حسن العويس
10/09/2010, 07:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أجمل عبارة : والشعرُ إن لم يهززكَ عند سماعه فليس جديرٌ أن يُقال له شعر .
فالشعر بادئ ذي بدء ديوان العرب ، وكما يقول الصدّيق رضي الله عنه : عليكم بديوانكم ففيه تفسير كِتابِكم . وهذا الديوان مليء بالجمال والنضارة ، وقد يُشابُ بقليلٍ من القُبح أحياناً كما جاء في شعر الحسين بن أحمد بن الحجاج البغدادي :
شِعْـري الـذي أصبحتُ فـيـهِ فَـضـيحَــةً بـيــنَ الْـمـَلا
لا يَسْـتَجـيـبُ لِــخــاطــــِري إلا إذا دَخـــــَل الــخـلا
فهذا لايستجيب لخاطره الشعر إلا بتيك الظروف . وكذلك فيه من المداعبة للتلَّمَلُّح وبسط النفس كقول صاحبنا هذا :
يــا ذا هِـبـاً في دارهِ جــائـِي بغـــيرِ مَــعْنىً ولا فــائــدة
قــد جنَ أضيافُك من جوعهم فاقـرأْ عليهـم سُورة الـْمائِدَة
ومنه من يَدُلُّ على حكمة أو تجربة يستنير الناس بها ويسترشدوا بضيائها ، كقول الغِزِّي :
إنـمـا هـــذه الـحـيـاة مَــتــاع والغبي الغبي مَنْ يصطفيها
ما مضى فات والمؤمل غيبٌ وخُـذ الساعة التي أنت فيها
هذا بالنسبة للديوان ، أما المدونين فكانوا مختلفي الأطوار والأفكار ، فمنهم الملتزم كشعراء الرسول صلى الله عليه وسلم كحسان وكعب وعبدالله بن رواحة ، ومنهم من عصر فكره وبثه في قصائد حبكها بالحكمة وزانها بالبلاغة البديعة كزهير وأمثاله ، وأما شعراء اليوم : فمنهم الجيد والرديء ومنهم الشاعروالناظم ، ومنهم من حقه أن تسمعه ومنهم من حقه أن تصفعه .
وكما يقول أحدالنقاد :
لم يبقَ، سوى القليل ممن يكتبون الشعر بأعصابهم وعرق جبينهم، وهذه الأقلية الذهبية، تبدو فئة غريبة أو مقطوعة من شجرة وسط جيش من “زعران” الشعر ومنتحليه ذوي الصوت العالي والسيولة اللغوية اللزجة مثل القطران . لقد توزعوا بين مقاول ، وزئبقي يميل مع أي ريح .
أما الذين يضيئون الفكربعقول وأدمغة مفتوحة على التَّأمُل والتحليل والنقد تبدو فئة غريبة ، وقد زَهدَ الناس فيهم . وأصبحوا نادرين ندرة الصدق والكرامة .
ومن أين لنا ضمن هذه الندرة من التعرف على هؤلاء لقد أصبحوا كالآثار المدفونة تحت الأرض ، نعم الثمين يُخفى والرخيص يكون مكشوفاً .
أما عامة الناس فقد زهدت الشعر والشعراء ، وذاك يُعدُ من البلاء ، ولا يحرص عليه إلا النُبلاء . وكما يقول الغزِّيُّ :
قالوا هَجَرْتَ الشِّعرَ قُلتُ ضَرورة بابُ الـدَّواعي والبَواعِـث مُـغْـلـق
خَـلَتِ الدّيـارُ فـلا كـَريـمٌ يُـرْتـجى مـنـهُ الـنُّـوالُ ولا مـلـيـح يُـعـشـقُ
ما أجمل عبارة : والشعرُ إن لم يهززكَ عند سماعه فليس جديرٌ أن يُقال له شعر .
فالشعر بادئ ذي بدء ديوان العرب ، وكما يقول الصدّيق رضي الله عنه : عليكم بديوانكم ففيه تفسير كِتابِكم . وهذا الديوان مليء بالجمال والنضارة ، وقد يُشابُ بقليلٍ من القُبح أحياناً كما جاء في شعر الحسين بن أحمد بن الحجاج البغدادي :
شِعْـري الـذي أصبحتُ فـيـهِ فَـضـيحَــةً بـيــنَ الْـمـَلا
لا يَسْـتَجـيـبُ لِــخــاطــــِري إلا إذا دَخـــــَل الــخـلا
فهذا لايستجيب لخاطره الشعر إلا بتيك الظروف . وكذلك فيه من المداعبة للتلَّمَلُّح وبسط النفس كقول صاحبنا هذا :
يــا ذا هِـبـاً في دارهِ جــائـِي بغـــيرِ مَــعْنىً ولا فــائــدة
قــد جنَ أضيافُك من جوعهم فاقـرأْ عليهـم سُورة الـْمائِدَة
ومنه من يَدُلُّ على حكمة أو تجربة يستنير الناس بها ويسترشدوا بضيائها ، كقول الغِزِّي :
إنـمـا هـــذه الـحـيـاة مَــتــاع والغبي الغبي مَنْ يصطفيها
ما مضى فات والمؤمل غيبٌ وخُـذ الساعة التي أنت فيها
هذا بالنسبة للديوان ، أما المدونين فكانوا مختلفي الأطوار والأفكار ، فمنهم الملتزم كشعراء الرسول صلى الله عليه وسلم كحسان وكعب وعبدالله بن رواحة ، ومنهم من عصر فكره وبثه في قصائد حبكها بالحكمة وزانها بالبلاغة البديعة كزهير وأمثاله ، وأما شعراء اليوم : فمنهم الجيد والرديء ومنهم الشاعروالناظم ، ومنهم من حقه أن تسمعه ومنهم من حقه أن تصفعه .
وكما يقول أحدالنقاد :
لم يبقَ، سوى القليل ممن يكتبون الشعر بأعصابهم وعرق جبينهم، وهذه الأقلية الذهبية، تبدو فئة غريبة أو مقطوعة من شجرة وسط جيش من “زعران” الشعر ومنتحليه ذوي الصوت العالي والسيولة اللغوية اللزجة مثل القطران . لقد توزعوا بين مقاول ، وزئبقي يميل مع أي ريح .
أما الذين يضيئون الفكربعقول وأدمغة مفتوحة على التَّأمُل والتحليل والنقد تبدو فئة غريبة ، وقد زَهدَ الناس فيهم . وأصبحوا نادرين ندرة الصدق والكرامة .
ومن أين لنا ضمن هذه الندرة من التعرف على هؤلاء لقد أصبحوا كالآثار المدفونة تحت الأرض ، نعم الثمين يُخفى والرخيص يكون مكشوفاً .
أما عامة الناس فقد زهدت الشعر والشعراء ، وذاك يُعدُ من البلاء ، ولا يحرص عليه إلا النُبلاء . وكما يقول الغزِّيُّ :
قالوا هَجَرْتَ الشِّعرَ قُلتُ ضَرورة بابُ الـدَّواعي والبَواعِـث مُـغْـلـق
خَـلَتِ الدّيـارُ فـلا كـَريـمٌ يُـرْتـجى مـنـهُ الـنُّـوالُ ولا مـلـيـح يُـعـشـقُ