ضرة الأقلام

[احميداني]

مجدوه ولست أدري علاما=تركوا اللحم واستطابو العظاما
كل من خط أي شعر وإن كا=ن مقلا يمجد الأقلاما
لكن اسألهم وأي كلام=ليراع بلا صحائف قاما
هل رأيتم مشيا على غير أرض=أو حماما بدون ريشه حاما
أو سراجا يضيئ تحت شعاع الشمـ=ـس أو نجمة تزيد الظلاما
أو رأيتم كتابة في غيابي=أو رأيتم قولي علي حراما

أنصفوني فالعلم والفن والشعـ=ـر مدينون لي بشكر تنامى
كلما مر واحد منهم بي=زل إن لم يقل سلاما سلاما

لم يصبهم وهم علي ضيوف=من حياء أن يخلطوا الأفهاما
عد عرشا أناملا أمسكته=بعضهم فهو حاكم يتسامى
فاسألوه ما يفعل الحاكم الفا=قد شعبا هل يملك الأوهاما
أنا أسوار ملكه وبدوني=لعواد يستسلم استسلامـا
ثم صاغ الزمان كيده من سحـ=ـر الحواسيب مقدما إقداما
فتأذى اليراع مما يلاقي=من حواسيب تسحب الأحلاما
أترى أنملاته احتقرتني= إن أهل الأسواء ذموا الكراما
طلقته وعانقت ملمس الحا=سوب طوعا ولم يعودوا ندامـى
هل له غير قبلة وانحناء=لي من بعدها يصير حطاما
حفظ الناس في اليراع مدادا=وحفظت المتون والأحكاما
أنا من دونه أعيش ودوني=لا تسفه بعيشه الأفهاما
صرختي ليس تبلغ الصم والعمـ=ـي ولكن تزلزل الأعلاما
أنا ماء لا تبسط الكف من جهـ=ـل إليه لتسقي المستهاما
أنا عندي للأولين كلام=مثله يلفي الآخرون كلاما
أنا بين الأجيال أربط ربطا=وأعيش العقود والأعواما

لم يمكن سواي ساكن كوخ=فبنى بي القصور والآطاما