المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حب في الوقت الضائع



عماد اليونس
28/06/2010, 06:20 AM
حب في الوقت الضائع


عندما اطلق القدر صافرته بانتهاء العقد السابع من عمره كان الرجل قد انهى لتوه مراسيم التشييع لشريكة حياته وام عياله , وحين غادر المشيعون المقبرة مكث هنال تلقاء قبرها يستعيد شريط ذكرياته معها حلوها ومرها , صفوها وكدرها اوقف الشريط عند ذلك المشهد مشهد ذلك اليوم الجميل يوم زفافه على المرحومة . تبسم العم عواد ثم واصل استعراض الشريط ببقية مشاهده المثيرة مرورا بمشهد الفرح بولادة ابنهم البكر عزيز ثم بمشهد الحزن الذي خيم عليهم بوفاة ابنهم الثاني بعد ولادته بقليل ثم مشهد الحزن والفخر في ان واحد باستشهاد ابنهم الثالث محمود دفاعا عن حياض الوطن في حرب الخليج الاولى سنوا ت ثم مشهد الفرح بزواج عزيز ومشاهد الفرح في مجيء الاحفاد ومشاهد الحزن برحيل الاحباب والاصحاب و ... و ثم المرض المفاجيء لام عزيز ومعاناة مراجعة عيادات الاطباء والمستشفيات ثم ينقطع الشريط على صيحات عزيز :
ـــ أبي مابك ياأبي لقد تأخر الوقت وهناك في البيت الكثير من المعزين في الانتظار.
ـــ الكثير من المعزين وماذا سينفعني عزاء هؤلاء هل سيعيد لي أمك ياعزيز؟
مد عزيز يده ليساعده في النهوض فيمشي العم عواد الهوينا متكئاعلى كتف عزيز ثم يلتفت وراءه فيلقي بطرفه الدامع تحية الوداع على العزيزة ام عزيز.
مرت الايام والاشهر معلنة عن الذكرى الاولى لوفاة الشريكة الغالية , كانت بالنسبة للعم عواد سنة من الوحدة , سنة من الحرمان والاتكال على صدقات الكنات ومنتهن في تقديم الخدمة والرعاية له واللاتي لم ولن يرقين الى مستوى المرحومة ام عزيز فلقد كانت عنده كعصاة موسى يتكأ عليها في تصريف امور البيت حينا ويهش بها على الاولاد حينا اخر .
من هنا عصفت به الهواجس وراوده التفكير بالزواج على كراهة لكن هذه الاسألة هي الاخرى بحاجة الى اجابة ... فمن سيختار؟ ومن سترضى ؟ وهل سيوفق مثلما وفق اخوه ابو عبدالله ؟ حيث رزقه الله بنت الحلال التي سهرت على رعايته والعناية به حتى اخر يوم من حياته , وهل سيكون العمر كريما معه فيمنحه وقتا اضافيا يمارس به حياته كما كانت أم أن الامراض المزمنة التي بدات تغزو جسده المتعب قد لاتسمح للعمر دوام .
لكن العم عواد لم يستسلم فراح يرسل الخاطبات هنا وهناك واخيرا وبعد جهد جهيد وجدن له فتاة بالمواصفات وكونها من اسرة فقيرة ومعدمة فقد وافقت سريعا وبدون عناء , فرح الرجل وارسل المهر على الفور وهو يمني النفس بحياة جديدة وعمر مديد فقضى ليلته يضرب الاخماس والاسداس وراح يبني من الاحلام بيوت امال , لكن المفاجاة كانت صاعقة و قاسية اذ سرعان ماتراجعت الفتاة في اليوم التالي حين تقدم اليها خطيب ثان , شاب وسيم صحيح الجسم تملؤه الحيوية والمستقبل مفتوحا امامه. لم يتحمل الرجل وقع الخبر فسقط مغشيا عليه لينقل بعدها المستشفى ثم يوضع في قسم العناية المركزة , ياتي الطبيب فيشخص حالته كالاتي ... المريض يعاني من "حبٌ في الوقت الضائع ".

عبد الله نفاخ
28/06/2010, 07:38 AM
قصة تتناول حدثاً يمر في الحياة ........ لكن حسب ما أعرف فإن الواقع صار يأتي بالعكس .... فالفتاة سرعان ما تتخلى عن الشاب مهما كانت مواصفاته و تسرع للكهل بحجة نضجه و امتلاء جيوبه ......
بارك الله بكم أستاذي و سلمكم

محسن العافي
28/06/2010, 02:23 PM
تدب الحركة ويدب الألم في نصك هذا ،نقلت لنا واقعا حقيقيا بين بنادق العزة ،وبين ضياع الأنيس .....وبين الذين سموا بأرواحهم هبة لأوطانهم

نعم ماكتبت وصفا لحقيقة مرة

بنور عائشة
28/06/2010, 05:17 PM
تحياتي ........

