المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ظل أنظمة المخابرات السايكس بيكاوية ، دكاكين الوطنجية تعرض سلعا بالية



رزاق الجزائري
08/04/2011, 07:07 PM
في ظل أنظمة المخابرات السايكس بيكاوية ، دكاكين الوطنجية تعرض سلعا بالية لا يقبل بها حتى المجانين

إحدى أهم مسلمات هذا العصر هو نتائج اتفاقية سايكس بيكو ، وتجزئة الوطن العربي إلى دويلات لا تستطيع النهوض ، أو حتى تلبية احتياجات شعوبها الأساسية في حياة كريمة وحرية تجعل المواطن يحاسب نظامه ورئيس دولته كما في معظم دول العالم.
وبعد مرور عدة عقود على بقاء هذه الأنظمة على حالها، تدق مرحلة التغيير أجراسها ، فماذا ستفعل أبواق هذه الأنظمة، وماذا ستعرض دكاكينها الإعلامية من سلع تحاول تخدير الشعوب وتبقي على صمتها.
تعددت الدكاكين والمعروضات ذات الطابع القديم الذي يجد المبررات لكل الجرائم التي تعرّضَ لها الشعب منذ أن تأسست هذه الأنظمة؛ فقانون الطوارئ بسبب حالة الحرب مع العدو الصهيوني، ولأننا في حالة حرب مع هذا العدو فيجب لجم الإعلام وضبطه على ساعة الزعيم فقط، ويجب تكميم أفواه الشعب والمعارضة، ويجب تأليه الزعيم فهو رمز البلد والآمر الناهي ويجب شكره على خيره وشره، ألا يقول الله : "وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر"؟
ليس مهما إن أخطأ الجيش وقتل العشرات ، فهذا خطأ بسيط، وليس مهما إن سرقت زمرة الرئيس البلد ومقدرات الشعب وقوته اليومي، فنحن في حالة حرب مع العدو ويجب ألا نلتفت إلى صغائر الأمور ومحاولة جرنا لمعارك جانبية لا تخدم مصلحة الوطن وزعيمه في معاركه غير الموجودة إلا في دكاكين هذه الأنظمة.
وأمام كل هذه الجرائم التي تمارس يوميا برعاية أمير المؤمنين والرئيس المعظم وأصحاب الجلالة والسمو والفخامة، أصبح الشعب العربي كقطيع من الغنم، يغرق في مستنقع الجهل والتخلف والجوع والخوف وقلة من الأموال والثمرات، بل وأصبح لا يعرف هل هذه حقوقه أم هي واجباته؛ فكافة الحقوق والواجبات بيد الزعيم، يهبها لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء، وما على الشعب إلا السمع والطاعة.
كل هذه الجرائم ترتكب باسم المقاومة، وعلى الأرض لا مقاومة بل هدنة تجدد تلقائيا مع العدو الصهيوني، ومن يفكر بالمقاومة بشكل فردي لا يُعرف في أي زنزانة يموت.
ما يزيد الطين بلة هو دكاكين الوطنجية المستعدة دائما لعرض مبرارتها بشكل سلعة صُنعت حسب مقاس الرئيس وحده، فهي دائما مهللة مكبرة بحمد الزعيم المعظم وأسرته وحماره، وتخلق له المبررات لما يفعل ويقول ، ومستعدة لمناقشتك ومساومتك حتى تمل وتصمت، هذا إنْ كنت خارج دائرة المحاسبة، ولا تستطيع الأقدام الثقيلة أن تصل إليك وتعتقلك، أما إن استطاعوا اعتقالك فكلها ألف سنة وينتهي الأمر على خير .
سُئل أحد أصحاب هذه الدكاكين مرة ، لماذا تدافع عن هذا الزعيم وكأنك تعتبره إلاها، فقال هذا رمز البلد وعنوان وحدتها ، ولولاه ما كنا ننعم بالأمان والاطمئنان. فقيل له : عن أي أمان تتحدث والسجون مليئة بالمعارضين ووسائل الإعلام مقيدة بحذاء هذا الزعيم ورجالات مخابراته، والبوليس السري والعلني والجيش ينهبون ويسلبون ويرتشون ويعتدون على الأعراض والأنفس والممتلكات بغير وجه حق، وأنت تراهم أمامك، حتى شرطة المرور، فعن أي أمان تتحدث؟؟؟ أجاب وبسرعة متناهية : أنت خائن ومتآمر وتثير الإشاعات المغرضة ومدسوس من العدو وتعبث بأمن البلد وتحاول النيل من الوطن ورئيسه المفدى و...... الخ من تهم لم تخلق لا من قبل ولا من بعد.
تراجع السائل المسكين وساءل نفسه قائلا لذاته، إذا كان الصهاينة معارضون للفساد في بلدنا فهم ليسوا أعداءنا، وعاد ثانية بسرعة ليقول إلى نفسه ويحك يبدو أن صاحب الدكانة صادق فيما قال ، فها أنذا امتدح الصهاينة، لملم أفكاره بسرعة وعاد بسرعة إلى صاحب الدكانة قائلا: بل المتصهين من يسرق البلد وينهبها ويعيث فسادا فيها وأشهد أنك أول المتصهينين، لأنك تدافع عن الفساد والجرائم كما يدافع الصهاينة .
خالد حجار
فلسطين