَنَـاكِ المُعَلَّـلِ
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْـتُ ومُرْضِـعٍ
فَأَلْهَيْتُهَا عَـنْ ذِي تَمَائِـمَ مُحْـوِلِ
إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَـهُ
بِشَقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَـا لَـمْ يُحَـوَّلِ
ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْـبِ تَعَـذَّرَتْ
عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَـةً لـم تَحَلَّـلِ
أفاطِمَ مَهْـلاً بَعْـضَ هَـذَا التَّدَلُّـلِ
وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي
أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِـلِـي
وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُـرِي القَلْـبَ يَفْعَـلِ
وإِنْ تَكُ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّـي خَلِيقَـةٌ
فَسُلِّي ثِيَابِي مِـنْ ثِيَابِـكِ تَنْسُـلِ
وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَـاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي
بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَـارِ قَلْـبٍ مُقَتَّـلِ
وبَيْضَـةِ خِـدْرٍ لاَ يُـرَامُ خِبَاؤُهَـا
تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْـرَ مُعْجَـلِ
تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَـا وَمَعْشَـراً
عَلَّي حِرَاصاً لَوْ يُسِـرُّوْنَ مَقْتَلِـي
إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَـتْ
تَعَرُّضَ أَثْنَـاءَ الوِشَـاحِ المُفَصَّـلِ
فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّـتْ لِنَـوْمٍ ثِيَابَهَـا
لَدَى السِّتْـرِ إلاَّ لِبْسَـةَ المُتَفَضِّـلِ
فَقَالَتْ : يَمِيْنَ اللهِ مَـا لَـكَ حِيْلَـةٌ
وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِـي
خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُـرُّ وَرَاءَنَـا
عَلَى أَثَرَيْنـا ذَيْـلَ مِـرْطٍ مُرَحَّـلِ
فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَـيِّ وانْتَحَـى
بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَـافٍ عَقَنْقَـلِ
هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِهَـا فَتَمَايَلَـتْ
عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَـلِ
مُهَفْهَفَـةٌ بَيْضَـاءُ غَيْـرُ مُفَاضَـةٍ
تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَـةٌ كَالسَّجَنْـجَـلِ
كَبِكْرِ المُقَانَـاةِ البَيَـاضَ بِصُفْـرَةٍ
غَذَاهَا نَمِيْرُ المَـاءِ غَيْـرُ المُحَلَّـلِ
تَصُدُّ وتُبْدِي عَـنْ أسِيْـلٍ وَتَتَّقِـي
بِنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْـرَةَ مُطْفِـلِ
وجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْـسَ بِفَاحِـشٍ
إِذَا هِـيَ نَصَّـتْـهُ وَلاَ بِمُعَـطَّـلِ
وفَرْعٍ يَزِيْنُ المَتْـنَ أسْـوَدَ فَاحِـمٍ
أثِيْـثٍ كَقِنْـوِ النَّخْلَـةِ المُتَعَثْكِـلِ
غَدَائِرُهُ مُسْتَشْـزِرَاتٌ إلَـى العُـلاَ
تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّـى وَمُرْسَـلِ
وكَشْحٍ لَطِيـفٍ كَالجَدِيْـلِ مُخَصَّـرٍ
وسَاقٍ كَأُنْبُـوبِ السَّقِـيِّ المُذَلَّـلِ
وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَا
نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ
وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْـنٍ كَأَنَّـهُ
أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْـكُ إِسْحِـلِ
تُضِيءُ الظَّـلامَ بِالعِشَـاءِ كَأَنَّهَـا
مَنَـارَةُ مُمْسَـى رَاهِـبٍ مُتَبَـتِّـلِ
إِلَى مِثْلِهَا يَرْنُـو الحَلِيْـمُ صَبَابَـةً
إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْـوَلِ
تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَـا
ولَيْسَ فُؤَادِي عَنْ هَـوَاكِ بِمُنْسَـلِ
ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْـوَى رَدَدْتُـهُ
نَصِيْحٍ عَلَى تَعْذَالِـهِ غَيْـرِ مُؤْتَـلِ


http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=26&stc=1


د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 09:21 AM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=26&stc=1
المعلقة الأولى لامرئ القيس

ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَـى سُدُوْلَـهُ
عَلَـيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُمُـوْمِ لِيَبْتَلِـي
فَقُلْـتُ لَـهُ لَمَّـا تَمَطَّـى بِصُلْبِـهِ
وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَـاءَ بِكَلْـكَـلِ
ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْـلُ ألاَ انْجَلِـي
بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِـكَ بِأَمْثَـلِ
فَيَا لَكَ مَـنْ لَيْـلٍ كَـأنَّ نُجُومَـهُ
بِأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَـى صُـمِّ جَنْـدَلِ
وقِرْبَـةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْـتُ عِصَامَهَـا
عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّـي ذَلُـوْلٍ مُرَحَّـلِ
وَوَادٍ كَجَوْفِ العَيْـرِ قَفْـرٍ قَطَعْتُـهُ
بِهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْـعِ المُعَيَّـلِ
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّـا عَـوَى : إِنَّ شَأْنَنَـا
قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْـتَ لَمَّـا تَمَـوَّلِ
كِلاَنَا إِذَا مَـا نَـالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ
ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ
وَقَدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِـي وُكُنَاتِهَـا
بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِـدِ هَيْـكَـلِ
مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِـلٍ مُدْبِـرٍ مَـعـاً
كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
كَمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْدُ عَنْ حَـالِ مَتْنِـهِ
كَمَـا زَلَّـتِ الصَّفْـوَاءُ بِالمُتَنَـزَّلِ
عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كـأنَّ اهْتِزَامَـهُ
إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْـيُ مِرْجَـلِ
مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَـى
أَثَـرْنَ الغُبَـارَ بِالكَدِيْـدِ المُرَكَّـلِ
يُزِلُّ الغُلاَمُ الخِفَّ عَـنْ صَهَوَاتِـهِ
وَيُلْوِي بِأَثْـوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ
دَرِيْـرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَـرَّهُ
تَتَابُـعُ كَفَّيْـهِ بِخَيْـطٍ مُـوَصَّـلِ
لَهُ أيْطَـلا ظَبْـيٍ وَسَاقَـا نَعَامَـةٍ
وإِرْخَاءُ سَرْحَـانٍ وَتَقْرِيْـبُ تَتْفُـلِ
ضَلِيْعٍ إِذَا اسْتَدْبَرْتَـهُ سَـدَّ فَرْجَـهُ
بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْـزَلِ
كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْـهُ إِذَا انْتَحَـى
مَدَاكَ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَـةَ حَنْظَـلِ
كَـأَنَّ دِمَـاءَ الهَادِيَـاتِ بِنَـحْـرِهِ
عُصَـارَةُ حِنَّـاءٍ بِشَيْـبٍ مُرَجَّـلِ
فَعَـنَّ لَنَـا سِـرْبٌ كَـأَنَّ نِعَاجَـهُ
عَـذَارَى دَوَارٍ فِـي مُـلاءٍ مُذَبَّـلِ
فَأَدْبَرْنَ كَالجِـزْعِ المُفَصَّـلِ بَيْنَـهُ
بِجِيْدٍ مُعَمٍّ فِـي العَشِيْـرَةِ مُخْـوَلِ
فَأَلْحَقَنَـا بِالهَـادِيَـاتِ ودُوْنَــهُ
جَوَاحِرُهَا فِـي صَـرَّةٍ لَـمْ تُزَيَّـلِ
فَعَادَى عِدَاءً بَيْـنَ ثَـوْرٍ ونَعْجَـةٍ
دِرَاكاً وَلَمْ يَنْضَـحْ بِمَـاءٍ فَيُغْسَـلِ
فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِن بَيْنِ مُنْضِـجٍ
صَفِيفَ شِـوَاءٍ أَوْ قَدِيْـرٍ مُعَجَّـلِ
ورُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُـرُ دُوْنَـهُ
مَتَـى تَـرَقَّ العَيْـنُ فِيْـهِ تَسَفَّـلِ
فَبَـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُـهُ ولِجَـامُـهُ
وَبَاتَ بِعَيْنِي قَائِمـاً غَيْـرَ مُرْسَـلِ
أصَاحِ تَرَى بَرْقـاً أُرِيْـكَ وَمِيْضَـهُ
كَلَمْعِ اليَدَيْـنِ فِـي حَبِـيٍّ مُكَلَّـلِ
يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْـحُ رَاهِـبٍ
أَمَـالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبَـالِ المُفَتَّـلِ
قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْـنَ ضَـارِجٍ
وبَيْـنَ العُذَيْـبِ بُعْدَمَـا مُتَـأَمَّـلِ
عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْـمِ أَيْمَـنُ صَوْبِـهِ
وَأَيْسَـرُهُ عَلَـى السِّتَـارِ فَيَذْبُـلِ
فَأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ حَـوْلَ كُتَيْفَـةٍ
يَكُبُّ عَلَى الأذْقَـانِ دَوْحَ الكَنَهْبَـلِ
ومَرَّ عَلَـى القَنَـانِ مِـنْ نَفَيَانِـهِ
فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُـلِّ مَنْـزِلِ
وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِـذْعَ نَخْلَـةٍ
وَلاَ أُطُمـاً إِلاَّ مَشِـيْـداً بِجِـنْـدَلِ
كَأَنَّ ثَبِيْـراً فِـي عَرَانِيْـنِ وَبْلِـهِ
كَبِيْرُ أُنَـاسٍ فِـي بِجَـادٍ مُزَمَّـلِ
كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِـرِ غُـدْوَةً
مِنَ السَّيْلِ وَالأَغثَاءِ فَلْكَـةُ مِغْـزَلِ
وأَلْقَى بِصَحْـرَاءِ الغَبيْـطِ بَعَاعَـهُ
نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المُحَمَّـلِ
كَـأَنَّ مَكَاكِـيَّ الجِـوَاءِ غُـدَّبَـةً
صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيـقٍ مُفَلْفَـلِ
كَأَنَّ السِّبَاعَ فِيْـهِ غَرْقَـى عَشِيَّـةً
بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُـل

http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=26&stc=1


د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 09:33 AM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=26&stc=1
المعلقة الثانية لزهير بن أبي سلمى
(ترجمة الشاعر)


هو زهير بن أبي سلمى واسم أبي سلمى رباح بن ربيعة ينتهي نسبه إلى مزينة احدى قبائل مضر. نشأ وعاش في بني عبد الله بن غطفان فقد كان أبوه قد تزوج امرأة منهم وأقام هو وأولاده بينهم. يعد زهير في الطبقة الأولى من شعراء الجاهلية مع امرىء القيس والنابغة والأعشى ويفضله كثير من الرواة على أصحابه.
كان زهير رواية لأوس بن حجر التميمي زوج أمه وقد تاثر به وسار على طريقته في تنقيح الشعر لكنه تفوق على أستاذه حتى أخمله. يدور أكثر شعر زهير على المدح والوصف والحكمة وله قليل من الاعتذار والهجاء.
وكان اكثر مدحه لساداة بني مرة من ذبيان وخاصة هرم بن سنان، فقد كان منقطعاً إليه وكان هرم يجزل له الجوائز، وقد مدح معه أباه سنان بن أبي حارثة والحارث بن عوف بن سنان وحصن بن حذيفة.
عُمّر زهير طويلاً جاوز الثمانين أو التسعين و يقال إنه توفي قبل البعثة بسنة ولم يتصل الشعر قي أسرة في الجاهلية كما اتصل في أسرة زهير فقد كان أبوه شاعراً وأختاه سلمى والخنساء شاعرتين وابناه كعب وبحير وحفيده عقبة وابن حفيده العوام بن عقبة جميعاً شعراء. وكان خاله بشامة بن الفدير شاعر غطفان.


http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=26&stc=1
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 09:39 AM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=26&stc=1
المعلقة الثانية لزهير بن أبي سلمى





أَمِـنْ أُمِّ أَوْفَـى دِمْنَـةٌ لَـمْ تَكَـلَّـمِ

بِحَوْمَـانَـةِ الــدُّرَّاجِ فَالمُتَثَـلَّـمِ

وَدَارٌ لَـهَـا بِالرَّقْمَتَـيْـنِ كَأَنَّـهَـا

مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِـي نَوَاشِـرِ مِعْصَـمِ

بِهَا العِيْـنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِيـنَ خِلْفَـةً

وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِـنْ كُـلِّ مَجْثَـمِ

وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِيـنَ حِجَّـةً

فَلأيَـاً عَرَفْـتُ الـدَّارَ بَعْـدَ تَوَهُّـمِ

أَثَافِيَ سُفْعـاً فِـي مُعَـرَّسِ مِرْجَـلِ

وَنُؤْياً كَجِـذْمِ الحَـوْضِ لَـمْ يَتَثَلَّـمِ

فَلَمَّا عَرَفْـتُ الـدَّارَ قُلْـتُ لِرَبْعِهَـا

أَلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْـعُ وَاسْلَـمِ

تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِـنْ ظَعَائِـنٍ

تَحَمَّلْنَ بِالْعَلْيَاءِ مِـنْ فَـوْقِ جُرْثُـمِ

جَعَلْنَ القَنَانَ عَـنْ يَمِيـنٍ وَحَزْنَـهُ

وَكَمْ بِالقَنَـانِ مِـنْ مُحِـلٍّ وَمُحْـرِمِ

عَلَـوْنَ بِأَنْمَـاطٍ عِـتَـاقٍ وكِـلَّـةٍ

وِرَادٍ حَوَاشِيْهَـا مُشَاكِـهَـةُ الــدَّمِ

وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُـوْنَ مَتْنَـهُ

عَلَيْـهِـنَّ دَلُّ النَّـاعِـمِ المُتَنَـعِّـمِ

بَكَرْنَ بُكُـورًا وَاسْتَحْـرَنَ بِسُحْـرَةٍ

فَهُـنَّ وَوَادِي الـرَّسِّ كَالْيَـدِ لِلْفَـمِ

وَفِيْهِـنَّ مَلْهَـىً لِلَّطِيْـفِ وَمَنْـظَـرٌ

أَنِيْـقٌ لِعَيْـنِ النَّاظِـرِ المُتَـوَسِّـمِ

كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْـنِ فِـي كُـلِّ مَنْـزِلٍ

نَزَلْنَ بِـهِ حَـبُّ الفَنَـا لَـمْ يُحَطَّـمِ

فَلَمَّـا وَرَدْنَ المَـاءَ زُرْقـاً جِمَامُـهُ

وَضَعْنَ عِصِـيَّ الحَاضِـرِ المُتَخَيِّـمِ

ظَهَرْنَ مِنْ السُّوْبَـانِ ثُـمَّ جَزَعْنَـهُ

عَلَـى كُـلِّ قَيْنِـيٍّ قَشِيْـبٍ وَمُفْـأَمِ

فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَـافَ حَوْلَـهُ

رِجَالٌ بَنَـوْهُ مِـنْ قُرَيْـشٍ وَجُرْهُـمِ

يَمِينـاً لَنِعْـمَ السَّيِّـدَانِ وُجِدْتُـمَـا

عَلَى كُلِّ حَالٍ مِـنْ سَحِيْـلٍ وَمُبْـرَمِ

تَدَارَكْتُمَـا عَبْسًـا وَذُبْيَـانَ بَعْدَمَـا

تَفَانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُـمْ عِطْـرَ مَنْشَـمِ

وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُـدْرِكِ السِّلْـمَ وَاسِعـاً

بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِـنَ القَـوْلِ نَسْلَـمِ

فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْـرِ مَوْطِـنٍ

بَعِيدَيْنِ فِيْهَـا مِـنْ عُقُـوقٍ وَمَأْثَـمِ

عَظِيمَيْنِ فِـي عُلْيَـا مَعَـدٍّ هُدِيْتُمَـا

وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْـدِ يَعْظُـمِ

تُعَفِّى الكُلُـومُ بِالمِئيـنَ فَأَصْبَحَـتْ

يُنَجِّمُهَا مَـنْ لَيْـسَ فِيْهَـا بِمُجْـرِمِ

يُنَجِّمُهَـا قَـوْمٌ لِـقَـوْمٍ غَـرَامَـةً

وَلَمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُـمْ مِـلْءَ مِحْجَـمِ

فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِـمُ مِـنْ تِلاَدِكُـمْ

مَغَانِـمُ شَتَّـى مِـنْ إِفَـالٍ مُـزَنَّـمِ

أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْـلاَفَ عَنِّـى رِسَالَـةً

وَذُبْيَانَ هَـلْ أَقْسَمْتُـمُ كُـلَّ مُقْسَـمِ

فَلاَ تَكْتُمُـنَّ اللهَ مَـا فِـي نُفُوسِكُـمْ

لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَـمِ اللهُ يَعْـلَـمِ

يُؤَخَّرْ فَيُوضَعْ فِـي كِتَـابٍ فَيُدَّخَـرْ

لِيَـوْمِ الحِسَـابِ أَوْ يُعَجَّـلْ فَيُنْقَـمِ

وَمَا الحَرْبُ إِلاَّ مَـا عَلِمْتُـمْ وَذُقْتُـمُ

وَمَا هُوَ عَنْهَـا بِالحَدِيـثِ المُرَجَّـمِ

مَتَـى تَبْعَثُوهَـا تَبْعَثُوهَـا ذَمِيْـمَـةً

وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُوهَـا فَتَـضْـرَمِ

فَتَعْرُكُكُـمْ عَـرْكَ الرَّحَـى بِثِفَالِهَـا

وَتَلْقَـحْ كِشَافـاً ثُـمَّ تُنْتَـجْ فَتُتْئِـمِ

فَتُنْتِـجْ لَكُـمْ غِلْمَـانَ أَشْـأَمَ كُلُّهُـمْ

كَأَحْمَـرِ عَـادٍ ثُـمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ

فَتُغْلِـلْ لَكُـمْ مَـا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا

قُرَىً بِالْعِـرَاقِ مِـنْ قَفِيْـزٍ وَدِرْهَـمِ

لَعَمْرِي لَنِعْـمَ الحَـيِّ جَـرَّ عَلَيْهِـمُ

بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ

وَكَانَ طَوَى كَشْحـاً عَلَـى مُسْتَكِنَّـةٍ

فَـلاَ هُـوَ أَبْدَاهَـا وَلَــمْ يَتَـقَـدَّمِ

وَقَالَ سَأَقْضِي حَاجَتِـي ثُـمَّ أَتَّقِـي

عَدُوِّي بِأَلْـفٍ مِـنْ وَرَائِـيَ مُلْجَـمِ

فَشَـدَّ فَلَـمْ يُفْـزِعْ بُيُوتـاً كَثِيـرَةً

لَدَى حَيْثُ أَلْقَـتْ رَحْلَهَـا أُمُّ قَشْعَـمِ

لَدَى أَسَـدٍ شَاكِـي السِـلاحِ مُقَـذَّفٍ

لَـهُ لِبَـدٌ أَظْـفَـارُهُ لَــمْ تُقَـلَّـمِ

جَريءٍ مَتَى يُظْلَـمْ يُعَاقَـبْ بِظُلْمِـهِ

سَرِيْعـاً وَإِلاَّ يُبْـدِ بِالظُّلْـمِ يَظْـلِـمِ

دَعَوْا ظِمْئهُـمْ حَتَـى إِذَا تَـمَّ أَوْرَدُوا

غِمَـاراً تَفَـرَّى بِالسِّـلاحِ وَبِالـدَّمِ

فَقَضَّوْا مَنَايَا بَيْنَهُـمْ ثُـمَّ أَصْـدَرُوا

إِلَـى كَــلَأٍ مُسْتَـوْبَـلٍ مُتَـوَخِّـمِ

لَعَمْرُكَ مَا جَـرَّتْ عَلَيْهِـمْ رِمَاحُهُـمْ

دَمَ ابْـنِ نَهِيْـكٍ أَوْ قَتِيْـلِ المُثَـلَّـمِ

وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَـلٍ

وَلاَ وَهَبٍ مِنْهَـا وَلا ابْـنِ المُخَـزَّمِ

فَكُـلاً أَرَاهُـمْ أَصْبَحُـوا يَعْقِلُـونَـهُ

صَحِيْحَـاتِ مَـالٍ طَالِعَـاتٍ بِمَخْـرِمِ

لِحَيِّ حَلالٍ يَعْصِـمُ النَّـاسَ أَمْرَهُـمْ

إِذَا طَرَقَتْ إِحْـدَى اللَّيَالِـي بِمُعْظَـمِ

كِرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْـنِ يُـدْرِكُ تَبْلَـهُ

وَلا الجَارِمُ الجَانِي عَلَيْهِـمْ بِمُسْلَـمِ

سَئِمْتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَـنْ يَعِـشُ

ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَـا لَـكَ يَسْـأَمِ

وأَعْلَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْـسِ قَبْلَـهُ

وَلكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِـي غَـدٍ عَـمِ

رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ

تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِـىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ

وَمَنْ لَمْ يُصَانِعْ فِـي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ

يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَـأ بِمَنْسِـمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ

يَفِرْهُ وَمَـنْ لا يَتَّـقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ

وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَـلْ بِفَضْلِـهِ

عَلَى قَوْمِـهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ

وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْـدَ قَلْبُـهُ

إِلَـى مُطْمَئِـنِّ البِـرِّ لا يَتَجَمْـجَـمِ

وَمَنْ هَابَ أَسْبَـابَ المَنَايَـا يَنَلْنَـهُ

وَإِنْ يَرْقَ أَسْبَـابَ السَّمَـاءِ بِسُلَّـمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ

يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَمـاً عَلَيْـهِ وَيَنْـدَمِ

وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَـاجِ فَإِنَّـهُ

يُطِيعُ العَوَالِـي رُكِّبَـتْ كُـلَّ لَهْـذَمِ

وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِـهِ بِسِلاحِـهِ

يُهَدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِـمْ النَّـاسَ يُظْلَـمِ

وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَـدُواً صَدِيقَـهُ

وَمَنْ لَـم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَـم يُكَـرَّمِ

وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَـنْ خَلِيقَـةٍ

وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ

وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَـكَ مُعْجِـبٍ

زِيَادَتُـهُ أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَـلُّـمِ

لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْـفٌ فُـؤَادُهُ

فَلَمْ يَبْقَ إَلا صُـورَةُ اللَّحْـمِ وَالـدَّمِ

وَإَنَّ سَفَـاهَ الشَّيْـخِ لا حِلْـمَ بَعْـدَهُ

وَإِنَّ الفَتَـى بَعْـدَ السَّفَاهَـةِ يَحْلُـمِ

سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُـداً فَعُـدْتُـمُ

وَمَنْ أَكْثَرَ التّسْـآلَ يَوْمـاً سَيُحْـرَمِ



















http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=26&stc=1


د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 12:47 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=28&stc=1


المعلقة الثالثة لعمرو بن كلثوم



هذه المعلقة هي الخامسة في المعلقات وهي من أغنى الشعر الجاهلي بالعناصر الملجمية والفوائد التاريخية والاجتماعية وأما مقياس جمالها الغني فهو ما تحركه لدى سماعها في النفس من نبض الحماسة وشعور العزة والاندفاع.


وأما الشاعر عمرو بن كلثوم فهو من قبيلة تغلب كان أبوه كلثوم سيد تغلب وأمه ليلى بنت المهلهل المعروف ( بالزير ) وفي هذا الجو من الرفعة والسؤدد نشأ الشاعر شديد الإعجاب بالنفس و بالقوم أنوفاً عزيز الجانب، فساد قومه و هو في الخامسة عشرة من عمره.




تقع معلقة ابن كلثوم في ( 100 ) بيت أنشأ الشاعر قسماً منها في حضرة عمرو بن هند ملك الحيرة وكانت تغلب قد انتدبت الشاعر للذود عنها حين احتكمت إلى ملك الحيرة، لحل الخلاف الناشب بين قبيلتي بكر و تغلب.



وكان ملك الحيرة (عمرو بن هند) أيضاً مزهواً بنفسه وقد استشاط عضباً حين وجد أن الشاعر لا يقيم له ورناً ولم يرع له حرمة ومقاماً فعمد إلى حيلة يذله بها فأرسل (عمروبن هند) إلى عمرو بن كلثوم (يستزيره) وأن يزير معه أمه، ففعل الشاعر ذلك وكان ملك الحيرة قد أوعز إلى أمه أن تستخدم ليلى أم الشاعر و حين طلبت منها أن تناولها الطبق قالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها . . . ثم صاحت ( واذلاه يالتغلب ! فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم فوثب إلى سيف معلق بالرواق فضرب به رأس عمرو بن هند ملك الحيرة وعلى إثر قتل الملك نظم الشاعر القسم الثاني من المعلقة وزاده عليها.

( وهي منظومة على البحر الوافر).





ومن أطرف ما ذكر عن المعلقة أن بني تغلبكباراً و صغاراً كانوا يحفظونها ويتغنون بها زمناً طويلاً.

توفي الشاعر سنة نحو 600 للميلاد بعد أن سئم الأيام والدهر.



http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=28&stc=1




د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 01:58 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=28&stc=1


المعلقة الثالثة لعمرو بن كلثوم







أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا
وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا

مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُـصَّ فِيْهَـا
إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا

تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ
إِذَا مَـا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا

تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ
عَلَيْـهِ لِمَالِـهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا

صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو
وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا

وَمَا شَرُّ الثَّلاَثَـةِ أُمَّ عَمْـرٍو
بِصَاحِبِكِ الـذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا

وَكَأْسٍ قَـدْ شَرِبْـتُ بِبَعْلَبَـكٍّ
وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَا

وَإِنَّا سَوْفَ تُدْرِكُنَـا المَنَايَـا
مُقَـدَّرَةً لَـنَـا وَمُقَدِّرِيْـنَـا

قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَـا ظَعِيْنَـا
نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا

قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً
لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا

بِيَوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْبـاً وَطَعْنـاً
أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا

وَأنَّ غَداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ
وَبَعْدَ غَـدٍ بِمَـا لاَ تَعْلَمِيْنَـا

تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَـى خَـلاَءٍ
وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا

ذِرَاعِي عَيْطَـلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ
هِجَانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْـرَأ جَنِيْنَـا

وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً
حَصَاناً مِنْ أُكُـفِّ اللاَمِسِيْنَـا

ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ
رَوَادِفُهَا تَنـوءُ بِمَـا وَلِيْنَـا

وَمأْكَمَةً يَضِيقُ البَابُ عَنْهَـا
وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا

وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ
يَرِنُّ خَشَاشُ حَلِيهِمَـا رَنِيْنَـا

فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقـبٍ
أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْـنَـا

ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا
لَها مِـن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا

تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْـتُ لَمَّـا
رَأَيْتُ حُمُوْلَهَا أصُـلاً حُدِيْنَـا

فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ
كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا

أَبَا هِنْدٍ فَـلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا
وَأَنْظِرْنَـا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْـنَـا

بِأَنَّا نُـوْرِدُ الرَّايَـاتِ بِيْضـاً
وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَـدْ رُوِيْنَـا

وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ
عَصَيْنَا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا

وَسَيِّدِ مَعْشَـرٍ قَـدْ تَوَّجُـوْهُ
بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَا

تَرَكْنَ الخَيْـلَ عَاكِفَـةً عَلَيْـهِ
مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَـهَـا صُفُـوْنَـا

وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِـذِي طُلُـوْحٍ
إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَا

وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَـيِّ مِنَّـا
وَشَذَّبْنَـا قَتَـادَةَ مَـنْ يَلِيْنَـا

مَتَى نَنْقُلْ إِلَى قَـوْمٍ رَحَانَـا
يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا

يَكُوْنُ ثِقَالُهَـا شَرْقِـيَّ نَجْـدٍ
وَلُهْوَتُهَا قُضَاعَـةَ أَجْمَعِيْنَـا

نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأَضْيَـافِ مِنَّـا
فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا

قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِـرَاكُـمْ
قُبَيْلَ الصُّبْحِ مِـرْدَاةً طَحُوْنَـا

نَعُمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِـفُّ عَنْهُـمْ
وَنَحْمِلُ عَنْهُـمُ مَـا حَمَّلُوْنَـا

نُطَاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّا
وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَا

بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ
ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا

كَأَنَّ جَمَاجِمَ الأَبْطَـالِ فِيْهَـا
وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا

نَشُقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا
وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا

وَإِنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْدُو
عَلَيْكَ وَيُخْرِجُ الـدَّاءَ الدَّفِيْنَـا

وَرِثْنَا المَجْدَ قَدْ عَلِمَـتْ مَعَـدٌّ
نُطَاعِنُ دُوْنَـهُ حَتَّـى يَبِيْنَـا

وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ
عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَا

نَجُذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْـرِ بِـرٍّ
فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَـاذَا يَتَّقُوْنَـا

كَأَنَّ سُيُوْفَنَـا منَّـا ومنْهُـم
مَخَارِيْـقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْـنَـا

كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ
خُضِبْنَ بِأُرْجُـوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا

إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ
مِنَ الهَوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا

نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْـوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ
مُحَافَظَـةً وَكُنَّـا السَّابِقِيْنَـا

بِشُبَّانٍ يَـرَوْنَ القَتْـلَ مَجْـداً
وَشِيْبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا

حُدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِـمُ جَمِيْعـاً
مُقَارَعَةً بَنِيْهِـمْ عَـنْ بَنِيْنَـا

فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ
فَتُصْبِحُ خَيْلُنَا عُصَبـاً ثُبِيْنَـا

وَأَمَّا يَوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ
فَنُمْعِـنُ غَــارَةً مُتَلَبِّبِيْـنَـا

بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْرٍ
نَدُقُّ بِهِ السُّهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا

http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=28&stc=1





د. أبو شامة المغربي


kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 02:03 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=28&stc=1


معلقة عمرو بن كلثوم

(الجزء الثاني)

أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا
تَضَعْضَعْنَا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا

أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا

بِاَيِّ مَشِيْئَةٍ عَمْرُو بْـنَ هِنْـدٍ
نَكُوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَـا قَطِيْنَـا

بِأَيِّ مَشِيْئَةٍ عَمْرَو بْـنَ هِنْـدٍ
تُطِيْعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا

تَهَدَّدُنَـا وَتُوْعِدُنَـا رُوَيْــداً
مَتَـى كُنَّـا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا

فَإِنَّ قَنَاتَنَا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ
عَلى الأَعْدَاءِ قَبَلَـكَ أَنْ تَلِيْنَـا

إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَأَزَّتْ
وَوَلَّتْـهُ عَشَوْزَنَـةً زَبُـوْنَـا

عَشَوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَـتْ أَرَنَّـتْ
تَشُجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا

فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ
بِنَقْصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا

وَرِثْنَا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ
أَبَاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا

وَرَثْتُ مُهَلْهِلاً وَالخَيْـرَ مِنْـهُ
زُهَيْراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا

وَعَتَّابـاً وَكُلْثُوْمـاً جَمِيْـعـاً
بِهِمْ نِلْنَـا تُـرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا

وَذَا البُرَةِ الذِي حُدِّثْـتَ عَنْـهُ
بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَـا

وَمِنَّا قَبْلَـهُ السَّاعِـي كُلَيْـبٌ
فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا

