المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مأساة دكتاتور.



خليد خريبش
20/04/2011, 03:15 PM
دخل القصر،وضع بذلته على مشجب،سقطت البذلة والمشجب معا.قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وضعها على مشجب آخر فوقع نفس الأمر...
صار كلما وضعها يتكرر الشيء نفسه كمتوالية شيطانية.
حاول تناسي الأمر، انتحى جانب كرسيه الوثير، الكرسي يتحرك...أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
لم تنفع استعاذته،قال :لا إله إلا الله،لا بد أن أمرا قد حصل،ربما أنها هزة خفيفة نادى ونادى صائحا:أيها الحاجب،أين أنت؟
-سمعا وطاعة سيدي.
-هل تحس بتحرك أرضي؟
-لا يا سيدي لا شيء.
صار يتفقد الأشياء حواليه ليسترجع أمانه بعض الشيء،عم السكون المكان،وبعد هنيهة دوت أصوات مخيفة ارتعدت لها فرائسه.
صياح حناجرَ تبغي الفضيله
تعاف الرذيله
تؤز المسامعْ
وهذي قلوب كليمه
أنين المشافي كذلكْ
وتحت السراديب موتى
تريد القصاص
ولو بعد حين...(1)
-أيها الحاجب أين أنت؟قل،هل تسمع أصوات في القصر؟
-لا يا سيدي،لا أسمع شيئا.
-اللعنة عليك أيها الخائن، أنت معهم كذلك، الخيانة داخل قصري، أكاد أُجن، حتى الأشياء في قصري تنتفض ضدي، اللعنة عليك اُغرب عن وجهي.
ارتمى على سريره،خمد غضبه بعض الشيء،استكان لإغفاءة ليستفيق فزعا من كابوس مخيف:إني أرى حُمَمة،خرجت من ظُلُمة فوقعت بأرض تَِهمـة،فأكلت منها كل ذات جُمجمة !(2)
أفتوني في رؤياي،إن كنتم للرؤيا تعبرون،ما الحُمَمة؟وما التهمة...أفتوني...سأنفجر.
كانت أسرته الصغيرة محلَّقة حوله في حالة من الخوف الرأفة وزوجته تربِّت على جسمه البدين كلما هدأ،ودَّت لو أعادته إلى وعيه في رمشة عين،كانت التفاسير تلوح في ذهنها : (الطوفان...الزلزال...). سكتت قليلا ثم همهمت بكلمة لم تسمعها لأبنائها وانصرفت كأنها علمت بتأويل رؤياه.
/
/
/
(1) المقطع الشعري على المتقارب.
(2) رؤيا ربيعة بن نصر ملك اليمن قبل الإسلام كما وردت في سيرة ابن هشام.
الحممة:القطعة من النار.
التهمة:المنخفضة.