المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الممكن المستحيل / محمود النجار



محمود النجار
27/07/2010, 10:34 AM
ما بين صحو ضمّني ونعاس = والليل صافٍ راعش الإحساسِ

خطرتْ لروحي الأمنياتُ فخلتني = في سكرتين ، وقد ترنّح راسي

إحداهما أني عشقتُ غزالة = ملأتْ عليّ مشاعري وحواسي

فتعلّقتها روحيَ الولهى وما = لي في الغرام وفي الهوى من باس

والسكرة الأخرى تَوجّع خافقي = خوفا عليها من قطاف الآس

أحسستُ إذ رمقتْ بطرف ناعس = عينيّ أني لستُ بعضَ الناس

أحسست أني طائرٌ يشدو على = أهدابِ غصنٍ وارف ميّاس

وبأن كأسي في يديّ ترنّحتْ = كترنّح الرنان في الأجراس

لم أدرِ ما فعلتْ لطائفُ روحها = فانشقّ صدري من لظى أنفاسي

أحببتها .. ولقد عرفتُ بأنها = مفتاحُ قلبي الراهفِ الحساس

يا ويح عينيها ؛ فضاء واسع = ورموشها سرب من الأقواس

نظرت إليّ فخلتُها حورية = وعجبتُ أن الحور من جلاسي

قالت لي العينان أعذب كلْمة : = إني أحبك ، فانجلى وسواسي

وعرفت أني ، لا محالة ، واقع = في الحب رغم تكدُّس الحراس

لمستْ يدي يدَها فأوردَ خدُّها = وبدا على العينين مثل نعاس

وتمنعتْ ، لكنّ نارا أوقـِدتْ = في مهجتينا وارتوتْ من كاسي

قبلتُ كفيها ورحتُ أعيذها = من شر وسواس ومن خناس

أحببتها لكنّ دون بلوغها = غابا من الأشواك والأمراس

وأنا المشاعر والحروف دمي الذي = يهمي وبعض تفاؤلي وإياسي

لكنّ قيدَ الروح لست بقادر = أن أشتريْه بنكهتي ومراسي

ما زلت في حبي أصدُّ تولّهي = وأضرّب الأخماسَ بالأسداس

ولعل يوما بعد لأي نلتقي = حتى وإن كان الخيار القاسي

إني ، وإن شطّ الزمان ، لناظرٌ = فهي الشقاء لعلّتي والآسي

عبد الله نفاخ
27/07/2010, 11:39 AM
جمال و لطف واضحان في الطرح ، تكسوهما مشاعر هادئة من عاشق كلف .
قصيدة وردية ربيعية تسعد قارئها و تبهجه ..
ألف شكر لك أستاذي الكريم ... و دمت بخير

الناصري
27/07/2010, 01:58 PM
ما بين صحو ضمّني ونعاس = والليل صافٍ راعش الإحساسِ

خطرتْ لروحي الأمنياتُ فخلتني = في سكرتين ، وقد ترنّح راسي

إحداهما أني عشقتُ غزالة = ملأتْ عليّ مشاعري وحواسي

فتعلّقتها روحيَ الولهى وما = لي في الغرام وفي الهوى من باس

والسكرة الأخرى تَوجّع خافقي = خوفا عليها من قطاف الآس

أحسستُ إذ رمقتْ بطرف ناعس = عينيّ أني لستُ بعضَ الناس

أحسست أني طائرٌ يشدو على = أهدابِ غصنٍ وارف ميّاس

وبأن كأسي في يديّ ترنّحتْ = كترنّح الرنان في الأجراس

لم أدرِ ما فعلتْ لطائفُ روحها = فانشقّ صدري من لظى أنفاسي

أحببتها .. ولقد عرفتُ بأنها = مفتاحُ قلبي الراهفِ الحساس

يا ويح عينيها ؛ فضاء واسع = ورموشها سرب من الأقواس

نظرت إليّ فخلتُها حورية = وعجبتُ أن الحور من جلاسي

قالت لي العينان أعذب كلْمة : = إني أحبك ، فانجلى وسواسي

وعرفت أني ، لا محالة ، واقع = في الحب رغم تكدُّس الحراس

لمستْ يدي يدَها فأوردَ خدُّها = وبدا على العينين مثل نعاس

وتمنعتْ ، لكنّ نارا أوقـِدتْ = في مهجتينا وارتوتْ من كاسي

قبلتُ كفيها ورحتُ أعيذها = من شر وسواس ومن خناس

أحببتها لكنّ دون بلوغها = غابا من الأشواك والأمراس

وأنا المشاعر والحروف دمي الذي = يهمي وبعض تفاؤلي وإياسي

لكنّ قيدَ الروح لست بقادر = أن أشتريْه بنكهتي ومراسي

ما زلت في حبي أصدُّ تولّهي = وأضرّب الأخماسَ بالأسداس

ولعل يوما بعد لأي نلتقي = حتى وإن كان الخيار القاسي

إني ، وإن شطّ الزمان ، لناظرٌ = فهي الشقاء لعلّتي والآسي


.
.
.

