المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طفولتي ( 1 )



عبد الله نفاخ
02/01/2011, 03:37 PM
طفولتي ( 1 ) :





تبدأ الرحلة من هنا ..... من بيتنا العتيق بحي الشيخ محيي الدين ، من موطن طفولتي المبكرة .



هناك .... بين الكتب ، و أنوار الثريا الكبيرة ، و الزوار الذين تغص بهم الغرفة الصغيرة ، و دخان السجائر المحلق في الهواء ، كانت البداية .



عرفت أول ما عرفت رائحة الكتب ، و لا سيما الطبعات القديمة ذات الصفحات السمراء ، و تلهفت أن أقلد والدي في صفها أمامه ، و التنقيب بينها ‘ و إغلاق أحدها و فتح آخر .



عشقت جلسته على أرضية الغرفة ، و سرحه في الكتب القديمة ذات التجليد الأسود الفخم ، و غضبه حين يمسك الكتب الحديثة ذات الأغلفة الملونة ، و انهياله أثناء قراءتها بعشرات الشتائم المقذعة .



عشقت شخصيته ، كانت مدار كل شيء لدي ، حبيبة إلي قدر ما هي غامضة ، قريبة مني قدر ما هي بعيدة .



ورثت عنه عبوسه الدائم ، و في صوري الأولى ، لا يغادرني العبوس و لا التقطيب ، أو النظرة الحزينة الغامضة التي أحار اليوم في سرها و هي ترتسم على وجهي الطفولي البريء آنذاك .



في بيتنا ، تنسمت رائحة القراءة ، فكانت معشوقي الأول ، و تشربت القسوة من والدي فخلتها الخير كله ، صرت قاسياً ، أنقم على الفتيات المدللات في المدرسة ، و على الأطفال السعداء في أفلام الكرتون ، و على كل ما هو ناعم ورقيق و لطيف ، يدفعني لذلك كله خشونة رهيبة في صدري ، لا أدري أأنا ولدتها ، أم هي مولودة فيَّ مذ ولدت .



لكنني على هذا ، عرفت العشق مبكراً ، عشقت زميلتي في الروضة ، أحببتها حقاً ، و كانت نيران تشتعل في صدري حين أراها ، غير أني لم أعرف كيف أعبر لها عن العشق المتقد في صدري ، فعشت الحب و أجواءه دون أن تعلم محبوبتي بي أو بما فيَّ .


أتراني لو أخبرتها حينها ، أكانت ستبادلني شعوري ؟؟ ، أكانت ستفهم ما أقول لها ؟

أحببت الحيوانات و أولعت بها ، عشقت منها ما لا يعشقه الأطفال ، لم أعشق الأرنب و لا الغزال و لا الطيور ، عشقت أشدها قبحاً في عيون الصغار ، وحيد القرن و فرس النهر و الفيل .

كنت غريباً ، فأحسني رفاقي غريباً و ابتعدوا عني ، هكذا ابتدأت انطوائيتي ، أحسستني وحيداً ، أحسست أن فيَّ شيئاً منفراً و مقززاً يدفعهم عني ، فبادلتهم الشعور نفسه ، و انتحيت ...

كانت تلك هي البداية ، لكن الكلام لم ينته بعد .

طارق شفيق حقي
02/01/2011, 05:34 PM
غضبه حين يمسك الكتب الحديثة ذات الأغلفة الملونة

صفحة من صفحات أدب السيرة الذاتية بمنتهى الصدق والتحليل النفسي الذاتي
عن المقبوس أعلاه قرأت مرة انتقاداً من أمير لرسالة وصلت له خطها المرسل بعدة ألوان فقال الأمير أراد أن يغطي على المضمون بتعدد الألوان

وعن الكلام حول فتاة الروضة قلت أضع لك هذه القصة التي كتبها ذات نهار :


حساب قديم

تحت شجرة التوت حاولتُ أن أعلمها الصفير، أطلقتُ صفيراً رن في الأرجاء.
حاولت تقليدي فوضعتْ أصبعين في فمها ، لكن عبثاً، ارتدت حزينة.
هرشت رأسي ثم قلت لها : أنا كذلك ، لم أعرف أول مرة، لم أعرف، جربت لكن لم أعرف، نفخت ونفخت لكن كان يصدر صوت كعويل الريح هكذا: ففف ففف ففففف.
لكن بقيت طوال الظهيرة وحيداً أتعلم الصفير ، ألمني حلقي لكن تعلمت كيف أصفر، تعلمت.
نظرت لها بعد أن سردت خبرتي العتيدة ،فابتسمت ابتسامة جميلة، قلت لها تعلمي الصفير وحين تكبرين سأتزوجك.
بعد أن كبرت رأيتها قالت لي: ها أنا كبرت، نظرت فيها ثم هرشت رأسي و قلت : لكن هل تعلمت الصفير؟.

فتحية عبد الحميد المغربى
02/01/2011, 06:26 PM
هالنى ماكتبت اخى عبد الله والاروع تعليقك اخى طارق:حتما قد تنصلت من وعدك القديم على ما يبدو:((نظرتُ فيها ثم هرشت راسى, وقلت:لكن هل تعلمت الصفير؟.
الان اعترف انى عندما أغيب عن أسواق المربد تغيب عنى البهجة والمتعة.

