المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ق.ق.ج خوف



العيسوى الصغير
09/02/2011, 11:04 AM
خوف






اقترب الليل من وجهِ النهرِ، وأرخى عباءته السوداء فوق المدينة، غاب القمر،فأضحت المدينة كقلب علبة سوداء،تسرب الخوف إلى قلبهِِ ،وتدلت الأحزان على جدرانِ ذاكرتِهِ،التفت أشباحَهَا حولهَ، وأمسكت به ،وأخذت تدفعه ، إلى اليمين... إلى اليسارِ ... إلى الخلفِ... إلى الأمامِ ... ترفعه،و تخفضه،وتدور به حتى وقعَ مغشيا عليهِ.






لــ/ إسلام فؤاد عبد الفتاح

نورة الحوتي
21/02/2011, 03:31 PM
مسحة تدرن عميق ،

لعله هوس وجودي هذا الذي أوقع به مغشيا عليه ..

تقديري الصادق والكبير للأخ العسيري الصغير .

مصطفى البطران
21/02/2011, 09:07 PM
أرى مسحة الحزن تسطر على جبهة النهر كل عربداتها
أما زال الليل سيد الموقف بالرغم من قوة النهر وصولته وجولته
فكم من نهر قد تحول إلى طوفان وغضب عارم في لحظات
تمنيت للنهاية الحزينة أن تتبدل إلى تفاؤل وأمل ... إلى نهوض بدل الوقوع مغشيا عليه ... تقديري

الفرحان بوعزة
22/02/2011, 08:16 PM
الأخ الفاضل : العيسوي الصغير ..تحية طيبة ..
استعان السارد بالليل وسواده ،وغياب القمر ليشخص بفنية فضاءاًمعتماً، ملتبساً وغامضاً يندر بكل أنواع الخوف الممكن ..وهو خطاب اجتماعي يتولد من مرجعية ثقافية عن غموض الليل وسواده وخوف الناس منه .. فضاء سوداوي انتقل من خارج النفس إلى داخلها ،وكان دافعاً لتحول البطل وتغيره دفعة واحدة ،نحوالخوف والحزن والاكتئاب والتوجس ..ولما ارتفع وصيد الخوف عن حده ،تحول إلى هلوسة ووسوسة وتصورات خيالية .. بطل انغلق على نفسه واهتم بذاته وروحه ، بطل لم يعرف كيف يتحكم في نفسه ، تربى على الخوف ،وسيبقى خائفاً طول حياته ، فكأنه يقضي على حياته بنفسه لما تصور أن الأشباح تطارده وتقاتله ،فاختلط عليه الواقع بالخيال ،فانهار وسقط مغشياً عليه ..أعتقد أن البطل يحتاج إلى علاج مادي ومعنوي ..
نص جميل ، ومخيف ، صيغ بعناية عن طريق لغة سلسة حملت في طياتها معاني دالة وهادفة ..
مودتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..