PDA

View Full Version : كازنوفا الرياض وفهد الغانم - رواية جديدة



د.أسد محمد
28/02/2006, 07:51 PM
رواية
"قبلة المساحات الضيقة "
وكازانوفا الخليج

" قبلة المساحات الضيقة " رواية جديدة لكاتب سعودي شاب ، هو فهد الغانم ، الذي يقدم مغامرته الروائية الأولى بجرأة منقطعة النظير ، هي رواية خليجية بامتياز ، رواية وقصص العشق السري في العاصمة الرياض ، ومن أعماق ودهاليز الرياض تنطلق وتؤطر لجو من عناق بين شاب وفتيات الرياض ، شاب وسيم ، وجميل تستميله قلوب الحسناوات، ولا يغادر مساحة الأنثى ، وكأنه مولود من ضلعها ، رواية تحكي قصة شاب وعلاقاته مع بنات وسيمات ، وتحلو حياته معهن ، يبدأ ولا ينتهي ، يتفجر ولا يهدأ ، يتعاطى الأنثى أو الأنثى تتعاطاه كأنه دواء لفوران الحب ، وتألق الحياة كاشفا عبر مسيرة حياة وكأنها سيرة ذاتية لجيل بأسره يعيش التحولا ت الكبرى الجارية في المجتمع السعودية خصوصا ، وفي الخليج العربي عموما ، الرواية توحد هذه الجزيرة العربية بلغة أخرى غير اللغة السياسية أو المالية ، إنه الأدب يهدم أسوار الحواجز المختلفة ، وتتمثل هذه الرواية التي اتخذت من عواصم الدول الخليجية مكانا لها ، أما زمنها غير محدد ، لكنه ينتمي رمزا إلى عصر الانترنيت ، أي اللازمن بمعناه المجازي" أزمنة وحضارات داخل رأسي المنهك تمر بلمح البصر، عاش قلبي وعقلي لحظات تحدٍّ غير تقليدي، لاستشفاف الحقيقة والعامل المشترك بين كل تلك الأزمنة والحضارات. كان الوقت بطيئا، لكنه مر سريعا!" ص71 ،
فرواية الكاتب فهد الغانم " قبلة المساحات الضيقة " ، هي رواية أشبه بموجة جديدة لروايات خارج النسق الرسمي للأدب ، محطمة كل شيء : البناء ، الرؤيا
، الخطاب ، وموجهة من المجتمع إلى أسوار السلطة ، وتكشف عن تحولات جارية لا تهتم لكل ما تم بناؤه ، فالعنوان يشي بموضوع الرواية ، ومختار بطريقة زكية ، وبمقاربة ناجحة للمحتوى ، فالقبلة هي قبلات ساخنة تتم في المساحات الضيقة : الوجه ، خلف الستار في مطعم ، خلف الدرج ، في غرفة مجاور لمرقص ، لكن امتداد القبلة تتجاوز حد الفعل الشهواني لنفس محرومة وتواقة للمزيد من القبل ، ووراء كل قبلة قصة ، ومكان ، وزمان ، وحكاية جاءت متسلسلة ضمن خمس عشرة حكاية : مابين الساعة الخامسة والسادسة مساء، قبل أربع سنوات ، حدث متوثب ، اللقاء الأول ، سلسلة مشاهد ، قبلة ، فنتازيا،القلب العاشق ..
تمتد من عاصمة إلى عاصمة ومن مدينة إلى مدينة ، وكأن المكان ممسكوك برمونت كنتروك إلى أنامل القبل تحركه وفق مشيئة الشهوة ، وسقوط الأقنعة جراء هذه القبل هو المستهدف ، فتى ضاعت القبلات من جيله فتلقفها دفعة واحدة، وكأنها روحه التواقة لفعل شيء هو الفسحة التي تجلت ضمن خيار الفعل الدرامي، ووفق إحداثيات متقاطعة في بنيتي الهامش والمتن وما يناظرهما من إسقاطات اجتماعية صريحة التعريف والبيان " كان يبكي بصوت مسموع، وعندما لم يستطع التحمل، تغزوه مشاعر الوحدة من أصابع القدم حتى تتلبس جسده كله، وصولا لمنبت الشعر على جبينه.." ص123
