المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إغريق العالم وبرابرته



رزاق الجزائري
27/02/2006, 08:06 PM
تحية طيبة .
لو طرحنا هذه الاسئلة الكبيرة في استقراء على الشعوب الغربية .ما رايها بطريقة حكوماتها في محاربة الارهاب .وهل صار العالم اكثر امنا و ما رأيها بالإسلام و المسلمين فماذا سيكون الجواب يا ترى ...؟
عندما احتلت فرنسا الجزائر قال الاديب الفرنسي الشهير صاحب رائعة البؤساء * فيكتور هيغو* انها الحضارة تنتصر على البربرية نحن اغريق العالم وعلينا تنويره * و بعد قرن و ثلاثين سنة استعمار انتجت الحضارة 99بالمائة امي و ملايين ضحايا و الجرائم في حق الانسانية و في حق شعب لا ذنب له الا انه صنف من *indigens* و عند خروجها عنوة من الجزائر بعد حرب تحريرية قدم فيها الشعب مليون و نصف شهيد من خيرة ابنائه اخذت معها حتى مصانع اعواد الثقاب.و اليوم بعد اكثر من اربعين سنة و بعد اعترافات جنرالات فرنسا علانية بجرائهم *شهادات اوساريس و موريس بابون وغيرهم * ضد الجزائريين يخرج علينا البرلمان الفرنسي بقانون لتمجيد ظاهرة الاستعمار بشمال افريقيا في التاريخ الفرنسي كظاهرة حضارية*قانون 23 فيفري* و هنا تطرح تساؤلات ؟ هل لا زالت نفس النظرة التي كان ينظر فيكتور هيغو ناهيك عن عامل الزمن و الصورة*تركيا العثمانية*مع الاعلام اليوم و معرفة الآخر التي تتوفر بشكل كبير قياسا بزمن هيغو تسيطر على بعض الذهنيات الغربية خصوصا صانعي القرار .لست متجنيا فكملاحظ .كثيرا عند تحليلي للسياسات الغربية تجاه شعوب الجنوب الاحظ ان للغرب صاحب مبادىء الحرية و القيم الانسانية مفهومين للانسان .الاول بمفهوم الانسان l'être humain و هو المعني بالحرية و المساواة و حقوق الانسان .و الثاني هو المخلوق le créature و هو لم يرقى الى درجة الانسان *انسان الجنوب* وهذه الحقيقة المرة موجودة في خيال كثير من زعماء الغرب ابتداءا بجورج بوش و ليس نهاية بشيراك في هذا العالم الذي صار بجلاء بعد 11/09 ينظر الينا بزاوية يحددها هو وفق مصالحها لا بناءا على واقع و هي الركيزة التي يبني عليها الارهاب تطرفه .فمنطق الغرب مثلا في استخدام القوة كوسيلة لمحاربة الارهاب و تغيير حياة الشعوب المقهورة في مفارقة محاربة ايديولوجية القوة نفسها التي تغذت من هكذا سياسات قهر متراكمة و تجاهل لمطالب مشروعة لهاته الشعوب في الحرية و العيش الكريم . و بالتالي تكون محاربة الارهاب و فكره اشبه بازالة الاوراق اليابسة و الاغصان الميتة و الحشائش الضارة عنه ليصبح اكثر قوة و فاعلية وهنا تذكرني كلمات نعوم تشومسكي في حوار مع ال بي بي سي *انه لعقدة ان نعتبر ان ما نفعله نحن تجاه الاخرين شر لا بد منه وان ردود فعلهم علينا هو جرائم لا تغتفر * .
حين اكتوت الجزائر بنار الارهاب مطلع التسعينات و الذي كان على مرمى شبر واحد من الغرب ونادت كانت صرختها في واد ووأد انينها الأقربون قبل البعاد و الاشقاء قبل الاصدقاء .فالارهاب ظاهرة عالمية تتطلب تحديدا دقيقا لمفهومها و دوافعها و تكاثفا دوليا و استراتيجية واضحة لمحاربتها .كنا نئن و نئن ايام كانت لنا دولة في النهار و اخرى بالليل .استخف بندائنا البعض و استهجنه البعض و خصوصا الغرب الذي كان يرى في تقطيع رؤوس مئات الآلاف من الاطفال و الشيوخ و المدنيين العزل مجرد رفض عنيف لحركة سياسية و حضر عنا حتى ذخيرة بنادق الصيد .اما اليوم فقد صار للارهاب شخصية دولية لا ينقصها الا مقعد في الجمعية العامة لتلقي خطابها السنوي . فبعد 11/09 و انكسار كبرياء طاغوت العصر بوسائل من صنعه سخرت لغير غايتها .اعتقدوا عن جهل و عن قصد ان الارهاب هو رصاصة .طائشة كانت او مصوبة بإحكام .قنبلة.مزروعة او متحركة في خصر انتحاري او تصفية حسابات مع تنظيم او حاكم خرج عن بيت الطاعة و نسو انه فكرة من بناة فكر السبنية او احفاد ابن سلول فجنحو الى الترعيب و التدمير و الاحتلال معطين للارهاب اقوى الجرعات .
