المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بغداد



الدكتور طاهر سماق
04/12/2010, 05:31 PM
بَغدَاد


ســـــــــــقياً لأيامِـــــــكِ الغرَّاءِ بغدادُ
في العامِ عيدٌ وفيكِ العامُ أعيـــــــادُ



سقياً لمقهى أبي النّواسِ نشـــــــغَلُهُ
بالنِّردِ حيـــــناً وبالأشــــــعارِ نرتــــادُ



ســقياً لعهدٍ نضــــيرٍ قد زهـــــوتِ به
فكــنتِ نرجِســــةً والنخـــلُ أوتــــادُ



وكـــنتِ سوســــنةً فرعاءَ مبسِـــمُها
كطلعةِ الشمس لو للشمسِ أرصــــادُ



فجــاء من شـــــتتٍ طُلابُ مشـــــأمةٍ
فجّـــارُ أفــــــــئدةُ فُســــــقٌ وأوغـــادُ



ليقـــلبوا قلبَ بغدادَ التي نُسِــــجتْ
أفنــــاؤها بلســــماً والنســـــجُ أورادُ



فشيَّدوا الرُّعْبَ والتقتيلَ في وطنـي
بئسَ الذي صنعوا، بل بئسَ ما شادوا



وفرقـــوا زُمَـــــراً كـــــانتْ موحَّــــدةً
ومزَّقـــوا وطـــناً قد لمَّـــــهُ الضــــادُ



وأثخنـــــــوا فِتنـــاً دسَّـــــاً وتفــــرِقةً
وزعْمُـــهمْ أنَّهــم بالعـدلِ قد جادوا



يا ليتهم قد بقــــوا خلف الحدودِ ومـا
جـاءتْ على نُصُــــبٍ للبغيِّ أحقـادُ



يا ليت من أهلِنا في مصرَ قد وقــفوا
يُعــلونَ صـيحتَهمْ، باللاءِ قد نــادوا



لن تعبــــــروا بقناةٍ شـــــقَها عـــرَبٌ
حـتى وإن بُذِلــتْ في اللاء أقــنادُ



لو وِقفةٌ في الورى للمجدِ قد وُقِفَـتْ
في أرض سيناء ما صالوا ولا سادوا



أم أنَّــهُم جــــنَّدوا أبنـــاءَ جِلدتِنا
حتى حسِــبتهمُ عن دينِــهم حادوا



وأصبحوا خَفَراً أو قل أشـــــــدَّ حِمىً
من اليهــود عليهِم، أم همُ هادوا؟



ما هكذا تُقبـضُ الأثمـــانُ في وطنٍ
هو العـــراقُ لِمصــــرَ المجــــدِ ردَّادُ



هو العراقُ لأرض الشــــامِ عُزوتُها
وللميـــامينَ في الســــــودانِ شدَّادُ



وللغيارى بنـــــجدٍ خــــيرُ مُنتصِـــــرٍ
لـــولا ألمَّــــــتْ بها ديَّـــــارَةٌ، ذادوا



هو العــــراقُ أخٌ للنخــــلِ في عدَنٍ
هو العراقُ أبٌ للعُــــرْبِ مِصْـــــدادُ



هو العراقُ حضــــاراتٌ مكدَّســـــةٌ
عـــبرَ الزمان، لَكمْ شـــــادته أزنادُ



فلو لنــــــهريهِ أهدينــــــا مواجِعنا
تدفَّقَ المـــاء يُرقي همَّ من نـــادوا



يا ليت شعري لو عادَ الزمانُ لــه
وعَمَّرتْ ليــــلَها بالــــــحبِّ، بغدادُ



لماءِ دجـــــلةَ لو عادَتْ نقــــاوتُهً
ولو نوارِسُــــهُ للشَّــــــــطِّ قد عادوا



كأنما عصــفَت ذاتُ الريـــاحِ بها
برغْمِ إيمــــانهِم، إذْ ما همُ عـــادُ



ولا ثمودَ وقد شــادوا حضارَتهم
فروكِمتْ بأيادي الحقدِ أنضــــادُ



تحَرَّكي وأزيلي الضيـــمَ عن بَدَنٍ
حاكوا له من رزايا النسْجِ حُسَّادُ



أنتِ العروسُ وذاكَ العرسُ تجمعُنا
فيه البنـــادِقُ والصيحــاتُ تزدادُ



الله أكبرُ، ما أبــــهى جحـــــــافلنا
جحافلَ النصــرِ، إنَّا نحـــنُ قُوَّادُ



الله أكبــــــر، عزَّاً في أعنَّتِنـــــــا
إنَّا لها سؤدداً، في المجدِ أسيادُ



إنَّا لها، من عرينِ العُرب نرفَعُها
فهلْ صَداها يُدَوِّي فيكِ، بغــــدادُ؟




28 /11/2009

الناصري
04/12/2010, 05:52 PM
سلمتَ وسلم شعرُك على هذه الرائعة الأصيلة في زمن الحداثة البائس ...تحيات أخيك الناصري...شكراً