المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدوات الصهاينة في إدارة ملف قافلة الحرية



طارق شفيق حقي
07/06/2010, 11:55 PM
أدوات الصهاينة في إدارة ملف قافلة الحرية


استهلال ساخر

ضرب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي رأسه بيده وهو يخاطب عناصر المجلس المصغر ، وقال كيف لنا أن نمنع قوافل الحرية من كسر الحصار على غزة دون أن نألب الرأي العام ضدنا.

فقال له وزير الدفاع :أنا أقترح أن نجلب القراصنة الصوماليين ليستثمروا المياه الإقليمة لدولتنا لمدة عشر سنوات
وبذلك نوكل للقراصنة الصوماليين مهمة اختطاف كل سفينة تقدم لغزة ونتقاسم معهم الفدية .

وبعد أن طرح رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي هذه الفكرة على القراصنة الصوماليين

أجابه أحد القراصنة من عرض البحر : والله (العين ما تعلى على الحاجب) ، أقترح عليكم أن تأتوا إلى هنا فالقوافل كثيرة جداً.





كانت ولازلت تحركات الصهاينة واللعب بأوراق المنطقة مكشوفة للمتبصرين

لكن هناك أشياء غريبة تحدث هذه الأيام جعلت السيناريو السياسي في المنطقة يخرج كإحدى حلقات المسلسل التركي مراد علم دار الذي يلاحق في المسلسل شبكات لا تحصى لكافة أنواع المخابرات والمافيات التي تعمل في تركيا وتحاول العبث بأمنها وأولهم المافيا الإسرائيلية وهي تأخذ اسماً جديداً هذه الأيام " القراصنة الإسرائليليون"
وتكاد إسرائيل لشدة ارتباكها تعلن أن "مراد علم دار" و مساعديه "ميماتي "و"عبد الحي " قد قدما على متن قافلة الحرية لإجراء عملية حقيقة ضد الصهاينة.

فمنذ أن أعلنت تركيا غضبها على الصهاينة إثر استشهاد تسعة مواطنين أتراك ، وأمهلت الصهاينة أربعاً وعشرين ساعة لعودة المختطفين ، سارع الصهاينة لترك المختطفين وفي ذات الوقت العمل على الضغط على تركيا بالأوراق التي يملكونها في المنطقة وفي العالم بأسره

تحريك الصهاينة لاتحاد العمال الكردستاني ( أو للمنظمة) :

فبعد عدة أيام من اشتعال الغضب التركي وتأزم العلاقات مع الكيان الصهيوني وتواتر التصريحات التركية والمظاهرت الشعبية ، سارع اتحاد العمال الكردستاني للضغط على تركيا بتصريحاته بانتهاء فترة الهدنة مع الأتراك .


- قتل الصهاينة للمطران وتحريك البابا :

مقتل مطران اللاتين بتركيا ممثل الكرسي الرسولي في الاناضول المونسنيور لويجي بادوفيزي

مع أن الرجل الذي قتله هو رجل مسيحي وهو سائقه

لكن سارع بابا الفاتيكان للتعبير عن خوفه وقلقه جراء هذا الحادث

ثم صرح : أنه لا يعتقد أن لهذه الحادثة تأثيراً على الحوار المسيحي الإسلامي

الله أكبر يا شيخ

بمعنى أنه لا يريد أن يعتقد ولن يظن أو يفكر في ذلك ، لكن قد يفكر الرأي العام في ذلك

وبهذا التصريح الخبيث استطاع أن يفجر قنبلة( واهماً ) لدى الرأي العام الأوربي خاصة والعالمي ثانياً

الذي اهتم هذه الأيام بقرصنة الصهاينة على سفن الحرية التي تحمل مواطنيين عزل من كل أنحاء العالم

وهذه اللعبة يقوم الكيان الصهيوني بلعبها أكثر من مرة لتأجيج مشاعر الكره بين االمسيحين والمسلمين

