المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة الملاهي



أيوب الحمد
27/11/2010, 08:13 PM
الملاهي



اقترب صالح من باب مدينة الملاهي ينظر إلى أقرانه الأطفال يتقافزون بفرح ويتراكضون من لعبة لأخرى



فكر ....!" بأية لعبة سيبدأ ؟ ... وهل تكفي نقوده التي أعطتها له أمه في زيارته الأخيرة لها ؟....



فهو لم يتسن له الحصول على نقود منذ زواج إمه من ذلك الرجل البخيل الذي كان يطرده كلما جاء لزيارة أمه .



تذكر والده الذي توفي منذ مدة , كيف كان يأتي به إلى هذا المكان وكيف كان يلعب معه كل الألعاب ويحمله بين يديه ويعود به إلى البيت بعد أن أشبع فضوله ولبى ميوله ."



نظر إلى الحارس وسأله : هل تكفي هذه النقود للعب هنا ؟.



- كم من النقود معك ؟.



-معي هذه , .....وأراه ما معه .



تفحصه الحارس من رأسه إلى أخمص قدميه .. وقال : إنها لا تكفي , ولكن عندي بطاقات لعب مجانية تستطيع أن تلعب بوساطتها كل الألعاب , هيا معي إلى غرفة المحرس , ولكن بسرعة كي لا يراك أحد.



أسرع صالح بخفة ودخل خلف الحارس الذي أغلق الباب بسرعة , وما أن رأى الفريسة أمامه حتى انهال ذلك الوحش بسرعة وأحاط بها من كل جانب وانشب مخلبه في لحمها الطري . حاولت الفريسة التخلص ولكن هيهات هيهات .لم يصدر عنها سوى اختلاجات أرنب ذبيح ..



أراد صالح الصراخ ولكن صوته كان خيط عنكبوت طال عليه الزمن .



فتح الحارس الباب بعد أن هدده بكلمات صاعقة تركته فأرا بين نابي قط شرس .



اندفع مسرعا , رأى القطار يترك سكته ويتوجه نحوه يريد أن يدهسه وصوت بوقه يصم الآذان , والخيول تركت مسارها واندفعت نحوه ترفسه وتنهش رأسه وتصهل صهيلا عاليا يملأ الآفاق , وانهالت عليه مقاعد الأراجيح تركله ,والأشجار كأنها أفاع تفح خلفه .



ركض بكل ما أوتي من قوة اجتاز البوابة , رأى على نهاية الرصيف أمه تلوح بيدها , أسرع إليها ارتمى في حضنها أراد أن يخبرها بما حدث , لكن البكاء منعه , أسند رأسه على صدرها ....لسعه الصدر بصقيع بارد ... انتبه من غفلته ... رفع نظره إلى وجهها .... ذهل مما رأى ..... لم تكن أمه .... بل كانت عمود الكهرباء ...

قلب تائه
28/11/2010, 09:22 AM
قصة مؤلمة بحق
استوفت كافة العناصر ..
شكرا على هذا الابداع
كل الود .

أيوب الحمد
28/11/2010, 09:32 AM
قصة مؤلمة بحق
استوفت كافة العناصر ..
شكرا على هذا الابداع
كل الود .

شكرا لمرورك العطر
وإلى متى سيبقى هذا القلب تائها.....؟

الفرحان بوعزة
30/11/2010, 07:25 PM
أخي وصديقي العزيز أيوب الحمد .. تحية طيبة ..
تأرجح البطل الصغير بين رغبته في اللهو على غرار أصدقائه ، وبين أن تكون له النقود لتحقيق رغبته .. رغبة تقف في وجه تحقيقها عوامل كثيرة :/ موت أبيه / بخل زوج أمه / عدم كفاية النقود / شرك الحارس / .. معيقات دفعته أن يستدعي الماضي بمرارة ..
حاول البطل أن يخرج من هذا المأزق ، فكان سؤاله للحارس ينم عن صدق وبراءة طاهرة ، لكنه سقط في فخ الحارس الذي نهش كرامته واغتصب أحلامه ..
يرتكز النص على عدة صدمات / صدمة موت الأب /صدمة نقص النقود / صدمة الحارس / صدمة عناق عامود الكهرباء / ... صدمات كلها بنيت في تواز على لقطات سردية متناسقة ، وفق لعبة جمالية تمس الإضاءة والتعتيم .. مما يدفع السارد بالقارئ إلى إعادة تركيب تلك اللقطات ليحصل في النهاية على شريط حكائي ينوس بين الواقع والمتخيل ، بين دغدغة العواطف وإيقاظ الضمير ، بين التصديق والنفي ..
أعتقد أن السارد مارس لعبة الحكي وفق نظام سردي مرن ، عن طريق لغة نقية ، وأحداث ممكنة الوقوع ، تنهض على محكيات صغرى تستدعي تعدداً في القراءة والتأويل ..أحداث تتناسج عبر فضاءات تتنوع بين التأزم وتوهم القارئ لانفراج ممكن .. / سؤال الطفل للحارس / عندي بطاقات مجانية / لكن تلك الفضاءات تحولت إلى فزع وخوف وذعر .. وتخيل باهت ومخيب لأفق انتظار الطفل ..
نص مؤلم وصادم ، انتزع بفنية أدبية من الواقع المعيش ، فمن خلال انسياب السرد وجمالية اللغة الصريحة والموحية ، جعلنا السارد نستمتع بلذة النص ، ونتأسف للأحداث التي يوهمنا السارد بواقعيتها..
تحياتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

أيوب الحمد
01/12/2010, 07:17 PM
الأخ الأديب فرحان بوعزة:
إن كلماتك النسغ الذي أعاد خلايا الأبداع عندي للنشاط بعد الذبول واليباس اللذين أصاباها
وإن لكلماتك لحلاوة ولإبداعك سحر
فشكرا لك من أعماق قلبي

محمد يوب
03/12/2010, 11:38 PM
مبدع أخي أيوب بهذه القصة التي تعبر عن الأطفال الذين يعانون من التشتت العائلي كانت القفلة ممتعة.
مودتي

أيوب الحمد
04/12/2010, 03:14 AM
الأخ العزيز محمد يوب
تحية طيبة لك
أشكرك على هذه الكلمات الجميلة,وعلى هذا الإطراء , وعلى هذا المرور الذي أمتعني حقا
تحيتي الخالصة لك , مع أطيب التمنيات