المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تعني يهودية الدولة في إسرائيل



محمد منار خالدي
12/06/2010, 06:05 PM
ماذا تعني يهودية الدولة في إسرائيل
تتردد في الآونة الأخيرة عبارات تريد من خلالها دولة العصابات الصهيونية التأسيس لمرحلة جديدة في تنفيذ المشروع الصهيوني الاستيطاني و الإجرامي على ارض فلسطين المحتلة و هنا لابد من الإشارة أن تاريخ اغتصاب فلسطين و مراحل التهجير القسري لإخوتنا عرب فلسطين قد درست و حكي عنها الكثير تبعا للجرائم الفردية و الجماعية و المذابح و المجازر و المؤامرات التي حيكت و نفذت على ارض فلسطين و بحق أهلها و كانت بالحصيلة اغتصاب وطن من أصحابه الشرعيين بدعاوى و افتراءات و أكاذيب رددها زعماء صهيون و صدقوها و عملوا من اجلها حتى صارت أمراً واقعاً.
الأمر الآخر الذي يجدر بنا الإشارة إليه إلى أن بحثنا هذا لم يقترن بذكر مصادر للمعلومات سواء كانت محايدة أو معادية حول مفهوم يهودية الدولة و هذا ما يمكن العودة إليه و ما هو متوافر في شبة الانترنيت أو ما ردده السياسيون و النقاد على اختلاف آرائهم.
لكن ما يغني عن هذا كله العمل الملموس و المنظور في عالم الواقع و المرئي لكل صاحب عقل و بصيرة و بحيث لا يخفي عما ينطوي عنه التعبير الجديد ليهودية النظام العنصري في إسرائيل.
انه كما أراه و ربما كان يخفي أكثر مما يتبدى لنا مزيد من الإجرام و العنصرية و المآسي و المجازر و التهجير الإرادي و القسري لمن تبقوا من إخوتنا عرب فلسطين من ديارهم و هذا يبدو جلياً لكل أصحاب الرؤى الحرة في العالم لما اقترنت به مسيرة الكيان العنصري بكل ما هو حافل بالجرام و القتل و الإبادة إلى حد التلذذ بمناظر القتل و الدم و الاستمتاع بقتل البشر و قلع الشجر و هدم الحجر حتى الفتك بالبهائم كما ينص على ذالك تعاليم دهاقنة الإجرام و الإبادة في التلمود المزعوم.
و هنا لا بد من الإشارة إلى أن يهودية الدولة في إسرائيل هو مصطلح عنصري استعلائي يرجع في أصوله إلى دعاوى تفوق عنصر بشري معين على ما سواه من الشعوب ليس فقط كذلك بل أحقية هذا العنصر باستعباد الشعوب الأخرى و استعمارها و نهب خيراتها بل و إبادتها إذا لزم الأمر و هنا نتذكر النظرية العنصرية النازية التي اعتمد عليها هتلر حول تفوق العنصر الجرماني على الشعوب و أباح لنفسه أحقية احتلال و استعمار العالم بأسره و طبعا لا يخفى على احد مقدار ما لحقت البشرية جراء هذه النظريات من ماسي و حروب و ويلات و ضحايا و دموع في الحر ب الكونية الثانية حتى انتهت هذه النظرية و أصحابها غير مأسوف عليهم و هنا نضيف أن الدعاوى الصهيونية و التي تعتمد في ادعاءاتها إلى مزاعم توراتية عن تميز اليهود بصفتهم شعب الله المختار و الوعود لربانية لهؤلاء بالعودة إلى ارض الميعاد و غيره من المزاعم يتبين لأي متابع أو باحث أو مدقق أنها مجموعة من المزاعم التي كرسها أرباب النظرية الصهيونية و مؤسسوها لإقناع اليهود بالهجرة إلى فلسطين لإقامة مستعمرة رأسمالية تعتمد بشريا على اليهود هذه المستعمرة تكون غايتها الأولى خدمة الشركات الكبرى في العالم من شركات السلاح و شركات البترول العابرة للقارات ممن يغتنون على حساب دماء و دموع الشعوب المقهورة المظلومة.
و ما نراه بين الحين و الآخر من تنامي الشعور الحر و الإنساني عند بعض اليهود الذين تبدت لهم زيف وكذب و ظلم الادعاءات الصهيونية و ظلمها و حتى للدين اليهودي ذاته بل و إساءتها له فهذا الأمر نكبره في هؤلاء الذين تمردوا على الظلم و الكذب و الإجرام لكنهم يبقون قلة في هذا البحر الخضم من العدوان و الإجرام.
