المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولادة .. إلى أمهات الشهداء في ليبيا



مصطفى الزايد
20/03/2011, 11:20 AM
وِلادة
إلى أمّهات الشهداء في ليبيا

أمّـــاهُ أنـتِ ولَــدتــني لِـبــــــلادي دِيـني وأرضي ، أمّـــتي وَتــلادي

أرضَـعْـتِني حُـبّـاً كَـبـيراً لَـمْ يَـزَلْ مُـتَـغَـلغِـلاً بِـدَمي لَـصـيـقَ فُــؤادي

عَـلـَّــمْـتِــني أنَّ الــهَــوانَ مَـذَلـَّــةٌ وَالــــذِّلُّ مَـــوْتٌ دُونَـمـا إلـْـحــــادِ

عَـلـَّـمْـتِـني أنَّ الـرُّجـولـَةَ مَــوقِـفٌ في وَجْــهِ جَـبّـــارٍ وَلِــصٍّ عــــادِ

وَسَـقَيْـتِـني حُبَّ الشّهادةِ في الصِّبا لأكـونَ في دَرْبِ الـكَـرامَةِ فـادي

وَالـْيَـوْمَ يا أمّـاهُ أصْـبَـحَ شَـعْـبـُــنـا مـا بَـيْــنَ مَـقـْـتـولٍ وذي أصْـفـادِ

أوْ بَـيْـنَ حُــرٍّ صـامِـدٍ في قَـلـْـبِـــهِ قـَـبَــسٌ يُـضيءُ لِـمُـهْـتَـدٍ أوْ هــادِ

وَمُـهَـجَّـرٍ بَـيْــنَ الـتِّـــلالِ مُـرَوَّعٍ يَـحْـدوهُ سَـيْـفٌ في يَــدِ الـْجَــــــلّادِ

هـذي الـْحَياةِ بِأرْضِنا في ظِـلِّ مَنْ زَعَـمَ الـوَفــاءَ بِـثـَــوْرَةٍ وَعِـنــــادِ

قـالَ الـزَّعـيْـمُ ومـا رَأيْـنـا فِـعْــلـَـهُ إلّا بِـتَــنْـكـيــلٍ وبِـاسْــتِــعْـــبـــــادِ

خُـدَعٌ تَــداوَلـَهـا الـطـُّــغـاةُ وأمَّـتي مَـقـْـهـورَةٌ بِالسَّـــــوْطِ والأجْـنــادِ

نَـهَـبـوا الـبِـلادَ وبـالـَغـوا في ذلـِّنا وَكِـلابُـهُـمْ هَــرَّتْ بِـكـُــلِّ تَـمــــــادِ

وَسِـياطـُهُمْ كالسُّـمِّ يَسْـري وَقـْعُـها بِـظـُـهــورِنـا كـالـنـّارِ في الإيْـقـادِ

حَـتى انـْتـَبَـهْـنا فَالـْتَـفَـتْـنا حَـولـَنـا وإذا الدُّنى في حُـسْـنِ جَـنـَّـةِ عادِ

وإذا الشـُّعوبُ لـَهُـمْ هُـناكَ كَـرامَةٌ تَـحْـيـا بِـلا ظـُـلـْـمٍ ولا اسْــتِــبْــدادِ

حُـكّامُها يَـتَـسابَـقـونَ لِـيَـكْـسَـبــوا مِـنْـهـا الـرِّضـا في رَحْـمَـةٍ وَوِدادِ

وإذا بِـنـا مَـوتى نَـعـيْـشُ بِـبَـرْزَخٍ وَهُـناكَ كانَـتْ لـَحْـظـَـةُ الـْمـيــــلادِ

* * *
قـُـمْـنا نُـطـالِـبُهُـمْ بِـبَـعْضِ كَرامَـةٍ قالـُوا: جَراذيْـنٌ سَـرَتْ في الوادي

وَاسْـتَـقـْـبَـلونا بِالـْـكِـلابِ سَــعورَةً وَالــنـّــارِ والــبــارودِ والأحْــقــادِ

هِيَ ثـَوْرَةٌ نـَفـَخوا بِـجَـمْرِ رَمـادِها فَـتَـألـَّـقَـتْ وَعَـلـَتْ بَـغَـيْـرِ رَمــــادِ

وأبَـتْ جيوشُ الحَقِّ قـَتـْلَ شُعوبِها فَاسْتَـخْـدَموا الأغْرابَ في الإخْمادِ

قَـصْفاً أبـادَ الشَّـعْبَ حتى أصْبَحوا مِـثـْلَ السَّـنابِـلِ بَـعْـدَ يَـوْمِ حَـصـادِ

مِصْراتةُ احْـتَرَقـَتْ وَبَنْغازي بَكتْ حُــزْنـاً لِـشَــعْـبٍ نــازِحٍ وَمُـــبــادِ

أمّـاهُ هُــمْ حُـكّامُــنـا قـَــدْ أعْـمَـلـوا فِـيْـنا السُّـيـوفَ عَـلى يَـدِ الأوغادِ

ما أخْرَجوا مُسْـتَـعْـمِراً من أرْضِنا واسْـتَـقــْدَمـوهُ لها كَـسَـيْـلِ جَـرادِ

وَأتَتْ زُحُوْفُ الغَرْبِ تُعْـلِنُ نُصْرةً لِلـنـِّـفْـطِ .. لا لِـعُـيـونِــنـا وَسَـــوادِ

قـالـوا: الخِـيـارُ مَـذَلـَّـةٌ في ظِـلـّـنـا أوْ تَـحْـتَ مُـحْـتَـلٍّ إلى الـدَّمِ صـادِ

فَـاخْـتَــرْتُ يا أمّــاهُ مـا أعْـدَدْتِــني لِـبُـلـوغِــهِ طِــفـْــلاً وذا مـيْـعـادي

فَـتَـرَقـَّـبي عِـنْـدَ الـدَّويِّ شُــروقَـنـا شَمْساً تَـوَهَّـجُ ساعَةَ اسْتِشْهادي

فـإذا أتـاكِ بِـهِ الـبَـشــيْـرُ فـأيْـقِــني أنّي وُلِــدْتُ فَـهَـيِّــئي لي مِـهادي

وَتَــقــَـبَّــلي مِـنِّي أجَـــلَّ هـَـديَّــــةٍ حُـرِّيَّـــةٍ وَكَـــرامَـــةٍ لِـــبــــــلادي


مصطفى الزايد ـ /السبت / 14 / 4 / 1432 هـ /

مصطفى البطران
20/03/2011, 03:55 PM
تحية لهذا الحرف الجميل الهادف
وأهلا بك في جنبات هذا الصرح
الادبي العريق ... خطابك الشجي يهزنا جميعا بكل حزن واسى
قصيدة تثبت في سماء المربد تثمينا لدماء الشهداء وتخفيفا على الأمهات
لي همسة على البيت التالي التفعيلة الأخيرة منه :
فـإذا أتـاكِ بِـهِ الـبَـشــيْـرُ فـأيْـقِــني أنّي وُلِــدْتُ فَـهَـيِّــئي لي مِـهادي

هل تحذف ياء المتكلم من قولك لي مهادي أم خطأ كيبورتي
دمت شاعرا تغزل بوحك بكل جراة وصدق ... البطران لكن من دون بطر