عبد اللطيف غسري
30/05/2010, 01:29 PM
جلسة إلى الشاعر المغربي عبد اللطيف غسري
بقلم الأديب والناقد المغربي الأستاذ محمد داني
3ـ الموسيقى الشعرية
الموسيقى لها اثر على الجو النفسي المرتبط بالصورة الشعرية، والراسم لها... وهي من أهم عناصر الشعر. ولعل الوزن والقافية هما أكثر عناصر الموسيقى أهمية.
والموسيقى- كما يقول الشاعر سليمان العيسى- :"عصب الكلام الجميل شعرا ونثرا، تبلغ ذروتها في الشعر، والذين لا يحسون بها، ولا يجيدونها لا يملكون العصب السليم"[1] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn1). وهذا القول يبين لنا أهمية الموسيقى في الشعر، والقائمة على مجموعة من القواعد.
والموسيقى مرتبطة أشد الارتباط بالمشاعر."لكونها من أساسيات البناء الشعري والشعوري. وعلى هذا الأساس لا يمكن أن يبنى بناء شعري إلا من خلال هذا النسيج الموسيقي الذي تتحول فيه الفكرة إلى لغة شعرية، ومن تم إلى جمل شعرية، ثم أبيات منتظمة أو أسطر شعرية، وأخيرا إلى قصيدة كاملة البنيان"[2] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn2).
وموسيقى الشعر نوعان: داخلية، وخارجية.
فالخارجية تتمثل في الوزن والقافية. والوزن هو: التفعيلات والبحور المستعملة في الشعر العمودي، أو التفعيلي. والقافية: هي الكلمة الأخيرة من البيت وحركتها.وقد عرفها الخليل بن أحمد الفراهيدي، بقوله:"هي من آخر حرف في البيت إلى أول ساكن يليه مع حركة ما قبله"[3] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn3). وعرفها الأخفش، بأنها:"آخر كلمة في البيت"[4] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn4)
أما الموسيقى الداخلية، فهي نوعان:
1- الموسيقى الداخلية الواضحة، والمتمثلة في المحسنات البديعية، والتجانس بين الكلمات، والحروف.
2- الموسيقى الداخلية الخفية، وهي التي يمكن أن نحسها فيما تشيعه من جو يتلاءم مع انفعال الشاعر ونوع تجربته.
- الإيقاع:
الإيقاع في مفهومه مطابقة للوزن.. لم ينتبه إليه دارسو الشعر القدامى، وأهملوا حركية الإيقاعية:"ولم يلحظه الدراسون إلا من خلال الموسيقى والوزن الشعري، مع أنه كان من أوضح فني العمارة والزخرفة الإسلاميين. كما كان الأساس الذي قامت عليه علوم البلاغة والفن اللغوي"[5] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn5).
ويعتبره بعض الدارسين بأنه :"تتابع منتظم لمجموعة من العناصر، وفي الفنون يتكون الإيقاع من حركات( الرقص) أو أصوات ( الموسيقى)أو ألفاظ(الشعر)"[6] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn6)
ونفس الطرح أكده ابن فارس ، حيث قال:"إن أهل العروض مجمعون على أنه لا فرق بين صناعة العروض وصناعة الإيقاع، إلا أن صناعة الإيقاع تقسم الزمان بالنغم ،وصناعة العروض تقسم الزمان بالحروف المسموعة"[7] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn7).
والدرس الحديث ، اهتم بالإيقاع ، واعتبره مصطلحا انجليزيا، انشق من اليونانية ، بمعنى ( الجريان)، و( التدفق). وتطور ليصبح مرادفا للكلمة الفرنسية( Mesure) المعبرة عن المسافة الجمالية.
ويرمي بصفة عامة- كما يقول عبد الكريم شبرو- إلى التواتر المتتابع بين حالتي الصمت والصوت، أو الحركة والسكون، أو القوة والضعف، أو الضغط واللين، أو القصر والطول، أو الإسراع والإبطاء، أو التوتر والاسترخاء[8] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn8).
والإيقاع خاصة الداخلي منه، يؤدي دورا هاما في تعميق الإيقاع النفسي، وفي خلق نغمات وإيقاعات أخرى تتوازن مع الإيقاع الخارجي للقصيدة[9] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn9).
وعبد اللطيف غسري يعرف أن أهم قيم الإيقاع : الوزن. وهو يساند المعنى، ويبين العاطفة المتضمنة في النص الشعري:"والقيمة الحقيقية للإيقاع وهو ذلك النوع المسمى بالوزن، لا تمكن في العلاقات الصوتية نفسها، بل في التهيؤ النفسي الذي يحدثه الأثر الأدبي الجيد، من خلال شبكة عظيمة من العادات والمشاعر ، والدوافع، يبدأ من الكلمات الأولى، ويستمر في النمو"[10] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn10).
وكما نعرف، فالوزن مجموع التفعيلات المكونة للبيت. وهو نظام من الحركات والسكنات يلتزمها الشاعر في بنائه الشعري.. أي الالتزام ببحر معين.
والوزن يكون من وحدات صوتية خاصة ، يرمز إليها في علم العروض بالمتحرك والساكن، وهي بدورها تتشكل من التفعيلات الشعرية المكونة للبحور الشعرية...