مَتَى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ
تَجُذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا

وَنُوْجَدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُـمْ ذِمَـاراً
وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا

وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى
رَفَدْنَا فَـوْقَ رِفْـدِ الرَّافِدِيْنَـا

وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَى
تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُـوْرُ الدَّرِيْنَـا

وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
وَنَحْنُ العَازِمُوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا

وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا
وَنَحْنُ الآخِذُوْنَ لِمَـا رَضِيْنَـا

وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا
وَكَانَ الأَيْسَرِيْنَ بَنُـو أَبَيْنَـا

فَصَالُوا صَوْلَةً فِيْمَـنْ يَلِيْهِـمْ
وَصُلْنَا صَوْلَةً فِيْمَـنْ يَلِيْنَـا

فَآبُـوا بِالنِّهَـابِ وَبِالسَّبَايَـا
وَأُبْنَـا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَـا

إِلَيْكُمْ يَـا بَنِـي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ
أَلَمَّـا تَعْرِفُـوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا

أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّـا وَمِنْكُـمْ
كَتَائِـبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْـنَـا

عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِي
وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا

عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ
تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَا

إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْماً
رَأَيْتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا

كَأَنَّ غُضُوْنَهُنَّ مُتُـوْنُ غُـدْرٍ
تُصَفِّقُهَا الرِّيَـاحُ إِذَا جَرَيْنَـا

وَتَحْمِلُنَا غَدَاةَ الـرَّوْعِ جُـرْدٌ
عُرِفْنَ لَنَـا نَقَائِـذَ وَافْتُلِيْنَـا

وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً
كَأَمْثَالِ الرِّصَائِـعِ قَـدْ بَلَيْنَـا

وَرِثْنَاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ
وَنُوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْـنَـا

عَلَى آثَارِنَـا بِيْـضٌ حِسَـانٌ
نُحَاذِرُ أَنْ تُقَسَّـمَ أَوْ تَهُوْنَـا

أَخَذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِـنَّ عَهْـداً
إِذَا لاَقَـوْا كَتَائِـبَ مُعْلِمِيْنَـا

لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْرَاسـاً وَبِيْضـاً
وَأَسْرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا

تَرَانَـا بَارِزِيْـنَ وَكُـلُّ حَـيٍّ
قَدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَـا قَرِيْنـاً

إِذَا مَا رُحْنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا
كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَا

يَقُتْنَ جِيَادَنَا وَيَقُلْـنَ لَسْتُـمْ
بُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا

ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْرٍ
خَلَطْنَ بِمِيْسَمٍ حَسَبـاً وَدِيْنَـا

وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ
تَرَى مِنْهُ السَّوَاعِـدَ كَالقُلِيْنَـا

كَأَنَّـا وَالسُّيُـوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ
وَلَدْنَا النَّاسَ طُـرّاً أَجْمَعِيْنَـا

يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْدَي
حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِهَـا الكُرِيْنَـا

وَقَدْ عَلِمَ القَبَائِـلُ مِـنْ مَعَـدٍّ
إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِهَـا بُنِيْـنَـا

بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَـا
وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَـا

وَأَنَّا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا
وَأَنَّا النَّازِلُوْنَ بِحَيْـثُ شِيْنَـا

وَأَنَّا التَارِكُـوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا
وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا

وَأَنَّا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
وَأَنَّا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا

وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً
وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَـدِراً وَطِيْنَـا

أَلاَ أَبْلِغْ بَنِـي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا
وَدُعْمِيَّـا فَكَيْـفَ وَجَدْتُمُوْنَـا

إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفاً
أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا

مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَـاقَ عَنَّـا
وَظَهرَ البَحْرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا

إِذَا بَلَغَ الفِطَـامَ لَنَـا صَبِـيٌّ
تَخِرُّ لَـهُ الجَبَابِـرُ سَاجِديْنَـا









http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=28&stc=1




د. أبو شامة المغربي


kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 02:13 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=28&stc=1


ترجمة طرفة بن العبد







هو عمرو بن العبد الملقب (طرفة) من بني بكر بن وائل، ولد حوالي سنة 543 في البحرين من أبوين شريفين وكان له من نسبه العالي ما يحقق له هذه الشاعرية فجده و أبوه وعماه المرقشان وخاله المتلمس كلهم شعراء مات أبوه وهو بعد حدث فكفله أعمامه إلا أنهم أساؤوا تريبته وضيقوا عليه فهضموا حقوق أمه.
وما كاد طرفة يفتح عينيه على الحياة حتى قذف بذاته في أحضانها يستمتع بملذاتها فلها وسكر ولعب و بذر وأسرف فعاش طفولة مهملة لاهية طريدة راح يضرب في البلاد حتى بلغ أطراف جزيرة العرب، ثم عاد إلى قومه يرعى إبل معبد أخيه، ثم عاد إلى حياة اللهو بلغ في تجواله بلاط الحيرة فقربه عمرو بن هند فهجا الملك فأوقع الملك به مات مقتولاً وهو دون الثلاثين من عمره سنة 569.
من آثاره: ديوان شعر أشهر ما فيه المعلقة نظمها الشاعر بعد ما لقيه من ابن عمه من سوء المعاملة وما لقيه من ذوي قرباه من الاضطهاد في المعلقة ثلاثة أقسام كبرى ( 1 ) القسم الغزالي من ( 1 ـ 10 ) ـ ( 2 ) القسم الوصفي ( 11 ـ 44 ) ـ ( 3 ) القسم الإخباري ( 45 ـ 99 ).
وسبب نظم المعلقة (إذا كان نظمها قد تم دفعة واحدة، فهو ما لقيه من ابن عمه من تقصير وإيذاء وبخل وأثرة والتواء عن المودة وربما نظمت القصيدة في أوقات متفرقة فوصف الناقة الطويل ينم على أنه وليد التشرد، ووصف اللهو والعبث يرجح أنه نظم قبل التشرد، وقد يكون عتاب الشاعر لابن عمه قد نظم بعد الخلاف بينه و بين أخيه معبد.
شهرة المعلقة و قيمتها: بعض النقاد فضلوا معلقة طرفة على جميع الشعر الجاهلي لما فيها من الشعر الإنساني ـ العواصف المتضاربة ـ الآراء في الحياة ـ والموت جمال الوصف ـ براعة التشبيه، وشرح لأحوال نفس شابة و قلب متوثب.
في الخاتمة ـ يتجلى لنا طرفة شاعراً جليلاً من فئة الشبان الجاهليين ففي معلقته من الفوائد التاريخية الشيء الكثير كما صورت ناحية واسعة من أخلاق العرب الكريمة وتطلعنا على ما كان للعرب من صناعات وملاحة وأدوات ... وفي دراستنا لمعلقته ندرك ما فيها من فلسفة شخصية ومن فن وتاريخ.


http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=28&stc=1





د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 02:55 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1


معلقة طرفة بن العبد


عَفَتِ الدِّيَـارُ مَحَلُّهَـا فَمُقَامُهَـا
بِمِنىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَـا فَرِجَامُهَـا

فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُـرِّيَ رَسْمُهَـا

خَلِقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِىَّ سِلامُهَـا

دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْدَ عَهْـدِ أَنِيسِهَـا

حِجَجٌ خَلَونَ حَلالُهَـا وَحَرامُهَـا

رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَـا

وَدَقُّ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَـا

مِنْ كُلِّ سَارِيَـةٍ وَغَـادٍ مُدْجِـنٍ

وَعَشِيَّـةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُـهَـا

فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَـانِ وأَطْفَلَـتْ

بِالجَهْلَتَيْـنِ ظِبَاؤُهَـا وَنَعَامُهَـا

وَالعِيْنُ سَاكِنَةٌ عَلَـى أَطْلائِهَـا

عُوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضَـاءِ بِهَامُهَـا

وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا

زُبُـرٌ تُجِـدُّ مُتُونَهَـا أَقْلامُهَـا

أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤورُهَـا

كَفِفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُـنَّ وِشَامُهَـا

فَوَقَفْتُ أَسْأَلُهَا وَكَيـفَ سُؤَالُنَـا

صُمًّا خَوَالِدَ مَا يَبِيْـنُ كَلامُهَـا

عَرِيتْ وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا

مِنْهَا وغُودِرَ نُؤيُهَـا وَثُمَامُهَـا

شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِيْنَ تَحَمَّلُـوا

فَتَكَنَّسُوا قُطُنـاً تَصِـرُّ خِيَامُهَـا

مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِـلُّ عَصِيَّـهُ

زَوْجٌ عَلَيْـهِ كِلَّـةٌ وَقِرَامُـهَـا

زُجَلاً كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَـا

وَظِبَاءَ وَجْـرَةَ عُطَّفـاً آرَامُهَـا

حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّـرَابُ كَأَنَّهَـا

أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَـا وَرِضَامُهَـا

بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارِ وقَدْ نَـأَتْ

وتَقَطَّعَـتْ أَسْبَابُهَـا ورِمَامُهَـا

مُرِّيَـةٌ حَلَّـتْ بِفَيْـد وجَـاوَرَتْ

أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَـا

بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْـنِ أَوْ بِمُحَجَّـرٍ

فَتَضَمَّنَتْهَـا فَـرْدَةٌ فَرُخَامُـهَـا

فَصُوائِـقٌ إِنْ أَيْمَنَـتْ فَمِظَنَّـةٌ

فِيْهَا رِخَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَـا

فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُـهُ

وَلَشَرُّ وَاصِـلِ خُلَّـةٍ صَرَّامُهَـا

وَاحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ

بَاقٍ إِذَا ظَلَعَـتْ وَزَاغَ قِوَامُهَـا

بِطَلِيـحِ أَسْفَـارٍ تَرَكْـنَ بَقِيَّـةً

مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَـا وسَنَامُهَـا

وَإِذَا تَعَالَى لَحْمُهَـا وتَحَسَّـرَتْ

وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَـلالِ خِدَامُهَـا

فَلَهَا هِبَابٌ فِـي الزِّمَـامِ كَأَنَّهَـا

صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا

أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَـبَ لاحَـهُ

طَرْدُ الفُحُولِ وضَرْبُهَا وَكِدَامُهَـا

يَعْلُو بِهَا حُدْبَ الإِكَـامِ مُسَحَّـجٌ

قَدْ رَابَـهُ عِصْيَانُهَـا وَوِحَامُهَـا

بِأَحِزَّةِ الثَّلْبُـوتِ يَرْبَـأُ فَوْقَهَـا

قَفْرُ المَرَاقِـبِ خَوْفُهَـا آرَامُهَـا

حَتَّى إِذَا سَلَخَـا جُمَـادَى سِتَّـةً

جَزْءاً فَطَالَ صِيَامُـهُ وَصِيَامُهَـا

رَجَعَا بِأَمْرِهِمَـا إِلـىَ ذِي مِـرَّةٍ

حَصِدٍ ونُجْعُ صَرِيْمَـةٍ إِبْرَامُهَـا

ورَمَى دَوَابِرَهَا السَّفَا وتَهَيَّجَـتْ

رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وسِهَامُهَا

فَتَنَازَعَا سَبِطـاً يَطِيْـرُ ظِلالُـهُ

كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَـبُّ ضِرَامُهَـا

مَشْمُولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابـتِ عَرْفَـجٍ

كَدُخَانِ نَـارٍ سَاطِـعٍ أَسْنَامُهَـا

فَمَضَى وقَدَّمَهَا وكَانَـتْ عَـادَةً

مِنْهُ إِذَا هِـيَ عَـرَّدَتْ إِقْدَامُهَـا

فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعَا

مَسْجُـورَةً مُتَجَـاوِراً قُلاَّمُـهَـا

مَحْفُوفَةً وَسْطَ اليَـرَاعِ يُظِلُّهَـا

مِنْهُ مُصَـرَّعُ غَابَـةٍ وقِيَامُهَـا

أَفَتِلْـكَ أَمْ وَحْشِيَّـةٌ مَسْبُوعَـةٌ

خَذَلَتْ وهَادِيَةُ الصِّوَارِ قِوَامُهَـا

خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فَلَمْ يَـرِمْ

عُرْضَ الشَّقَائِقِ طَوْفُهَا وبُغَامُهَا

لِمُعَفَّـرٍ قَهْـدٍ تَنَـازَعَ شِـلْـوَهُ

غُبْسٌ كَوَاسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُهَـا

صَادَفْنَ مِنْهَـا غِـرَّةً فَأَصَبْنَهَـا

إِنَّ المَنَايَا لا تَطِيْـشُ سِهَامُهَـا

بَاتَتْ وأَسْبَلَ واكِفٌ مِـنْ دِيْمَـةٍ

يُرْوَى الخَمَائِلَ دَائِماً تَسْجَامُهَـا

يَعْلُو طَرِيْقَـةَ مَتْنِهَـا مُتَوَاتِـرٌ

فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُـومَ غَمامُهَـا

تَجْتَافُ أَصْـلاً قَالِصـاً مُتَنَبِّـذَا

بِعُجُوبِ أَنْقَـاءٍ يَمِيْـلُ هُيَامُهَـا

وتُضِيءُ فِي وَجْهِ الظَّلامِ مُنِيْـرَةً

كَجُمَانَةِ البَحْرِيِّ سُـلَّ نِظَامُهَـا

حَتَّى إِذَا حَسَرَ الظَّلامُ وأَسْفَـرَتْ

بَكَرَتْ تَزِلُّ عَنِ الثَّرَى أَزْلامُهَـا

عَلِهَتْ تَرَدَّدُ فِي نِهَـاءِ صُعَائِـدٍ

سَبْعـاً تُؤَامـاً كَامِـلاً أَيَّامُهَـا

حَتَّى إِذَا يَئِسَتْ وَأَسْحَقَ حَالِـقٌ

لَمْ يُبْلِـهِ إِرْضَاعُهَـا وفِطَامُهَـا

فَتَوَجَّسَتْ رِزَّ الأَنِيْـسِ فَرَاعَهَـا

عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيْسُ سَقَامُهَا

فَغَدَتْ كِلاَ الفَرْجَيْنِ تَحْسِبُ أَنَّـهُ

مَوْلَى المَخَافَةِ خَلْفُهَا وأَمَامُهَـا

حَتَّى إِذَا يِئِسَ الرُّمَاةُ وأَرْسَلُـوا

غُضْفاً دَوَاجِنَ قَافِـلاً أَعْصَامُهَـا

فَلَحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لَهَـا مَدْرِيَّـةٌ

كَالسَّمْهَرِيَّـةِ حَدُّهَـا وتَمَامُهَـا

لِتَذُودَهُنَّ وأَيْقَنَـتْ إِنْ لَـمْ تَـذُدْ

أَنْ قَدْ أَحَمَّ مَعَ الحُتُوفِ حِمَامُهَـا

فَتَقَصَّدَتْ مِنْهَا كَسَابِ فَضُرِّجَـتْ

بِدَمٍ وغُودِرَ فِي المَكَرِّ سُخَامُهَـا

فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوَامِعُ بِالضُّحَى

واجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إِكَامُهَـا

أَقْضِي اللُّبَانَـةَ لا أُفَـرِّطُ رِيْبَـةً

أَوْ أنْ يَلُـومَ بِحَاجَـةٍ لَوَّامُهَـا

أَوَلَمْ تَكُنْ تَـدْرِي نَـوَارِ بِأَنَّنِـي

وَصَّالُ عَقْـدِ حَبَائِـلٍ جَذَّامُهَـا

تَـرَّاكُ أَمْكِنَـةٍ إِذَا لَـمْ أَرْضَهَـا

أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَا

بَلْ أَنْتِ لا تَدْرِينَ كَمْ مِـنْ لَيْلَـةٍ

طَلْـقٍ لَذِيـذٍ لَهْوُهَـا وَنِدَامُهَـا

قَدْ بِتُّ سَامِرَهَا وغَايَـةَ تَاجِـرٍ

وافَيْتُ إِذْ رُفِعَتْ وعَـزَّ مُدَامُهَـا

أُغْلِى السِّبَاءَ بِكُلِّ أَدْكَـنَ عَاتِـقِ

أَوْ جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتَامُهَـا

بِصَبُوحِ صَافِيَةٍ وجَـذْبِ كَرِينَـةٍ

بِمُـوَتَّـرٍ تَأْتَـالُـهُ إِبْهَامُـهَـا

بَاكَرْتُ حَاجَتَهَا الدَّجَاجَ بِسُحْـرَةٍ

لأَعَلَّ مِنْهَا حِيْنَ هَـبَّ نِيَامُهَـا

وَغدَاةَ رِيْحٍ قَـدْ وَزَعْـتُ وَقِـرَّةٍ

قَد أَصْبَحَتْ بِيَدِ الشَّمَالِ زِمَامُهَـا

وَلَقَدْ حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِـي

فُرْطٌ وِشَاحِي إِذْ غَدَوْتُ لِجَامُهَـا

فَعَلَوْتُ مُرْتَقِباً عَلَـى ذِي هَبْـوَةٍ

حَرِجٍ إِلَـى أَعْلامِهِـنَّ قَتَامُهَـا

حَتَّى إِذَا أَلْقَتْ يَـداً فِـي كَافِـرٍ

وأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُـورِ ظَلامُهَـا

أَسْهَلْتُ وانْتَصَبَتْ كَجِذْعِ مُنِيْفَـةٍ

جَرْدَاءَ يَحْصَرُ دُونَهَـا جُرَّامُهَـا

رَفَّعْتُهَـا طَـرْدَ النَّعَـامِ وَشَلَّـهُ

حَتَّى إِذَا سَخِنَتْ وخَفَّ عِظَامُهَـا

قَلِقَتْ رِحَالَتُهَا وأَسْبَـلَ نَحْرُهَـا

وابْتَلَّ مِنْ زَبَدِ الحَمِيْمِ حِزَامُهَـا

تَرْقَى وتَطْعَنُ فِي العِنَانِ وتَنْتَحِي

وِرْدَ الحَمَامَةِ إِذْ أَجَـدَّ حَمَامُهَـا

وكَثِيْـرَةٍ غُرَبَاؤُهَـا مَجْهُـولَـةٍ

تُرْجَى نَوَافِلُهَا ويُخْشَـى ذَامُهَـا

غُلْبٍ تَشَـذَّرُ بِالذَّحُـولِ كَأَنَّهَـا

جِنُّ البَـدِيِّ رَوَاسِيـاً أَقْدَامُهَـا

أَنْكَرْتُ بَاطِلَهَا وبُـؤْتُ بِحَقِّهَـا

عِنْدِي وَلَمْ يَفْخَرْ عَلَّـي كِرَامُهَـا

وجَزُورِ أَيْسَارٍ دَعَـوْتُ لِحَتْفِهَـا

بِمَغَالِـقٍ مُتَشَابِـهٍ أَجْسَامُـهَـا

أَدْعُو بِهِـنَّ لِعَاقِـرٍ أَوْ مُطْفِـلٍ

بُذِلَتْ لِجِيْرَانِ الجَمِيْـعِ لِحَامُهَـا

فَالضَّيْفُ والجَارُ الجَنِيْبُ كَأَنَّمَـا

هَبَطَا تَبَالَةَ مُخْصِبـاً أَهْضَامُهَـا

تَأْوِي إِلَى الأطْنَابِ كُـلُّ رَذِيَّـةٍ

مِثْلِ البَلِيَّـةِ قَالِـصٍ أَهْدَامُهَـا

ويُكَلِّلُونَ إِذَا الرِّيَـاحُ تَنَاوَحَـتْ

خُلُجاً تُمَـدُّ شَوَارِعـاً أَيْتَامُهَـا

إِنَّا إِذَا الْتَقَتِ المَجَامِعُ لَـمْ يَـزَلْ

مِنَّـا لِـزَازُ عَظِيْمَـةٍ جَشَّامُهَـا

ومُقَسِّمٌ يُعْطِي العَشِيـرَةَ حَقَّهَـا

ومُغَذْمِـرٌ لِحُقُوقِهَـا هَضَّامُهَـا

فَضْلاً وَذُو كَرَمٍ يُعِيْنُ عَلَى النَّدَى

سَمْحٌ كَسُوبُ رَغَائِـبٍ غَنَّامُهَـا

مِنْ مَعْشَرٍ سَنَّتْ لَهُـمْ آبَاؤُهُـمْ

ولِكُـلِّ قَـوْمٍ سُنَّـةٌ وإِمَامُهَـا

لا يَطْبَعُونَ وَلا يَبُـورُ فَعَالُهُـمْ

إِذْ لا يَمِيْلُ مَعَ الهَوَى أَحْلامُهَـا

فَاقْنَعْ بِمَا قَسَـمَ المَلِيْـكُ فَإِنَّمَـا

قَسَمَ الخَلائِـقَ بَيْنَنَـا عَلاَّمُهَـا

وإِذَا الأَمَانَةُ قُسِّمَتْ فِي مَعْشَـرٍ

أَوْفَى بِأَوْفَـرِ حَظِّنَـا قَسَّامُهَـا

فَبَنَى لَنَا بَيْتـاً رَفِيْعـاً سَمْكُـهُ

فَسَمَا إِليْـهِ كَهْلُهَـا وغُلامُهَـا

وَهُمُ السُّعَاةُ إِذَا العَشِيرَةُ أُفْظِعَتْ

وَهُمُ فَوَارِسُهَـا وَهُـمْ حُكَّامُهَـا

وَهُـمُ رَبيْـعٌ لِلْمُجَـاوِرِ فِيهُـمُ

والمُرْمِلاتِ إِذَا تَطَـاوَلَ عَامُهَـا

وَهُمُ العَشِيْرَةُ أَنْ يُبَطِّئَ حَاسِـدٌ



أَوْ أَنْ يَمِيْلَ مَعَ العَـدُوِّ لِئَامُهَـا


http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1
د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 03:09 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1
ترجمة عنترة بن شداد

هو عنترة بن شداد العبسي من قيس عيلان من مضر وقيل: شداد جده غلب على اسم أبيه، وإنما هو عنترة بن عمرو بن شداد، واشتقاق اسم عنترة من ضرب من الذباب يقال له العنتر، وإن كانت النون فيه زائدة فهو من العَتْرِ والعَتْرُ الذبح والعنترة أيضاً هو السلوك في الشدائد والشجاعة في الحرب.
وإن كان الأقدمون بأيهما كان يدعى: بعنتر أم بعنترة فقد اختلفوا أيضاً في كونه اسماً له أو لقباً. كان عنترة يلقب بالفلحاء ـ لفلح ـ أي شق في شفته السفلى، وكان يكنى بأبي المعايش وأبي أوفى وأبي المغلس لجرأته في الغلس أو لسواده الذي هو كالغلس، وقد ورث ذاك السواد من أمه زبيبة، إذ كانت أمه حبشية وبسبب هذا السواد عدة القدماء من أغربة العرب.
وشاءت الفروسية والشعر والخلق السمح أن تجتمع في عنترة، فإذا بالهجين ماجد كريم، وإذا بالعبد سيد حر.
ومما يروى أن بعض أحياء العرب أغاروا على قوم من بني عبس فأصابوا منهم، فتبعهم العبسيون فلحقوهم فقاتلوهم عما معهم وعنترة فيهم فقال له أبوه: كر يا عنترة ، فقال عنترة: العبد لا يحسن الكر إنما يحسن الحلاب والصر، فقال: كر وأنت حر، فكر وأبلى بلاء حسناً يومئذ فادعاه أبوه بعد ذلك وألحق به نسبه، وقد بلغ الأمر بهذا الفارس الذي نال حريته بشجاعته أنه دوخ أعداء عبس في حرب داحس والغبراء، الأمر الذي دعا الأصمعي إلى القول بأن عنترة قد أخذ الحرب كلها في شعره وبأنه من أشعر الفرسان.
أما النهاية التي لقيها فارسنا الشاعر فالقول فيها مختلف فئة تقول بأن إعصاراً عصف به وهو شيخ هرم، فمات به وفئة تقول بأنه أغار يوماً على قوم فجرح فمات متأثراً بجراحه، ولعل القول الثاني هو الأقرب إلى الصحة.
بدأ عنترة حياته الأدبية شاعراً مقلاً حتى سابه رجل من بني عبس فذكر سواده وسواد أمه وأخوته وعيره بذلك وبأنه لا يقول الشعر، فرد عنترة المذمة عن نفسه، وابتدر ينشر المعلقة، ثم صار بعدها من الشعراء ومما لا شك فيه أن حبه لعبلة قد أذكى شاعريته فصار من الفرسان الشعراء.

http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 03:12 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1


معلقة عنترة بن شداد




هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مـنْ مُتَـرَدَّمِ
أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعـدَ تَوَهُّـمِ

يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَـواءِ تَكَلَّمِـي

وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي

فَوَقَّفْـتُ فيهـا نَاقَتـي وكَأنَّهَـا

فَـدَنٌ لأَقْضـي حَاجَـةَ المُتَلَـوِّمِ

وتَحُلُّ عَبلَـةُ بِالجَـوَاءِ وأَهْلُنَـا

بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَـلَّـمِ

حُيِّيْتَ مِنْ طَلَـلٍ تَقـادَمَ عَهْـدُهُ

أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعـدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ

حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَـتْ

عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَـةَ مَخْـرَمِ

عُلِّقْتُهَا عَرْضـاً وأقْتـلُ قَوْمَهَـا

زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيـسَ بِمَزْعَـمِ

ولقد نَزَلْتِ فَـلا تَظُنِّـي غَيْـرهُ

مِنّي بِمَنْزِلَـةِ المُحِـبِّ المُكْـرَمِ

كَيفَ المَزارُ وقـد تَربَّـع أَهْلُهَـا

بِعُنَيْزَتَيْـنِ وأَهْلُـنَـا بِالغَيْـلَـمِ

إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِـراقَ فَإِنَّمَـا

زَمَّـت رِكَائِبُكُـمْ بِلَيْـلٍ مُظْلِـمِ

مَا رَاعَنـي إلاَّ حَمولـةُ أَهْلِهَـا

وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِـمِ

فِيهَا اثْنَتـانِ وأَرْبعـونَ حَلُوبَـةً

سُوداً كَخافيةِ الغُـرَابِ الأَسْحَـمِ

إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُـروبٍ وَاضِـحٍ

عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيـذُ المَطْـعَـمِ

وكَـأَنَّ فَـارَةَ تَاجِـرٍ بِقَسِيْمَـةٍ

سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَـمِ

أوْ روْضةً أُنُفـاً تَضَمَّـنَ نَبْتَهَـا

غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليـسَ بِمَعْلَـمِ

جَادَتْ علَيـهِ كُـلُّ بِكـرٍ حُـرَّةٍ

فَتَرَكْـنَ كُـلَّ قَـرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ

سَحّـاً وتَسْكابـاً فَكُـلَّ عَشِيَّـةٍ

يَجْرِي عَلَيها المَاءُ لَـم يَتَصَـرَّمِ

وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ

غَرِداً كَفِعْـل الشَّـاربِ المُتَرَنّـمِ

هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَـهُ بذِراعِـهِ

قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَـادِ الأَجْـذَمِ

تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ

وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَـمَ مُلْجَـمِ

وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى

نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيـلِ المَـحْـزِمِ

هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَـا شَدَنِـيَّـةَ

لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّـرابِ مُصَـرَّمِ

خَطَّـارَةٌ غِـبَّ السُّـرَى زَيَّافَـةٌ

تَطِسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُـفٍّ مِيْثَـمِ

وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَـامَ عَشِيَّـةً

بِقَريبِ بَينَ المَنْسِمَيْـنِ مُصَلَّـمِ

تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَمـا أَوَتْ

حِزَقٌ يَمَانِيَّـةٌ لأَعْجَـمَ طِمْطِـمِ

يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكـأَنَّـهُ

حَرَجٌ على نَعْـشٍ لَهُـنَّ مُخَيَّـمِ

صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ

كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَـمِ

شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ

زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَـاضِ الدَّيْلَـمِ

وكَأَنَّما يَنْـأَى بِجانـبِ دَفَّهـا ال

وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ

هِرٍّ جَنيـبٍ كُلَّمـا عَطَفَـتْ لـهُ

غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَيـنِ وَبِالفَـمِ

بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الـرِّدَاعِ كَأَنَّمـا

بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّـمِ

وكَـأَنَّ رُبًّـا أَوْ كُحَيْـلاً مُقْعَـداً

حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِـبَ قُمْقُـمِ

يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسـرَةٍ

زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ

إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِنـاعَ فإِنَّنِـي

طَبٌّ بِأَخـذِ الفَـارسِ المُسْتَلْئِـمِ

أَثْنِي عَلَيَّ بِمَـا عَلِمْـتِ فإِنَّنِـي

سَمْـحٌ مُخَالقَتـي إِذَا لـم أُظْلَـمِ

وإِذَا ظُلِمْتُ فـإِنَّ ظُلْمِـي بَاسِـلٌ

مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعـمِ العَلْـقَـمِ

ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامـةِ بَعْدَمـا

رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشـوفِ المُعْلَـمِ

بِزُجاجَـةٍ صَفْـراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ

قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمـالِ مُقَـدَّمِ

فإِذَا شَرَبْـتُ فإِنَّنِـي مُسْتَهْلِـكٌ

مَالي وعِرْضي وافِـرٌ لَـم يُكلَـمِ

وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً

وكَما عَلمتِ شَمائِلـي وتَكَرُّمـي

وحَلِيـلِ غَانِيـةٍ تَرَكْـتُ مُجـدَّلاً

تَمكُو فَريصَتُـهُ كَشَـدْقِ الأَعْلَـمِ

سَبَقَتْ يَدايَ لـهُ بِعاجِـلِ طَعْنَـةٍ

=ورِشاشِ نافِذَةٍ كَلَـوْنِ العَنْـدَمِ

هَلاَّ سأَلْتِ الخَيلَ يا ابنـةَ مالِـكٍ

إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِمَا لَـم تَعْلَمِـي

إِذْ لا أزَالُ عَلَـى رِحَالـةِ سَابِـحٍ

نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَـلَّـمِ

طَـوْراً يُجَـرَّدُ للطَّعـانِ وتَـارَةً

يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ

يُخْبِركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَـةَ أنَّنِـي

أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَمِ

ومُدَّجِـجٍ كَـرِهَ الكُمـاةُ نِزَالَـهُ

لامُمْعـنٍ هَرَبـاً ولا مُسْتَسْـلِـمِ

جَادَتْ لهُ كَفِّـي بِعاجِـلِ طَعْنـةٍ

بِمُثَقَّفٍ صَـدْقِ الكُعُـوبِ مُقَـوَّمِ

فَشَكَكْتُ بِالرُّمْـحِ الأَصَـمِّ ثِيابـهُ

ليسَ الكَريمُ على القَنـا بِمُحَـرَّمِ

فتَركْتُهُ جَـزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ

يَقْضِمْنَ حُسْنَ بَنانـهِ والمِعْصَـمِ

ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْـتُ فُروجَهـا

بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِمِ

رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَـتَـا

هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ

لمَّـا رَآنِـي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ

أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَـسُّـمِ

عَهدِي بِـهِ مَـدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا

خُضِبَ البَنَانُ ورَأُسُـهُ بِالعَظْلَـمِ

فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ

بِمُهَنَّدٍ صافِـي الحَديـدَةِ مِخْـذَمِ

بَطلٌ كـأَنَّ ثِيابَـهُ فـي سَرْجـةٍ

يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ

ياشَاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّـتْ لـهُ

حَرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لـم تَحْـرُمِ

فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي

فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي

قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً

والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي

وكأَنَّمَـا التَفَتَـتْ بِجِيـدِ جَدَايـةٍ

رَشَاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُـرٍ أَرْثَـمِ

نُبّئتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِـرِ نِعْمَتِـي

والكُفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْـسِ المُنْعِـمِ

ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى

إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ

في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِي

غَمَرَاتِها الأَبْطَـالُ غَيْـرَ تَغَمْغُـمِ

إِذْ يَتَّقُونَ بيَ الأَسِنَّـةَ لـم أَخِـمْ

عَنْها ولَكنِّـي تَضَايَـقَ مُقْدَمـي

لمَّا رَأيْتُ القَـوْمَ أقْبَـلَ جَمْعُهُـمْ

يَتَذَامَرُونَ كَـرَرْتُ غَيْـرَ مُذَمَّـمِ

يَدْعُونَ عَنْتَـرَ والرِّمـاحُ كأَنَّهـا

أشْطَانُ بِئْرٍ فـي لَبـانِ الأَدْهَـمِ

مازِلْتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْـرَةِ نَحْـرِهِ

ولِبانِـهِ حَتَّـى تَسَرْبَـلَ بِالـدَّمِ

فَازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنـا بِلِبانِـهِ

وشَكَـا إِلَـىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ

لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى

وَلَكانَ لو عَلِـمْ الكَـلامَ مُكَلِّمِـي

ولقَدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَا

قِيْلُ الفَوارِسِ وَيْكَ عَنْتَـرَ أَقْـدِمِ

والخَيلُ تَقْتَحِمُ الخَبَـارَ عَوَابِسـاً

مِن بَيْنَ شَيْظَمَةٍ وَآخَـرَ شَيْظَـمِ

ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِـي

لُبِّـي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُـبْـرَمِ

ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ

للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ

الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا

والنَّاذِرَيْنِ إِذْ لَـم أَلقَهُمَـا دَمِـي

إِنْ يَفْعَلا فَلَقَـدْ تَرَكـتُ أَباهُمَـا

جَزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْـرٍ قَشْعَـمِ



http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 03:23 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1
هو الحارث بن ظليم بن حلزّة اليشكري، من عظماء قبيلة بكر بن وائل، كان شديد الفخر بقومه حتى ضرب به المثل فقيل : أفخر من الحارث بن حلزة، ولم يبق لنا من أخباره إلا ما كان من أمر الاحتكام إلى عمرو بن هند سنة ( 554 ـ 569 ) لأجل حل الخلاف الذي وقع بين القبيلتين بكر وتغلب توفي سنة 580 للميلاد أي في أواخر القرن السادس الميلادي على وجه التقريب.

أنشد الشاعر هذه المعلقة في حضرة الملك عمرو بن هند رداً على عمرو بن كلثوم وقيل أنه قد أعدّها وروّاها جماعة من قومه لينشدوها نيابة عنه لأنه كان برص وكره أن ينشدها من وراء سبعة ستور، ثم يغسل أثره بالماء كما كان يفعل بسائر البرص، ثم عدل عن رأيه وقام بإنشادها بين يدي الملك وبنفس الشروط السابقة، فلما سمعها الملك وقد وقعت في نفسه موقعاً حسناً أمر برفع الستور، وأدناه منه، وأطمعه في جفنته ومنع أن يغسل أثره بالماء ...
كان الباعث الأساسي لإنشاد المعلقة دفاع الشاعر عن قومه وتفنيد أقوال خصمه عمرو بن كلثوم ـ تقع المعلقة في ( 85 ) خمس وثمانين بيتاً نظمت بين عامي ( 554 و 569 ).

شرحها الزوزني ـ وطبعت في اكسفورد عام ،1820 ثم في بونا سنة 1827 وترجمت إلى اللاتينية والفرنسية وهي همزية على البحر الخفيف تقسم المعلقة إلى:
1 ـ مقدمة : فيها وقوف بالديار ـ و بكاء على الأحبة ووصف للناقة ( 1 ـ 14)
2 ـ المضمون : تكذيب أقوال التغلبيين من ( 15 ـ 20 ) عدم اكتراث الشاعر وقومه بالوشايات ( 21 ـ 31 ) مفاخر البكريين ( 32 ـ 39 ) مخازي التغلبيين ونقضهم للسلم ( 40 ـ 55 ) استمالة الملك ـ ذكر العداوة ( 59 ـ 64 ) مدح الملك ( 65 ـ 68 ) خدما البكريين للملك ( 69 ـ 83 ( القرابة بينهم وبين الملك ( 84 ـ 85 ).

قيمة المعلقة : هي نموذج للفن الرفيع في الخطابة والشعر الملحمي وفيها قيمة أدبية وتاريخية كبيرة تتجلى فيها قوة الفكر عند الشاعر ونفاذ الحجة كما أنها تحوي القصص وألواناً من التشبيه الحسّي كتصوير الأصوات والاستعداد للحرب وفيها من الرزانة ما يجعلها أفضل مثال للشعر السياسي والخطابي في ذلك العصر.
وفي الجملة جمعت المعلَّقة العقل والتاريخ والشعر والخطابة ما لم يجتمع في قصيدة جاهلية أخرى.

http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 03:28 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1