و الآن من خلال ترداد العبارة و تكرارها و لاسيما مع كبار قادة العالم الغربي تترسخ في الأذهان شرعية هذا المصطلح و اعتباره أمراً واقعاً مع مرور الزمن و مقبولاً عند الآخرين و بل طبيعياً و قانونياً أيضا مع كل ما فيه من حيف و ظلم و إرهاب يساعد في ذلك ازدواجية المعايير القائمة و الممارسة في عالم اليوم تتلوه في بعدا مرحلة التنفيذ الفعلي لهذا المصطلح الظالم بحيث يبدو إفراغ أو تهجير قرية أو مدينة من أهلها أو ترحيلهم إلى هنا أو هناك من البلدان المجاورة يبدو ذلك طبيعاً بل نتيجة منطقية و حتمية لمفهوم يهودية الدولة في إسرائيل و ربما لا تحتاج إسرائيل إلى تهجير العرب في قرية أو مدينة أو حي بحيث يغني عن ذلك إبادة هؤلاء أو قتلهم بمعنى أن الحجة تصح جاهزة أي أنهم من أصل غير يهودي و هنا ليس أسهل على أعلام الإجرام و الإبادة من ممارسة شهوتم في قتل و إبادة الآخرين و كيف إذا كانوا عرباً و مسلمين و فلسطينيين و لعل إجرام زعماء صهيون مع فاقله الحرية قد أوضح بشكل جلي مقدار تأصل الإجرام و الحقد و العدوان في دولة الحقد و القتل و الإجرام و لعله أتى شاهدا جديدا على عمق نظرتنا إلى الواقع و رؤيته كما هو دون زيف أو إسراف في الخيال أو بعد عن الواقع .
أما من ينجو من القتل و الترويع من إخوتنا و أهلنا من عرب فلسطين فريما يجرى ابتزازه بالتخويف مما قد يلحق به مما هو قائم من ترويع و إذلال و يكون هذا الابتزاز بارتهان الفلسطيني بوصفه اصلاً عنصراً غير مرغوب فيه بل و مهدداً بالتهجير أو القتل حتى انه غير قانوني تبعا لمفهوم يهودية الدولة في إسرائيل و يبقى الخيار الصعب أمام الأهل عرب فلسطين فإما أن يلحق بالركب الصهيوني كعميل أو تابع أو ذليل و أما أن يلاقي ما هو معد له من قتل أو ترحيل أمور كلها تحمل مزيداً من الأحزان و الآلام و الماسي و الويلات تذكرنا بما قد مضى و ربما كان القادم أقسى أو أمر و ليس أيام جنين أو غزة ببعيدة عن احد .
هذا ما يمكن أن نراه بأفقنا الضيق و المتواضع و ربما كان المستقبل و مفهوم يهودية الدولة في إسرائيل يحمل المزيد من الآلام و الإجرام بحيث يبدو ما ذكرناه قاصرا أو محدوداً و اعتقد أن ماذكرناه من مخاطر هذا التعبير بيهودية الدولة في إسرائيل ربما كان وافياً أو كافياً لما يحمله هذا المفهوم من ظلم أو حيف أو جور فليس أقسى من القتل و الإجرام من شيء بل لعل إخراج أي إنسان من أرضه ووطنه و تهجيره عنها قسرا ربما كان هذا أن يفوق كل عذاب يمكن أن يتصوره بشر فكيف إذا ترافق بالإذلال و الترويع.
