المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تشريح نص (هَمَسَاتٌ في آذان البَحر) مِن قِبَل الناقد العراقي عباس باني المالكي



عبد اللطيف غسري
21/07/2010, 09:06 AM
قراءة نقدية لنص(همسات في آذان البحر)للشاعر المغربي عبد اللطيف غسري/ بقلم: الناقد العراقي عباس باني المالكي


هَمَسَاتٌ في آذان البَحر
شعر: عبداللطيف غسري



(من ديوان "قوافلُ الثلج")


لقلبيَ أن يَحْضُنَ المَوْجَ،
أنْ يَسْألَ الوَقتَ كمْ عَدَدُ السَّمَكاتِ اللوَاتِي تـَعِبْنَ
مِنَ الغـَوْصِ فِي عُنـُقِ المَاءِ
أوْ مِنَ مُصَافـَحَةِ البَحْر إثـْرَ أفـُولِ المَرَايا
وَلمْ أسْتطِعْ أنْ أضُمَّ
شِفاهَ التبَاريحِ عنْ كـَشْفِ خَارطـَةِ الشـَّوْقِ
قلتُ لـَهُ تِلكَ أمْنِيَتِي أيُّهَا البَحْرُ؛
أنْ أرْكبَ الرَّمْلَ فوقَ كـَثِيبِ الحَنِينِ
فأنـْثـُرَ بينَ يَدَيْكَ حُبَيْبَاتِ بَوْحٍ سَتـَخْضَلُّ تـَنـُّورَة ُالعِشْقِ
مِنْ زَهْرهَا المُسْتبَاحِ
بـِليْلٍ تـُرَاودُهُ ذِكرَيَاتُ الصَّبَاحِ
وَأمْنِيَتِي أنْ أجـِيئكَ فوقَ جَناحِ السَّنونو،
إناثُ البَلابلِ يَتـْبَعْنـَنِي
قدْ سَكِرْنَ بـِخَمْر الأقاحِي
تـَضِجُّ حَناجـِرُهُنَّ بـِأنـْشُودَةِ الشَّرْْقِ
كمْ ضَاعَ فِي صَمْتِكَ العَذبِ مِنْ حُلـُمٍ أيُّهَا البَحْرُ
لا تـَنـْسَ أنـَّكَ كـُنـْتَ لـَفِيفـًا مِنَ الضَّوْءِ
يَحْمِلُ بَارقـَة َالتـَّوْقِ
نرْسُمُ تحْتَ صَبيبـِكَ أحْلامَنـَا عَنْ عُيُونُ الصَّبَايَا
ونرْتاحُ مِنْ شَبَقِ السَّوْءِ
فوقَ ظِلالِكَ يَوْمَ تـَعِجُّ خَوَاطِرنـَا بـِغـُثاءِ الخَطايَا
وَنمْلأ مِنكَ جِرَارَ انـْتِشَاءٍ
بـِمَاءٍ
جُزَيْئاتـُهُ مِنْ حُرُوفِ النـَّوَايَا
وَفوقَ جَبينِكَ نـَطبَعُ مِنْ شَفـَةِ الدِّفْءِ
ما قدْ يَطِيبُ لنـَا فِي مَقامِ القصِيدَةِ
مِنْ قـُبُلاتِ التـَّأسِّي