هكذا الشعرُ وإلا فلا .....جرسٌ صاخب ..وسردية....وانتقاء وبهاء....أهلا بكلماتك الرائعة وبشعرك السنيّ..
.
.
همسة:
حواسي...مشددة السين..ستثقل البيت..وتخفيفها ضرورة..ولكن لا بأس....!
.
أشكرك على إرواء ظمئي من الشعر
.
.

محمود النجار
27/07/2010, 02:03 PM
جمال و لطف واضحان في الطرح ، تكسوهما مشاعر هادئة من عاشق كلف .
قصيدة وردية ربيعية تسعد قارئها و تبهجه ..
ألف شكر لك أستاذي الكريم ... و دمت بخير



أخي عبد الله
شكرا لروحك ، وبورك نبض روحك الأجل .
قراءتك للنص وتعقيبك عليه زاداني ألقا..
أرجو أن تظل بخير

محمود

محمود النجار
27/07/2010, 02:06 PM
.
.
.

هكذا الشعرُ وإلا فلا .....جرسٌ صاخب ..وسردية....وانتقاء وبهاء....أهلا بكلماتك الرائعة وبشعرك السنيّ..
.
.
همسة:
حواسي...مشددة السين..ستثقل البيت..وتخفيفها ضرورة..ولكن لا بأس....!
.
أشكرك على إرواء ظمئي من الشعر
.
.

أخي الكريم الناصري
تحية لروحك
أشكر لك قراءة النص والتعقيب عليه ، فقد أسعدني هذا .
أما فيما يتعلق بتخفيف المضعف ؛ فهو سائد ومقبول ، ويكاد لا يكون ضرورة شعرية لكثرة ما استخدمه العرب ، وفي كتاب الله (ربَما) من (ربّما) ، وذلك دون داعي وزن .
شكرا لنباهتك التي أوقفتك على ذلك .

تقديري


محمود النجار

مصطفى البطران
27/07/2010, 06:12 PM
سينية ماتعة تمتح من معين ثر تبحر في الواقع والخيال
وكأنها تبحث عن مبررات لكثير من ألفاظها ومعانيها إذ
تسرح في ربيع الغزل الصريح حينا وفيها من وجد الغزل العفيف
ما لا ينكر أما الشوق المؤرق إلى الماضي ما زال قويا فهو الذي يفتح
نوافير الحنين على أمل لقاء قد لا يتحقق بسهولة
اللغة الشعرية جيدة تنم عن حنكة ومهارة
أما الصور الشعرية فهي موفقة وهي في غالبها تقليدية أعطاها الشاعر شيئا من روحه العاشقة
الصورة الأجمل والأميز بنظري هي صورة سرب من الأقواس
القافية قوية في معظمها يخشى من الحشو في قول الشاعر :
مفتاحُ قلبي الراهفِ الحساس
وفي قول الشاعر :
وعرفت أني ، لا محالة ، واقع = في الحب رغم تكدُّس الحراس
على الرغم من كثرة الأقوال في رغم
إلا أني أخشى على كلمة أكداس أو تكدس التي أضيفت إلى الحراس
أما التناص فقد كان وافرا جميلا ينم عن ثقافة واسعة لشاعر خبير
القصيدة عموما مميزة منسابة عموما تتغلغل في الوجدان بيسر وود
لا عدمنا بوحك الصافي وأهلا بك أخي محمود
في مرابع المربد شاعرا
تغزل بوحك بكل وجد وحب ... أخوك البطران من غير بطر

عماد ابو رياض
09/08/2010, 10:45 AM
أحسست أني طائرٌ يشدو على = أهدابِ غصنٍ وارف ميّاس

وبأن كأسي في يديّ ترنّحتْ = كترنّح الرنان في الأجراس


الأستاذ الرائع محمود النجار .. قصيد يدخل القلب دون استئذان .. كونه صادر من قلب صادق ..
لك كل التحايا والأمنيات .. مع تقديري العالي لهذا البوح الممتع ..