ولما لا نقول لحظة انعتاق في الوقت الضائع ...
لم يتبق له من العمر مافات وبقي لها من العمر ومن الفرح.. ومن الألم ما عصر فؤادها في الانتظار ؟
هي هكذا الحياة التي أصبحت أو بالأحرى أصبحنا نعيشها بالمقلوب، فالشابة تبحث عن رجل يكبرها سنا بحثا عن حياة مترفة بل عن ما يسمى في علم النفس بالبحث عن الأبوة المفقودة أو عن حالة الاستئناس ؟
على كل حال القصة أخذت بعدا اجتماعيا فرضه الواقع نتيجة تطور فكـــــــري مـــادي غُيبت فيه القيم الأخلاقية والمبادئ .
القصة رغم الأحداث المسترسلة وبعمق مع أخذ التفاصيل بدقة إلا أن في الأسطر الأخيرة حاول الكاتب أن يقصها بالإسراع أو يختم تفاصيلها التي كانت طويلة في البداية إلى نهاية جعلت منها متذبذبة في الحبك القصصي .

بالتوفيق ..

دمت في حب لن يضيع مرة أخرى ؟

عائشة

عماد اليونس
02/07/2010, 07:47 PM
قصة تتناول حدثاً يمر في الحياة ........ لكن حسب ما أعرف فإن الواقع صار يأتي بالعكس .... فالفتاة سرعان ما تتخلى عن الشاب مهما كانت مواصفاته و تسرع للكهل بحجة نضجه و امتلاء جيوبه ......
بارك الله بكم أستاذي و سلمكم


الاخ عبد الله نفاخ

مهما سارت الامور فهي موجودة في واقعنا المعاش
شكرا مروركم العبق وتعليقكم الاثير
خالص تحياتي وتقديري

عماد اليونس
02/07/2010, 07:50 PM
تدب الحركة ويدب الألم في نصك هذا ،نقلت لنا واقعا حقيقيا بين بنادق العزة ،وبين ضياع الأنيس .....وبين الذين سموا بأرواحهم هبة لأوطانهم

نعم ماكتبت وصفا لحقيقة مرة



الاخ موسى العافي

شكرا مروركم المؤثر وقراءتكم الراقيه
تحياتي وتقديري

عماد اليونس
02/07/2010, 07:59 PM
تحياتي ........

ولما لا نقول لحظة انعتاق في الوقت الضائع ...
لم يتبق له من العمر مافات وبقي لها من العمر ومن الفرح.. ومن الألم ما عصر فؤادها في الانتظار ؟
هي هكذا الحياة التي أصبحت أو بالأحرى أصبحنا نعيشها بالمقلوب، فالشابة تبحث عن رجل يكبرها سنا بحثا عن حياة مترفة بل عن ما يسمى في علم النفس بالبحث عن الأبوة المفقودة أو عن حالة الاستئناس ؟
على كل حال القصة أخذت بعدا اجتماعيا فرضه الواقع نتيجة تطور فكـــــــري مـــادي غُيبت فيه القيم الأخلاقية والمبادئ .
القصة رغم الأحداث المسترسلة وبعمق مع أخذ التفاصيل بدقة إلا أن في الأسطر الأخيرة حاول الكاتب أن يقصها بالإسراع أو يختم تفاصيلها التي كانت طويلة في البداية إلى نهاية جعلت منها متذبذبة في الحبك القصصي .

بالتوفيق ..

دمت في حب لن يضيع مرة أخرى ؟

عائشة




الاخت القاصة بنور عائشه
رايك صحيح ويقبل الخطأ ورأيي كذلك اما يخصوص ملاحظاتك فهي عين الصواب لكني دائما انشد الاختصار على القاريء الذي ارى انه لم يعد يملك الوقت الذي نريده نفس ملاحظاتك تلقيتها من ناقد اخر وفي موقع ديوان النيل والفرات وقد اجريت التعديل لكني لم اجد الوسيلة للتعديل هنا فعلى اية حال لك مني كل الشكر والتقدير .

اسراء عبدالله وحيد
04/07/2010, 07:39 PM
السلام عليكم استاذي الكريم
قصتك واقعيه وتجسد واقع غالبية المجتمع العراقي خاصة والعربي عامه
والعم ابو عزيز كان محظوظا عندما عاش لحظات الامل مرة اخرى ولو لاويمات
عاشت يمينك استاذي الكريم
اسراء العبودي

العيسوى الصغير
14/07/2010, 02:01 PM
حالة من الامل و الخوف من المستقبل

و تشخيص دقيق للحالة

عماد اليونس
19/07/2010, 10:02 PM
السلام عليكم استاذي الكريم
قصتك واقعيه وتجسد واقع غالبية المجتمع العراقي خاصة والعربي عامه
والعم ابو عزيز كان محظوظا عندما عاش لحظات الامل مرة اخرى ولو لاويمات
عاشت يمينك استاذي الكريم
اسراء العبودي



الكريمة اسراء العبودي
كونه محظوظا فانا لي وقفة عند هذا
لكنه ربما اختزل سنين حياته مرة اخرى في هذا الحب الموهوم
تحياتي لك لمرورك العطر و الذي طالما اثرى مواضيعي

عماد اليونس
19/07/2010, 10:10 PM
حالة من الامل و الخوف من المستقبل



و تشخيص دقيق للحالة


الاخ الكريم العيسوي

ربما هو الامل ولكن ليس الخوف من المستقبل لرجل دخل سن الياس
انه التشبث باسمال الحياة لرجل صار على مقربة من الرحيل عنها و ينتطر صافرة القدر لتعلن نهاية الحياة
تحياتي لمروك العبق وقراءتك الواعيه