عبد اللطيف غسري
بوجدور / صيف 2009
المغرب



إن الارتقاء بدلالة النص إلى المستوى الذي يحقق انزياحا في تكثيف الصورة الشعرية وفق الاستفادة من الاستعارة الوجودية التي تقارب المشاعر الداخلية ومخاضاتها إلى حركة الطبيعة التي تلتصق بالذات وتقاربها بالمعاناة وكأن الطبيعة هي الرؤى لكل ما نشعربه من مشاعر وأحاسيس ... لهذا يعتمد عمق النص قدرة الشاعر على تقريب مشاعره الداخلية إلى الطبيعة وما تحققه من تناغم وتمازج إلى حد تصبح الطبيعة والذات كل منهما يعبر عن الآخر ، حيث تصبح الاستعارة هنا هي النسق المتوالد في توسيع لغة الشاعر وفي نفس الوقت تعطي إلى الشاعر القدرة العالية على تكثيف وترميز النص وفق هذه الاستعارة وكما أكد عليها جاكويسون أن الشعر يتمحور على الاستعارة كتقنية أسلوبية ..فالاستعارة تعطي الشاعر المحاولات التي توصله إلى اقتناص المسافات الشاسعة بالتعبير الكامل عن مشاعره الكامنة في لحظة تصادمه مع المحيط حوله ، فالشعر كما أعتقد هو محاورة الذات في أقصى أزمتها من أجل الكشف عنها بهذا تبقى نقطة التمحور بين الذات والتعبير عن أزمتها هي الصياغة الصورية للتقارب الكبير بين العاطفة وفكرها .. فكل المدركات لا يمكن أن نراها ونجسدها بشكل كبير إذا لم تكن لها صورة لأن الصورة هي إدراك الموجودات في ذاكرة الأحاسيس ..فنجد أن الشاعر عبد اللطيف غسري قد استفاد من هذه الاستعارة ما جعل نصه هذا بمستوى النضج الصوري وتركيباته حيث نلاحظ الانزياح والتجاذب الصوري بينه والبحر ...


لقلبيَ أن يَحْضُنَ المَوْجَ،
أنْ يَسْألَ الوَقتَ كمْ عَدَدُ السَّمَكاتِ اللوَاتِي تـَعِبْنَ
مِنَ الغـَوْصِ فِي عُنـُقِ المَاءِ
أوْ مِنَ مُصَافـَحَةِ البَحْر إثـْرَ أفـُولِ المَرَايا
وَلمْ أسْتطِعْ أنْ أضُمَّ
شِفاهَ التبَاريحِ عنْ كـَشْفِ خَارطـَةِ الشـَّوْقِ
قلتُ لـَهُ تِلكَ أمْنِيَتِي أيُّهَا البَحْرُ؛
أنْ أرْكبَ الرَّمْلَ فوقَ كـَثِيبِ الحَنِينِ
فأنـْثـُرَ بينَ يَدَيْكَ حُبَيْبَاتِ بَوْحٍ سَتـَخْضَلُّ تـَنـُّورَة ُالعِشْقِ