لقد اخلطت تفجيرات لندن و مدريد و قبلها تفجيرات العراق كل حساباتهم بمنطق *عولمة الموت*و اوقعت صناع القرار الغربي في حرج امام مؤسساتهم و شعوبهم لقد اهملو ان الارهاب فكرة سواءا استنبطت من الدين بشكل صحيح او خاطىء هي بعمر اجيال او اكثر و ليست بعمر جيل او حتى بعمر الفرد نفسه .فلابد للبشرية ان أرادت العيش بسلام الاقرار بالحقيقة لا القفز على الحقائق .فلا يمكن ابدا محاربة فكرة انت تغذيها و تضخ لها الوقود كل يوم ولا زالت الى اليوم تمارس نفس السياسة فالخلل الرهيب في موازين القوى بين اقلية متطورة ناهبة و اغلبية نامية منهوبة و تجاهل حقوق مشروعة لشعوب ترغب في العيش الكريم و الوقوف عثرة امام امالها و الكيل بمكيالين في القوانين الدولية و تطبيقها .
فالغرب لايريد شريكا في محاربة الارهاب بل يريد انسانا عربيا مسلما مهزوز الارادة ينفخ فيه *غريزة القطيع*نيتشه*.فدهنيتهم المهلهلة التي ترى الشر في كل ما هو عربي تقول باقصاء الآخر ان لم يتماشى مع تصورهم للعالم لانه بكل بساطة يظل يصارعهم و فكرة الصراع تقول ضمنيا ان الاخر يهددنا في مصالحنا المادية و الروحية ولهدا يجب استعمال القوة لحماية انفسنا وقد تفطن الفيلسوف الفرنسي *روجيه غارودي* لهده المساله وكتب عنها طويلا و ما معناة الشعب الفلسطيني و العراقي الا دليلا قاطعا على دلك فالغرب يتخلى عن قيمه ببساطة حينما يتعلق الامر بحقوقنا الانسانية تلك الحقوق التي يتغنى بها .
حقيقة ان حوار الثقافات ضرورة ملحة في وقتنا الراهن فنحن المتهمون بالارهاب لسنا سفاحين و لا عديمي انسانية بل نحن اول ضحاياه لكن على اي ارضية يبنى هدا الحوار على جدلية السيد و العبد؟ فكيف يكتب هكدا حوار في وقت يدمر فيه بلد كالعراق وفلسطين محتلة مند عقود وتدق طبول الحرب في كل مكان من وطننا العربي ويطغى ضجيجها على المتحاورين فالحوار ليس خارطة طريق نلتزم بتطبيقها بالرغم ان هناك من يؤمن بهدا الحوار بكل صدق فهل كل من يدير هدا الحوار له نفس النوايا الحسنة ولا ينطلق من منطق محاولة تحطيم الاخر ماديا و معنويا في راي الشخصي ان هاته ليست الادوات المنهجية لاي حوار .
ان الشعوب هم وقود الارهاب و المدنيون هم اكثر ضحاياه الذين يدفعون ارواحهم فاتورة لنزوات الساسة و خلافات G8والقاعدة ولا ذنب لهؤلاء سوى انهم وجدو في المكان الخطأ و الزمان الخطأ او لانهم مولو بضرائبهم حربا جلهم لا يدريها او يكن يريدها لكن اليد الآثمة اختارتهم ليكونو عبرة فلا يسألوا ولا يتساءلوا.فالاحداث الارهابية التي اخذت طابعا عالميا و الفوضى العارمة التي صار يعيشها العالم بشريعة الغاب و القوة تستدعي وقفة حقيقية لتغيير كل المفاهيم الخاطئة و تصحيح كل الاخطاء السابقة فلا يوجد مفهوم لعالم آمن بدون عدالة تلغى فيها الاحكام المسبقة و الجاهزة و يكون اساسها الحوار العلمي الحقيقي دون احتقار للغير و تغرير للشعوب فلا هم بالاغريق و لا نحن بالبرابرة...................

