محسن العافي
27/06/2010, 12:02 AM
سطو وشراهة ووجود ليس كالوجود ،جبروت باد في عينيه ،يتوكأ على عصا من غصن شجرة مسوسة ،يذهب إلى حيث يشاء ويقف حيث يشاء ،يلوح ببصره إلى حيث الحرية ،يسلك طريقا جديدا بين الحيرة والقرار ،ويتخذ مسلكا بين القلوب الحائرة والهادئة ،ينظر إلى طفل صغير كان جنينا بين إحساسين مختلفين ومتناقضين، وربما وسط أفكار حائرة وحاقدة على بعضها ،يقلب نظره إلى مرتع اخر ،فتجد بركانا غاضبا تراه في عيننين تنبعث منهما شرارة حاقدة محرقة ،لقد البسوك زيا احمر لتكون جاهزا في الصباح الباكر وتخير فيما تريد ان تقوله وما تطلبه ،قبل أن يجروا قطعة الخشب من تحت قدميك ،هكذا تكون الحكاية كل مرة ،بل كل لحظة ،تعاد الكرة دائما دون اجتهاد ولا مثابرة في إظهار الحقيقة الحاقدة ،نعومة وخشونة في ملمس اليد فتشعر انها منبعثة من قلبه الغليظ فتكاد لا ترى شيئا في كلام عينيه ،يسحرك الكلام فترى ظلمة ومطرا بين عقربي ساعة ،لعله يختبئ هناك خارج الحيز الزماني فيكون التلاشي والضمور فيما لاعودة للزمن الماضي ولاقيمة للمستقبل ،ترى هل يدري صاحبي هذا من حياته شيئا ؟أظنه لازال عالقا بين الماضي والحاضر فيجتر الماضي اجترارا ،فكان له لأن يسمو للحظات فقط دون غيرها ،سئم الألم وبغضه من تكرار دائم، فلامجال اليوم للعبث المتكرر من ضعفاء القلوب والعقول فلا يقوى على ارتداء القناع طويلا ،كانه سما لمرة لاتريد أن تكرر نفسها معه فلم يعد يد ري كيف يصل إلى ذلك ،سوء ومرارة وعذرية في وجوده وقربه ،لا يبالي بما قد يفسد عليه أنسته وحريته ،كان وراء كل عمل ومطمح جميل فيسدي خدمات لكل محتاج ،جمع في شخصه منابع لا تنضب من سماحة وكرم وجود ، تجرأعلى تلقف قطرات ماء من سحاب، ليجمع كمية فيقتسمها معهم بعدما أصيب بالعياء والإجهاد لتحصيل ذلك ،تريد ولا تريد ،تحسب الدنيا محصورة بين جنباتك ،لا تريد ان ينعم أحد غيرك بها فأصبت الزجاج فكسرته لتطفئ رياحك تلك الشمعة ذات الضوء الباهت ... انا أقبل بذلك منك، فما كان منك قليلا أوكثيرا فهو جود من كرمك وعطفك ،وهو سعادة لي وفناء للاخر.