المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في دموع البنفسج



قاف العراق
25/02/2006, 03:58 PM
قراءة في دموع البنفسج

للشاعرة هدى محمد السعدي / الإمارات العربية







بقلم / ياسين رفاعية
أجد نفسي أنساق الى شاعرة لا تكاد تكون معروفة على مستوى العالم العربي، بل ظلت على مستوى اقامتها في الخليج العربي، الا وهي الشاعرة هدى السعدي، في مجموعتها الشعرية، ربما الأولى: "دموع البنفسج" فلنتصور هذه الزهرة الفواحة التي تنشر اريجها على بعد عدة اميال من موقعها، كيف ان تكون لها هذه الدموع؟ لكنها دموع وبكاء على المصائب التي حلت بالأمة العربية من المحيط الى الخليج، ففي كلمة التقديم للشاعر العراقي عبد القادر الدوري نلحظ ما اكتشفناه في شعرها، يقول: "ان اولى المهمات الأساسية التي تلقى على عاتق الكاتب الحق، هي عليه ان يحتج على كل الممارسات والأساليب التي تجعل العالم مرعباً، ومظلماً وقبيحاً، لذلك يتعذر على الكاتب او الشاعر منطقياً ومهنياً وأخلاقياً ان يكون مع الظالم ضد المظلوم ومع القاتل ضد القتيل ومع الطغاة ضد الحرية، ومع الشيطان ضد الانسان... وفي عالم كعالمنا يترنح فوق بحر صاخب من العنف والجريمة والقمع والممارسات العنصرية في زمن كزمننا ويتحول فيهما يوماً بعد يوم الى مهووس بآلة الحرب الاقتصادية والعسكرية والاستهلاكية.
في كل الأحوال لا قيمة حقيقية لأدب لا ينتصر للفن والانسان معاً وفي آن معا. لأدب لا يمنحنا جمال الفن ومتعته، ويعمل لتغيير الذات الانسانية قبل تغيير الواقع المراد تغييره، وتحسين مفهوم الحياة لديها والارتقاء بقيمها وعواطفها ومشاعرها وأحاسيسها، وتطوير نظرتها إلى الحياة والوجود والعالم.. اليس هاجس الابداع الاكبر هو عبارة عن اثارة الأسئلة والمكاشفة وتحريك ما يمكن تحريكه على كل الصعد، ومدّنا بعصارة التجربة الذاتية المبدعة والعميقة وبعصارة التجربة الانسانية، اكانت ممتدة الجذور في التاريخ أم كانت معاصرة أم كانت راهنة.
ولا شك ان الشاعر الدوري يدلل في هذا الكلام الموزون والواقعي على شعر هدى السعدي، فيما يكون اكثر وضوحاً الكاتب اللبناني حسن خليل غريّب، الذي يضع النقاط على الحروف قائلاً: "ترافقت المعاني في قصيدة هدى السعدي مع سيل من الدفق الثوري العربي الذي سطرته المقاومة العراقية، تلك المقاومة التي اخترقت حواجز خضوع الاكثرية وركوعها امام ارادة الشر الأميركية، فقد حسبت الاكثرية ان ارادة الشر تلك ترتفع فوق مستوى المواجهة، كما حسبت ان كل من يتوهم ان بمقدوره مخالفتها فكأنه يرتكب عبثية ونرجسية، لقد جاء شعر السعدي وهي بعيدة جغرافياً عن مواقع الثوار ليعطي دلالة عميقة وقصوى هي مدى التأثير الشعري في الوجدان القومي واختصر الشعور العفوي للشاعرة كل مساحات الزمن لتعلن وحدة الشعور القومي وما يستتبعه من تأثيرات تجمع ماجدة الامارات الى ماجدات فلسطين والعراق ولبنان. وهكذا، يمكن ان نقرأ في شعر هدى السعدي الوطن والمقاومة والحب في احلى تجلياته شعراً جميلاً ومستوحى من عمق الذات، مع التفاعل القوي مع الاحداث تباعا في كل بلد عربي، فالشاعرة يؤلمها ما يحصل هنا وهناك من استباحة الانسان العربي واهانته واهانة انتمائه الديني والقومي والعرقي، كأنه مرتان العالم كله، حيث تسيطر الصهيونية على كل وسائل الاعلام فتقلب الباطل حقاً والحق باطلاً.
والوطن في المحصلة هو المكان الامن، المكان الذي يجب الدفاع عنه بكل غال ورخيص، لانه البيت الذي ننام فيه بأمان، وانه المأوى حين لانجد المأوى وانه المكان الوحيد حين تتخلى عنا الامكنة.