الشايب
28/02/2006, 06:21 AM
رأي ..

هل نحن حقّا بحاجة الى حوار حضارات ..

انا اعتقد اننا بحاجة الى حوار اديان .. ليس لان الصراع بين الشمال والجنوب , وما يتفرع عنه من صراعات موازية , هو صراع ديني .

وانما لان الدين يستعمل الان كغطاء للحرب الحقيقية " الاقتصادية " , ذات التعريف الدقيق والصحيح " الاستعمارية " ..

واعتقد ايضا ان هذا الحوار ليس بين المسيحية واليهودية والاسلام .

وانما داخل هذه الديان اولا , فالخلافات ضمن الدين الواحد متباينة ومتناقضة ودموية التاريخ لدرجة تمنع معها الاخرين " اذا اتفقوا هم اصلا " , من الحوار مع طرف متماسك وواحد ..

الحوار بين المسلمين يجب ان يكون على ضرورة فصل السياسة الاسلامية وقضاياها الرئيسيه في فلسطين والقدس , وفي العراق والسودان , عربيا ..

وفي ايران وتركيا والجمهوريات الاسلامية في اسيا الوسطى , دوليا ..
عن الصراعات الاسلامية - الاسلامية ..
وعلى ضرورة فصل الخلافات الاسلامية – الاسلامية , عن المذاهب ..

وعلى ضرورة فصل المقدس عن السياسية والاقتصاد .

الحوار بين المسيحيين يجب ان يكون " من وجهة نظر اسلامية " , على الخروج من هذه النظرة العنصرية المسيحية الغربية الاستعلائية المغلقة , لكل ما هو مختلف عنهم في الدين والعرق واللون ...

الحوار بين اليهود يجب ان يكون من " وجهة نظر اسلامية " , السلام ليس خيارا عربيا وانما حاجة اسرائيلية ..

طارق شفيق حقي
01/03/2006, 02:05 PM
رأي ..

هل نحن حقّا بحاجة الى حوار حضارات ..

انا اعتقد اننا بحاجة الى حوار اديان .. ليس لان الصراع بين الشمال والجنوب , وما يتفرع عنه من صراعات موازية , هو صراع ديني .

وانما لان الدين يستعمل الان كغطاء للحرب الحقيقية " الاقتصادية " , ذات التعريف الدقيق والصحيح " الاستعمارية " ..

واعتقد ايضا ان هذا الحوار ليس بين المسيحية واليهودية والاسلام .

وانما داخل هذه الديان اولا , فالخلافات ضمن الدين الواحد متباينة ومتناقضة ودموية التاريخ لدرجة تمنع معها الاخرين " اذا اتفقوا هم اصلا " , من الحوار مع طرف متماسك وواحد ..

الحوار بين المسلمين يجب ان يكون على ضرورة فصل السياسة الاسلامية وقضاياها الرئيسيه في فلسطين والقدس , وفي العراق والسودان , عربيا ..

وفي ايران وتركيا والجمهوريات الاسلامية في اسيا الوسطى , دوليا ..
عن الصراعات الاسلامية - الاسلامية ..
وعلى ضرورة فصل الخلافات الاسلامية – الاسلامية , عن المذاهب ..

وعلى ضرورة فصل المقدس عن السياسية والاقتصاد .

الحوار بين المسيحيين يجب ان يكون " من وجهة نظر اسلامية " , على الخروج من هذه النظرة العنصرية المسيحية الغربية الاستعلائية المغلقة , لكل ما هو مختلف عنهم في الدين والعرق واللون ...

الحوار بين اليهود يجب ان يكون من " وجهة نظر اسلامية " , السلام ليس خيارا عربيا وانما حاجة اسرائيلية ..





