المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقبيل اليد ومواضع من الجسد وبين العينين



خاشع ابن شيخ إبراهيم حقي
30/12/2010, 10:08 PM
تقبيل اليد ومواضع من الجسد وبين العينين :

نذكر في هذا الفصل ( بيانا للحق ) مشروعية تقبيل يد العالم والرجل الصالح وقبلة الجسد وبين العينين ليكون المسلم على بينة من أمره ولا ينصاع لكلام الجهلة والمتعاطين والذين يرددون أقوال غيرهم دون برهان أو نقل صحيح ليتظاهروا أمام الناس أن معهم أثارة من علم، وقد قال علماؤنا بل أجمعوا على ( إن كنت مدعيا فالدليل أو ناقلا فالصحة ) وهؤلاء لا دليل ولا نقل صحيح .

ولنبدأ ( برسول الله عليه الصلاة والسلام ) ولنتبع ولنكن أمناء في النقل والعرض . والأحاديث في هذا الباب كثيرة لكننا نقتصر على بعضها فمنها :

1.عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما ... كانا قي سرية من سرايا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ... والحديث طويل ... إلى أن قال .. فجلسنا لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبل صلاة الغداة فلما خرج قمنا إليه فقلنا نجى الفرارون، فأقبل علينا وقال (( بل أنتم المكارون .. )) أي الكرارون، قال : فدنونا فقبلنا يده، فقال (( إنا فئة المسلمين )) البخاري ومسلم .
يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى تعليقا على هذا الحديث : (( فيه إكرام أهل الفضل وتلقيهم بالقيام إليهم )) فبأي منطق تحشر نفسك يا مدعي البدعة وتقول : إنها محرمة ترى هل بلغت في علمك معشار معشار علم الإمام النووي ... ! ؟ الذي شهد له القاصي والداني بالعلم والورع واتباع السنة .
2.عن صفون بن عسال قال : قال يهودي لصاحبه : اذهب إلى هذا النبي ( هو محمد عليه الصلاة والسلام ) فقال صاحبه : لا تقل نبي، إنه لو سمعك كانت له أربعة أعين ( أي تكبر واستعلى علينا ). فأتيا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فسألاه عن تسع آيات فقال : أي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم (( لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنون ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلاّ بالحق ولا تمشوا ببريء إلى السلطان ليقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا محصنة ولا تولوا الفرار يوم الزحف، وعليكم خاصة اليهود ألاّ تعدوا في السبت )) قال : فقبلوا يده ورجله، فقالا : نشهد أنك نبي، قال عليه الصلاة والسلام (( فما يمنعكم أن تتبعوني ؟ قالوا : إن داود عليه السلام دعا ربه ألاّ يزال في ذريته نبي، وإنا نخاف إن اتبعناك أن تـقتلنا اليهود )) الترمذي وأبو داود .
وهذه الأدلة الواضحة دالة على صدقه صلى الله تعالى عليه وسلم لعلهم يؤمنون، ولهذا قبل اليهوديان يد النبي ورجله، ومنه مشروعية تقبيل الأيدي والأرجل .
3.لما عاد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم من الطائف ولم تستجب له ( ثقيف ) وآذوه آوى إلى ظل شجرة في بستان ( لابني ربيعة، عتبة وشيبة ) فبعثا غلاما لهما يقال له ( عداس ) ومعه قطف من العنب للنبي عليه الصلاة والسلام، وكان ( عداس ) نصرانيا، فلما بدأ بالأكل منه قال ( بسم الله ) فنظر إليه ( عداس ) وقال : إن هذا الكلام ( أي بسم الله ) ما يقوله أحد من أهل هذه البلاد .. !
فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : (( من أي البلاد أنت يا عداس ؟ وما دينك ؟ )) قال : نصراني ومن أهل نينوى ( الموصل ) فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : (( من قرية الرجل الصالح " يونس بن متى " )) فقال عداس : وما يدريك ما يونس ؟ فقال عليه الصلاة والسلام (( ذلك أخي كان نبيا وأنا نبي )) . فأكب عداس بن مالك على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقبل رأسه ويديه وقدميه.(1)
4.ومن ذلك أيضاً . ما رواه الترمذي وأبو داود والبخاري في الأدب المفرد .
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : (( ما رأيت أحداً من الناس أشبه بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم كلاماً ولا حديثاً ولا جلسة من فاطمة، قالت : وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآها أقبلت رحب بها ثم قام إليها فقبلها، وكانت إذا أتاها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم رحبت به ثم قامت إليه فقبلته )) .
سبق أن استشهدنا بهذا الحديث في ( القيام المشروع ) وذكرناه هنا للتقبيل ومشروعيته.
5.ومن ذلك أيضاً . عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال : كان ( أسيد بن حضير ) الأنصاري يحدث القوم ويضحكهم لمزح كان فيه، فطعنه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في خاصرته فقال: اصبرني يا رسول الله ( أي أقدني من نفسك فإنك أوجعتني ) قال : " اصطبر " – استوف القصاص – قال : إن عليك قميصاً وليس علي قميص، فرفع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قميصه فاحتضنه وجعل يقبل كشحه(2) وقال: إنما أردت هذا – أي أن أمرغ وجهي على جسدك تبركاً - .
ـــــــــــــــــــــــ
(1)انظر : خاتم النبيين للشيخ أبو زهرة رحمه الله تعالى، وفقه السيرة للدكتور محمد رمضان البوطي، وانظر تفصيل ذلك في سيرة ابن هشام .
(2)الكشح : ما بين الخاصرة إلى الضلع ( الصحاح ) .
6.ومن ذلك أيضاً لسواد بن غزية أحد الصحابة قبيل نشوب معركة ( بدر الكبرى ) بينما النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يسوي الصفوف رأى ( سواد بن غزية ) خارجاً من الصف فطعنه في بطنه بقدح(3) كان في يده وقال : ( استقم يا سواد ) فقال : يا رسول الله أوجعتني وقد بعثت بالحق والعدل فأقدني من نفسك ( مكني من القصاص ) فكشف له رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن بطنه فاعتنق بطنه فقبله، فقال عليه الصلاة والسلام : (( ما حملك على هذا يا سواد ؟ )) قال : يا رسول الله، حضر ما ترى ( المعركة والقتال ) فأحببت أن يكون آخر عهدي بالدنيا أن يمس جلدي جلدك، فان الجلد الذي يمس جلدك لا يعذب بالنار .. !
7.ومنها التقبيل للشفقة ويكون في الرأس وبين العينين .
وعن الشعبي قال : (( إن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم تلقى جعفر بن أبي طالب فألزمه وقبل بين عينيه )) أبو داود .
وحديث عائشة رضي الله عنها (( كلما دخل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على فاطمة قامت له وقبلها بين عينيها أو في رأسها ))، وقد يكون التقبيل في الفم للذرية والأطفال كما قبل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما .








خاشع إبن شيخ إبراهيم حقي

ــــــــــــــــــــــ
(3)القِدح : قطعة من الخشب تعرض قليلاً وتسوى ، ( المعجم الوسيط ) مجمع اللغة العربية .

محمد يوب
31/12/2010, 11:34 AM
بارك الله في علمك وحلمك ياشيخ.

حسن العويس
31/12/2010, 07:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأستاذ والشيخ الجليل بارك الله بك وجعلك ذُخراً لهذه الأمة وبعد :
بدايةً إنك لم تُحدد لنا الأمكنة التي يجوز فيها التقبيل من قبل المريد أو المسلم العادي لرجل الدين أو شيخ الطريقة ، ومن ثم الأحاديث التي ذكرت وعن الصحابة الذين قبلوا يد أو رأس أو بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا ينطبق ذلك على مشايخ الوقت وشتان بين رسول الله وهؤلاء .
وثانياً : إذا وُجِدَ العالم البارع الورع الصادق الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر الساعي بالإصلاح بين الناس المتحري للحلال والحرام العفيف فوالله بمثل هذا يُعظم . وأنّى مثله ؟!! وقد يكون موجوداً ، وسنقف له إجلالاً واحتراماً ، ونقبل يده وما بين عينيه .
أما إذا كان الشيخ يتمنى ذلك ويطلبه ، فهذا من الغرور أعاذنا الله وإياكم من الغرور والهوى .
وقد كان ابن بائع الورد ( ابن الوردي ) يقول في قصيدته المشهورة :
أيُّ يَـدٍ لم تـَفِدْ مما تَفد ...... فـرماها الـله مـنه بالشلـل
أنا لا أختار تقبيل يدٍ ...... قَطعها خيرُ من تلك القُبل
تحياتي إليك أنا أتكلم عن الفكرة وليس عن شخصكم الموقر .