معلقة الحارث بن حلزة


آذَنَتـنَـا بِبَينـهـا أَسـمَـاءُ
رُبَّ ثَـاوٍ يَمَـلُّ مِنـهُ الثَّـواءُ

بَعدَ عَهـدٍ لَنـا بِبُرقَـةِ شَمَّـاءَ

فَأَدنَـى دِيَـارِهـا الخَلْـصَـاءُ

فَالمحيّـاةُ فَالصّفـاجُ فَأعْنَـاقُ

فِـتَـاقٍ فَـعـاذِبٌ فَالـوَفـاءُ

فَريَاضُ القَطَـا فَأوْدِيَـةُ الـشُ

ربُـبِ فَالشُعبَتَـانِ فَـالأَبْـلاءُ

لا أَرَى مَن عَهِدتُ فِيهَا فَأبْكِـي

اليَومَ دَلهاً وَمَا يُحَيِّـرُ البُكَـاءُ

وبِعَينَيـكَ أَوقَـدَت هِنـدٌ النَّـارَ

أَخِيـراً تُلـوِي بِهَـا العَلْـيَـاءُ

فَتَنَـوَّرتُ نَارَهَـا مِـن بَعِـيـدٍ

بِخَزَازى هَيهَاتَ مِنـكَ الصَّـلاءُ

أَوقَدتها بَينَ العَقِيقِ فَشَخصَيـنِ

بِعُـودٍ كَمَـا يَلُـوحُ الضِـيـاءُ

غَيرَ أَنِّي قَد أَستَعِينُ على الهـم

إِذَا خَـفَّ بِالـثَّـوِيِّ النَـجَـاءُ

بِـزَفُـوفٍ كَأَنَّـهـا هِـقَـلـةٌ

أُمُّ رِئَــالٍ دَوِيَّــةٌ سَقْـفَـاءُ

آنَسَت نَبأَةً وأَفْزَعَهـا القَنَّـاصُ

عَصـراً وَقَـد دَنَـا الإِمْـسَـاءُ

فَتَرَى خَلْفَها مِـنَ الرَّجـعِ وَالـ

وَقْـعِ مَنِينـاً كَـأَنَّـهُ إِهْـبَـاءُ

وَطِرَاقـاً مِـن خَلفِهِـنَّ طِـرَاقٌ

سَاقِطَاتٌ أَلوَتْ بِهَـا الصَحـرَاءُ

أَتَلَهَّـى بِهَـا الهَوَاجِـرَ إِذ كُـلُّ

ابـنَ هَــمٍّ بَلِـيَّـةٌ عَمـيَـاءُ

وأَتَانَا مِنَ الحَـوَادِثِ والأَنبَـاءِ

خَطـبٌ نُعنَـى بِـهِ وَنُـسَـاءُ

إِنَّ إِخوَانَنـا الأَرَاقِـمَ يَغـلُـونَ

عَلَينَـا فِـي قَيلِهِـم إِخْـفَـاءُ

يَخلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِـذِي الـ

ـذَنبِ وَلا يَنفَعُ الخَلِيَّ الخِـلاءُ

زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العِيـرَ

مُـوَالٍ لَنَـا وَأَنَــا الــوَلاءُ

أَجمَعُوا أَمرَهُـم عِشـاءً فَلَمَّـا

أَصبَحُوا أَصبَحَت لَهُم ضَوْضَـاءُ

مِن مُنَادٍ وَمِـن مُجِيـبٍ وَمِـن

تَصهَالِ خَيلٍ خِـلالَ ذَاكَ رُغَـاءُ

أَيُّهَـا النَاطِـقُ المُرَقِّـشُ عَنَّـا

عِندَ عَمروٍ وَهَـل لِـذَاكَ بَقَـاءُ

لا تَخَلنَـا عَلَـى غِرَاتِـك إِنّـا

قَبلُ مَا قَد وَشَى بِنَـا الأَعْـدَاءُ

فَبَقَيـنَـا عَـلَـى الـشَـنـاءَةِ

تَنمِينَا حُصُونٌ وَعِـزَّةٌ قَعسَـاءُ

قَبلَ مَا اليَـومِ بَيَّضَـت بِعُيـونِ

النَّـاسِ فِيهَـا تَغَيُّـظٌ وَإِبَــاءُ

فَكَأَنَّ المَنونَ تَردِي بِنَـا أَرعَـنَ

جَونـاً يَنجَـابُ عَنـهُ العَمـاءُ

مُكفَهِراً عَلَى الحَوَادِثِ لا تَرتُـوهُ

للـدَهـرِ مُـؤَيِّـدٌ صَـمَّــاءُ

إِرمِـيٌّ بِمِثلِـهِ جَالَـتِ الخَيـلُ

فَآبَـت لِخَصمِـهَـا الإِجــلاَءُ

مَلِكٌ مُقسِطٌ وأَفضَلُ مَن يَمشِـي

وَمِـن دُونَ مَـا لَدَيـهِ الثَّنَـاءُ

أَيَّمَـا خُطَّـةٍ أَرَدتُـم فَـأَدوهَـا

إِلَينَـا تُشفَـى بِهَـا الأَمــلاءُ

إِن نَبَشتُم مَا بَينَ مِلحَـةَ فَـال

صَاقِبِ فِيهِ الأَمـوَاتُ وَالأَحَيَـاءُ

أَو نَقَشتُـم فَالنَّقـشُ يَجشَمُـهُ

النَّاسُ وَفِيهِ الإِسقَـامُ وَالإِبـرَاءُ

أَو سَكَتُّم عَنَّا فَكُنَّا كَمَن أَغمَـضَ

عَينـاً فِـي جَفنِهَـا الأَقــذَاءُ

أَو مَنَعتُم مَا تُسأَلُونَ فَمَـن حُـدِّ

ثتُمُـوهُ لَـهُ عَلَينَـا الـعَـلاءُ

هَل عَلِمتُم أَيَّامَ يُنتَهَـبُ النَّـاسُ

غِـوَاراً لِكُـلِّ حَــيٍّ عُــواءُ

إِذ رَفَعنَا الجِمَالَ مِن سَعَـفِ ال

بَحرَينِ سَيراً حَتَّى نَهَاهَا الحِسَاءُ

ثُمَّ مِلنَا عَلَـى تَمِيـمٍ فَأَحرَمنَـا

وَفِينَـا بَنَـاتُ قَــومٍ إِمَــاءُ

لا يُقِيمُ العَزيزُ بِالبَلَـدِ السَهـلِ

وَلا يَنفَـعُ الذَّلِـيـلَ النِـجَـاءُ

لَيسَ يُنجِي الـذِي يُوَائِـل مِنَّـا

رَأْسُ طَـوْدٍ وَحَـرَّةٌ رَجــلاءُ

مَلِكٌ أَضلَـعَ البَرِيَّـةِ لا يُوجَـدُ

فِيهَـا لِـمَـا لَـدَيـهِ كِـفَـاءُ

كَتَكَالِيفِ قَومِنَا إِذَا غَزَا المَنـذِرُ

هَلِ نَحـنُ لابـنِ هِنـدٍ رِعَـاءُ

مَا أَصَابُوا مِن تَغلَبِي فَمَطَلـولٌ

عَلَيـهِ إِذَا أُصِـيـبَ العَـفَـاءُ

إِذَ أَحَلَّ العَـلاةَ قُبَّـةَ مَيسُـونَ

فَأَدنَـى دِيَـارِهَـا العَـوصَـاءُ

فَتَـأَوَّت لَـهُ قَرَاضِبَـةٌ مِــن

كُـلِّ حَـيٍّ كَأَنَّـهُـم أَلـقَـاءُ

فَهَداهُم بِالأَسوَدَيـنِ وأَمـرُ اللهِ

بَالِـغٌ تَشقَـى بِـهِ الأَشقِـيَـاءُ

إِذ تَمَنَّونَهُم غُـرُوراً فَسَاقَتهُـم

إِلَيـكُـم أُمنِـيَّـةٌ أَشـــرَاءُ

لَـم يَغُرّوكُـم غُـرُوراً وَلَكـن

رَفَعَ الآلُ شَخصَهُـم وَالضَحَـاءُ

أَيُّهـا النَاطِـقُ المُبَلِّـغُ عَـنَّـا

عِندَ عَمروٍ وَهَل لِـذَكَ انتِهَـاءُ

مَـن لَنَـا عِنـدَهُ مِـنَ الخَيـرِ

آيَاتٌ ثَلاثٌ فِي كُلِّهِـنَّ القَضَـاءُ

آيَةٌ شَارِقُ الشّقِيقَةِ إِذَا جَـاءَت

مَعَـدٌّ لِـكُـلِّ حَــيٍّ لِــوَاءُ

حَولَ قَيسٍ مُستَلئِمِيـنَ بِكَبـشٍ

قَـرَظِـيٍ كَـأَنَّـهُ عَـبــلاءُ

وَصَتِيتٍ مِنَ العَواتِـكِ لا تَنهَـاهُ

إِلاَّ مُـبـيَـضَّـةٌ رَعــــلاءُ

فَرَدَدنَاهُمُ بِطَعـنٍ كَمَـا يَخـرُجُ

مِـن خُربَـةِ المَـزَادِ الـمَـاءُ

وَحَمَلنَاهُمُ عَلَـى حَـزمِ ثَهـلانِ

شِــلالاً وَدُمِّــيَ الأَنـسَـاءُ

وَجَبَهنَاهُمُ بِطَعـنٍ كَمَـا تُنهَـزُ

فِـي جَمَّـةِ الطَـوِيِّ الــدِلاءُ

وَفَعَلنَـا بِهِـم كَمَـا عَلِـمَ اللهُ

ومَـا أَن للحَائِنِـيـنَ دِمَــاءُ

ثُمَّ حُجراً أَعنَي ابـنَ أُمِّ قَطَـامٍ

وَلَــهُ فَارِسِـيَّـةٌ خَـضـرَاءُ

أَسَدٌ فِـي اللِقَـاءِ وَردٌ هَمُـوسٌ

وَرَبِيـعٌ إِن شَمَّـرَت غَـبـرَاءُ

وَفَكَكنَا غُلَّ امرِيِء القَيسِ عَنـهُ

بَعدَ مَا طَـالَ حَبسُـهُ والعَنَـاءُ

وَمَعَ الجَونِ جَونِ آلِ بَنِي الأَوسِ

عَـتُـودٌ كَأَنَّـهـا دَفـــوَاءُ

مَا جَزِعنَا تَحتَ العَجَاجَةِ إِذ وَلُّوا

شِـلالاً وَإِذ تَلَظَّـى الـصِـلاءُ

وَأَقَدنَـاهُ رَبَّ غَسَّـانَ بِالمُنـذِرِ

كَرهـاً إِذ لا تُـكَـالُ الـدِمَـاءُ

وأَتَينَاهُـمُ بِتِسـعَـةِ أَمــلاكٍ

كِــرَامٍ أَسلابُـهُـم أَغــلاءُ

وَوَلَدنَا عَمـرو بـنِ أُمِّ أنَـاسٍ

مِن قَرِيبٍ لَمَّـا أَتَانَـا الحِبَـاءُ

مِثلُهَا تُخرِجُ النَصِيحـةَ للقَـومِ

فَـلاةٌ مِـن دُونِـهَـا أَفــلاءُ

فَاتْرُكُوا الطَيخَ والتَعَاشِي وَإِمّـا

تَتَعَاشَوا فَفِي التَعَاشِـي الـدَّاءُ

وَاذكُرُوا حِلفَ ذِي المَجَازِ وَمَـا

قُـدِّمَ فِيـهِ العُهُـودُ وَالكُفَـلاءُ

حَذَرَ الجَورِ وَالتَعدِّي وَهَل يَنقُضُ

مَـا فِـي المَهَـارِقِ الأَهـوَاءُ

وَاعلَمُوا أَنَّنَا وَإِيَّاكُـم فِـي مَـا

إِشتَرَطنَا يَـومَ إِختَلَفنَـا سَـوَاءُ

عَنَناً بَاطِلاً وَظُلمـاً كَمَـا تُعتَـرُ

عَن حَجـرَةِ الرَبِيـضِ الظَّبَـاءُ

أَعَلَينَا جُنَـاحُ كِنـدَةَ أَن يَغنَـمَ

غَازِيـهُـمُ وَمِـنَّـا الـجَـزَاءُ

أَم عَلَينَا جَرَّى إيَادٍ كَمَـا نِيـطَ

بِجَـوزِ المُحـمَّـلِ الأَعـبَـاءُ

لَيسَ منَّا المُضَرَّبُونَ وَلا قَيـسٌ

وَلا جَـنــدَلٌ وَلا الـحَــذَّاءُ

أَم جَنَايَـا بَنِـي عَتِيـقٍ فَإِنَّـا

مِنـكُـم إِن غَـدَرتُـم بُــرَآءُ

وَثَمَانُونَ مِـن تَمِيـمٍ بِأَيدِيهِـم

رِمَـاحٌ صُدُورُهُـنَّ القَـضَـاءُ

تَرَكُوهُـم مُلَحَّبِـيـنَ فَـآبُـوا

بِنَهـابٍ يَصَـمُّ مِنهَـا الحُـدَاءُ

أَم عَلَينَـا جَـرَّى حَنِيفَـةَ أَمَّـا

جَمَّعَت مِـن مُحَـارِبٍ غَبـرَاءُ

أَم عَلَينَا جَرَّى قُضَاعَةَ أَم لَيـسَ

عَلَينَا فِـي مَـا جَنَـوا أَنـدَاءُ

ثُمَّ جَاؤوا يَستَرجِعُونَ فَلَم تَرجِع

لَـهُـم شَـامَـةٌ وَلا زَهــرَاءُ

لَم يُخَلَّـوا بَنِـي رِزَاحٍ بِبَرقَـاءِ

نِطَـاعٍ لَهُـم عَلَيهُـم دُعَــاءُ

ثُمَّ فَاؤوا مِنهُم بِقَاصِمَةِ الظَّهـرِ

وَلا يَـبـرُدُ الغَلِـيـلَ الـمَـاءُ

ثُمَّ خَيلٌ مِن بَعدِ ذَاكَ مَعَ الغَـلاَّقِ

لا رَأَفَــــةٌ وَلا إِبــقَــاءُ

وَهُوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيدُ عَلَى يَـومِ

الحَيارَيـنِ وَالـبَـلاءُ بَــلاء


http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 03:40 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1


معلقة لبيد بن أبي ربيعة

(الجزء الأول)


عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَـا
بِمِنىً تَأَبَّـدَ غَـوْلُهَا فَرِجَامُهَـا
فَمَـدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـا
خَلِقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِىَّ سِلامُهَا

دِمَنٌ تَجَـرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَـا

حِجَـجٌ خَلَونَ حَلالُهَا وَحَرامُهَا

رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَـا

وَدَقُّ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَـا

مِنْ كُـلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِـنٍ

وَعَشِيَّـةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَـا

فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَـتْ

بِالجَهْلَتَيْـنِ ظِبَـاؤُهَا وَنَعَامُهَـا

وَالعِيْـنُ سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَـا

عُـوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضَاءِ بِهَامُهَـا

وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا

زُبُـرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَـا أَقْلامُهَـا

أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤورُهَـا

كَفِـفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَـا

فَوَقَفْـتُ أَسْأَلُهَا وَكَيفَ سُؤَالُنَـا

صُمًّـا خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ كَلامُهَـا

عَرِيتْ وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا

مِنْهَـا وغُودِرَ نُؤيُهَا وَثُمَامُهَـا

شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِيْنَ تَحَمَّلُـوا

فَتَكَنَّسُـوا قُطُناً تَصِرُّ خِيَامُهَـا

مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عَصِيَّـهُ

زَوْجٌ عَلَيْـهِ كِلَّـةٌ وَقِرَامُهَـا

زُجَلاً كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا

وَظِبَـاءَ وَجْرَةَ عُطَّفاً آرَامُهَـا

حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا

أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَـا

بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارِ وقَدْ نَأَتْ

وتَقَطَّعَـتْ أَسْبَابُهَا ورِمَامُهَـا

مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْد وجَـاوَرَتْ

أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا

بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْنِ أَوْ بِمُحَجَّـرٍ

فَتَضَمَّنَتْهَـا فَـرْدَةٌ فَرُخَامُهَـا

فَصُـوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمِظَنَّـةٌ

فِيْهَا رِخَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا

فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُـهُ

وَلَشَـرُّ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَـا

وَاحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ

بَاقٍ إِذَا ظَلَعَتْ وَزَاغَ قِوَامُهَـا

بِطَلِيـحِ أَسْفَـارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّـةً

مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَا وسَنَامُهَـا

وَإِذَا تَعَالَى لَحْمُهَا وتَحَسَّـرَتْ

وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلالِ خِدَامُهَـا

فَلَهَـا هِبَابٌ فِي الزِّمَامِ كَأَنَّهَـا

صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا

أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَبَ لاحَـهُ

طَرْدُ الفُحُولِ وضَرْبُهَا وَكِدَامُهَـا

يَعْلُو بِهَا حُدْبَ الإِكَامِ مُسَحَّـجٌ

قَـدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَـا وَوِحَامُهَـا

بِأَحِـزَّةِ الثَّلْبُـوتِ يَرْبَأُ فَوْقَهَـا

قَفْـرُ المَـرَاقِبِ خَوْفُهَا آرَامُهَـا

حَتَّـى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّـةً

جَـزْءاً فَطَالَ صِيَامُهُ وَصِيَامُهَـا

رَجَعَـا بِأَمْرِهِمَـا إِلىَ ذِي مِـرَّةٍ

حَصِـدٍ ونُجْعُ صَرِيْمَةٍ إِبْرَامُهَـا

ورَمَى دَوَابِرَهَا السَّفَا وتَهَيَّجَـتْ

رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وسِهَامُهَـا

فَتَنَـازَعَا سَبِطاً يَطِيْرُ ظِـلالُـهُ

كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَـا

مَشْمُـولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابتِ عَرْفَـجٍ

كَدُخَـانِ نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُهَـا

فَمَضَى وقَدَّمَهَا وكَانَتْ عَـادَةً

مِنْـهُ إِذَا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُهَـا

فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعَـا

مَسْجُـورَةً مُتَجَـاوِراً قُلاَّمُهَـا

مَحْفُـوفَةً وَسْطَ اليَرَاعِ يُظِلُّهَـا

مِنْـهُ مُصَـرَّعُ غَابَةٍ وقِيَامُهَـا

أَفَتِلْـكَ أَمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبُـوعَـةٌ

خَذَلَتْ وهَادِيَةُ الصِّوَارِ قِوَامُهَـا

خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فَلَمْ يَـرِمْ

عُرْضَ الشَّقَائِقِ طَوْفُهَا وبُغَامُهَـا

لِمُعَفَّـرٍ قَهْـدٍ تَنَـازَعَ شِلْـوَهُ

غُبْسٌ كَوَاسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُهَـا




http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1



د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 04:36 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1

معلقة لبيد بن أبي ربيعة

(الجزء الثاني)

صَـادَفْنَ مِنْهَا غِـرَّةً فَأَصَبْنَهَـا



إِنَّ المَنَـايَا لا تَطِيْشُ سِهَامُهَـا


بَاتَتْ وأَسْبَلَ واكِفٌ مِنْ دِيْمَـةٍ
يُرْوَى الخَمَائِلَ دَائِماً تَسْجَامُهَـا


يَعْلُـو طَرِيْقَةَ مَتْنِهَـا مُتَوَاتِـرٌ
فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُومَ غَمامُهَـا


تَجْتَـافُ أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّـذَا
بِعُجُـوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيْلُ هُيَامُهَـا


وتُضِيءُ فِي وَجْهِ الظَّلامِ مُنِيْـرَةً
كَجُمَانَةِ البَحْرِيِّ سُلَّ نِظَامُهَـا


حَتَّى إِذَا حَسَرَ الظَّلامُ وأَسْفَرَتْ
بَكَرَتْ تَزِلُّ عَنِ الثَّرَى أَزْلامُهَا


عَلِهَتْ تَرَدَّدُ فِي نِهَاءِ صُعَائِـدٍ
سَبْعـاً تُـؤَاماً كَامِلاً أَيَّامُهَـا


حَتَّى إِذَا يَئِسَتْ وَأَسْحَقَ حَالِقٌ
لَمْ يُبْلِـهِ إِرْضَاعُهَا وفِطَامُهَـا


فَتَوَجَّسَتْ رِزَّ الأَنِيْسِ فَرَاعَهَـا
عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيْسُ سَقَامُهَا


فَغَدَتْ كِلاَ الفَرْجَيْنِ تَحْسِبُ أَنَّهُ
مَوْلَى المَخَافَةِ خَلْفُهَا وأَمَامُهَـا


حَتَّى إِذَا يِئِسَ الرُّمَاةُ وأَرْسَلُـوا
غُضْفاً دَوَاجِنَ قَافِلاً أَعْصَامُهَـا


فَلَحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لَهَا مَدْرِيَّـةٌ
كَالسَّمْهَـرِيَّةِ حَدُّهَا وتَمَامُهَـا


لِتَذُودَهُنَّ وأَيْقَنَتْ إِنْ لَمْ تَـذُدْ
أَنْ قَدْ أَحَمَّ مَعَ الحُتُوفِ حِمَامُهَا


فَتَقَصَّدَتْ مِنْهَا كَسَابِ فَضُرِّجَتْ
بِدَمٍ وغُودِرَ فِي المَكَرِّ سُخَامُهَـا


فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوَامِعُ بِالضُّحَى
واجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إِكَامُهَـا


أَقْضِـي اللُّبَـانَةَ لا أُفَرِّطُ رِيْبَـةً
أَوْ أنْ يَلُـومَ بِحَاجَـةٍ لَوَّامُهَـا


أَوَلَـمْ تَكُنْ تَدْرِي نَوَارِ بِأَنَّنِـي
وَصَّـالُ عَقْدِ حَبَائِلٍ جَذَّامُهَـا


تَـرَّاكُ أَمْكِنَـةٍ إِذَا لَمْ أَرْضَهَـا
أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَـا


بَلْ أَنْتِ لا تَدْرِينَ كَمْ مِنْ لَيْلَـةٍ
طَلْـقٍ لَذِيذٍ لَهْـوُهَا وَنِدَامُهَـا


قَـدْ بِتُّ سَامِرَهَا وغَايَةَ تَاجِـرٍ
وافَيْـتُ إِذْ رُفِعَتْ وعَزَّ مُدَامُهَـا


أُغْلِى السِّبَاءَ بِكُلِّ أَدْكَنَ عَاتِـقِ
أَوْ جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتَامُهَـا


بِصَبُوحِ صَافِيَةٍ وجَذْبِ كَرِينَـةٍ
بِمُـوَتَّـرٍ تَأْتَـالُـهُ إِبْهَامُهَـا


بَاكَرْتُ حَاجَتَهَا الدَّجَاجَ بِسُحْرَةٍ
لأَعَـلَّ مِنْهَا حِيْنَ هَبَّ نِيَامُهَـا


وَغـدَاةَ رِيْحٍ قَدْ وَزَعْتُ وَقِـرَّةٍ
قَد أَصْبَحَتْ بِيَدِ الشَّمَالِ زِمَامُهَـا


وَلَقَدْ حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِـي
فُرْطٌ وِشَاحِي إِذْ غَدَوْتُ لِجَامُهَـا


فَعَلَـوْتُ مُرْتَقِباً عَلَى ذِي هَبْـوَةٍ
حَـرِجٍ إِلَى أَعْلامِهِـنَّ قَتَامُهَـا


حَتَّـى إِذَا أَلْقَتْ يَداً فِي كَافِـرٍ
وأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُهَـا


أَسْهَلْتُ وانْتَصَبَتْ كَجِذْعِ مُنِيْفَةٍ
جَـرْدَاءَ يَحْصَرُ دُونَهَا جُرَّامُهَـا


رَفَّعْتُهَـا طَـرْدَ النَّعَـامِ وَشَلَّـهُ
حَتَّى إِذَا سَخِنَتْ وخَفَّ عِظَامُهَـا


قَلِقَـتْ رِحَالَتُهَا وأَسْبَلَ نَحْرُهَـا
وابْتَـلَّ مِنْ زَبَدِ الحَمِيْمِ حِزَامُهَـا


تَرْقَى وتَطْعَنُ فِي العِنَانِ وتَنْتَحِـي
وِرْدَ الحَمَـامَةِ إِذْ أَجَدَّ حَمَامُهَـا


وكَثِيْـرَةٍ غُـرَبَاؤُهَـا مَجْهُولَـةٍ
تُـرْجَى نَوَافِلُهَا ويُخْشَى ذَامُهَـا


غُلْـبٍ تَشَذَّرُ بِالذَّحُولِ كَأَنَّهَـا
جِـنُّ البَـدِيِّ رَوَاسِياً أَقْدَامُهَـا


أَنْكَـرْتُ بَاطِلَهَا وبُؤْتُ بِحَقِّهَـا
عِنْـدِي وَلَمْ يَفْخَرْ عَلَّي كِرَامُهَـا


وجَـزُورِ أَيْسَارٍ دَعَوْتُ لِحَتْفِهَـا
بِمَغَـالِقٍ مُتَشَـابِهٍ أَجْسَامُهَــا


أَدْعُـو بِهِنَّ لِعَـاقِرٍ أَوْ مُطْفِــلٍ
بُذِلَـتْ لِجِيْرَانِ الجَمِيْعِ لِحَامُهَـا


فَالضَّيْـفُ والجَارُ الجَنِيْبُ كَأَنَّمَـا
هَبَطَـا تَبَالَةَ مُخْصِبـاً أَهْضَامُهَـا


تَـأْوِي إِلَى الأطْنَابِ كُلُّ رَذِيَّـةٍ
مِثْـلِ البَلِيَّـةِ قَالِـصٍ أَهْدَامُهَـا


ويُكَلِّـلُونَ إِذَا الرِّيَاحُ تَنَاوَحَـتْ
خُلُجـاً تُمَدُّ شَـوَارِعاً أَيْتَامُهَـا


