لو بقية من عمر

[فتحية عبد الحميد المغربى]

]((عبثا تكابر,,فكل الشواهد تؤكد انك شخت, وان عجلة عمرك بدت تسير بسرعة نحو محطتها الاخيرة)),,,حقا لا استطيع ان اصف شعورى وانا اطالع هذه الكلمات فى جريده محلية من احدى تلك الجرائد التىتجود بها مدينتى,,,,اصارحكم وبكل تلقائية وصدق:انى اخاف الشيخوخة وكبر السن,واخاف المرض واخاف ان افقد من هم حولى,,تالله انى لاحس بطعم المرارة فى حلقى عندما تحدثنى امى _اطال الله عمرها_ عن امها وابيها وعن ايام خلت من طفولتها البسيطة وكيف انها فقدت والدتها فى سن مبكرة,, وكيف انتُزعت من حضن ابيها وقريتها الصغيرة الى بيت زوجها وهى لاتعلم من امور الحياة الزوجية وحياة المُدن الا الشىء اليسير.
ها هى الان امى _اطال الله عمرها_ تخاف ان تزحف اليها الشيخوخة وفى قلبها حنين جارف الى تلك الارياف التى ولدت فيها وعاشت طفولتها المبكرة فى وديانها وروابيها,,,,,تقول لى امى((لو بقية من عمر تسمح لى اقضيها فى قريتى الصغيرة واتنعم بالاستلقاء على رمالها الناعمة وشمسها الصافية.))
......لاادرى لماذا كل البشر يشعرون بالحنين الى الماضى؟,,,,هل لانه اصبح ذكرى لا تعود؟ ام لانه جميل بالفعل واجمل من حاضرنا الذى يفقد الكثير من الدفء والود .
هل يأتى علينا زمن ونتلذذ بسرد ذكريات الماضى الجميل (ويبقى لنا بقية من عمر)) لاحادثكم عن ذكريات حارتنا القديمة وأزقتها الضيقة مثلما تحدثنى امى الان عن ذكرياتها الجميلة فى قرى وارياف البدو.
ودمتم بود