المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأزمة والفرج



حسن العويس
13/12/2010, 05:15 PM
كل واحد منّا يجد له كل يوم من القضاء ما يجِدُ له من القضايا ، ومن الناس مَنْ يُشَلُّ في جديد القضايا . ولو نظر إلى كل أمرٍ برويةٍ وعالجه بحكمة ، لوجد له فرجاً ومخرجاً .
حيث أن الله سبحانه وتعالى قد بيَّنَ أن العُسرَ يصاحبهُ اليسر : ( إن مع العسر يُسراً إن مع العسر يُسراً )
وكان عبدالله بن عباس رضي الله عنه قد قال في سورة العصر : لن يَغْلِبَ عُسرٌ يُسرين .
وذلك أن العُسر جاء في اللفظين ( معرفة ) واليسر جاء (نكرة) ، والنكرةُ إن تكررتْ تبدلتْ ، أما المعرفةُ إن تكررتْ تبقى هي هي .
لذلك هما يُسران وعُسرٌ واحد .
وما أجمل قول القائل :
إذا ضاقت بك الدنيا .......... ففكر في ألم نشرح
فـعسرٌ بيـن يُسرين .......... متى تذكرهما تفرح

وقد قيل في المثل : إذا اشتد الكربُ هان .
وهذا المعنى موجود في المنفرجة لابن النحوي :

اشتدّي أزمة تنفرجي .......... قـــد آذنَ ليـلـــك بـالـبـلــجِ
يا رب عجـل بالفـرجِ .......... فالأنفس أصبحت في حرجِ
وإذا ضـاق بـك أمــرٌ .......... قــل اشتـدي أزمـة تنفـرجي

وأنشدَ جعفر بن شمس الخلافة في كتاب الآداب لإبراهيم بن عباس الصولي :

ولـربَّ نازلة يضيق بهـا الفـتى .......... ذرعاً وعـند الله منها المَخرجُ
ضاقت فلما استحكمتْ حلقاتها .......... فُـرجتْ وكان يظنُّها لا تـُفـرجُ
وأنشد لآخر :

ضاقت ولو لم تَضق لما انفرجت ......... والعسرُ مفتاحُ كلِّ ميسور

ولآخر : أضيقُ الأمر أدناه إلى الفرج .
فأخي الكريم وأختي الكريمة بالصبر والحكمة تنقضي كل أزمة بإذن الله تعالى

بنت الشهباء
18/12/2010, 09:31 PM
أستاذنا الفاضل حسن العويس
لو أننا عدنا إلى الهجرة النبوية لرأينا أنها تضرب لنا مثلا كبيرا يعلمنا أن اليأس والحزن إن كان يصاحبه اليقين بالله والإيمان به فلا يمكن إلا أن يكون الله حسبه وناصره وكافيه ...
فهذا سيد المهاجرين محمد نبيّنا صلى الله عليه وسلم يقول للصديق خيرالرجال من بعد النبيّ أبو بكر الصديق – رضي الله عنه - كما نزل في القرآن :
" لا تحزن إن الله معنا "

فالخطر على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه وهو في الغار كان بين قاب قوسين أو أدنى ، وسهام المشركين تترصدهم من كل الجهات ؛ لكن نبينا معلم البشرية الناصح الأمين أراد أن يرتفع بأبي بكر صاحبه – الذي خاف أن يطول الأذى دعوة الحق ورسالة الإسلام - لمعارج الرقي والصفاء النفسي وهو يخبره بأن الحزن لا مكان له ما دام الله معهما بعونه وتأييده ونصره ....
وكم نحن في أيامنا هذه لهذا الشعار
" لا تحزن إن الله معنا "

حسن العويس
21/01/2011, 05:51 PM
إلى الأخت المحترمة بنت الشهباء
يَجِدُّ للإنسان من القضاء ما يجدُّ له من القضايا . ومما يُنسب للإمام علي رضي الله عنه : الدهر يومان ، يوم لك ويوم عليك ، فإن كان لك فلا تبطر (تذكير للبطران ) ، وإن كان عليك فاصبر، فكلاهما سينحر .