المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نجوى القمر



عبد الله نفاخ
16/12/2010, 12:30 PM
نجوى القمر



عندما أجلس إلى نفسي أذاكر وجهك
فمذ كنت صغيراً كان يرسم لي الأحلام ، و إلى اليوم ما زلت لديَّ ذلك اللؤلؤ المكنون الذي يشعل سراج الحب في تأمل الليل ، و يضيء درب العشق في سكينة قلبه المفتوح .
القلب يغمره لاأمل ، و أنت تبسم له من وراء الفضاء لتشد من أزره المكلوم بهموم الدنيا و جروح الحياة ، فتغسله بأشعتك النورية ، و تذيب و تصهر كل ذنوبه لتنحط عنه قطرات من ألم يائس ، و يعود طفلاً طاهراً خارجاً من بطن أمه مشرقاً للحياة ، غير حامل شيئاًَ من أرجاسها و أنجاسها .
تطهرنا ، و تنقينا ، و تفرغ من أنفسنا أدواءها ، و تصلنا بعالم الأزل كلما جرفتنا بعيداً عنه سيول الحقد و الكره و الرتابة و تكاليف الحياة .
تتلاقى على مهدك أطوار الوجود بين الخلق و التكوين ، و تشرق عليك آلاء السماء و أنوار الكواكب التي تتجلى في تسبيحها الدائم لخالقك العظيم .
آلاف السنين كنت موئلاً للأرواح الضائعة ، بنظرات قلايلة إليك يرقى المرء سلم العلياء ليغدو كأنه في عالم و جسده في غيره ، يحلق فيك و يسبح في الدنيا التي تخلقها في النفوس ، و أنت لست سوى أحجار التأمت فصنعت نجماً سابحاً في الملكوت الكبير .
أيها القمر .... يا إعجاز الخالق في خلقه ، من أي شيء رُكِّبتَ و كيف صُنِعتَ ؟؟..... تلوح من بعيد فتسلب العقول رصانتها ، و تكسر صولجانها الأثير ، و تعلن تمرد القلوب عليها ، و تهتز لك الصدور فيتمزق نير الرغبات داخلها ليفيض مذاب الفضة الشاعري ، المنهل من نبع السموات فيغمر النفوس كلها بعطره و كلفه و عشقه ، و زئبقه الذي يفتت أصنام المادة ، و يحرر من أصفادها حمائم الروح .
أيها القمر ..... كم أطللت على الدنيا ، و شهدت السفاحين في جبروتهم ، و الفقراء في ضيقهم ، و الأنبياء في دعواتهم ، و العباد في خلواتهم ، و الخائفين في فزعهم ، و الساكنين في طمأنينتهم .
كم أطللت على الدنيا ، فساءك منها ما ساء ، و سرك منها ما سر .
فبحق ربك عليك ، أبكيت قدر ما ضحكت ، أفرحت قدر ما حزنت ، أشهدت مما يبهج النفوس كما شهدت مما يشجيها .
أرأيت مما يسر الخواطر قدر ما رأيت مما يمزق الأفئدة ؟
أكان من رنا إليك من الشعراء و المتألهين و الأدباء قدر من بقيت رؤوسهم غائصة تحت الرمال ، لأنهم لا يملكون ، بل لا يعرفون كيف يرفعونها ليغتسلوا بنورك .
أكان من آذوك بما شهدت من شرهم و نزقهم قدر من سروك بعطر خيرهم و ألق نبلهم ؟
أكان من تلألؤوا تماثيل من العاج صفاء كمن تجمدوا لفرط تحجر الإنسانية في وجدانهم ؟؟
أيها القمر .... يا من شهدت مصرع الإنسانية مراراً على أيدي أبنائها ، و شهدت تدفق مائها من بعد من نبعها الخالد الرقراق .
أكنت بعد كل هذا تأمل أن تغير مكانك ، و تنزل لتكون بيننا تسعى لتغيير ما تراه من عليائك فلا تحتمل رؤيته ، أم تفضل أن تظل لابثاً تطل من حيث أنت على معارك الدنيا التي لا تنتهي ، و مجازر الخير و مصارع الشر ، و نيران البغضاء و ماء الحب ، و سمادير الشر و أردية الطهر .
أجبني بالله عليك ..... فلقد أتعبني ما أنا فيه ، و لا بد أن كلماتك تهبني بعض ارتياح .
أجبني أيها الحبيب .... فطالما عجزت عن الإجابات ، ثم وجدتها حين استنرت بمداد وضاءتك .
.................................................. ..........................................

زهرةالايام
27/02/2011, 07:49 AM
كانت رائعة كلمات تمنيت ان اقراها من قبل
تاخرت لكني وصلت
و حين وصلت قرات السحر و الابداع
نجوى القمر
سلمت الانامل التي رسمت و خطت هكدا ابداع
و دي واحترامي
زهرةالايام

عبد الله نفاخ
01/03/2011, 07:55 AM
أختي الكريمة ...
تنير كلماتي بمروركم العطر ...
لا تتأخري علينا مجدداً ...
بوركت ...
و دمت بخير

عبق اللؤلؤ
02/03/2011, 06:13 AM
أسلوب أدبي رائع
أدام الله روح الإبداع في قلمك
القمر نور ضياء نور بصيرة
نور يسمو ولا يخبو

مصطفى البطران
02/03/2011, 07:03 PM
مناجاة راقية بأسلوب أدبي رفيع وبحس إنساني راق
وبنفس أديب صابر ومحتسب ومفكر ومتأمل ...
تنفست حروفك
وتنشقت أردان الندى
لتعبق أنسام بوحك في ألق ذواتنا العطشى إلى أمل بعيد نظل ننطره
بكل صبر وبكل جلادة وتؤدة ...
لا عدمنا حسك الإنساني الراقي وعالمك العلوي الرفيع ...
أتنشق من
عبق حروفك أريج الرافعي وديباجة الرافعي وعقلانية العقاد ...
بكل سرور وود ... البطران لكن من دون بطر