المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فُسَيفِسَاءُ الجُوع (أسرودة شعرية)



عبد اللطيف غسري
10/12/2010, 02:45 AM
فُسَيفِسَاءُ الجُوع



عبد اللطيف غسري




1
عُيونٌ بأفْريقِيَا مُوجَعَــــــــــــهْ
مِن الدَّمعِ أحْداقُهَا فِي سَعَــــــــهْ



جمارُ القبيلةِ ذِكرَى رمــــــــــادٍ
تلوحُ مَرَاجِلُها في دَعَـــــــــــــهْ



وأفياؤُها في انْبِعاثِ اللهيـــــــبِ
وِهادٌ مِنَ الجَمرِ مُسْتقْطعَــــــــهْ



2
وأينَ الرُّعاة؟ توَلَّوْا حُفَــــــــــاةً
يَبُثُّهُمُ الليلُ ما رَوَّعَــــــــــــــــهْ



وشَطرَ المدينةِ قد يَمَّمُـــــــــــوا
يَخُوضُونَ بَحرًا بِلا أشْرِعَــــــهْ



3
تِلالُ المدينةِ هَامَاتُ قَـــــــــــشٍّ
وأقبيَةٌ بالصَّدى مُتْرَعَـــــــــــــهْ



طواحينُ شَتَّى... وحَشدُ الأيامَى
طوابيرُ... والسِّرُّ في الجَعْجَعَـــهْ



وَذا العُمدةُ الغِرُّ في كَفِّــــــــــــهِ
مِذبَّتُهُ تنْثَنِي طَيِّعَـــــــــــــــــــــهْ



على كِرْشِهِ يَجْثُمُ البَبَّغَــــــــــــاءُ
ويأكُلُ مِن يَدِه المُشْرَعَـــــــــــهْ



4
نِسَاءُ القبيلةِ في العَتَبــــــــــــاتِ
تماثيلُ مِنْ قَسَمَاتِ الضِّعَــــــــهْ



يُزِلْنَ القذارَةَ عَنْ صَحْنِهـــــــــنَّ،
عن الشَّمْعَدَانِ المُسَجَّى مَعَـــــــهْ



وجَيْشُ ذواتِ الجَناحَيْنِ يُمْسِـــي
ويَغدُو فيَختَرقُ الأمتِعـــــــــــــهْ



وَفِي الرُّكنِ يَرقدُ قِدِّيدُهُـــــــــــنَّ
ويَحْكِي لأنفَاسِهِ مَصْرَعَــــــــــهْ



وأرغِفَةٌ في اسْودَادِ البَيَــــــــاضِِ
مُخَبَّأةٌ أسْفَلَ البَرْذعَــــــــــــــــهْ



يَقِفنَ على الجِيَفِ المُلْقََيَـــــــــاتِ
هِضَابًا بأفْنِيَةِ المَزْرَعَـــــــــــــهْ



يُقهْقِهْنَ... بينَ المَآقِي غُيُـــــــومٌ
بآثارِ عاصِفَةٍ مُشْبَعَــــــــــــــــهْ



تُظَلِّلُهَا نَظراتٌ حَيــــــــــــــارَى
إلى الصقر يَجْثُو على الصَّوْمعَهْ



يَسَلنَ دُموعَ القناديلِ مـــــــــــاذا
رأى الطفلُ في كَنَفِ المُرْضِعَهْ؟



ربيعًا رَأى أم بَقايا خَريــــــــفٍ
تُداهِمُهُ ريحُهُ مُسْرِعَــــــــــــــهْ؟

5

بكاكا* تَرُشُّ على اللحْدِ خَـــــــلاًّ
وتحسُبُ أضْلاعَه الأرْبَعَـــــــــهْ



هنالِك تدَّكِرُ الأمَّهــــــــــــــــاتُ
هياكِلَ في قُمُطٍ مُودَعَـــــــــــــهْ



إلى الليلِ يَرفعْنَ صَوْتَ الأنيـــنِ
وَهُنَّ مِنَ الصَّمتِ فِي مَعْمَعَـــــهْ



يُسائِلْنَ أنجُمَهُ الآفِـــــــــــــــلاتِ
عَن البَدر، غابَ... فَمنْ شَيَّعَـــهْ؟



وأيُّ غَدٍ يُسفِرُ العُمْرُ عنــــــــــهُ
فيُولدُ مِنْ رَحِمِ الزَّوْبَعَــــــــــــهْ؟



من مجموعتي الشعرية الثانية

*بكاكا: اسم وهمي لإحدى نساء القبيلة المُتخَيَّلة

مصطفى البطران
10/12/2010, 02:47 PM
سرد جميل لواقع مرير
دمت مبدعاً تبدع وتصرح وتلوح
لا عدمنا هذا الحضور الطيب

عبد الله نفاخ
10/12/2010, 05:29 PM
شاعرية إنسانية ...
صورت المأساة بحروف من لغة مبدعة ، و خيال كسا الألم رداء التأثير
دمت شاعراً كبيراً أستاذي القدير ....
و لي عودة بإذن الله

محمد يوب
14/12/2010, 10:57 AM
ممتع أخي عبد اللطيف أراك اليوم تنوع في قرض الشعر بمعجم جديد وقافية صائتة/صامتة موغلة في التجويف اللفظي.
دمت مبدعا ودام لك القلم طيعا