المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرسول الكريم يتحدث عن نفسه الشريف (الجزء الثامن)



أبو شامة المغربي
04/03/2006, 06:05 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=22&stc=1

الرسول الكريم يتحدث عن نفسه الشريف
(الجزء الثامن)


اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني؟ أم إلى من ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي، فلا أبالي، ولكن عاقبتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن ينزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كنت بين شر جارين، بين أبي لهب وعتبة بن أبي معيط، إن كانا ليأتيان بالفروث فيطرحانها على بابي. والله إنك (مكة) لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك. إن أحدا جبل يحبنا ونحبه، وهو على ترعة من ترع الجنة. إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن. لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر، وليس عندي من النفقة ما يقويني على بنائه، لكنت أدخلت فيه من الحجر خمسة أذرع، ولجعلت له بابا يدخل الناس منه، وبابا يخرجون منه.
إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حراما، وإني حرمت المدينة فجعلتها حراما ما بين مأزميها: أن لا يراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا يخبط فيها شجرة إلا لعلف، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك، وخليلك، ونبيك، وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه، اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلته بمكة من البركة.
إن الله أوحى إلي: أي هؤلاء الثلاثة نزلت، فهي دار هجرتك: المدينة، أو البحرين، أو قسرين. إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد كان له من أمته خليل، ألا وإن خليلي أبو بكر. إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا. إن أعظم الناس علي منا في صحبته وذات يده أبو بكر، ولو كنت متخذا من الناس خليلا كان أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته.
لكل نبي حواري، وحواري الزبير بن العوام. إن لكل نبي ولاية من النبيين، وإن وليي منهم أبي وخليل ربي عز وجل إبراهيم عليه السلام. إن لكل نبي تركة أو ضيعة، وإن الأنصار تركتي أو ضيعتي. إن الأنصار عيبتي التي أويت إليها، ونعلي، وكرشي التي آكل فيها. لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار واديا أو شعبا، لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار.
لو شئت لسارت معي جبال الذهب. أتاني ملك، وإن حجزته لتساوي الكعبة، فقال: إن ربك يقرئ عليك السلام، ويقول لك: إن شئت نبيا ملكا، وإن شئت نبيا عبدا، فأشار إلي جبريل: ضع نفسك، فقلت نبيا عبدا. عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا، فقلت: لا يا ربي، ولكني أشبع يوما وأجوع يوما .. فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك . إني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش، كانت تأكل القديد. لا يقام لي، إنما يقام لله. إنما أنا عبد.


ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقية فترقبوها بإذن الله تعالى

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)