حيث نلاحظ هنا أن الشاعر قد استخدم اللغة المعبرة بكاملها عن التقارب الوجودي بين دقات القلب وموج البحر وهذا يعتبر قدرة رائعة على تحقيق التجاذب في ألاستعارة بين الموج ودقات القلب وقد استخدم هنا الاستعارة بوصفها مجازا حيث أن قدرة أي شاعر تظهر من خلال الاستخدام الأمثل إلى الاستعارة لأنها العنصر الأهم في العملية الإبداعية وذلك لارتباطها بالإلهام والإبداع وكما أنها مرتبطة بأحداث الانزياح في تركيب الصورة الشعرية وما أكد عليها الشريف المرتضى ( أن الكلام متى ما خلا من الاستعارة وجرى كله على الحقيقة كان بعيدا عن الفصاحة بريا من البلاغة ) حيث نلاحظ الشاعر عبد اللطيف غسري استخدمها ليبني في هذا النص اللغة الإبداعية التي استطاعت أن تقارب البحر مع تموجات روحه القلقة لأننا نلاحظ أن الشاعر في هذا المقطع قارب لغة البناء المعماري في اللغة فهو بقدر ما يدعو إلى الغوص يرى المرايا التي تعكس الظواهر حيث نجد مداخلة كبيرة في إحداث الانزياح الانسيابي وليس القصري فهو يدعو إلى قلبه أن يحضن الموج وهذه صورة شعرية عالية الاستعارة لأنها تمزج بين القلب الذي هو مركز حياة الإنسان وبين الموج أي أن الشاعر يريد أن يقول من خلال هذا أنه يعيش القلق الوجودي بكل أبعادة البستمولوجية أي عمق الحياة الحضارية فالغوص هو البحث عن الحقيقة الحياتية ولكن نجد هنا الغوص من خلال عنق الماء أي أن الحياة ضاقت عليه بالرغم من قدرته على امتلاك العمق الرؤيا وسعة أزمته ( لقلبيَ أن يحضن الموجَ، /أن يسأل الوقت كم عدد السمكات اللواتي تعبنَ /من الغوص في عنق الماءِ)
ولكن هذا العمق وسعة االأزمة تبقى ظاهرا في المرايا وهنا استخدم استعارة التضاد فهو بقدر مايملك من مشاعر وجدانه عميقة يبقى الأخر لا يرى العمق إلا في المرايا وهذه هي أزمة الشاعر هنا في هذا النص هو يريد أن يعيش العمق والآخر تجذبه ظواهر الحياة الآفلة (أو من مصافحة البحر إثر أفول المرايا ) وهو بهذا استعار البحر بدل الحبيب ليرسم أناشيده ، والسبب الذي دعا الشاعر لهذه الحالة هو أن الآخر لا يمكن أن يستوعب عمق روحه في الشوق و الحنين إليه لهذا حدث تجاذب نفسي بين روحه والبحر ليحقق التوازن النفسي الدلالي في استيعاب همومه التي لا يدركها الآخر،أي أن البحر أصبح هو الحبيب الذي ينشده فالشاعر ارتقى بدلالته الشعرية إلى إضفاء الصفات الإنسانية على كل من المحسوسات المادية والأشياء المعنوية أي جعل من المعنوي ماديا أو حسيا على سبيل الاستعارة ، وهذا مركز إبداع الشاعر وقدرته العالية في توسيع أفقه الشعري والبناء العميق للنص وفق أنساق التجاذب الوجودي لأزمته الإنسانية ( ولم أستطع أن أضمّ /شفاه التباريح عن كشف خارطة الشوقِ /قلت له تلك أمنيتي أيهاالبحرُ؛ )
حيث يبقى شوقه خارج خارطة الشوق ، لهذا يبقى متشبثا بالبحر رمزا للحبيب في كل مخاضاته الوجودية والإنسانية لأنها أكبر من إدراك الآخر لكل هذا العشق في داخله إليه ، وقد يكون هنا الشاعر لاستطيع البوح إلى الآخر بمكنوناته لأسباب أو أن الشاعر يدرك أن الآخر لا يستطيع أن يستوعب عمق أحاسيسه وفي كلا الحالتين تبقى أزمته يعيشها في ذاته فكان البحر هو المستوعب لكل هذا ، فهو هنا خلق التماثل الشخصي ل(الأنا ) ومثلها بالبحر لتقارب أو التجاذب النفسي لحقيقة مشاعره المتقاربة من صورة البحر ...

عبد اللطيف غسري
21/07/2010, 09:17 AM
مِنْ زَهْرهَا المُسْتبَاحِ
بـِليْلٍ تـُرَاودُهُ ذِكرَيَاتُ الصَّبَاحِ
وَأمْنِيَتِي أنْ أجـِيئكَ فوقَ جَناحِ السَّنونو،
إناثُ البَلابلِ يَتـْبَعْنـَنِي
قدْ سَكِرْنَ بـِخَمْر الأقاحِي
تـَضِجُّ حَناجـِرُهُنَّ بـِأنـْشُودَةِ الشَّرْْقِ
كمْ ضَاعَ فِي صَمْتِكَ العَذبِ مِنْ حُلـُمٍ أيُّهَا البَحْرُ
لا تـَنـْسَ أنـَّكَ كـُنـْتَ لـَفِيفـًا مِنَ الضَّوْءِ