ولنا في حادثة الصور المسيئة عبرة ، فقد استطاع الصهاينة جني ثمار التصادم وتأليب الرأي العام الأوربي ضد الفكر الإسلامي ، وأعتقد بعدها قام بحربه ضد غزة

ولا شك أن ملف المجازر التركية ضد الأرمن كما يدعي الغرب ، سيحرك قريباً للضغط على تركيا


هذه الملفات تبدو مكشوفة للجميع

لكنا ما وقفت عنده هذه المرة هو طريقة التحرك الكيان الصهيوني ، و حرارة المشهد الدرامي وكأن حلقة من حلقات المسلسل التركي مراد علم دار

و الشكل الذي ظهر أثناء إدارته للأزمة

فهو حاول جاهداً أن يوقف القوافل في الليل قبل أن تصل في الصباح
وربما كان عليه الانتظار حتى تدخل هذه القوافل للمياه الإقليمية ثم يقوم بما قام به بعد حصارها لمدة من الزمن
لكنه حاول القيام بحركة خاطفة لانهاء تقدم القافلة بسرعة فلا يدع للرأي العام فرصة للأخذ والجذب

لكن السحر انقلب على الساحر ، ولم يكن يعتقد الصهاينة بالمقاومة التي حصلت على السفينة التركية والتي أربكت هذه العملية الضخمة فجرى ما جرى ، ولم يعتقدوا بضراوة الموقف التركي الذي أحرج كل الحكام العرب المتخاذلين والمنهزمين ( وقد انبرت صحافتهم للدفاع عن أمن إسرائيل)
الأدوات التي قام الصهاينة بإدارة العملية لا تعبر فقط عن غريزة القتل الإسرائلية ، بل وتعبر في هذه المرحلة من عمر الكيان الصهيوني على الارتباك الشديد والإحساس بالخوف والقلق ، جراء دخول لاعب قوي كتركيا و إقامة حلف مشترك مع محور الممانعة
إن دوراً تركيا إيرانياً سورياً مشتركاً يعني كابوساً مرعباً للصهاينة

ولا شك أن دماء الشهداء الأتراك دغدغدت الذكريات التركية وحركت الحنين والشوق للعودة لحضن المشرق الإسلامي ، وعودة الفاعلية للرموز الإسلامية للأتراك مثل بيت المقدس ومعراج النبي وشام شريف وقوافل الحج والماضي المتشرك والخلافة العثمانية وعهد القوة وهو ليس ببعيد زمنياً


وإذ كنا قد ذكرنا عصر العثمانيين

فاليوم تطرح هذه الكلمة كثيراً ولا شك أن البعض ينادي بعودتها بفطرية وعفوية وربما يظن أنها تعود كما كانت بشكلها وحذافيرها.

وهذه الكلمة ستستغل من قبل معاهد الفتنة والقنوات الناطقة بالعربية ، كمثال لتأجيج الفتن برنامج الاتجاه المعاكس ، وستأجج المشاعر القومية العربية مرة أخرى ضد الأتراك للفصل والقضاء على الرابط الإسلامي المتشرك الذي عاد قوياً هذه الأيام.


الخلافة العثمانية لن تعود أبداً كما كانت ، وعودتها بشكلها يعني قلاقل وحروب في المنطقة

لا شك أن الإنسان العربي يحن للقوة في زمن الحكومات العربية الخانعة ، ويرى في تركيا رهاناً رابحاً

لكن لا بد من تصحيح هذه المفاهيم والبحث عن شكل جديد عصري للعلاقات المشتركة مع أحفاد العمانين

لا شك أن المفهوم الفكري النظري لمستقبل هذه العلاقات ضروري وهام ، لكني أرى أن شكل هذه الصيغ سيولد جزئياً مع كل خطوة نخطوها بإيجابية وقوة نحن العمق التركي