موضوع الرواية : شاب يشتغل في الإعلان ، يتنقل بين دبي والرياض ، وبين المدينتين يتعرف إلى عدد كبير من الفتيات ، ومع كل فتاة يمضي بعضا من الوقت ، ووفق رغبة ثنائية من الطرفين سرعان ما تنتهي لتبدأ علاقة جديدة ،
كاشفا عن العلاقات السرية التي تقوم بين الجيل الشاب عن طريق الشبكة العنكبوتية أو الجوال ،ووسائل الاتصال الأخرى ، وكيفية التواصل بينهم ، وما ينتج عن ذلك من صدمات وارتدادات نفسية ومعنوية ومادية ، وهذه السلسلة من اللقاءات الغرامية ليست عبثية ، بقدر ما هي استجابة لكمون شباب يعبرون عن حاجات مقموعة ، ويفجرون أسئلة تالية لما يحدث في مجتمعهم ، أمثال : فواز ، سوزان ، ريم ، عهود ، فاتن ، لقاءات في نوادي وفنادق دبي، ثمان راقصات ، وغيرهن الكثير ، " تعرف على سارة في إحدى رحلاته لدبي، التي دامت ثمانية أيام.." ص60 وهكذا ، لم تهدأ ثورة كازنوفا الخليج ، ولم يجد محطة تضبط انفعالاته :
" غيابٌ عن العالم أو هكذا أرادا، لم تستمر القبلة كثيرا، خاصة أن الستارة كانت تحركها أيّ كمية من الهواء، ورغم أنها ساترة تماما، كان قلقها سبب انقضاء تلك القبلة، لم يستطع أن يترك يدها، رغم أن حرارتها شديدة.. " ص119
رغم وضوح رؤية الرواية ، تبت بعض الرموز الثقيلة على الترجمة :
- الشاب اللاسم له .
- الأنثى اللاسم لها .
- الزمن ، والبناء عليه ، فقد تكثف ليصبح مثل كرة مشحونة في نبضات الشخصيات ، ولا ينفصل عنها كأنه كائن بعثت فيه الحياة من لدن الأمكنة المترامية الأطراف : لندن ، باريس ، القاهرة ، دمشق ، دبي ، بيروت ، وانتهاء بالرياض ، هذا المكان الذي وشى بكل شيء ، وكأنه البطل ، مكان يتفجر بقامات ساكنيه ، دون صراع حاد أو عنف ، احتواء حيوي للحراك الاجتماعي " لم يشعر أحد في الكرة الأرضية أو طيور السماء بالصراع المحتدم في تلك اللحظات القصيرة، الخالق وحده يعلم بذلك.
صراع بينه وبين روحه، استلاّ – كلاهما- سلاحيهما، وتوجها إلى الحلبة؛ الحلبة عبارة عن مكان مرتفع في أرض بعيدة عن مدينته، أو في أي مكان آخر من العالم، كانا يلتقيان دائما على منطقة مرتفعة، كل واحد يريد أن يقتص من الآخر تلك المدة التي أسره فيها، أو أوقعه تحت حكم يراه جائراً.." ص104
صراع غير مكتمل ، بدايات مفتوحة ، والندم هو فعل اجتماعي يساوي التسامح في حل فشل علاقة عاطفية لا نره نزيفها يلوث دروب متحركة ، بحيث تصبح علامة الترقيم ، قيمة كبيرة " تلك الليلة وقدماك فوق قدميّ
ووقع الخطوات يؤلف سيمفونية
أنفاسك تعبر أنفاسي
وابتسامتك العفويّة
تغوص فيّ، تكتشف الأركان
رائحة عطرك الباريسي
تضرب كل خليّة
