المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عصر المواطنة والمواطنين



حسن العويس
27/02/2011, 03:41 PM
عصر المواطنة والمواطنينآخر تحديث:الأحد ,27/02/2011 http://www.alkhaleej.ae/App_Themes/news/images/general/plainline.jpg
http://www.alkhaleej.ae/Uploads/zone/126.jpg
سعد محيو

نحن الآن في العام 2021 . المؤرخون، في الشرق كما الغرب، ينكبّون على استخلاص دروس و”أسرار” الثورات والانتفاضات في العام 2011 التي غيّرت وجه الشرق الأوسط العربي- الإسلامي إلى الأبد . فماذا اكتشفوا؟

الكثير:

تلك السنة دشّنت “عصر محمد البوعزيزي”، ذلك الطالب بائع الخضار التونسي الذي أحرق نفسه ليشعل لهيب الثورة في كل المنطقة العربية .

الشبان، الذين يشكّلون 60 في المئة من ال400 مليون عربي، هم كانوا قادة الانتفاضات ووقودها . وهذا أدى لاحقاً إلى انحسار حركة المعارضات السياسية العربية القديمة، وبروز أحزاب جديدة شابة بقيادة الطبقات الوسطى الشابة الأقل إيديولوجية والأكثر ديمقراطية وحداثة ووطنية .

2011 أنهت حقبة سلطات الحكم المطلق في كل الوطن العربي التي دامت نيفاً و60 سنة، ودشّنت بداية

عصر المواطنة والمواطنين، ناقلة السلطة من الدول الاستبدادية إلى المجتمعات المدنية العربية للمرة الأولى في التاريخ .

الثورات كشفت عن العلاقة البنيوية الوثيقة بين الاستبداد السياسي وبين التأخر الاقتصادي- الاجتماعي . أبرز علائم تلك العلاقة، كانت ما تكشّف عن ثروات أسطورية راكمها بعض القادة، فاقت مئات بلايين الدولارات .

عمليات الانتقال إلى الديمقراطية التي بدأت العام ،2011 كانت صعبة للغاية وتعرّضت في بعض الأحيان إلى نكسات بسبب محاولات الأنظمة القديمة إعادة انتاج نفسها بوسائل أخرى، خاصة من خلال الاحتفاظ بسيطرة أجهزة الاستخبارات على مفاتيح السلطة السياسية . بيد أن يقظة الحركات الشبابية، والإعلاء من شأن شعاري سيادة القانون وحقوق المواطنة، أديا في نهاية المطاف إلى الأفول النهائي لأنظمة الحكم المطلق القديمة .

ثورات 2011 أسفرت عن حدوث تغيير جذري في طبيعة العلاقات بين الغرب والشرق . فقد اكتشفت الولايات المتحدة وأوروبا أنه لم يعد في وسعها الاعتماد على “الاستقرار” الذي توفّره الأنظمة الاستبدادية والسلطوية، ولذا عمدت إلى الرهان على الاستقرار الذي توفّره المجتمعات المدنية العربية المستندة إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان . صحيح أن هذا الانقلاب كان بطيئاً ولم يكتمل فصولاً إلا في العام 2015 بعد أن نجحت الثورات في تغيير كل البلدان العربية، إلا أنه أسفر في خاتمة المطاف عن اعتراف الغرب بحق الأمة العربية بأن تحجز لنفسها مقعداً في قمرة القيادة العالمية جنباً إلى جنب مع الحضارات القديمة في الصين والهند واليابان .

خلاصات مهمة وصل إليها مؤرخو 2021؟

بالطبع . لكن كان هناك ما هو أهم: استنتاج المؤرخين أن ماشهده العام 2011 كان في الواقع ثورة عربية واحدة لاثورات عدة، وإن تجلّت بأشكال مختلفة في مختلف الأقطار . وهذا ليس فقط بسبب تشابه شعاراتها (الحرية والخبز والديمقراطية ومكافحة الفساد)، بل لأنها في الدرجة الأولى أنعشت بين ليلة وضحاها اللحمة القومية بين كل الشعوب العربية، فأعادت خلق الأمة من جديد وبهوية عروبية جديدة حرة وديمقراطية .

مصطفى البطران
27/02/2011, 08:53 PM
كل الشكر لك استاذ حسن على هذا الاختيار الموفق
في الزمان والمكان ... لله در الشاعر عندما قال :
إذا أنا أكبرت شأن الشباب فإن الشباب ابو المعجزات
دمت بخير وعافية ... البطران لكن من دون اي بطر

عماد ابو رياض
28/02/2011, 10:02 AM
اعجبني كثيرا هذا المقال الرائع جزا الله كاتبه كل خير وأسأل المولى تعالى ان يحفظ الأمة من كل سوء
مع خالص شكري وتقديري ..