View Full Version : القرضاوي بين ابن الصديق وابن باز
محمد محمد البقاش
22/02/2011, 12:23 PM
القرضاوي بين ابن الصديق وابن باز
في المغرب وبمدينة طنجة تحديدا كان لنا علماء أجلاء من بينهم العلامة عبد العزيز بن الصديق، وكان خطيبا مفوها يحرك الجماهير ويثقفها ويبصِّرها بأمر دينها ولا يخشى الحسن الثاني ومخابراته، وكان سياسيا بحيث لا تفوته حادثة تحتاج إلى موقف أو فتوى إلا وكان قائما بها داعيا إلى ما يراه حقا وصدقا..
وقبيل حرب التحالف على العراق ابتدأت القوات الأمريكية تنزل في الخليج وخصوصا في السعودية استعدادا للحرب، وقد سبق للعلامة السعودي عبد العزيز بن باز أن حاضر في موضوع الاستعانة بالأجنبي والكافر وكان موقفه أنه لا يجوز ذلك استنادا لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (( لا يستضاء بنار المشركين)) والنار يكنى بها عن القوة، عن الراية، عن الدولة.. ومعنى الحديث أنه لا يجوز الاستعانة بغير المسلمين، ولا يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استعان بغير المسلمين، وكذلك الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، لا يقال ذلك لأن من استعان بهم صلى الله عليه وسلم لم يكونوا جماعات ولا دولا، بل كانوا أفرادا لا يملكون أن يكونوا قادة فاستعان بهم ليدل ذلك على جواز الاستعانة بغير المسلمين كأفراد شرط ألا يكونوا قادة، وشرط ألا يقع المسلم تحت إمرتهم، أو يقاتل تحت رايتهم، وتبعه في ذلك أفضل من تأسى به صلى الله عليه وسلم؛ صحابته المرضيين..
وحين نزلت القوات الأمريكية بالخليج رغما عن حكامه احتاج الأمر لفتوى تجيز ذلك، فطالب الملك فهد بن عبد العزيز من الشيخ عبد العزيز بن باز فتوى في ذلك، فأفتى له بجواز الاستعانة بغير المسلمين، بل أجاز الاستعانة بالطاغية الجبانة أمريكا، وكان قد حاضر في حرمة الاستعانة بالأجنبي والكافر ليدخل الرجل للأسف في مصيبة العلماء الذين يزينون للحكام، وقد رحل إلى ربه وتبعته فتواه التي لم تساو شيئا لأن أمريكا كانت ولم تزل قد قررت فعل ما تريد في بلادنا ومحاربة من تريد ليتحمل الشيخ مسؤولية فتواه.
وفي المغرب كان الشيخ عبد العزيز بن الصديق من العلماء الأجلاء الذين لم يسايروا الحسن الثاني مثل أخيه العلامة الحسن بن الصديق فأصبح مشكاة للإخلاص، وأمسى قدوة للعلماء الشباب..
وحين رأى ما رأى من الملك فهد بن عبد العزيز بشأن تحالفه مع أمريكا ضد العراق وما نجم عن ذلك من قتل وتدمير، للشعب العراقي أقول: حين رأى ذلك أفتى بهدر دم الملك فهد بن عبد العزيز، وكان لفتواه وقع كبير على الجماهير وعلى الساسة، كما كانت سببا لإيقافه عن خطبة الجمعة وممارسة الدروس، فكان بذلك مبرئا لذمته حتى إذا سأله ربه يوم القيامة عن دوره في النصح المسلمين وإنكار المنكر على حكامهم كان في منأى عن التورط في مصيبة العلماء الآخرين.
واليوم يفتي العلامة الشيخ يوسف القرضاوي بقتل الزعيم الكرتوني الكورسيكي الأصل معمر القذافي بسبب جرائمه البشعة وقتله بالطائرات شعبه..
يفعل العلامة يوسف القرضاوي ذلك استجابة للواجب الشرعي الذي يفرضه الشرع على العلماء قبل غيرهم لأنهم ورثة الأنبياء، وهذه الفتوى تحسب له لأنها تزيح الشبهات عن أعين من يتردد في اعتبار القذافي عدوا لشعبه وللأمة قاطبة..