ويستمر الشاعر بالصورة الاستعارية ذات الطاقة الجمالية وما يرافقها من تداخل الحواس مع تماثل البحر، فهنا ارتفعت الذات إلى مستوى الرمز ، ولكي يكتسب هذا الرمز أبعاده الوجودية من امتداد خلال مدارك الحواس وتمثل هذه الحواس إلى الصورة تستمد مقوماتها في الفعل الذهني المترابط مع تشظي وجدان الشاعر ومداركه الشعرية ..، عندها تقفز الذات إلى تمثيل الوجود الذي حولها لكي تكسب الحقيقة في خلق تصوراتها الإنسانية ، وهذا ما فعله الشاعر عبداللطيف بقدرة عالية اللغة والمستمدة نسقها من ضخامة معاناة هذا الشعر وأزمته النفسية ، حيث اكتسبت الصورة المتمثلة بالبحر والموجودات التي حوله ، حيث نلاحظ أن الشاعر هنا يمازج بين ذاته وهذا الموجودات وانفتاح هذا بأفق واسع كما نلاحظ في هذاالمقطع ( من زهرها المستباحِ /بليل تراوده ذكريات الصباحِ /وأمنيتي أن أجيئك فوق جناح السنونو، /إناث البلابل يتبعْنني /قد سكرْنَ بخمر الأقاحي ) وهنا الشاعر يحقق رؤاه الحلمية بالانتقال من التجاذب مع أمواج البحر التي تذكره بالحبيبة الغائبة في حاضره الآن ، الشاعر كان أمام البحر وبعد أن هدأت روح من هيجانها واطمأن، انتقل إلى الحبيبة فهو يريد أن ينتقل إليها على أجنحة السنونو فقد سكر بخمر الأقاحي ، لأن الشاعر بعد أن تمازجت روحه الهائجة مع أمواج البحر واطمأن من حبها أراد أن ينتقل إليها ، أي الشاعر بعد ما تأكد من حب حبيبته وعمق هذا الحب أراد أن يعبر لها عن هذا الحب لأنه وصل إلى حالة السكر بخمر الأقاحي أي أن روحه اطمأنت إلى هذا الحب ، ولإدراكه ببعد هذه الحبيبة أنتقل إلى مغازلة البحر ، وهذه المرة كان البحر متمثلا بحبيبة وليس كما كان في المقطع الأول بين ذاته والبحر من خلال الحوارية ( تضج حناجرهن بأنشودة الشرقِ /كم ضاع في صمتك العذب من حلُم أيها البحرُ /لا تنسَ أنك كنت لفيفا من الضوءِ ) حيث نلاحظ هدوء ذاته وتأكد انتمائها إلى الشرق ، أي هو يؤكد انتماءه العربي ، وقد تكون هذا الحبيبة من الجهة الثانية من البحر لأن الشاعر هنا يؤكد على أن البحر هو لفيف من الضوء أي أن الشاعر كثيرا ما يحدق في النهارات إلى البحر وبعد حبيبته خلف هذا البحر ، والجمال الذي يكمن في هذا النص تدرج ذات الشاعر من الموج والتشظي إلى الهدوء السيمفوني وكأنه يعزف سيمفونية بتوترها وهبوطها وتوترها .. وهذا السبب الكبير أن الشاعر حافظ على صورته الشعرية رائعة لنهاية النص ....
يَحْمِلُ بَارقـَة َالتـَّوْقِ
نرْسُمُ تحْتَ صَبيبـِكَ أحْلامَنـَا عَنْ عُيُونُ الصَّبَايَا
ونرْتاحُ مِنْ شَبَقِ السَّوْءِ
فوقَ ظِلالِكَ يَوْمَ تـَعِجُّ خَوَاطِرنـَا بـِغـُثاءِ الخَطايَا
وَنمْلأ مِنكَ جِرَارَ انـْتِشَاءٍ
بـِمَاءٍ
جُزَيْئاتـُهُ مِنْ حُرُوفِ النـَّوَايَا
وَفوقَ جَبينِكَ نـَطبَعُ مِنْ شَفـَةِ الدِّفْءِ
ما قدْ يَطِيبُ لنـَا فِي مَقامِ القصِيدَةِ
مِنْ قـُبُلاتِ التـَّأسِّي