وفستانك السماوي الساتان
-ذو الخصر الدانتيل
والنهايات الزهريّة- " ص44
هذه فواصل ، تربط الأحداث مع بعضها البعض ، وتؤطر الرواية لتجعلها عدة أنساق متداخلة لوحة وراء لوحة دون أن تحجب أية لوحة من اللوحات الرؤيا عن مشاهدة أخرى خلفها ، كما تصبح الحركة في الكلمة كتلة من ضمائر فاعلة ، والكلمة مثل عتمة تتسلل إلى كتلة ضوء وتجعلنا نراه من جواه ، وتسحبنا إلى خفايا مثل السحر، لا نصدقها لكنها تكثفها وتجعلها ملموسة لمس الحواس القابع خلف حواسنا الظاهرة ، كمن أبدع حواسا أخرى غير تلك التي نرى بها ونحس بها ، حواس خفية ، ومختلفة ، اتفقت وتقنية السرد المتداخل لغة وبناء ورموزا مع عالمي الجسد والنفس ، عبر تناوب متقطع بالفواصل الرمزية للهامش ، وتصل حالة البطل بين ثنائيتين: داخل – خارج ، دون أن ترتبك اللغة أو التواصل مع المتلقي ، وكانت الجرأة هي خيط الوصل بين نسيج الأحداث المتتالية ، الرشيقة ، لا وصف ممل ، ولا استطراد ، أداء طبيعي ، حيوي ، اقتصاد في الجمل ، ومباشرة غير مبتذلة ، كتابة من القلب إلى القلب
خطوط متعددة تبدو متوازية من بعيد لكنها متداخلة عندما تبدأ بالقراءة والمتابعة ، وكأنك تنتقل من مدينة إلى أخرى بسرعة الأفكار التي ينفض بها المجتمع الغبار عن الفكر ( المداح النواح ) ويتجه إلى الذات بمعناها العام والخاص عبر بناء فضاء خاص به له دلالات وفتوحات اجتماعية حقيقية ، برزت من خلال مدن الخليج المبهرجة، العارية ، المكشوفة تحت شمس القبلات ، تأخذ المتلقي ليشترك في الرؤيا ، ويقبل بنداء الواقع المختلف عن تصورات ما كانت .. ويبرز كم هي قيمة تلك الشهوانية الجسدية التي فجرها البطل في أكثر من مئة قبلة ، وتظهر عالما (اكزيكوتيا) غرائبيا ، لا يتفق ونمطية شهرزاد وشهريار – سلطة الجسد وسلطة السياسة ، بل سلطة من نوع آخر تتعلق بسلطة الأسئلة ، وما ورائية حسية ، فيها ميل للإقحام في عوالم جديدة لا تعجبنا ، لكنها تتكاثر ..
" وهم يتمتمون بما لا أعلم
كل العيون في تلك اللحظة تتشابه
والغيوم والدخان
قصص خلف قصص تتجسد
وأغانٍ
لكل عصوري
لكل عصور الكون" ص115
فمثل هذا الطرح الذي لا يخلو من مغامرات منعشة للشباب سيجد من يقابله بفرح ، لأنه على الأقل يكشف عن واقع جديد له عناوين جديدة ، ومقاصدها إيجابية .
فلنحتف بهذه الرواية الجديدة للكاتب الشاب فهد الغانم .



د.أسد محمد
كاتب سوري

بوشكين
01/03/2006, 01:23 AM
أهم شيء فيها صور أم لا
لأن شبابنا في هذه المرحلة هم أحوج ما يكونون لمثل هذه الصور

د.أسد محمد
01/03/2006, 02:07 PM
أخي بوشكين
بجد هذه الرواية هامة
وهي موجدودة حاليا في معرض الرياض للكتاب
وشكرا

طارق شفيق حقي
01/03/2006, 02:29 PM
رغم عدم اهتمامي لفن الرواية وخاصة منها ما كان على الشكل الغربي





.

.

.





لكن ماذا تعني كازانوفا ؟؟!