PDA

View Full Version : الجَرَسُ الخَفِيُّ



عبد اللطيف غسري
29/08/2010, 10:39 PM
الجَرَسُ الخَفِيُّ


عبد اللطيف غسري





بِدَاخِلِي مِنْ كِنايَاتِ الأنَا جَرَسُ = مَعْنَى السُّكونِ بِهِ نَاءٍ وَمُلْتَبِسُ


يُدَقُّ حِينَ يَصُبُّ الغَيْمُ أحْرُفَهُ = رَذاذَ حَشْرَجَةٍ يَهْمِي بهِ الهَوَسُ


أيْنَ الوَمِيضُ وَهَذا الصَّدْرُ بَوْثَقَةٌ = حَمْرَاءُ مِنْ كُلِّ إحْسَاسٍ بهَا قَبَسُ


أيْنَ السَّبيلُ... مَسِيرُ الذاتِ هَرْوَلَةٌ = فِي مَهْمَهِ الليْلِ لَمْ يَفْطِنْ لَهَا العَسَسُ


إنَّ المَسَافاتِ فِي دَرْبِي مُجَنَّحَةٌ = يَكْبو على إِثْرِهَا البِرْذوْنُ والفَرَسُ


شَوْطًا قَطعْتُ وَشَوْطٌ كادَ يَقْطعُنِي = وَمُمْسِكٌ بِتلابِيبِ المَدَى النَّفَسُ


فَهَلْ أضَعْتُ بِجَيْبِ الوَقْتِ بَوْصَلَتِي = إنِّي لَأطلُبُ آثَارِي وألْتَمِسُ


وَما بَرِحْتُ مَكانِي قَيْدَ أُنْمُلَةٍ = وَما شَهِدْتُ زَمَانِي وَهْوَ يَنْتَكِسُ


أنا المَشُوقُ إلى ما فاتَ مِنْ زَمَنٍ = أطْلالُ قَلْعَتِهِ تَهْوِي فَتَنْدَرِسُ


هَذِي نسَائِمُهُ حَمَّلْتُهَا كُتُبِي = وكُلُّ حَرْفٍ بِها فِيهِنَّ مُنْطَمِسُ


لَكِنَّمَا الجَرَسُ المَخْبُوءُ فِي جِهَةٍ = مِنْ مَوْطِنِ الرُّوحِ يُغْرينِي بهِ الأنَسُ


يَهُزُّنِي كُلَّما أغْفَيْتُ عَنْ هَدَفِي = وَالكَوْنُ فَوْقَ مَرَايَا النَّفسِ يَنْعَكِسُ


وَلَسْتُ آنَفُ إنْ أسْرَجْتُ قافِيَتِي = إلى المُنَى، حَوْلَهَا مِنْ أدْمُعِي حَرَسُ


مِنْ أنْ أنامَ على أسْمالِ خاطِرَةٍ = أوْ أنْ يَكونَ طعَامِي التَّمْرُ والعَدَسُ


إذا يَضُخُّ المَدى فَوقِي غَمَائِمَهُ = مَاءُ التَّفَكُّرِ مِنْ عَيْنَيَّ يَنْبَجِسُ


أُجَالِسُ النَّهْرَ مَفْتونًا بِجِدَّتِهِ = لا يَسْتَحِلُّ خُدُودَ الضِّفَّةِ الدَّنَسُ


أُلْقِي بهِ زَوْرَقِي المَشْبُوبَ عَاطِفَةً = لعَلَّهُ عَنْ لِقائِي لَيْسَ يَرْتَكِسُ


لعَلَّ أشْرِعةَ الآتِي تَجُوبُ بهِ = أعْمَاقََ رُوحِي فَيَبْلوهَا وَيَنْغَمِسُ


تَمُرُّ بِي كَلِماتُ النَّهْرِ صَامِتَةً = صَوْتُ التأمُّلِ مَحْفُوفٌ بِهِ الخَرَسُ






من ديواني الشعري الثاني

خليد خريبش
30/08/2010, 12:43 AM
تحية طيبة إلى الأخ الكريم عبد اللطيف الغسري،قصيدة يحضر فيه ما هو معرفي (الذات،الأنا...)،استوعبته خاصة وهي على هذا البحر،بالإضافة إلى الإنزياح...إذا وكأني بالقصيدة التقليدية قادرة على تكذيب من يريد تجاوز أنماطها،وقدرتها على التكيف مع تغير الأزمان،تحياتي الأخوية.

مصطفى البطران
30/08/2010, 04:06 AM
سينية
تهمس بكل شاعرية
لتتغلغل
في مشاعرنا وأحاسيسنا
تثبت
لننهل من معين جمالها
دمت مبدعا ...
البطران من غير بطر

عبد اللطيف غسري
30/08/2010, 04:25 PM
تحية طيبة إلى الأخ الكريم عبد اللطيف الغسري،قصيدة يحضر فيه ما هو معرفي (الذات،الأنا...)،استوعبته خاصة وهي على هذا البحر،بالإضافة إلى الإنزياح...إذا وكأني بالقصيدة التقليدية قادرة على تكذيب من يريد تجاوز أنماطها،وقدرتها على التكيف مع تغير الأزمان،تحياتي الأخوية.

أشكرك أخي الكريم الأستاذ خالد خريبش على إطلالتك البهية في متصفحي.
أرى أن القصيدة العمودية قادرة على الاستجابة لمعطيات الحداثة إذا توفرت للشاعر الإرادة والأدوات الضرورية لذلك.
تقبل تحياتي المغربية العربية الخالصة.

عبد اللطيف غسري
30/08/2010, 05:28 PM
سينية
تهمس بكل شاعرية
لتتغلغل
في مشاعرنا وأحاسيسنا
تثبت
لننهل من معين جمالها
دمت مبدعا ...
البطران من غير بطر



شكرا لك أخي الكريم الأستاذ مصطفى البطران على ما تفضلت به من احتفاء جميل بهذا النص.
تقبل مني أجمل التحيات وأعطرها.

ابوجاسم
08/09/2010, 10:31 PM
هکذا يجب أن تکون القصيدة العمودية مفعمةً بالرقةِ والحداثة..وکأني بقراءتها أترع کؤوساً کارونيةً من صبابة المغرب الأشم.دمت أيها المغربي حاملاً راية العمودية مرتقياً منصة الحداثة

عبد اللطيف غسري
09/09/2010, 04:27 PM
هکذا يجب أن تکون القصيدة العمودية مفعمةً بالرقةِ والحداثة..وکأني بقراءتها أترع کؤوساً کارونيةً من صبابة المغرب الأشم.دمت أيها المغربي حاملاً راية العمودية مرتقياً منصة الحداثة

أشكرك أخي أبوجاسم على ما تفضلت به من حسمن القراءة وجميل التعليق والثناء.
أعتبر رأيك شهادة غالية في حق شاعريتي.
مودتي وتقديري

حسن العويس
09/09/2010, 06:27 PM
في المثل الانكليزي : ( الجرس المكسور لا يصدر رنيناً ) ، وطالما جرسك له صدىً فهو في حالة جيدة
حبذا المزيد لكي يسمع جرسك كل من به صمم

عبد اللطيف غسري
17/09/2010, 10:29 PM
في المثل الانكليزي : ( الجرس المكسور لا يصدر رنيناً ) ، وطالما جرسك له صدىً فهو في حالة جيدة
حبذا المزيد لكي يسمع جرسك كل من به صمم
أشكرك أخي شمس الدين على حضورك المميز في متصفحي..
إليك مني أجمل التحيات وأعطرها.