الحقيقة والسراب

[بنت المدينة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تسمو بك الأخلاق في العُربِ والعجمِ
ودونها لا قيمة للمرء سوى الثياب يُبليها
وإن عصفت بك صروف الدهر
فلن تعدم مع الصبر فرج يُجلّيها
وإن هانت على المرء نفسه
فمن سوى الأخلاق يُزكِيها
ومن سوى الدين يُعليها
إن كان الدين قائدها وحاميها
وللمرء في دينه عصمة لا تأفل
مادام القلب يحويها
وكبوة المرء في نفس لا تشبع
وجهل لا يُداويها
وأمل خلف الدنيا يلهث
وللأخرة أبطأ مساعيها
وحياء المرء يحفظ عفته
وشجاعته في الحق يُبديها
والصدق به المرء نجا
وكفا بالكذب قبحا أنه في الوصف
صفة لا يتصف مؤمن بها
والدنيا إن كانت سراب
فالأخرة حقيقة لا يُماري أحد فيها
ولكنها ليست سراب وإنما أعمال
الليل والنهار يشهدها و يُحصيها