المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نهاية القصة



العيسوى الصغير
09/06/2010, 07:23 PM
وقف أمام المرآة يتأمل وجهه، وما ترك الزمان عليه ،لكنه لم يقدر أن يرى مافعل الشوق بقلبه ،لكنه لم يهتم بالأمر طويلاً.



أخذ علبة لفائف تبغه ،وأخرج واحدة، وأشعلها ليحرق الشوق داخلها، خلع المعطف ليعلقه ومعه همومه ،اتجه إلى مكتبه ليغرق وسط الأوراق حتى الصباح ، لكن الصباح رفض القدوم ،ورفض عقله الانشغال بالعمل ،فاختار قلم رصاص،وسحب ورقة بيضاء ليكتب قصته بها...



دق باب الغرفة فطارت أفكاره وتناثرت، ولا زال بالباب مشغول، أسرع إليه ،وفتحه رأى أخته يبدو عليها أنها تحمل خبرا تظنه بشرى له، تكلمت قائلة:خطبت سعاد بعد غد .



هبط الخبر عليه ككوب ثلج، ظهر الهوى علي وجهه، فحمد الله ، لأنها طفلة لا تعلم شيئاَ عن الهوى،فلم تعرفه عندما ظهر عليه ،نسي كل ماحوله، وما كان يفعله ،نسي العمل والغرفة والمصباح ،دفعه الشوق إلى الهاتف ،أدار القرص مشتاقاً وطلب رقمها ، ردت عليه قائلة : السلام عليكم .



ارتجف وسقط الهاتف من يده، انحنى وأعاده – أعني الهاتف – إلى مكانه، حيث كان على لوح رخامي معلق على قوائم نحاسية،ومضى إلي غرفته معاتباً لنفسه على مافعل ،ولكن قبل أن يصل إليها ،دق الهاتف، فعاد إليه ورد :
السلام عليكم .



إذ بصوتها العذب يرد عليه.
ـ وعليكم السلام، بلغني أنكم ستأتوا إلينا بعد غد ،ولكن ستكون الزيارة بأي ساعة ؟
تعجب مما سمع ليس هذا يوم حفل خطبتها .



- لا أعلم، لكني سأحضر أمي لتخبرك عما تسألين.



ذهب إلى أمه،وسألها أن تذهب إلي الهاتف ،وذهب إلي مكتبه مندهشا لا يفهم شيئا مما يدور حوله،لكن لم يطل الانتظار،إذ الباب يفتح للمره الثانية ـ هذه المرة لم يتحرك له ساكن ـ
لتدخل أمه وتراه جالسا على مكتبه ،ماسكا قلمه يدق به دقات منتظمة كدقات البندول،فتسأله:بماذا تفكر؟



لكن من يسمع أو يرى،فكررت سؤالها:بماذا تفكر؟
سمعها هذه المرة فأقبل عليها باسماً ،وقبل يديها،ثم أجاب:لاعليك،إنه العمل.


بالطبع كان كاذباً ولكنه لم يدر بماذا يجيب،ودار الحواربينهم .



- اجلس يا بني،إني أريد التحدث إليك.



- خير يا أمي.



- بعد غد سنذهب إلى خالتك،وسيكون هذا بعد العصر،أريدك أن تكون أنيقا.



- لماذا ؟
ظهرت الدهشة على وجهها،ونظرت إليه بنظرة فاحصة.



- ألم تخبرك أختك.



- بماذا؟



- أننا سنذهب بعد غد لطلبها لك.



- لم تقل كذلك ......
تقاطعه...



- فماذا قالت؟


تغيرت ملامحه.



- قالت لي أن خطبتها بعد غد.



- إذا هذا ما كان يشغلك ، وليس العمل،لابد أنها أخطأت الفهم عندما سمعت الحديث.




انصرفت أمه،وتركته وحده،أتجه إلي علبه لفائفه،واخرج واحدة منها،واشعلها،لكن ليفكركيف يجعل نهاية قصته سعيدة ؟

محمد يوب
10/06/2010, 07:32 AM
قصة أخرى من قصص حضور العادات و التقاليد التي تفرض نفسها بقوة على الإنسان العربي تدخل الأسرة في اختيار الزوجة تدخلها في العلاقة التي ينبغي أن تكون ثنائية لايتدخل فيها أي أحد لغة جميلة فيها دهشة فيها صدمة القارئ غير أن التسرع في الرقن أوقعك في بعض الهنات,
مودتي