المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخطو الشارد



محمد محضار
27/03/2011, 05:29 PM
الأيام دائما تعاكسك.. تنتقم من أحلامك البسيطة.. وتغلق دونك نوافذ الأمل..
للمرة الألف تقف في مفترق الطريق منتظرا شمسا لا تشرق.. وقمرا لا يبزغ.. تفتح مذكرتك المهترئة وتدون تواريخ اِندحاراتك.. ثم تمهرها بأختام الإنكسار والإحباط ..للمرة الألف تجر أذيال خيبتك، وتقف مطأطأ الرأس أمام طوارق الزمن، وعاتياته.. أنت تفكر في أشياء حدثت رغما عنك.. وتتذكر خطوك الشارد في درب الحب..
كم يعز عليك الآن.. أن تعلن لنفسك.. نهاية زمن الحلم، والمشاعر الرقيقة، لتستقبل مرارة الواقع البئيس وصقيع الأحاسيس الباردة .
كم يعز عليك الآن أن تبدأ رحلتك الغامضة نحو المجهول وأنت دون قوت ولازاد، بعد أن جردوك من أوراق هويتك، وأجبروك على الرحيل بلا قيد أو شرط.
طلب منك المحقق المقنع.. أن تبصم على أقوالك المدونة في المحضر المنجز لك.. مررت بنظرك على ورقة المحضر.. كان يتضمن إعترافات من بنات أفكاره.. وأقوالا لم تصدر عنك.. اِحتججت عليه بصوت قوي.." أنا لم أقل هذا الكلام التافه".
رد عليك بصوت متهدج: "بل قلته.. وستمضي عليه أو.. "
قاطعته بصوت خافت "أعرف ماذا ستفعلون.. لست في حاجة إلى تذكير.. لكنني لن أمضي على هذا المحضر..و كفى بالله وكيلا".
دفعت ثمن تعنتك غاليا.. فقد دخلت المعتقل.. وعشت محنا لا عدد لها..
بعد سنوات خرجت أشبه بشبح.. اِصطدمت بالتغييرات التي اعترت محيطك.. رفاق الأمس قلبوا لك ظهر المجن، بعد أن نالوا حظهم من الكعكة وباعوك أنت وأمثالك، ثم حصلوا على الثمن نقدا.
دخلت في دوامة البحث عن الذات.. وحاولت أن تكيف نفسك مع المتغيرات.. وتعالج ندوب الماضي.. حاولت أن تصبح إنسانا عاديا وتمارس حياتك ككل الناس.. لكن هيهات هيهات.. فسنوات الاعتقال حولتك إلى إنسان محبط يعيش على الهامش، ويصعب عليه التواصل مع الآخرين.. وتلك هي المشكلة !!

طارق شفيق حقي
27/03/2011, 10:51 PM
مشاعر مستعصية
لكن بلاد الروح وساعة ولا بد من حل لذلك
هناك نور بدأ يسطع بقوة

محمد يوب
27/03/2011, 11:11 PM
سعدت بمصافحة هذه القصة التي تحكي استغلال المنصب وضرب المبادئ عرض الحائط وتلفيق التهم الزور دون وجه حق،هكذا هو واقعنا العربي البئيس نتمنى نقلة نوعية أتمنى أن تكون دون إراقة دماء زكية.
مودتي أخي محمد

م. حجاجي
13/04/2011, 10:00 AM
شكرا، الأستاذ محضار، على القصة المعبرة .

زمن يسعى المغاربة الشرفاء إلى ألايعود .

تجربة الجمر والرصاص، ومحاولة تجاوزها، رغم المؤاخذات، تعتبر من التجارب النادرة في

الوطن العربي .

محمد محضار
24/04/2011, 09:44 AM
مشاعر مستعصية
لكن بلاد الروح وساعة ولا بد من حل لذلك
هناك نور بدأ يسطع بقوة
هي أزمنة مرت ، وتواريخ كتبت بدم العديد من الشهداء ، ولعل الفتن التي يعيشها العرب حاليا نتيجة منطقية لتلك الأيام العسيرة

محمد محضار
24/04/2011, 09:45 AM
سعدت بمصافحة هذه القصة التي تحكي استغلال المنصب وضرب المبادئ عرض الحائط وتلفيق التهم الزور دون وجه حق،هكذا هو واقعنا العربي البئيس نتمنى نقلة نوعية أتمنى أن تكون دون إراقة دماء زكية.
مودتي أخي محمد
الحاج محمد يوب الناقد المتمرس والمبدع المجدد ، شكرا لك على هذا التعليق العميق ، أيها الكريم المبجل، دمت سندا لنا وقدوة.......

محمد محضار
24/04/2011, 09:47 AM
شكرا، الأستاذ محضار، على القصة المعبرة .

زمن يسعى المغاربة الشرفاء إلى ألايعود .

تجربة الجمر والرصاص، ومحاولة تجاوزها، رغم المؤاخذات، تعتبر من التجارب النادرة في

الوطن العربي .

أخي العزيز شكرا لك على هذه الإطلالة الراقية والحرف البهي الجميل ، فعلا هي سنوات مرت بنا وعشناها بعناوين كبيرة ومحفورة في الذاكرة

نجلاء نور
27/04/2011, 07:09 PM
سعدت بمصافحة هذه القصة التي تحكي استغلال المنصب وضرب المبادئ عرض الحائط وتلفيق التهم الزور دون وجه حق،هكذا هو واقعنا العربي البئيس نتمنى نقلة نوعية أتمنى أن تكون دون إراقة دماء زكية.
مودتي أخي محمدشكر أخي محضار
شكرا أحي محمد أيوب
قصة هادفة وتعقيب يزيد الموضوع أهمية وجودة
شكرا للكل
مع أزكى تحية