وسؤالي هو:
هل يكون كل من يقتل شعبه في المظاهرات بسبب رغبة هذا الأخير في تنحيه عن قيادته لأن الحكم حق للشعوب، وليس حقا للأفراد الذين يستميتون في التمسك به ولا يستجيبون لأصحاب الحق حين يطالبونهم بالتنحي، أقول: هل يباح دمهم هم أيضا؟
وإذا كان دمهم مباح، فهل يجوز قتل القتلة أمثال زين العابدين بن علي وحسني مبارك وعلي عبد الله صالح وملك البحرين وعبد العزيز بوتفليقة واللائحة تطول؟؟؟؟؟؟؟..
..........
جريدة طنجة الجزيرة الإلكتزورنية
طنجة في: 22 فبراير 2011
عبد الله نفاخ
22/02/2011, 05:19 PM
بارك الله في علماء الخير ..
و رد عنا علماء السوء الذين ذمهم و نبهنا إليهم خير الخلق منذ أربعة عشر قرناً ..
حياك الله أستاذ محمد
عماد ابو رياض
23/02/2011, 07:08 PM
لانقول .. إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ... عمائم دمرت البلاد وقادة افسدت العباد ... لك كل الشكر والتقدير اخ محمد على هذا الموضوع الشيق ..
سوسنة الكنانة
23/02/2011, 08:32 PM
نسأل الله أن يأخذ هذا الطاغية الجبار المتكبر ,
الله سبحانه وتعالى جل جلاله يقول في محكم كتابه :
" وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله "
نص واضح وصريح
وهذا لم يبغي فقط هذا فجر وقتل وسفك الدم والعين بالعين والسن والسن .
المقال جيد في مضمونه وأشكر كاتبه وناقله
سأرد على مقالك باختصار
أذكر تلك الفترة جيدا,,,, قد كنت صغيرة جدا لكنني اذكر الكثير من الأحداث
أولها : لم يأتي مجلس الدول العربية بقرار مجدي بل بالعكس انقسم إلى ثلاثة أقسام
ثا نيا: صدام حسين ظهرت وبدت مطامعه ولك أن لاتغض الطرف عن الصور التي نُشرت عن طريقته في قتل أفراد المقاومة في الكويت وطريقة معاملة جنوده وفياليقه للنساء هناك " في الكويت"
ثالثًا : تعديه على الشعب السعودي وليس الحكومة فقط عندما أرسل صواريخه على مدينة الرياض
رجلنا كان يهدد ويتوعد لا يفكر .... غفر الله للجميع...
هنا .. وبالرغم من ذلك كله كان موقف الشيخ ابن باز ... رحمه الله .. واضحا لا نستعين بالمشركين ابدًا ...وما ظهر لنا هو بيان فقط ...إذا وجدت تسجيلا يثبت العكس أرجوك دلني عليه
أمر أخير ... مع احترامي للشيخ الذي أهدر دم الملك فهد رحمه الله .... لم تكون هنا ,,, لم ترى شعبا بأكمله لم يتعود حتى على رفع السلاح ... على وشك ان يوضع تحت حكم طامع مجنون أودى بحياة شعبه وأفناهم... ذلك هو صدام حسين...
كان لابد على الملك فهد أن يجنب بلاده ويلات حرب لايعلم نهايتها إلا رب العالمين
أما الشيخ القرضاوي وفتواه الأخيره فلها ظروفها وكما تعلم أن الإعلام الان اختلف ... ضع ذلك في الحسبان أيها الكاتب الفطن
رحمهم الله جميعا... وغفر لهم
عماد ابو رياض
07/03/2011, 11:34 AM
صدام حسين ظهرت وبدت مطامعه ولك أن لاتغض الطرف عن الصور التي نُشرت عن طريقته في قتل أفراد المقاومة في الكويت وطريقة معاملة جنوده وفياليقه للنساء هناك " في الكويت"
: تعديه على الشعب السعودي وليس الحكومة فقط عندما أرسل صواريخه على مدينة الرياض
رجلنا كان يهدد ويتوعد لا يفكر .... غفر الله للجميع..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
كان العراقيون يتمنون العرب أن يحتلوا بلاد الرافدين ( العراق ) اتعرفين يا أخت نوف لماذا لأنهم ينظرون الى العرب اهلهم ولطاوعهم الجيش جميعا والقى سلاحه والتحق بجيش العرب ، ولكن اسياد القادة العرب لايسمحون لهم بذلك حتى يمرروا مخططهم القادم والذي بدأ بتونس
مرورا بكافة الدول العربية .. أما عن دول الخليج ( حفظها الله ورعاها ) سوف تكون مقبلات لدولة فارس
وهذا ناتج عن تهور القادة وتكبرهم وجهل رجال الدين بأمور السياسة ..
