المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لوْ بُلَّتِ القُرْبى لَعاشَ وعُمِّرَا



الباز
24/06/2010, 05:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




لوْ بُلَّتِ القُرْبى لَعاشَ وعُمِّرَا


متثاقلا متمايلاً فوق الثّرى
يرنو إلى سُحُبٍ بشاهقة الذّرى
منْ أنتَ يا رجلاً يعانقُ كربَه
ويدسُّه في الصمتِ عن كلِّ الورى
منْ أنتَ أرَّقْتَ اللياليَ والدُّنى
بصهيل خيلٍ لا تسير القهقرى
أفلا ترى أنَّ الأنام يهمُّهمْ
أنْ يعرفوا ما بات قلبُك مُضْمِرا
جمرُ الغضا -فيما أراه- مناسبٌ
والشايُ في الإبريق يُسْعِدُ بالقِرَى
لن تشكُوَ الليلَ الطويل وسُهْدَهُ
سيذوقُ جفنُك عندنا طعْمَ الكرى
♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪
أنا شاعرٌ ضاعتْ قصائدُهُ التي
كانتْ كنورِ الصبح يُبْهِرُ مُسْفِرا
مزَّقْتُ كلَّ دفاتري وقصائدي
وَعَزَمْتُ أنْ لا أستجيشَ الأبحرا
لكنّني وبرغم بَأْسِ عزيمتي
لم أستطعْ منعَ القريضِ منَ السُّرى
فوصلْتُ حبلَ الحرف بعدَ قطيعةٍ
وعَلَوْتُ في ساحِ القصائدِ مِنْبَرَا
وجعلتُ شعريَ بالحقائقِ صادعًا
مع أنّهُ خَلَبَ العقولَ وأسْكَرَا
وكَسَوْتُهُ حُلَلَ العفافِ من التُّقى
ولبِسْتُ فيه حياءَ نفسيَ مئزَرَا
والشِّعرُ إنْ لمْ يُلزَمِ التقوى غَوَى
والحرفُ إنْ لمْ يُلزمِ الصّدْقَ افْترَى
وكتابةُ الأشعار محْضُ أمانةٍ
منْ خانها يَلْقَ المَلامَ ويُزْدَرَى
♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪
ضيفي .. أظنُّ الشايَ أصبح جاهزًا
قُلْ لي أترْغَبُ أنْ أزيدك سُكَّرا
♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪
بورِكْتَ من رجُلٍ.. كأنّك حاتمٌ
لمْ ألقَ مِثْلكَ في المدائن والقرى
♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪
دعْ عنك شكري فالضيافة واجبٌ
لا يستحِقُّ بعُرْفِنا أنْ يُشْكَرا
أكْمِلْ - رجاءً- ما بدأتَ بسَرْدِه
فالقلبُ في شوقٍ ليسمعَ أكثرا
♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪
رفقا بضيفك يا رفيقي إنّه
إنْ رام إكمالَ الحديث تبعثرا
بفؤاده منْ هول كلِّ عجيبة
ما لو بطودٍ شامخٍ لَتفطَّرا
لو أنَّ سحبانًا وقسّاً أوْدَعَا
ما أُوتِيَا بلسانه لتعثَّرا
غُصصٌ أمَرَّتْ طعمَ كلِّ حلاوةٍ
وغَدَا بها صفوُ الحياةِ مُكدَّرا
حسبُ امرئٍ منْ هولها أنْ لو رأى
موتاً يُباعُ لكان أوَّلَ منْ شَرَى
يأسٌ فظيعٌ -قد تقولُ مؤَنِّباً-
منْ ذاقَ -إنْ يُرزَقْ بقاءً- أَعْذَرَا
أفَيَقبَلُ المرءُ الرَّدَى لأخٍ له
لوْ بُلَّتِ القُرْبى لَعاشَ وعُمِّرَا؟؟
ولقدْ تَخَطَّفَهُ الزُّؤامُ بغدرةٍ
-ظُلْماً وعدواناً- فلمْ يرَ مُنْكِرا
فالناسُ إمّا صامتٌ، أو حاقدٌ
أضحى لَدَى الأعداء يعملُ مُخبرا
أو شامتٌ –في الهالكين بُعَيْدَهُ-
خَلَعَ القناعَ وبالعداوةِ أسْفَرَا
باع الرفاقُ رفاقَهم ثمَّ اشْتَروا
بالعزِّ ذلاًّ مستطيرا أحمرا
لم يخجلوا ورَحَى الحروبِ تدكُّهمْ
ودماءُ إخوتِهِمْ تسيلُ على الثَّرى
ناموا كذي شبعٍ فطال رقادُهم
والأرضُ تحتَهمُ تُباع وتُشترَى
وحدودُهمْ صارت نِهَاباً للعِدى
في كلِّ شبرٍ معتدٍ قد كشّرا
وسماؤهمْ ضاقتْ بسربِ جوارحٍ
عاثت فساداً في البلاد ومُنكَرا
الصدرُ معلولٌ بحرقة غيظه
إذْ أنَّ ما يشفي عليه تَعَذَّرا
ما زلتُ أرجو أنْ يُديلَ اللهُ لي
وأعودَ بالنّصر المُبينِ مؤزَّرا
كيْ أشفيَ الصدرَ العليلَ مِنَ الشَّجَى
ويعودَ حبلُ الحقِّ مُلتئِمَ العُرَى
لنْ أُوقِفَ الحربَ العَوَانَ هنيهةً
حتَّى أرى حَوْضَ العدوِّ مُدَعْثَرَا
♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪
مَهْلا فآذانُ الرِّمالِ عَرِيضَةٌ
وأرَى حديثَك كالرُّعودِ مُزَمْجِرا
أتظنُّ أنَّ رُبُوعَنَا في مَأْمَنٍ
مِمَّنْ يُسجِّلُ همْسَنا المُتكسِّرا
هذا زمانٌ ليس فيه أمانةٌ
وغدا بِهِ وبَرُ الجِمالِ مُعَسْكَرَا




قد تكون للحكاية بقية -إن شاء الله-..

لكم جميعا محبتي

عبد الله نفاخ
25/06/2010, 07:24 AM
رائعة من الروائع أستاذي .....
وتعبير عن مكنونات نفس تجيش بالهموم فتخرج زفراتها بلون الشعر .....
حياك الله و بارك بك ...... و لا تطل علينا الغياب

طارق شفيق حقي
25/06/2010, 10:22 PM
شعر صادق جميل

سأعود بإذن الله

مصطفى البطران
30/06/2010, 11:30 PM
فنية راقية تمتح من معين شاعر عرف كيف يقود زمام القصيدة إلى ما يريد
بوركت من شاعر طوفت بنا في رحاب كثيرة دمت مبدعا