المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مؤشر المواطنة



عبده رشيد
21/01/2011, 09:44 PM
المواطن الذي في المدينة أو في القرية,في السهل أو في الجبل او الصحراء,ذلك المواطن الذي يعيش ليومه ولأسرته,غنيا كان أو فقيرا, جاهلا أم متعلما, علمانيا كان أواسلاميا , حداثيا اومحافظا , ليبراليا او رجعيا . ليس من المفروض أن ينتسب الى واحدة من تلك الانتماءات والانقياد والتعصب لها إلى درجة إلغاء الآخر.
فما تلك المسميات والاصطلاحات الجاهزة والمستحدثة إلا أداة للفرقة والتشرذم ولا يراد منها إلا تصنيف لأقطارنا العربية الى دول معتدلة وأخرى مارقة أو ممانعة وإحداث شرخ عظيم في التركيبة السوسيو اقتصادية للمواطن العربي في الوطن الواحد من خلال التعددية الحزبية والنظرة الضيقة لايديولوجية الحزب نفسه وأجنداته المعلنة وغير المعلنة ختى عاد كل حزب بما لديهم فرحون. لكن من المفروض أن يكون لهذا المواطن نصيب في المواطنة الحقة من سكن لائق وتعليم وصحة والشغل وخدمات أخرى في المستوى تحفظ له كرامته وعزنه .وبالمقابل فكما له حقوق عليه واجبات نحو وطنه من الدود على وحدته وأمنه والدفاع عنه بالغالي والنفيس والعمل على تماسك لبناته والمساهمة في بنائه والاشتراك في جميع استحقاقاته بكل وطنية وصدق وأمانة.ولن يتأتى ذلك الا عندما تتحق العدالة
الاجتماعية وتقتسم ثروات البلاد على ابناء الشعب كافة بميزان القسط بدل الكيل بالخسران .
فعندما يرى المواطن العادي أن اموال الريع والضرائب تبنى بها الطرق والمدارس والمستشفيات والاوراش الكبرى المدرة للدخل للبلاد والعباد .عندما تكون الادارة العمومية تعمل بفعالية وبحس وطني .عندما تغلب النوايا والافعال الحسنة وتغليب المصلحة العامة عن المصلحة الخاصة لدي كافة افراد الشعب.عندما تتوفر هذه الشروط يتساوى مؤشر المواطنة لدى ابناء الشعب الواحد بكل مكوناته ومختلف شرائحه ومشاربه السياسية.عنذئذ يتساوي العلماني مع الاسلامي والليبرالي مع المحافظ والحداثي مع الاصولي وتضمحل كل تلك المسميات ولا يهم حينئد لون اوشكل الحكومة او الحزب الحاكم.فالمواطن ساعتئذ لا يدلي بصوته لهذا اللون دون ذاك الا حسب قدر وحجم المشروع الدي انفرد به عن غيره.حينها قد يصوت العلماني لصالح الاسلامي والاسلامي للعلماني والليبرالي للمحافظ بعيدا عن كل المزايدات السياسية وعصبية الانتماءات وديماغوجية الخطابات الجوفاء التي لطالما انطلت علي المواطن
وخيبت آماله في العديد من المحطات المفصلية.
فمع الديموقراطية الحقة ينبغي العمل والايمان بكل ما هو في صالح الوطن والشعب قبل كل شئ.فعهد الحكومات المبنية على أسس ايديولوجية وبوليسية قد ولى بلا رجعة ولا مكان لها في عالم النت و الفايس بوك وتويتر ومع العولمة وتحرير السوق ورؤوس الاموال .وها هي ثورة الصبار وهبة الشعب التونسي البطل أكبر شاهد على ما يشهده الوطن العربي من تحولات جدرية في مفهوم الوطنية وما هذا الحراك الاجتماعي التي تعرفه أوطاننا العربية هنا وهناك لينبأ بعصر جديد تشارك فيه الشعوب أنظمتها في صناعة القرار ومكملة لها في ظل حكم بات من المؤكد مشتركا.