المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطّيف والعرس



محمد شكري بلحاج
12/06/2010, 10:47 PM
جاءني اليوم طيف فقال : هل لك في رحيل ؟ قلت : كلاّ ما إلى ذاك سبيل . أرأيت ـ عَمْرَكَ ـ أرضا عنها تناءى الفسيل أم رأيت ذا عزم جَازَ قَيْدَ الجليل ؟ قال : لو ذاك حقّ ما هَوَى من الإعصارالنّخيل . إنّك لو رُمْتَ سفحا دافعتك المغول. فإلى النّجم هيّا فَتَرْقَى تلك تلك السّبيل . قلت : في الملكوت تسبح روحي وإلى نورٍ وراءَ النّجم تصبو عيوني وما أنت فَتَدْعُوَنِي؟ مَلَكٌ للوحي أنت أم حجبت حجب فصار منّي كالنّبيّ؟ ـ وما بعده من نبيّ ـ تالله لذا القول بريق خلّب ووراء السّطر قعر سحيق أفلا تُبِينُ أَوْ تَبِينَ؟ قال : ويحك غرّا غبيّا ما ترى إلى خير السّبيل من هاد ! قلت : مهلا ! ما دهاك ؟ قد كنت لتوّك رطب اللّسان رحيم الفؤاد !قال : كذا أنتم شرّ الوجود يمتدّ وقعر بئر الجهل فيها تهاوى الأبناء الأحبّاء وتَـنْهَدُّ . إنّي مقيم اليوم عرسا فعَنْهُ تَـنَحَّ قلت : وتالله إنّ لي لعرسك ضرسا فلا تقلّبوا في البلاد . قال : ذاك منك عزم شتات وإنّا لقاهرون . قلت : أمّا الرّحيل فلا رحيل . قبّةٌ تالله سقف بيت لروحي و منارات الجليل فالآن عنّي تنحّ وانظر إلى الشّمس تميل وأنصت إلى الرّيح تشدو وإلى صدى للرّعد يسيل وإلى البرق راقصا فوق الجبال يداعبها الغمام تَرَ .. تَرَ .. إنّما العرس عرسي .. إنّما العرس عرس الوجود .. عرس حقّ وإباء وإرادة

عبد الله نفاخ
13/06/2010, 05:10 AM
ما هذه الروعة كلها يا أستاذي .... عشرات الأفكار و المعاني اختزلتها في كلمات ........ إنك تجبرنا لهذا الزخم على زيارة هذه الصفحة مرات و مرات

بنت الشهباء
14/06/2010, 09:25 PM
أيها الشاعر الحرّ الأبيّ

أستاذنا الجليل الحاج لطفي الياسيني

إن مثل هؤلاء الدعاة الأشرار لم يكن لهم أن يقتلوا شيخا من الأخيار لولا أن هناك من يعينهم من المنافقين والعملاء من أبناء جلدتنا على قتل الأحرار ...

أليس هذا هو الواقع المرير ؟؟؟؟.....