المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عاصفة دمع



عبد الله نفاخ
17/10/2010, 03:49 PM
زوابع في أفق الطبيعة


صفرة و رماد يغطيان وجه الدنيا


و الشمس خجلة كعذراء نالتها أولى قبل الحبيب ، تختبي بين رماد الغيوم .


و الأرض تقشعر من الفراق .


دم يزين وجه الضباب


و في المدى سكون


شياطين عزف تقبل من اللامكان


و تخيم كالخمول على عيون السكارى


و نعاس و نوم و جوع


و برد يلف المكان


أترى ... كلنا ها هنا


تائهون في هذا اليباب


حصان راكض نحو الأفق في طريق من تلاش و ارتفاع


يعبر نحو الغياب اللانهائي غير مدرك معنى الضياع


ترنو إليه عيون تسمرت عند وادي اليأس تستجدي المصير


و لا مصير


يجيبهم من بعيد صوت عملاق أسير : لا مصير ... لا مصير


و غائب زجل اليمام


قد تاهت الأصوات في هذا اليباب


نادت شجيرات السواد التي أحنى ظهرها عنف الرياح


و تلاطمت أمواج حقد الكائنات على مجرات الوداع


قد آبت الأحلام خاشعة لصوت عويل ذئب في الجليد


عوى عليهم صارخاً : و لمَ الرحيل ؟


الأنفس ازدانت بأردية الجلود


و غادرت أرض الفراق حاملة نزف الأرواح المنهك


قد تعلمت القلوب كيف الأنين


و صوته صم آذان العابرين


أنين ... أنين


يملأ الدنيا حتى الغروب البعيد


أرواح طائفة تحوم في الجوار ....


تنادي على الغارقين في سبات طويل لابسين مطارف السواد عند مغارات العدم ، يغشى وجوههم قتر الانكسار، و رعب الانتظار


أفيقوا يا تائهي العقول و القلوب


أفيقوا يا رعاة الماعز الجبلي في دنيا الخواء


أفيقوا فقد آن الأوان ، و تراقصت أوراق شجر الرحيل


قرعت أجراس حصون الصمت في قلاع الوحشة


اعبروا أيها العابرون


فالصباح البعيد .... تشهق فيه أقمار الحزن اللانهائي


و البحر الواسع يرتجف من الأنين
زبده يحمل أشلاء السعادة الغائبة


و أطفالاً صغاراً كانوا من السائرين على دروب اللعنات الحمراء مودعين الفضاء


ضاع الضياء ، و ضاع اليباب


و تبخرت أرجاء صمت عابر


و ظل ناقوس قلعة الوحشة يدق في الضباب ، راسماً على درب الغياب خريطة الوعد الأخيرة للتائهين بلا هدى و لا مصير .

محسن العافي
21/10/2010, 11:26 PM
خاطرة حملت الكثير ،تجلى فيها الظاهر على الشاشات والمسكوت عنه ،كنت رائعا في خاطرة بها تورية ناجحة أشكر بوحك أيها الاديب المتفرد بأسلوبه الجميل ونبعه الصافي