قسماً بالله وبالأقصى
وبماء النهرين.. (الاحمر)،
ستموت الغربان جميعا
وغداً نثأر
نثأر
نثأر..
ليس الوطن وحده شاغل شغل الشاعرة الاماراتية هدى السعدي فثمة مشاغل اخرى بين الذات والعام، والانسان حيثما وجد، من هنا ـ كما اشرنا سابقا ـ بعبق شعرها بالحس الانساني الجامح نحو خلاص البشر من الطغاة والديكتاتوريين واللصوص سواء كانوا لصوصاً بحكم القانون او لصوصاً بحكم السيطرة على هذا البلد او ذاك. وما اكثر هؤلاء الذين يسرقون لقمة الخبز من افواه الفقراء.
في الحقيقة للشاعرة منهج واضح في السلوك الشعري، انها تسعى الى ابراز شعرية الشعر دون ان تعزلها من المؤثرات الاجتماعية والتاريخية والنفسية.. واتساءل: كيف صارت هذه النصوص شعراً؟ او لماذا نعتبرها شعراً؟ انه النقد القادر وحده الاجابة عن هذا السؤال الصعب.. من الملاحظ ان شعر هدى السعدي استقواء منهجي لانه كشف عن الظواهر منزهاً عن اي افكار مسبقة. انه شعر محايد يلتقط الدقيقة الشعرية بهاجسها النفسي، فعند التركيب النهائي للقصيدة يكون البرهان ما اذا كانت شعراً او نثراً والفرق كبير اذا دققنا النظر بين الاسلوبين.
قد يبدو هذا الشعر عادياً، لو نظرنا اليه النظرة الأولى، لكن سرعان ما نعثر في العمق للكلمة او القصيدة انها تحليل في فحوى الصور الشعرية وطريقة تشكيلها ودورها في بناء تحفة جمالية على نحو ذي مغزى. وبذلك تجاوزت القصيدة في "دموع البنفسج" وعي المتلقي لتخترق لا شعوره في العمق الجمعي. فاذا كانت الصور عند هدى السعدي من عمل العقل، فان ادراكها الكلي من عمل الحدس. خصوصاً: الحدث الانثوي. ولهذا فان التأويلات لا تنتهي، لان كل حدس يعيد بناء النص حسب تفاعله، مع ما يتجاوب معه من مكونات القصيدة الصورية او الانفعالية او التعبيرية.
الكتاب: دموع البنفسج
الشاعرة: هدى السعدي
الناشر: دار عكرمة دمشق 2005

ثروت سليم
25/02/2006, 04:19 PM
قسماً بالله وبالأقصى

وبماء النهرين.. (الاحمر)،

ستموت الغربان جميعا

وغداً نثأر

نثأر

نثأر..


هدى السعدى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الغالى / قاف العراق .... سلام الله عليك

أرجو أن تكمل هذه السمفونية الرائعة من قصيدة السيدة / هدى السعدى ... لقد شعرت وكأنى أقرأ

ديوان الحماسة من جديد امتعنا أيها القاف القدير من الألف الى الياء دمت بخير ,,,,,

ثروت سليم

قاف العراق
25/02/2006, 06:03 PM
اخي العزيز .. ما انا الا ناقل امين
ستجد ما تريد هنا http://www.iraqpatrol.com/php/index.php?showtopic=9258

محمود الحسن
25/02/2006, 06:31 PM
شكرا للنقل أخي الكريم
الذي أبى أن يسمي نفسه الا قاف العراق
و نعم الانتساب
أخوك
محمود