بمعنى التفاعل الزمني سيسمي نفسه بنفسه

وإني أقف معجباً وشهادتي مجروحة بالدكتور بشار الأسد، في التصريح الصحفي الذي أجراه مع الطيب أردوغان

وقام بحركة سريعة تعبر -مقارنة مع ما تكلمنا عنه من القلق لدى العدو- تعبر عن ثقة وثبات وقوة في التحرك السوري لدعم تركيا إثرالضغوط التي بدأ الغرب والصهاينة بممارستها عليها

وقد قال الدكتور بشار الأسد أننا نعلن تضامننا مع الأتراك على كافة الأصعدة ( بما معناه الصعيد العسكري كذلك)
لبناء علاقات تنطلق من التراث وتأخذ ما فيها من ماضي مضىء وتنبذ كل بال فيها
نحو تشكيل شكل عصري للماضي التليد

وهذا لعمري خطاب تاريخي يعني الكثير للمسلمين في كل أنحاء العالم عامة وللمسلمين في تركيا والوطن العربي خاصة
وهو يعبر عن فكر ثاقب لمستقبل العلاقات العربية التركية ، وقد بنيت تحت مظلة القاسم المشترك الإسلام والتاريخ المشترك والمستقبل المشترك.
وبهذا أفق العلاقات العربية التركية لن يكون محدوداً وهو ينطلق من طموح الشارع العربي ، بل ويقدم له فكرة موضوعية لا تدع للمخربين العبث بها وزرع الفتن.

ولذا سارعت الولايات المتحدة عبر بايدن للضغط على مصر - وكأن لمصر كلمة في معبر رفح - لفتج المعبر بشكل دائم لتفويت الفرصة على تركيا لارباك الولايات المتحدة في مشاكل لا يأحد يعرف ما هي نتائجها، فماذا تفعل أمريكا لو حاول أردوغان بنفسه التوجه لغزة ورافقته عدة سفن حربية تحمي سفن المعونات
كيف لا وقد عرفنا أنه كان ينوي إرسال واحدة مع قوافل الحرية ثم أخذ برأي الولايات المتحدة بعدم ضرورتها.


لا نملك بعد كل ذلك إلا أن نقول لترتفع زغردات الأمهات في غزة ، ولن نقول الدم التركي فك الحصار عن غزة

بل سنقول إن مقاومة أهلنا في غزة وصبرهم قد غيرت معالم المنطقة بأسرها وفتحت صفحة جديدة في تاريخ المنطقة الحديث.

محمد يوب
08/06/2010, 12:15 AM
معلومات قيمة أقرؤها لأول مرة بالفعل أخي طارق إنها بداية نهاية دولة إسرائيل الكبرى إن كل الحروب و المغامرات الرعناء الأخيرة كانت فاشلة و المضحك هو أن القائد الذي أسندوا له ضرب الأسطول المسالم كان من أصل صيني لقد جربوا كل الجنسيات ما تبقى لهم إلا الصيني ومتى كانت البضاعة الصينية ناجحة.هههههههه
مودتي أخي طارق

طارق شفيق حقي
08/06/2010, 12:22 AM
معلومات قيمة أقرؤها لأول مرة بالفعل أخي طارق إنها بداية نهاية دولة إسرائيل الكبرى إن كل الحروب و المغامرات الرعناء الأخيرة كانت فاشلة و المضحك هو أن القائد الذي أسندوا له ضرب الأسطول المسالم كان من أصل صيني لقد جربوا كل الجنسيات ما تبقى لهم إلا الصيني ومتى كانت البضاعة الصينية ناجحة.هههههههه
مودتي أخي طارق




منذ فترة قام الأستاذ رزاق الجزائري بترجمة مقال يتكلم عن محاولات الصهاينة لاستغلال الدور الصيني في المنطقة

وربما كانت هذه المحاولة أسرع مما توقعنا
يعني يمكن إعادة صياغة العبارة لنقول:

المنتج الصيني كان السبب في إفشال عملية القرصنة الإسرائيلية على قافلة الحرية