أما إنساننا العربي المقهور و المغيب في اغلب دولنا العربية البائسة فيسمع إلى هذا الظلم و يتألم تبعا إلى تنامي نفوذ إسرائيل و جورها إلى حد تعاليها و دوسها على القانون الدولي و الشرعية الدولية و بحيث أصبحت تهدد دولاً ذات بأس كإيران أو تهدد بالنيل من دول أخرى كسوريا بعمقها العربي و النضالي حتى و صل الأمر بها الأمر أحيانا بل دائما بأنها نصبت نفسها كأنها وصية على حكومات العالم و زعماء الدول حتى أن زعماء الإجرام و الإرهاب في إسرائيل لا يتورعون عن إسداء الإهانة حتى إلى أصحاب المنة و الفضل على إسرائيل ذاتها بل أن هؤلاء أو البعض من حكومات الغرب الذين شرعنوا وأسسوا و نصوا الكيان الغاصب في الأرض العربية و دعموه بكل أسباب البقاء و الحياة و القوة كبريطانيا و لعل هرب تسيفي ليفني تبع ذلك كلام جائر و تجرؤ على الحكومة البريطانية و سيادتها جرى ذلك حينما ثبت لبريطانيا تورط جهاز المخابرات الإسرائيلي في عملية اغتيال المبحوح في الإمارات و هذا طبعا إهانة لبريطانيا و تجرؤ على سيادتها و كرامتها و تبع هذا أن قادة الإجرام و الإرهاب أسدوا لبريطانيا كلمات كلها إهانة و احتقار و تعالي و تناسي لكل ما قامت به بريطانيا من فضل على دولة الإجرام و ما يهمنا في هذا المجال أن إنساننا العربي يرى و يسمع كل هذا و يبقى مكتوف الأيدي و معطل الطاقات لا يستطيع عمل شيء بفعل الواقع العربي البائس بل أصبحت غالب الدول العربية كأيام عرب الجاهلية بأسهم بينهم و كيدهم في نحورهم و لعل انقسام الدول العربية بين معادٍ لإسرائيل أو مهادن لها جعل شرخا واسعا في عام العرب اليوم و الأنكى من كل هذا أن مفهوما ليهودية الدولة في إسرائيل بما يمكن أن يحمله من مآسي و مجازر و ترويع يمر و كان شيئاً لم يكن و أنظمة القهر جاهزة للممارسة هوايتها في قهر المواطنين و اقتيادهم إلى السجون و ربما إلى أكثر من ذلك و تبقى الأفواه مكممة و الطاقات معطلة و ليس على إسرائيل شي ألذ و أمتع من هذا التفرق و الضياع لهيبة العرب و هوان قدرهم و قتل مستقبلهم و يبقى الأمر الوحيد الذي بإمكان الفرد بالعالم العربي أن يقوم به هو التألم و الشعور بالمرارة و الأسى و لاشي أكثر و لعل هذا أكثر ما يعذب أحرار امتنا في الوقت الراهن.
أما متى يمكن لهذا الشعب الحر و المقهور أن يضع خطة واضحة مدروسة و معقولة باسترداد الكرامة بحيث تعاد الأرض السليبة و يبنى عالم عربي تسوده الكرامة لموطنيه و يكون قادراً على رد العدوان من أي كان و يسود السلام فهذا لعله في وقتنا الراهن أمر ربما يثير عند البعض الاستغراب أو السخرية وفي أحسن الأحوال هو نوع من أحلام اليقظة و إسراف الخيال .
و هنا لا بد من القول و التأكيد أن مصالح الشعوب و أقدارها و أسباب بقائها لا بد لها من التحقق و الوجود مهما كبرت التضحيات و بعدت الأيام فهذه أقدار أمم و مصائر شعوب لابد لها من التواجد و لعل في التاريخ الكثير من العبر و هذا لسبب واحد أن الأمة أي امة و التي لا تعرف كيف تدافع عن نفسها و تتلمس أسباب بقائها و استمرار حياتها و مقومات وجودها فهي أما امة ميتة أو سائرة إلى الزوال و هنا نقول أيضا أن الأمة العربية هي اكبر من أن تموت و عبر التاريخ وفي ذروة انقسامها و تجزئتها دافعت عن وجودها و ردت المغول و دحرت الصليبين و تشير و بإيجاز أن هولاكو قد رحل عن بغداد و متله جنكيز خان و أن ريتشارد قلب الأسد و غيره من صليبيي أوربا قد رحلوا عن الشرق و اجلوا عن بيت المقدس بعد كثير من السنين و مثلها رحلت جيوش فرنسا و بريطانيا و كذالك سترحل جيوش الغزاة عن العراق و لابد من قيام فلسطين حرة عربية ديمقراطية مهما طال الزمن رغم الظلم و الظالمين.

محمد يوب
13/06/2010, 04:30 PM
أعتقد أخي أن اليهود الحقيقيين يرفضون هذه التصرفات التي تقوم بها إسرائيل إن إسرائيل تهدف إلى تحقيق صهيونية إسرائيل هذا هو المخطط الذي تبرمج له إسرائيل و الانجيليين معها.