ينتقل الشاعر بثلاث حالات: الأولى وهو مفرد أمام البحر و حواره معه والثانية يتذكر الحبيبة والثالثة ينتقل إلى الجمع ( نرسم،نرتاح ،نملا ) أي يجتمع مع حبيبته أي أن النص يحتوى على ثلاث محاور داخلية: محاورة مع البحر ومحاورة مع الذات و الاجتماع مع الحبيبة ، فالشاعر حقق منولوجا داخليا في توتراته الوجدانية والعاطفية حيث استطاع أن يحتفظ بالتأويل الدلالي في عمق صورة النص ، فهو استخدم لغة مطابقة ما نظر إليها سوسير* والذي رفض على اعتبار اللغة بوصفها ركاما من الكلمات ، بل نلاحظ أن الشاعر جعل من اللغة هو الفعل العقلي التصوري في الحياة أي كما قال سوسير ( إن اللغة نظام يعتمد على التقابل بين وحداته الملموسة ) حيث إن الشاعر قارب حواره مع الموجودات من صورة شعرية وأضفى عليها الحياة ، فارتفع باللغة وجعلها المعبر الحقيقي عما أراد أن يوصله فهو حقق البنية العميقة في اللغة كما نلاحظ في هذا المقطع ( يحمل بارقة التوقِ /نرسم تحت صبيبك أحلامنا عن عيون الصبايا /ونرتاح من شبق السوءِ /فوق ظلالك يوم تعج خواطرنا بغثاء الخطايا ) فهو يستمر بمناشدة البحر ولكن هنا هو بقي يرى بالبحر العمق الذي يريد والمعبر عن كل الأشياء التي تمناها في الحياة فهو يحمل بارقة التوق ويرسم تحت صبيبه أحلامه عن عيون الصبايا أي ما يحمل البحر من رمزية تمثل كل توق وتطلعاته التي ينشدها ، فالبحر بنقائه الشاسع الذي لا يستطيع أحد أن يلوثه تحول في رؤى الشاعر التي تثقلها أزمته إلى رمز الحياة نفسها فكل ما يعيش الشاعر من خواطر ورغبة إلى النساء ( الصبايا) والتي تبقى دفينة ذاته ولكنه يكشفها إلى البحر فالبحر تحول إلى رمز يخزن أسراره كذاته الباطنية التي لا يجد ما يقاربها سوى هذا البحر فهو يرمي إليه كل همومه وحتى شبق السوء ، لأنه أصبح بوسع ذاته ومستوعبا لها فهو عندما يكون أمام البحر يكون متقاربا إليه كثيرا فحتى ظلاله تعج بخواطره بغثاء الخطايا ( ونملأ منك جِرارَ انتشاءٍ /بماء جزيئاته من حروف النوايا /وفوق جبينك نطبع من شفة الدفءِ /ما قد يطيب لنا في مقام القصيدةِ /
من قبلات التأسي ) وأننا ندرك أن الشاعر دائما أمامه البحر وقد يكون أمام نافذته أي دائما يقع نظره يقع عليه لهذا امتلك كل مساحات روحه وهمومها أي الشاعر توحد وامتزج معه إلى حد أصبح يملأ منه جرار انتشاء ،و في كل ما يحاول أن يفعله في الحياة ، الشاعر أستطاع يعبر عن عنوان النص بشكل كامل إلى حد ندرك أنا النص كله هو عبارة حقا عن همسات في آذان البحر لروحه الحاضرة والمتماهية به ...فالشاعر سيطر على اللغة وجعلها المعبرة القريبة إلى روحه وقد مزج معها الرمز مع الاستعارة الواسعة مما أضاف إلى نص روعة عالية في الصورة والتأويل الدلالي في نسق فكري عاطفي رائع وجميل.