مأمورون بتنفيذ مايملى عليهم ومأمورون بالفتوى ..
نسأل المولى عز وجل أن يفشل مخططاتهم وان يحفظ بيته العتيق وطيبة الطيبة والعراق رضى ان يكون ضحية لمكة والمدينة ونقدم ارواحنا قربان لها
وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
الكاتب الكريم أما قولك "كان العراقيون يتمنون العرب يحتلون بلاد الرافدين" التاريخ لا يثبت ذلك
(وقولك دول الخليج ستكون مقبلات....)
أجمل كلمة نطقت بها " قولك فارس" لا فض فوووووووووووووك فعلا هي فارس
أما أننا سنضحى مقبلات لهم بسبب تهور قادتنا
سأرد عليك ... والزمن سكون فاصلا بيننا
أخي الكريم للأمانة
انظر معي للتاريخ قرارات دول الخليج العربي عبر الزمن كانت في مجملها دافعة لويلات حرب عن الشعوب الخليجية
في وطني المملكة السعودية ندين لحكامنا بالكثير أولا لا تنكر الأمن والاستقرار الذي نعيشه
أما جهل علماء الدين بأمور السياسة " فحدث ولا حرج " فتلك هي السياسة للأسف
على العموم المثالية غير موجودة في أي نظام وإن كان ليبراليا أو محافظا
أشكر ايضاحك
طارق شفيق حقي
27/03/2011, 10:38 PM
أما جهل علماء الدين بأمور السياسة " فحدث ولا حرج " فتلك هي السياسة للأسف
السياسة اختصاص والعلوم الشرعية اختصاص
وطالما بقي العالم يهتم باختصاصه فهذا يعني عدم معرفته في علم اخر واحتمال وقوعه في الخطا
وهذا ما يحدث فتدخل علماء الدين في السياسة من غير علم يعني كوراث وحروب طائفية
لذا نشهد هجوم من العلمانيين على علماء الدين مالمطالبة بعدم تدخله في السياسة ولهم في ذلك مارب اخرى تستغل ضعفهم وخطأهم
ويستشهدون بما حصل في الغرب من ابعاد للكنيسة عن المجتمع
لكن هناك علماء اهتموا بالسياسة وصار خطابهم متوازنا اكثر
لذا نحن ننشاهد علماء الدين باخذ راي السياسين ثم ابداء الراي
ثانيا الموسوعية والعودة لتطبيق العلم الذي اكتسبوه لا خطابات تنظيرية
غير مسجل
30/03/2011, 11:35 AM
حكم الإستعانة بالكافر لضرب عدو الخارجي بين الإسلام والسياسة :
نبدأ أولا بالسياسة :
ينظر دعاة السياسة أن الإستعانة بالكافر لا يجوز أبدا إلا في شروط وهي يجب أن تكون هذه الإستعانة تؤدي إلى أغراض شخصية ألا وهي الوصول إلى الحكم فمادام أنك ةتريد أن تصل إلى الحكم فيمكن إستعمال الكافر لأجل ذلك ولو بالتنازل عن شعبي ولو بالتنازل عن أصول شريعتي وهذا ملاحظ عند دعاة الساية حتى أحلو العلمانية وتراهم ينادون بتقارب الأديان والتقارب مع عباد الأمول والدولار والتقارب مع الروافض كل ذلك من أجل أن يصوتو عليهم لو كانت الخنازير تصوت لنادو بحقوق الخنازير(هههههههههههههه)
أما شريعتنا الغراء فسنبين حكم الإستعانة بالكافر :
وسنتكلم عن هذه المسألة من ثلاثة أوجه
الوجه الأول :
الاستعانة بالقوات الكافرة ليست أمراً محرما في كلّ حال ؛
فقد تجوز عند الحاجة .
