المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخليفة والإنسان الحجري...



مصطفى طاهري
21/08/2010, 02:17 AM
الخليفة والإنسان الحجري...

تنكر الخليفة عماد الدين بن الحطاب في زي موظف حكومي
وخرج يتفقد أحوال الرعية في عهد النيت والهاتف النقال ...
غير بعيد عن عاصمة حكمه ، وأمام بيت من قش وطين وجد شيخا
يحلب بقرة عجفاء ، حياه وطلب شربة ماء ...
ولما أتاه بآنية الطين ، تظاهر بالشرب ، ثم سكب الماء خفية ، و أخذ يسأله
عن صحته وأحوال أرضه وعنزاته ...
وكان الشيخ يجيب وابتسامة القناعة والرضى لا تفارق
محياه المتعب ...
ثم سأله كيف يعيشون وما هي ضروريات العيش في هذا الزمن ؟
فقال : نعيش كما عاش آباؤنا وأجدادنا ، خرقة تسترنا و لقمة
تذهب جوعنا... وسبع حجرات هي كل أشيائنا : ثلاثة لإقامة
الكانون* ، واحدة للتيمم ، أخرى لإزالة وسخ البدن عند الاغتسال
وأخرى لتكسير طوب السكرلإعداد الشاي ، وأخيرة لدق علف البهائم
عند الحاجة ...نحن يا بني ننام مع مغيب الشمس ونستفيق
عند الفجر ، فما حاجتنا إلى أشياء المدينة ؟
فضحك الخليفة ابن الحطاب، وربت على كتف الشيخ قائلا :صدقت
ياعماه ، صدقت ... ثم أمر مرافقه الشخصي أن يمنحه بعض المال...
وعاد إلى قصره يحمد الله على أصالة وبساطته رعيته...

* الكانون : موقد النار التقليدي

مصطفى البطران
21/08/2010, 02:35 AM
نعم أخي الكريم الأديب المبدع مصطفى طاهري
كم يسر الملوك والأمراء في عصرنا أن يروا رعيتهم
في بساطتهم وجهلهم وأحلامهم الكسيحة التي لا تقو على المسير
ليسهل عليهم سياستهم ولكي لا يشق عليهم حكمهم
... دمت مبدعا ولكنك أتقنت الدور وكأن القصة حدث تأريخي حقيقي
... دمت مبدعا ... البطران من غير بطر

محمد يوب
21/08/2010, 06:34 PM
إن الاستعلاء و التجبر و فرض القوة تظهر في المجتمعات التي يكتفي أصحابها باليسير من الحياة ، إنها شعوب تعودت على المهانة و الذل ، شعوب لا هم لها إلا الاكتفاء بأبسط متطلبات الحياة.
مودتي

بنت الشهباء
22/08/2010, 01:03 AM
وكيف للشعب أن يتمرد وهو أصلا لا يريد إلا أن يبحث عن لقمة عيشه حتى ولو كانت مغموسة بالذلة والمهانة ؟؟؟.....

قصة رائعة يا أستاذنا الفاضل المبدع مصطفى

رسمت بريشة فنان الواقع المرّ المهين الذي وصل إليه الإنسان الحجري

مصطفى طاهري
23/08/2010, 08:04 PM
نعم أخي الكريم الأديب المبدع مصطفى طاهري
كم يسر الملوك والأمراء في عصرنا أن يروا رعيتهم
في بساطتهم وجهلهم وأحلامهم الكسيحة التي لا تقو على المسير
ليسهل عليهم سياستهم ولكي لا يشق عليهم حكمهم
... دمت مبدعا ولكنك أتقنت الدور وكأن القصة حدث تأريخي حقيقي
... دمت مبدعا ... البطران من غير بطر





أخي البهي العزيز ذ.مصطفى
قراءتك العميقة أسعدتني ، ورأيك شرفني ...
لك محبتي الخالصة وتقديري الكبير

مصطفى طاهري
23/08/2010, 08:07 PM
إن الاستعلاء و التجبر و فرض القوة تظهر في المجتمعات التي يكتفي أصحابها باليسير من الحياة ، إنها شعوب تعودت على المهانة و الذل ، شعوب لا هم لها إلا الاكتفاء بأبسط متطلبات الحياة.
مودتي


أخي وأستاذي محمد يوب
تتشرف كتاباتي بحضورك وتزهو بإناراتك ...
لك خالص امتناني وتقديري

مصطفى طاهري
23/08/2010, 08:09 PM
وكيف للشعب أن يتمرد وهو أصلا لا يريد إلا أن يبحث عن لقمة عيشه حتى ولو كانت مغموسة بالذلة والمهانة ؟؟؟.....
قصة رائعة يا أستاذنا الفاضل المبدع مصطفى
رسمت بريشة فنان الواقع المرّ المهين الذي وصل إليه الإنسان الحجري

أختي الكريمة بنت الشهباء
رأيك أختاه شهادة سأظل أعتز بها ...
أشكرك متمنيا أن تجدي دائما فيما أكتب ما ينال رضاك ...
زتقبلي مودتي وتقديري