خليد خريبش
03/01/2011, 05:14 PM
أعتقد أن الأوراق القادمة هي التي ستكشف مدى توفق الكاتب في خوض تجربة أدب السيرة الذي يبدو عملا مبكرا،لكنه شيء عاد أن يكتب الإنسان تجربته في الحياة كيفما كان سنه،وبالتالي سيضيف تجربة إبداعية أدبية تعبر عن إشكالات وهموم الشاب العربي ومتحكمات تفكيره ونقده لما تلقاه في الطفولة،وهي عبارة عن تمرير الموروث الثقافي من جيل إلى جيل.
أعتقد أن لك طريقتان لا أدري أيهما ستنحو،إما أن تجعل كل حلقة على شكل قصة على شاكلة التي كتب الأخ طارق أعلاه.
أو أن تعتمد الترتيب الزمني(كرونولوجي)من بديات تشكيل وعيك،وجميل أن تبدأ بوعيك القرائي الذي كان الأب المثقف أحد مشكليه.
أتمنى لك التوفيق شيءمهم هي أن تأخذ النفس أي تكتب وتتريث بعض الوقت ثم تستأنف ستتضح رؤياك أكثر .تحياتي الأخوية

عبد الله نفاخ
07/01/2011, 05:51 AM
صفحة من صفحات أدب السيرة الذاتية بمنتهى الصدق والتحليل النفسي الذاتي
عن المقبوس أعلاه قرأت مرة انتقاداً من أمير لرسالة وصلت له خطها المرسل بعدة ألوان فقال الأمير أراد أن يغطي على المضمون بتعدد الألوان

وعن الكلام حول فتاة الروضة قلت أضع لك هذه القصة التي كتبها ذات نهار :


حساب قديم

تحت شجرة التوت حاولتُ أن أعلمها الصفير، أطلقتُ صفيراً رن في الأرجاء.
حاولت تقليدي فوضعتْ أصبعين في فمها ، لكن عبثاً، ارتدت حزينة.
هرشت رأسي ثم قلت لها : أنا كذلك ، لم أعرف أول مرة، لم أعرف، جربت لكن لم أعرف، نفخت ونفخت لكن كان يصدر صوت كعويل الريح هكذا: ففف ففف ففففف.
لكن بقيت طوال الظهيرة وحيداً أتعلم الصفير ، ألمني حلقي لكن تعلمت كيف أصفر، تعلمت.
نظرت لها بعد أن سردت خبرتي العتيدة ،فابتسمت ابتسامة جميلة، قلت لها تعلمي الصفير وحين تكبرين سأتزوجك.
بعد أن كبرت رأيتها قالت لي: ها أنا كبرت، نظرت فيها ثم هرشت رأسي و قلت : لكن هل تعلمت الصفير؟.



أخي الحبيب طارق ....
كنت أريد إعلامك بنصي لتعطيني رأيك به ... فوجدتك سبقتني !!!!!
حياك الله و بارك بك ....
مرورك و تعليقك شرف لي ... أي شرف

عبد الله نفاخ
07/01/2011, 05:52 AM
هالنى ماكتبت اخى عبد الله والاروع تعليقك اخى طارق:حتما قد تنصلت من وعدك القديم على ما يبدو:((نظرتُ فيها ثم هرشت راسى, وقلت:لكن هل تعلمت الصفير؟.
الان اعترف انى عندما أغيب عن أسواق المربد تغيب عنى البهجة والمتعة.

سلمك الله و بارك بك أيتها الكريمة .........
ألف ألف شكر لك لمرورك العطر

عبد الله نفاخ
19/01/2011, 06:10 PM
أعتقد أن الأوراق القادمة هي التي ستكشف مدى توفق الكاتب في خوض تجربة أدب السيرة الذي يبدو عملا مبكرا،لكنه شيء عاد أن يكتب الإنسان تجربته في الحياة كيفما كان سنه،وبالتالي سيضيف تجربة إبداعية أدبية تعبر عن إشكالات وهموم الشاب العربي ومتحكمات تفكيره ونقده لما تلقاه في الطفولة،وهي عبارة عن تمرير الموروث الثقافي من جيل إلى جيل.
أعتقد أن لك طريقتان لا أدري أيهما ستنحو،إما أن تجعل كل حلقة على شكل قصة على شاكلة التي كتب الأخ طارق أعلاه.
أو أن تعتمد الترتيب الزمني(كرونولوجي)من بديات تشكيل وعيك،وجميل أن تبدأ بوعيك القرائي الذي كان الأب المثقف أحد مشكليه.
أتمنى لك التوفيق شيءمهم هي أن تأخذ النفس أي تكتب وتتريث بعض الوقت ثم تستأنف ستتضح رؤياك أكثر .تحياتي الأخوية

أخي الكريم و أستاذي خليد ...
بارك الله بك أيها العزيز ، و بمرورك المثري و المغني .....
من جهتي أفكر أن أنحى المنحي الثاني وفق ترتيب زمني من بدايات الوعي مكتفياً بما لمسته شخصياً لا ما سمعت و نقل إلي ......
و سأعمل بنصائحك الرائعة بإذن الله ...
حياك الله و بارك بك