الوجه الثاني - وهو جواب خاص بحكام الحرمين - :
أن حادثة استعانة حكام الحرمين بالقوات الأجنبية في أحداث الخليج الأولى كانت بفتوى من كبار العلماء في السعودية ؛
فمن ثمّ - وعلى فرض التنزّل - فإنهم لا يُلامون ؛ لأنهم آخذون بفتوى جهة علمية قوية موثوقة ليس عندهم فحسب ؛ بل عند أهل السنة والجماعة في كل مكان .
الوجه الثالث :
لو فرض التحريم !
بل وعدم تجويز العلماء لهم !
فإن هذا يعدّ - على أسوإ التقديرات - محرماً وليس بكفر ؛
فلم يجز نبذ طاعتهم ,
ولا الخروج عليهم ,
ولا خلع بيعتهم بمثل هذا .
الأدلة على هذه الأوجه الثلاثة
ذكر بعض العلماء المجيزين الاستعانة بالكافر عند الحاجة
أذكر - هاهنا - بعض أهل العلم المجيزين للاستعانة بالكافر عند الحاجة ؛
فمنهم : الإمام الشافعي - رحمه الله - . والإمام أحمد - رحمه الله - والشيخ أبو القاسم الخِرقي - رحمه الله - . والشيخ أبو الحسن السندي - رحمه الله - . والإمام ابن باز - رحمه الله - . والإمام ابن عثيمين - رحمه الله - .
وليس المقصد الاستيعاب في النقل ؛ولا ترجيح القول بالجواز على القول بالمنع ؛ولا النظر في أدلة الفريقين ؛ولكن المقصد بيان أن هذا القول قد قيل قديماً , وأن لمن قال به حديثاً ( كالإمامين : ابن باز ، وابن عثيمين وغيرهما - رحم الله الجميع ) سلفٌ فيما ذهب إليه .
قال الشيخ ابن قدامة - رحمه الله - ( المغني 13/98 ) :
« فصلٌ :
ولا يُستعان بمشرك ؛ وبهذا قال ابن المنذر والجوزجاني وجماعة من أهل العلم . وعن أحمد ما يدلّ على جواز الاستعانة بهم - وكلامُ الخِرقي يدلّ عليه أيضا - عند الحاجة ؛ وهو مذهب الشافعيّ . . . » انتهى .
وقال الإمام النووي - رحمه الله - ( شرحه ، جزء 11 – 12 ، ص 403 ، تحت الحديث رقم : 4677 ) :
« قوله - صلى الله عليه وسلم - ( ارجع فلن أستعين بمشرك ) ؛
وقد جاء في الحديث الآخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استعان بصفوان بن أمية قبل إسلامه . فأخذ طائفة من أهل العلم بالحديث الأول على إطلاقه ؛
وقال الشافعي وآخرون : إن كان الكافر حسَن الرأي في المسلمين , ودعت الحاجة إلى الاستعانة به ؛ استُعين به . وإلا فيكره . وحَمَلَ الحديثين على هذين الحالين » انتهى .
وقال الشيخ الخِرقي - رحمه الله - في مختصره ( المغني 13/97 ، مسألة رقم : 1651 ) :
« ويُسهَمُ للكافر إذا غزا معَنا » انتهى .
وقال الشيخ السنديّ - رحمه الله - في شرحه لحديث ( إنا لا نستعين بمشرك ) من سنن ابن ماجه ( 3/376 ، تحت الحديث رقم : 2832 ) :
« يدلّ على أن الاستعانة بالمشرك حرام . ومحلُّه عدم الحاجة ؛ إذ الحاجة مستثناةٌ . فيُحمل ما جاء من ذلك على الحاجة . فلا تعارض » انتهى .
وقال الإمام ابن عثيمين - رحمه الله - عن الكفار ( الباب المفتوح 3/20 ، لقاء 46 ، سؤال 1140 ) :
« . . . وأما الاستعانة بهم فهذا يرجع إلى المصلحة ؛ إن كان في ذلك مصلحة : فلا بأس ؛ بشرط أن نخاف [11] (http://saaid.net/ahdath/wj1.htm#[11]#[11]) من شرّهم وغائلتهم وألاّ يخدعونا . وإن لم يكن في ذلك مصلحة فلا يجوز الاستعانة بهم ؛ لأنهم لا خير فيهم » انتهى .