إِنَّـا إِذَا الْتَقَتِ المَجَامِعُ لَمْ يَـزَلْ
مِنَّـا لِزَازُ عَظِيْمَـةٍ جَشَّامُهَـا


ومُقَسِّـمٌ يُعْطِي العَشِيرَةَ حَقَّهَـا
ومُغَـذْمِرٌ لِحُقُوقِهَـا هَضَّامُهَـا


فَضْلاً وَذُو كَرَمٍ يُعِيْنُ عَلَى النَّدَى
سَمْحٌ كَسُوبُ رَغَائِبٍ غَنَّامُهَـا


مِنْ مَعْشَـرٍ سَنَّتْ لَهُمْ آبَاؤُهُـمْ
ولِكُـلِّ قَـوْمٍ سُنَّـةٌ وإِمَامُهَـا


لا يَطْبَعُـونَ وَلا يَبُورُ فَعَالُهُـمْ
إِذْ لا يَمِيْلُ مَعَ الهَوَى أَحْلامُهَـا


فَاقْنَـعْ بِمَا قَسَمَ المَلِيْكُ فَإِنَّمَـا
قَسَـمَ الخَـلائِقَ بَيْنَنَا عَلاَّمُهَـا


وإِذَا الأَمَانَةُ قُسِّمَتْ فِي مَعْشَـرٍ
أَوْفَـى بِأَوْفَـرِ حَظِّنَا قَسَّامُهَـا


فَبَنَـى لَنَا بَيْتـاً رَفِيْعاً سَمْكُـهُ
فَسَمَـا إِليْهِ كَهْلُهَـا وغُلامُهَـا


وَهُمُ السُّعَاةُ إِذَا العَشِيرَةُ أُفْظِعَـتْ
وَهُمُ فَـوَارِسُـهَا وَهُمْ حُكَّامُهَـا


وَهُمُ رَبيـْعٌ لِلْمُجَـاوِرِ فِيهُــمُ
والمُرْمِـلاتِ إِذَا تَطَـاوَلَ عَامُهَـا


وَهُمُ العَشِيْـرَةُ أَنْ يُبَطِّئَ حَاسِـدٌ
أَوْ أَنْ يَمِيْـلَ مَعَ العَـدُوِّ لِئَامُهَـا

http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 04:54 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1
ترجمة لبيد بن أبي ربيعة

هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة العامري المضري كان من أشراف قومه وفرسانهم، وقد نشأ كريماً شجاعاً فاتكاً إلى أن دخل الإسلام نحو سنة 629 ثم انتقل إلى الكوفة وقضى فيها أواخر أيامه إلى أن توفي سنة 691 و له من العمر أكثر من مائة سنة.

له ديوان شعر طبع للمرة الأولى في سنة 1880، وقد ترجم إلى الألمانية وأشهر ما في الديوان المعلقة تقع في 88 بيتاً من البحر الكامل و هي تدور حول ذكر الديار _ وصف الناقة _ وصف اللهو _ والغزل و الكرم _ والافتخار بالنفس وبالقوم.
فنه: لبيد شاعر فطري بعيد عن الحضارة وتأثيراتها يتجلى فنه في صدقه فهو ناطق في جميع شعره يستمد قوته على صدقه وشدة إيمانه بجمال ما ينصرف إليه من أعمال، وما يسمو إليه من مثل في الحياة ولهذا تراه إن تحدث عن ذاته رسم لنا صورته كما هي فهو في السلم رجل لهو، وعبث، ورجل كرم، وجود، وإذا هو في الحرب شديد البأس والشجاعة وإذا هو وقد تقدمت به السن رجل حكمة، وموعظة، ورزانة.

وإن وصف تحري الدقة في كل ما يقوله وابتعد عن المبالغات الإيحائية وأكثر ما اشتهر به وصف الديار الخالية ووصف سرعة الناقة وتشبيهها بحيوانات الصحراء كالأتان الوحشية والطبية.

وإن رثى أخلص القول وأظهر كل ما لديه من العواطف الصادقة، والحكم المعزية، فهو متين اللفظ ضخم الأسلوب، وشعره يمثل الحياة البدوية الساذجة في فطرتها وقسوتها أحسن تمثيل وأصدق تمثيل تبدأ المعلقة بوصف الديار المقفرة _ والأطلال البالية.

وتخلص إلى الغزل ثم إلى وصف الناقة وهو أهم أقسام المعلقة ثم يتحول إلى وصف نفسه وما فيها من هدوء ـ اضطراب _ لهو ... فكان مجيداً في تشبيهاته القصصية.
وقد أظهر مقدرة عالية في دقته، وإسهابه، والإحاطة بجميع صور الموصوف، ويتفوق على جميع أصحاب المعلقات بإثارة ذكريات الديار القديمة فشعره يمثل دليل رحلة من قلب بادية الشام بادية العرب إلى الخليج العربي.

http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 06:02 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1


المعلقـــــــات ... التعريف بهــــــا

كان فيما اُثر من أشعار العرب، ونقل إلينا من تراثهم الأدبي الحافل بضع قصائد من مطوّلات الشعر العربي،وكانت من أدقّه معنى، وأبعده خيالاً، وأبرعه وزناً، وأصدقه تصويراً للحياة،التي كان يعيشها العرب في عصرهم قبل الإسلام، ولهذا كلّه ولغيره عدّها النقّاد، والرواة قديماً قمّة الشعر العربي، وقد سمّيت بالمطوّلات، وأمّا تسميتها المشهورة، فهي المعلّقات.

ولا بأس أن نتناول نبذةً عنها وعن أصحابها وبعض الأوجه الفنّيةفيها :



فالمعلّقات لغةً منالعِلْق: وهو المال الذي يكرم عليك، تضنّ به، تقول : هذا عِلْقُ مضنَّة.

وماعليه علقةٌ إذا لم يكن عليه ثياب فيها خير، والعِلْقُ هو النفيسمن كلّ شيء، وفي حديث حذيفة: «فما بال هؤلاء الّذين يسرقون أعلاقنا» أي نفائس أموالنا . والعَلَق هو كلّ ماعُلِّق .
وأمّا المعنى الاصطلاحيفالمعلّقات: قصائد جاهليّة بلغ عددها السبع أو العشر ـ على قول ـ برزت فيها خصائصالشعر الجاهلي بوضوح ، حتّى عدّتأفضل ما بلغنا عن الجاهليّين من آثار أدبية.
والناظر إلى المعنييناللغوي والاصطلاحي يجد العلاقة واضحة بينهما، فهي قصائد نفيسة ذات قيمة كبيرة،بلغت الذّروة في اللغة، وفي الخيال والفكر، وفي الموسيقى وفي نضج التجربة،وأصالة التعبير، ولم يصل الشعر العربي إلى ما وصل إليه في عصر المعلّقات من غزلامرئ القيس، وحماس المهلهل، وفخر ابن كلثوم، إلاّ بعد أن مرّ بأدوار ومراحلإعداد وتكوين طويلة .

وفي سبب تسميتهابالمعلّقات هناك أقوال منها :
لأنّهم استحسنوها وكتبوهابماء الذهب وعلّقوها على الكعبة، وهذا ما ذهب إليه ابن عبد ربّه في العقد الفريد،وابن رشيق وابن خلدون وغيرهم، يقول صاحب العقد الفريد: « وقد بلغ من كلف العرب به/أي الشعر وتفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد تخيّرتها من الشعر القديم ، فكتبتهابماء الذهب في القباطي المدرجة، وعلّقتها بين أستار الكعبة، فمنه يقال: مذهّبةامرئ القيس، ومذهّبة زهير، والمذهّبات سبع، وقد يقال: المعلّقات، قال بعضالمحدّثين قصيدة له ويشبّهها ببعض هذه القصائد التي ذكرت :


برزةٌ تذكَرُ في الحسـ ـنِ من الشعرالمعلّقْ

كلّ حرف نـادر منـ ـها له وجـهٌ معشّ


أو لأنّ المراد منهاالمسمّطات والمقلّدات، فإنّ من جاء بعدهم من الشعراء قلّدهم في طريقتهم، وهو رأيالدكتور شوقي ضيف وبعض آخر ،أو أن الملكإذاما استحسنها أمر بتعليقها فيخزانته .


هل علّقت على الكعبة؟


سؤال طالما دار حوله الجدلوالبحث ، فبعض يثبت التعليق لهذه القصائد على ستار الكعبة، ويدافع عنه، بل ويسخّفأقوال معارضيه، وبعض آخر ينكرالإثبات، ويفنّد أدلّته، فيما توقف آخرون فلم تقنعهم أدلّة الإثبات ولاأدلّة النفي، ولم يعطوا رأياً في ذلك .




المثبتون للتعليق وأدلتهم:




لقد وقف المثبتون موقفاًقويّاً ودافعوا بشكل أو بآخر عن موقفهم في صحّة التعليق، فكتبُ التاريخ حفلت بنصوصعديدة تؤيّد صحّة التعليق، ففي العقد الفريدذهب ابن عبد ربّه ومثله ابن رشيقوالسيوطي وياقوتالحموي وابن الكلبي وابن خلدون،وغيرهم إلى أنّ المعلّقات سمّيت بذلك; لأنّها كتبتفي القباطي بماء الذهب وعلّقت على أستار الكعبة،وذكر ابن الكلبي: أنّ أوّل ما علّق هو شعر امرئ القيس على ركن من أركان الكعبةأيّام الموسم حتّى نظر إليه ثمّ اُحدر، فعلّقت الشعراء ذلكبعده .



وأمّا الاُدباء المحدّثونفكان لهم دور في إثبات التعليق، وعلى سبيل المثال نذكر منهم جرجي زيدان حيثيقول :

» وإنّما استأنف إنكار ذلك بعض المستشرقين من الإفرنج، ووافقهم بعض كتّابنا رغبة في الجديد من كلّ شيء، وأيّغرابة في تعليقها وتعظيمها بعدما علمنا من تأثير الشعر في نفوس العرب؟!
وأمّاالحجّة التي أراد النحّاس أن يضعّف بها القول فغير وجيهة; لأنّه قال: إنّ حمّاداًلمّا رأى زهد الناس في الشعر جمع هذه السبع وحضّهم عليها وقال لهم: هذه هيالمشهورات، وبعد ذلك أيّد كلامه ومذهبهفي صحّة التعليق بما ذكره ابنالأنباري إذ يقول: وهو ـ أي حمّاد ـ الذي جمع السبع الطوال، هكذا ذكره أبو جعفرالنحاس، ولم يثبت ما ذكره الناس من أنّها كانت معلّقة على الكعبة. »
وقد استفاد جرجي زيدان منعبارة ابن الأنباري : «ما ذكره الناس»، فهو أي ابن الأنباري يتعجّب من مخالفةالنحاس لما ذكره الناس، وهم الأكثرية من أنّها علقت فيالكعبة .

النافون للتعليق:

ولعلّ أوّلهم والذي يعدُّالمؤسّس لهذا المذهب ـ كما ذكرنا ـ هو أبو جعفر النحّاس، حيث ذكر أنّ حمّاداًالراوية هو الذي جمع السبع الطوال، ولم يثبت من أنّها كانت معلّقة على الكعبة،نقل ذلك عنه ابن الأنباري،فكانت هذه الفكرةأساساً لنفيالتعليق :

كارل بروكلمان حيث ذكرأنّها من جمع حمّاد، وقد سمّاها بالسموط والمعلّقات للدلالة على نفاسة ما اختاره،ورفض القول: إنّها سمّيت بالمعلّقات لتعليقها على الكعبة ، لأن هذا التعليل إنّمانشأ من التفسير الظاهر للتسمية وليس سبباً لها، وهو ما يذهب إليه نولدكه.


http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1



د. أبو شامة المغربي kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/03/2006, 06:06 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1



المعلقـــــــات ... التعريف بهــــــا



(الجزء الثاني)

وعلى هذا سار الدكتور شوقي ضيف مضيفاً إليه أنّه لا يوجد لدينا دليل مادّي على أنّ الجاهليين اتّخذوا الكتابةوسيلة لحفظ أشعارهم، فالعربية كانت لغة مسموعة لا مكتوبة. ألا ترى شاعرهم حيث يقول :

فلأهدينّ مع الرياح قصيدة منّي مغـلغلة إلى القعقاعِ

ترد المياه فـما تزال غريبةً في القوم بين تمثّلوسماعِ؟

ودليله الآخر على نفيالتعليق هو أنّ القرآن الكريم ـ على قداسته ـ لم يجمع في مصحف واحد إلاّ بعد وفاةالرسول(صلى الله عليه وآله) (طبعاً هذا على مذهبه)، وكذلك الحديث الشريف، لميدوّن إلاّ بعد مرور فترة طويلة من الزمان (لأسباب لا تخفى على من سبر كتب التأريخوأهمّها نهي الخليفة الثاني عن تدوينه) ومن باب أولى ألاّ تكتب القصائد السبع ولاتعلّق .

وممّن ردّ الفكرة ـ فكرةالتعليق ـ الشيخ مصطفى صادق الرافعي، وذهب إلى أنّها من الأخبار الموضوعة التي خفيأصلها حتّى وثق بها المتأخّرون.

ومنهم الدكتور جواد علي،فقد رفض فكرة التعليق لاُمور منها :

1 ـ أنّه حينما أمر النبيبتحطيم الأصنام والأوثان التي في الكعبة وطمس الصور ، لم يذكر وجود معلقة أو جزءمعلّقة أو بيت شعر فيها .

2 ـ عدم وجود خبر يشير إلىتعليقها على الكعبة حينما أعادوا بناءَها من جديد .

3 ـ لم يشر أحد من أهلالأخبار الّذين ذكروا الحريق الذي أصاب مكّة، والّذي أدّى إلى إعادة بنائها لميشيروا إلى احتراق المعلّقات في هذا الحريق .

4 ـ عدم وجود من ذكرالمعلّقات من حملة الشعر من الصحابة والتابعين ولا غيرهم .

ولهذا كلّه لم يستبعدالدكتور جواد علي أن تكون المعلّقات من صنع حمّاد،هذا عمدة ما ذكره المانعونللتعليق .

بعد استعراضنا لأدلةالفريقين، اتّضح أنّ عمدة دليل النافين هو ما ذكره ابن النحاس حيث ادعى أن حماداًهو الذي جمع السبع الطوال .

وجواب ذلك أن جمع حماد لهاليس دليلا على عدم وجودها سابقاً، وإلاّ انسحب الكلام على الدواوين التي جمعها أبو عمرو بن العلاء والمفضّل وغيرهما، ولا أحد يقول في دواوينهم ما قيل في المعلقات.

ثم إنّ حماداً لم يكن السبّاق إلى جمعها فقد عاش في العصر العباسي، والتاريخ ينقللنا عن عبد الملك أنَّه عُني بجمع هذه القصائد (المعلقات) وطرح شعراء أربعة منهموأثبت مكانهم أربعة .

وأيضاً قول الفرزدق يدلناعلى وجود صحف مكتوبة في الجاهلية :

أوصى عشية حين فارق رهطه عند الشهادة في الصحيفةدعفلُ

أنّ ابن ضبّة كـان خيرٌ والداً وأتمّ في حسب الكراموأفضلُ

كما عدّد الفرزدق في هذه القصيدةأسماء شعراء الجاهلية، ويفهم من بعض الأبيات أنّه كانت بين يديه مجموعات شعريةلشعراء جاهليين أو نسخ مندواوينهم بدليل قوله :

والجعفري وكان بشرٌ قبله لي من قصائده الكتابالمجملُ

وبعد أبيات يقول :

دفعوا إليَّ كتابهنّ وصيّةً فورثتهنّ كأنّهنّالجندلُ


كما روي أن النابغة وغيرهمن الشعراء كانوا يكتبون قصائدهم ويرسلونها إلى بلاد المناذرة معتذرين عاتبين، وقددفن النعمان تلك الأشعار في قصره الأبيض، حتّى كان من أمر المختار بن أبي عبيد وإخراجه لها بعد أن قيل له: إنّ تحت القصر كنزاً .