سلام الله عليكم

أرى أن الحوار الداخلي يعزز الحوار الخارجي

الحوار بين المذاهب يحول دونه العدو

مثلاً الشرخ بين السعودية وإيران
الشرخ بين العراق وإيران
الشرخ بين سوريا وتركيا ( وإن تحسنت العلاقات كثيرة في الآونة الأخيرة)

هذه الجغرافية يجب ان ندرك أننا لا نسطتيع أن نلغيها كما هو جارك الأبدي

والمشكلة تقوم قبل الحوار على كل الأصعدة فلا أكاد أعرف مثلا كاتب إيراني او تركي حديث

والقنوات الإعلامية تنكب على الغرب أكثر من الجار القريب

وهذا العجب العجاب

طبعا ذلك يباعد الهوة ويصبح كل طرف يحسب الأخر عدوه وطبعا الإنسان عدو ما يجهل
بالحوار تتقارب الأطراف فالعدو واحد والمخاطر واحدة والشرق يجمعنا والدين والتقاليد والعادات


ونحن متفرقون يحلو لنا هذا الهوى من التكفير بلا هوية ولا قصد
نحن بحاجة لإعادة الحسابات
تحياتي

رزاق الجزائري
03/03/2006, 07:34 PM
تحياتي واحترامي اليكم سادتي الكرام و شكرا على مروركم وردودكم الكريمة
أخي الشايب الحوار مهما كان هو الوسيلة الحضارية و المتلى لاي حل سواءا على صعيدنا الداخلي او مع الخارج و أؤيد كلامك وأزيد عليه اذا اردنا ان ينجح هكذا حوار داخلي علينا ان نلغي المذهبية من الهوية واختصر الامر في عبارة واحدة تصحيح وضعنا مرهون بالنقد الذاتي أمام تناقضاتنا .و النقض البناء امام تناقضات الآخرين.
سيدي طارق شفيق ترقب مقالتي القديمة الحديثة التي سانشرها في هذا المنتدى الكريم ان شاء الله و التي هي عبارة عن تأملات في واقعنا العربي و هي تترجم افكارك التي طرحتها و الشكر لك

طارق شفيق حقي
03/03/2006, 08:18 PM
تحياتي واحترامي اليكم سادتي الكرام و شكرا على مروركم وردودكم الكريمة
أخي الشايب الحوار مهما كان هو الوسيلة الحضارية و المتلى لاي حل سواءا على صعيدنا الداخلي او مع الخارج و أؤيد كلامك وأزيد عليه اذا اردنا ان ينجح هكذا حوار داخلي علينا ان نلغي المذهبية من الهوية واختصر الامر في عبارة واحدة تصحيح وضعنا مرهون بالنقد الذاتي أمام تناقضاتنا .و النقض البناء امام تناقضات الآخرين.
سيدي طارق شفيق ترقب مقالتي القديمة الحديثة التي سانشرها في هذا المنتدى الكريم ان شاء الله و التي هي عبارة عن تأملات في واقعنا العربي و هي تترجم افكارك التي طرحتها و الشكر لك

سلام الله عليك

سعيد بالمقالة بالطبع

الحل أن نجتمع تحت قبة الإسلام أن يعرف كل رجل عن نفسه انه مسلم فقط

والله أنا لم أعرف هذه التسميات إلا من الإعلام والقنوات

عشت أعرف المسلمين فقط دون أي طائفية أو مذهبية

علمني والدي أن المسلم هو كل من يتوجه للقبلة ويشهد الشهادتين وغيرذلك له ليس لك

وعرفت الطائفية من الغرب حين التقيت مرة بأجانب تصور قال لي تكلم لي عن السنة والشيعة

فوالله لم أعرف أن أقول له غير انه لا فرق لدينا بينهما كلاهما مسلم فقط

لكن ذلك لم يروق له وهذا الوتر الحساس الذي يثيرون فيه الفتن لعنهم الله

رزاق الجزائري
06/03/2006, 08:19 PM
تحياتي اليك الكريم شفيق
كلامك جميل و هو ما ربينا عليه جميعا ولكن للاسف الطائفية و المذهبية موجودة فعلا منذ زمن بعيد*اوائل الاسلام* و منتشرة الى حد كبير خصوصا عندكم في المشرق لان الغالبية العظمى من المسلمين و للاسف يفهمون الاسلام في شكله الطقوسي و يكون للمذهب دور كبير و قد ساهمت الحكومات في ذلك بشكل كبير في تشجيعها للاسلام الطرقي لمحاربة الاسلام السياسي او النظرة الحديثة للاسلام التي تلغي المذهبية و الطائفية وبالتالي محاربة هاته التيارات الحداثية كالاخوان المسلمين و غيرهم .وهذه المشكلة الحقيقية *و انت سوري ********* .* فكيف ترى الطوائف الاخرى ذلك . فيكفي ان تشعل فقط عود ثقاب لتلتهب النار و للاسف نحن الذين اعطينا للغرب هاته الفرصة .
رعاك الله