وسيأتي - بإذن الله - كلام الإمام ابن باز - رحمه الله - في الترجمة التالية .
بيان أن استعانة حكام السعودية بالقوات الأجنبية كان بفتوى من أهل العلم
قال الإمام ابن باز - رحمه الله - ( فتاواه 6/148 ) :
« . . . وهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ,§ لمّا تأمَلوا هذا ,§ ونظروا فيه ,§ وعرفوا الحال ؛بيّنوا : أن هذا أمر سائغ , وأن الواجب استعمال ما يدفع الضرر , ولا يجوز التأخر في ذلك , بل يجب فوراً استعمال ما يدفع الضرر عن المسلمين ولو بالاستعانة بطائفة من المشركين . . . » انتهى .
وقال - رحمه الله - ( فتاواه 6/172 ) :
« وأما ما اضطرت إليه الحكومة السعودية من الأخذ بالأسباب الواقية من الشرّ والاستعانة بقوات متعددة الأجناس من المسلمين وغيرهم للدفاع عن البلاد وحرمات المسلمين وصدّ ما قد يقع من العدوان من رئيس دولة العراق ,فهو إجراءٌ : مسدّد , وموفّق , وجائز شرعاً .وقد صدر من مجلس هيئة كبار العلماء - وأنا واحد منهم - بيان بتأييد ما اتخذته الحكومة السعودية في ذلك ، وأنها قد أصابت فيما فعلته . . . » انتهى
محمد محمد البقاش
03/04/2011, 12:14 PM
بسم الله
جاء في قولي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استعان بالكفار وصدر عنه حديث يحرم الاستعانة، وهذا ليس تناقضا ،بل هو وضع أحكام لوقائع مختلفة، فاستعانته صلى الله عليه وسلم تحقق فيها قيادته هو، وتحقق فيها قول الله تعالى: (( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)) وأما غير ذلك فحرام، وعليه يجب أن نفهم كل حكم على حدة، وأن نضعه في موضعه.
فاستعانة السعودية بأمريكا ليست صحيحة لأن أمريكا هي التي نزلت الخليج رغما عن حكام السعودية وعن العلماء ولكن للحفاظ على ماء وجه فهد طلب من العلماء بإصدار فتوى حتى تنطمس الحقائق.
إن الحكام اليوم في عالمنا العربي ليسوا شرعيين، إن يزيد بن معاوية قد كان أفضل منهم جميعا لأنه كان يحكم الناس بالإسلام، وليس بالرأسمالية أو بالاشتراكية، وأما خروج بعض الصحابة عليه فخروجهم ليس على شخص يزيد، وليس خروجا على شخص معاوية قبله، بل خروج على من حرف حكما من أحكام الإسلام، فالحسن رضي الله عنه حين تنازل لمعاوية استقر له الأمر عندها، ولكن باختراعه ولاية العهد اخترع منكرا ليس منن الإسلام فخرج عليه الحسين وعبد الله بن الزبير وخروجهما صحيح، وهم بمن معهم من الصحابة أعرف الناس بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تحرم الخروج على الحاكم وتحذر من الفتنة، بينما الفتنة اليوم هي في ذات الحكام أنفسهم، بل وفي العلماء الذين بفتون لهم ولا يتقون الله في فتواهم، وأما ضم صدام للكويت فهو سواء إذا ضمت السعودية اليمن مثلا، أو ضمت سوريا لبنان، أو ضمت مصر فلسطين .. كل ذلك مطلوب شرعا لا يتحرج منه شعب واحد ولا أمة الإسلام لأن الوحدة حكم شرعي والوطنيات وكثرة الدول الكرتونية محرم شرعا وهذا معروف، ولكن العلماء للأسف خصوصا علماء الحكام بليدون سياسيا، وليسمحوا لي أن أنعتهم بهذا النعت وهم أفضل مني في حفظهم للعلم ولكنهم لا يفقهونه حين يتعلق الأمر بتطبيقه على الوقائع.
كفى استغباء للناس، فعلماء الأمة المخلصون ما فتأوا ينوروننا وجزاهم الله خيرا، وما علماء السوء إلا حوامل مفاتيح للحكام العملاء دون استثناء.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions Inc. All rights reserved.