كما أن هناك شواهد أخرىتؤيّد أن التعليق على الكعبة وغيرها ـ كالخزائن والسقوف والجدران لأجل محدود أو غيرمحدود ـ كان أمراً مألوفاً عند العرب، فالتاريخ ينقل لنا أنّ كتاباً كتبه أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة في حلف خزاعة لعبد المطّلب، وعلّق هذا الكتاب على الكعبة.

كما أنّابن هشام يذكر أنّ قريشاًكتبتصحيفة عندما اجتمعت على بني هاشم وبني المطّلب وعلّقوها في جوف الكعبة توكيداً علىأنفسهم .

ويؤيّد ذلك أيضاً ما رواهالبغدادي في خزائنه من قولمعاوية: قصيدةعمرو بن كلثوموقصيدة الحارث بن حِلزه من مفاخر العرب كانتا معلّقتين بالكعبة دهراً.

هذا من جملة النقل، كما أنّه ليس هناك مانع عقلي أو فنّي من أن العرب قد علّقوا أشعاراً هي أنفس ما لديهم، وأسمى ما وصلت إليه لغتهم; وهي لغة الفصاحة والبلاغة والشعر والأدب، ولم تصل العربية في زمان إلى مستوى كما وصلت إليه في عصرهم.

ومن جهة أخرى كان للشاعر المقام السامي عند العرب الجاهليين فهو الناطق الرسمي باسم القبيلة وهو لسانها والمقدّم فيها ، وبهم وبشعرهم تفتخر القبائل، ووجود شاعر مفلّق في قبيلة يعدُّ مدعاة لعزّها وتميّزها بين القبائل، ولا تعجب من حمّاد حينما يضمّ قصيدة الحارث بن حلزّة إلى مجموعته، إذ إنّ حمّاداً كان مولى لقبيلة بكر بن وائل، وقصيدة الحارث تشيد بمجد بكر سادة حمّاد، وذلك لأنّ حمّاداً يعرف قيمة القصيدة وما يلازمها لرفعة من قيلت فيه بين القبائل .

فإذا كان للشعر تلك القيمة العالية، وإذا كان للشاعر تلك المنزلة السامية في نفوس العرب، فما المانع من أن تعلّق قصائد هي عصارة ما قيل في تلك الفترة الذهبية للشعر؟

ثمّ إنّه ذكرنا فيما تقدّم أنّ عدداً لا يستهان به من المؤرّخين والمحقّقين قد اتفقوا على التعليق .

فقبول فكرة التعليق قد يكون مقبولا، وأنّ المعلّقات لنفاستها قد علّقت على الكعبة بعدما قرئت على لجنة التحكيم السنوية، التي تتّخذ من عكاظ محلاً لها، فهناك يأتي الشعراء بما جادت به قريحتهم خلال سنة، ويقرأونها أمام الملإ ولجنة التحكيم التي عدُّوا منها النابغة الذبياني ليعطوا رأيهم في القصيدة، فإذا لاقت قبولهم واستحسانهم طارت في الآفاق، وتناقلتها الألسن، وعلّقت على جدران الكعبة أقدس مكان عند العرب، وإن لم يستجيدوها خمل ذكرها، وخفي بريقها، حتّى ينساها الناس وكأنّها لم تكن شيئاً مذكوراً.



http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=29&stc=1





د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
08/03/2006, 11:46 AM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=33&stc=1
معلقة الأعشى
ودع هريرة إن الركب مرتحل ... وهل تطيق وداعاً أيها الرجل

غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها ... تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل

كأن مشيتها من بيت جارتها ... مر السحابة لا ريثٌ ولا عجل

تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت ... كما استعان بريحٍ عشرقٌ زجل

ليست كمن يكره الجيران طلعتها ... ولا تراها لسر الجار تختتل

يكاد يصرعها لولا تشددها ... إذا تقوم إلى جاراتها الكسل

إذا تلاعب قرناً ساعةً فترت ... وارتج منها ذنوب المتن والكفل

صفر الوشاح وملء الدرع بهكنةٌ ... إذا تأتى يكاد الخصر ينخزل

نعم الضجيع غداة الدجن يصرعها ... للذة المرء لا جافٍ ولا تفل

هركولةٌ ، فنقٌ ، درمٌ مرافقها ... كأن أخمصها بالشوك ينتعل

إذا تقوم يضوع المسك أصورةً ... والزنبق الورد من أردانها شمل

ما روضةٌ من رياض الحزن معشبةٌ ... خضراء جاد عليها مسبلٌ هطل

يضاحك الشمس منها كوكبٌ شرقٌ ... مؤزرٌ بعميم النبت مكتهل

يوماً بأطيب منها نشر رائحةٍ ... ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل

علقتها عرضاً وعلقت رجلاً ... غيري وعلق أخرى غيرها الرجل

وعلقته فتاة ما يحاولها ... ومن بني عمها ميت بها وهل

وعلقتني أخيرى ما تلائمني ... فاجتمع الحب، حبٌ كله تبل

فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبه ... ناءٍ ودانٍ و مخبولٌ ومختبل

صدت هريرة عنا ما تكلمنا ... جهلاً بأم خليدٍ حبل من تصل

أ أن رأت رجلاً أعشى أضر به ... ريب المنون ودهرٌ مفندٌ خبل

قالت هريرة لما جئت طالبها ... ويلي عليك و ويلي منك يا رجل

إما ترينا حفاةً لانعال لنا ... إنا كذلك ما نحفى وننتعل

وقد أخالس رب البيت غفلته ... وقد يحاذر مني ثم ما يئل

وقد أقود الصبا يوماً فيتبعني ... وقد يصاحبني ذو الشرة الغزل

وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني ... شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شول

في فتيةٍ كسيوف الهند قد علموا ... أن هالكٌ كل من يحفى وينتعل

نازعتهم قضب الريحان متكئاً ... وقهوةً مزةً راووقها خضل

لا يستفيقون منها وهي راهنةٌ ... إلا بهات وإن علوا و إن نهلوا

يسعى بها ذو زجاجاتٍ له نطفٌ ... مقلصٌ أسفل السربال معتمل

ومستجيبٍ تخال الصنج يسمعه ... إذا ترجع فيه القينة الفضل

الساحبات ذيول الريط آونةً ... والرافعات على أعجازها العجل

من كل ذلك يومٌ قد لهوت به ... وفي التجارب طول اللهو والغزل

وبلدةٍ مثل ظهر الترس موحشةٍ ... للجن بالليل في حافاتها زجل

لا يتنمى لها بالقيظ يركبها ... إلا الذين لهم فيها أتوا مهل

جاوزتها بطليحٍ جسرةٍ سرحٍ ... في مرفقيها ـ إذا استعرضتها ـ فتل

بل هل ترى عارضاً قد بت أرمقه ... كأنما البرق في حافاته شعل

له ردافٌ وجوزٌ مفأمٌ عملٌ ... منطقٌ بسجال الماء متصل

لم يلهني اللهو عنه حين أرقبه ... ولا اللذاذة في كأس ولا شغل

فقلت للشرب في درنا وقد ثملوا ... شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل

قالوا نمارٌ، فبطن الخال جادهما ... فالعسجديةٌ فالأبلاء فالرجل

فالسفح يجري فخنزيرٌ فبرقته ... حتى تدافع منه الربو فالحبل

حتى تحمل منه الماء تكلفةً ... روض القطا فكثيب الغينة السهل

يسقي دياراً لها قد أصبحت غرضاً ... زوراً تجانف عنها القود والرسل

أبلغ يزيد بني شيبان مألكةً ... أبا ثبيتٍ أما تنفك تأتكل

ألست منتهياً عن نحت أثلتنا ... ولست ضائرها ما أطت الإبل

كناطح صخرةً يوماً ليوهنها ... فلم يضرها وأوهن قرنه الوعل

تغري بنا رهط مسعودٍ وإخوته ... يوم للقاء فتردي ثم تعتزل

تلحم أبناء ذي الجدين إن غضبوا ... أرماحنا ثم تلقاهم وتعتزل

لا تقعدن وقد أكلتها خطباً ... تعوذ من شرها يوماً وتبتهل

سائل بني أسدٍ عنا فقد علموا ... أن سوف يأتيك من أبنائنا شكل

واسأل قشيراً وعبد الله كلهم ... واسأل ربيعة عنا كيف نفتعل

إنا نقاتلهم حتى نقتلهم ... عند اللقاء وإن جاروا وإن جهلوا

قد كان في آل كهفٍ إن هم احتربوا ... والجاشرية من يسعى وينتضل

لئن قتلتم عميداً لم يكن صدداً ... لنقتلن مثله منكم فنمتثل

لئن منيت بنا عن غب معركةٍ ... لا تلفنا عن دماء القوم ننتقل

لا تنتهون ولن ينهى ذوي شططٍ ... كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل

حتى يظل عميد القوم مرتفقاً ... يدفع بالراح عنه نسوةٌ عجل

أصابه هندوانٌي فأقصده ... أو ذابلٌ من رماح الخط معتدل

كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم ... إنا لأمثالكم يا قومنا قتل

نحن الفوارس يوم الحنو ضاحيةً ... جنبي فطيمة لا ميلٌ و لا عزل

قالوا الطعان فقلنا تلك عادتنا ... أو تنزلون فإنا معشرٌ نزل

قد نخضب العير في مكنون فائله ... وقد يشيط على أرماحنا البطل
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=33&stc=1
د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
08/03/2006, 12:05 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=34&stc=1
ترجمة الشاعر الأعشى
وهو ميمون بن قيس وقد كان أعمى، أدرك الإسلام وأتى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يريد إعلان إسلامه، فالتقى به أبو سفيان، وهو ماضٍ في طريقه فاستوقفه، وسأله عن وجهته، ولما علم أبو سفيان غرض الأعشى ونيته نبههه قائلا: إن محمداً يحرم عليك الخمر والزنا والقمار.
فأجابه الأعشى: فأمّا الزنا فقد تركني وما تركته، وأما الخمر فقد قضيت منها وطراً، وأما القمار فلعلي أصيب منه خلفاً.
فقال أبو سفيان: ألا أدلك على خير؟ قال: وما هو؟ قال: إن بيننا وبينه هدنة (يريد صلح الحديبية)، فترجع عامك هذا وتأخذ مئة ناقة حمراء، فإن ظهر بعدها أتيته، وإن ظفرنا به أصبت عوضاً من رحلتك.
فقال الأعشى: لا أبالي. فأخذه أبو سفيان إلى بيته، وجمع له سادة القوم، ثم قال لهم: يا معشر قريش، هذا أعشى قيس، وقد علمتم شعره، ولئن وصل إلى محمد ليضربن عليكم العرب قاطبة بشعره، فجمعوا له مئة ناقة حمراء فأخذها ورجع.
فلما كان في اليمامة أوقعه بعيره عن ظهره فمات. كان يفد على ملوك فارس فكان ذلك سبب كثرة الفارسية في شعره كقوله:

من قهوة بانت بفارس صفوة ** تدع الفتى ملكاً يميل مصدعا

وقد مدح الأسود بن المنذر، أخا النعمان فقال:


أنت خير من ألف ألف من النا ** س اذا ما كسبت وجوه الرجال

من خير شعره، معلّقته المشهورة التي يقول في مطلعها:
ودِّع هريرةَ إنَّ الركبَ مرتحلُ ** وهل تطيقُ وداعاً أيُّها الرجلُ



د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
08/03/2006, 12:15 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=34&stc=1




ترجمة الشاعرعبيد بن الأبرص

هو عبيد بن الأبرص بن عوف بن أسد، وهو شاعر جاهلي قديم من كبار المعمّرين. أدرك امرؤ القيس وفيه قال أبياته المعروفة:


ياذا المخوفنا بقتل ** أبيه اذلالاً وحينا

من أحسن شعره، المعلقة التي يقول في مطلعها:


أقفرَ من أهلهِ ملحوبُ ** فالقطبيّاتُ فالذنوبُ


يقال أنه لقي النعمان في يوم بؤسه فقال النعمان: هلا كان هذا لغيرك يا عبيد: أنشدني فربما أعجبني شعرك. فرد عبيد: حال الجريض دون القريض (يريد: حال جفاف الريق دون الشعر) فقال النعمان: أنشدني: أقفر من أهله محلوب. فأنشد عبيد:



أقفر من أهله عبيد ** فاليوم لايبدي ولايعيد

فما كان من النعمان الا ان خيره بطريقة موته، فاختار أن يسقى حتى يثمل ثم تقطع عنقه. فأجابه النعمان ففعل كما أراد.


د. أبو شامة المغربي


kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
08/03/2006, 12:34 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=34&stc=1

معلقة عبيد بن الأبرص






أقفـرَ مِـن أَهلِـهِ مَلحـوبُ

فَالقُـطَـبِـيّـاتُ فَالـذُّنـوبُ



وبُـدِّلَـت أَهلُهـا وُحـوشـاً



وَغَيَّـرَت حالَهـا الخُـطـوبُ



أَرضٌ تَـوارَثَـهـا الـجُـدودُ



فَكُـلُّ مَـن حَلَّهـا مَحـروبُ



إِمّـا قَـتـيـلاً وَإِمّـا هُلكـاً



وَالشَّيـبُ شَيـنٌ لِمَـن يَشِيـبُ



عَيـنـاكَ دَمعُهُـمـا سَـروبُ



كَـأَنَّ شَـأنَيهِمـا شَـعـيـبُ



واهِـيَـةٌ أَو مَعـيـنٌ مَـعـنٌ



مِن عَضَّــةٍ دُونَهـا لُـهـوبُ



تَصبـو وَأَنَّـى لَـكَ التَّصابِـي



أَنّـى وَقَـد راعَـكَ الـمَشيبُ



فَكُـلُّ ذي نِعمَـةٍ مَخـلـوسٌ



وَكُـلُّ ذي أَمَـلٍ مَـكـذوبُ



وَكُـلُّ ذي إِبِــلٍ مَــوروثٌ



وَكُـلُّ ذي سَلَـبٍ مَسـلـوبُ



وَكُـلُّ ذي غَـيـبَـةٍ يَـؤوبُ



وَغـائِـبُ الـمَوتِ لا يَـؤوبُ



أَعـاقِـرٌ مِـثـلُ ذاتِ رِحــمٍ



أَم غَانِـمٌ مِثـلُ مَـن يَخـيـبُ



مَن يَسـألِ النَّـاسَ يَحـرِمـوهُ



وَسـائِـلُ اللهِ لا يَـخـيـبُ



بـالله يُـدركُ كُـلُّ خَـيـرٍ



والقَـولُ فِـي بَعضِـهِ تَلغِيـبُ



وَاللهُ لَـيـسَ لَـهُ شَـرِيـكٌ



عَـلاَّمُ مَـا أَخفَـتِ القُلُـوبُ



أَفلِـحْ بِمَا شِئـتَ قَـد يُبلَـغُ



بالضَّعـفِ وَقَد يُخدَعُ الأَرِيـبُ



لاَ يَعِـظُ النَّـاسُ مَـن لاَ يَعِـظِ



الـدَّهـرُ وَلا يَنـفَـعُ التَلبيـبُ



سَاعِـد بِـأَرضٍ تَكُـونُ فِيـهَا



وَلا تَـقُـل إِنَّـنِـي غَـريـبُ



وَالمَـرءُ مَا عَـاشَ فِي تَكذِيـبٍ



طـولُ الحَيـاةِ لَـهُ تَعـذيـبُ






د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

طارق شفيق حقي
20/03/2006, 11:24 PM
السلام عليكم تم دمج المعلقات في موضوع واحد

جهد مشكور ومبارك د أبو شامة
حبذا لو تدمج المواضيع المتسلسلة في موضوع واحد