ويرى الدكتور محمد العمري أن المقوم الصوتي الإيقاعي في الشعر العربي ، يتكون من ثلاثة عناصر رئيسية، هي[11] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn11):
1- الوزن المجرد القائم على المقاطع أو التفعيلات،سواء أكانت منتظمة
أم حرة.
2- التوازن أو الموازنات.. ويتألف من عناصر لغوية مشخصة، كونه عبارة عن ترديد الصوامت" التجنيس" والصوائت" الترصيع"، اتصالا وانفصالا.
الأداء ، وهو عملية التجسيد الشفوية، حيث يقوم القارئ أو المنشد بتأويل العناصر الوزنية ، والتوازنية،وما يقع من انسجام واختلاف في تفاعل مع الدلالة ، اتساقا واختلافا.
بقلم الأديب والناقد المغربي الأستاذ محمد داني
3ـ الموسيقى الشعرية
الموسيقى لها اثر على الجو النفسي المرتبط بالصورة الشعرية، والراسم لها... وهي من أهم عناصر الشعر. ولعل الوزن والقافية هما أكثر عناصر الموسيقى أهمية.
والموسيقى- كما يقول الشاعر سليمان العيسى- :"عصب الكلام الجميل شعرا ونثرا، تبلغ ذروتها في الشعر، والذين لا يحسون بها، ولا يجيدونها لا يملكون العصب السليم"[1] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn1). وهذا القول يبين لنا أهمية الموسيقى في الشعر، والقائمة على مجموعة من القواعد.
والموسيقى مرتبطة أشد الارتباط بالمشاعر."لكونها من أساسيات البناء الشعري والشعوري. وعلى هذا الأساس لا يمكن أن يبنى بناء شعري إلا من خلال هذا النسيج الموسيقي الذي تتحول فيه الفكرة إلى لغة شعرية، ومن تم إلى جمل شعرية، ثم أبيات منتظمة أو أسطر شعرية، وأخيرا إلى قصيدة كاملة البنيان"[2] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn2).
وموسيقى الشعر نوعان: داخلية، وخارجية.
فالخارجية تتمثل في الوزن والقافية. والوزن هو: التفعيلات والبحور المستعملة في الشعر العمودي، أو التفعيلي. والقافية: هي الكلمة الأخيرة من البيت وحركتها.وقد عرفها الخليل بن أحمد الفراهيدي، بقوله:"هي من آخر حرف في البيت إلى أول ساكن يليه مع حركة ما قبله"[3] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn3). وعرفها الأخفش، بأنها:"آخر كلمة في البيت"[4] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn4)
أما الموسيقى الداخلية، فهي نوعان:
1- الموسيقى الداخلية الواضحة، والمتمثلة في المحسنات البديعية، والتجانس بين الكلمات، والحروف.
2- الموسيقى الداخلية الخفية، وهي التي يمكن أن نحسها فيما تشيعه من جو يتلاءم مع انفعال الشاعر ونوع تجربته.
- الإيقاع:
الإيقاع في مفهومه مطابقة للوزن.. لم ينتبه إليه دارسو الشعر القدامى، وأهملوا حركية الإيقاعية:"ولم يلحظه الدراسون إلا من خلال الموسيقى والوزن الشعري، مع أنه كان من أوضح فني العمارة والزخرفة الإسلاميين. كما كان الأساس الذي قامت عليه علوم البلاغة والفن اللغوي"[5] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn5).
ويعتبره بعض الدارسين بأنه :"تتابع منتظم لمجموعة من العناصر، وفي الفنون يتكون الإيقاع من حركات( الرقص) أو أصوات ( الموسيقى)أو ألفاظ(الشعر)"[6] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn6)
ونفس الطرح أكده ابن فارس ، حيث قال:"إن أهل العروض مجمعون على أنه لا فرق بين صناعة العروض وصناعة الإيقاع، إلا أن صناعة الإيقاع تقسم الزمان بالنغم ،وصناعة العروض تقسم الزمان بالحروف المسموعة"[7] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn7).
والدرس الحديث ، اهتم بالإيقاع ، واعتبره مصطلحا انجليزيا، انشق من اليونانية ، بمعنى ( الجريان)، و( التدفق). وتطور ليصبح مرادفا للكلمة الفرنسية( Mesure) المعبرة عن المسافة الجمالية.
ويرمي بصفة عامة- كما يقول عبد الكريم شبرو- إلى التواتر المتتابع بين حالتي الصمت والصوت، أو الحركة والسكون، أو القوة والضعف، أو الضغط واللين، أو القصر والطول، أو الإسراع والإبطاء، أو التوتر والاسترخاء[8] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn8).
والإيقاع خاصة الداخلي منه، يؤدي دورا هاما في تعميق الإيقاع النفسي، وفي خلق نغمات وإيقاعات أخرى تتوازن مع الإيقاع الخارجي للقصيدة[9] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn9).
وعبد اللطيف غسري يعرف أن أهم قيم الإيقاع : الوزن. وهو يساند المعنى، ويبين العاطفة المتضمنة في النص الشعري:"والقيمة الحقيقية للإيقاع وهو ذلك النوع المسمى بالوزن، لا تمكن في العلاقات الصوتية نفسها، بل في التهيؤ النفسي الذي يحدثه الأثر الأدبي الجيد، من خلال شبكة عظيمة من العادات والمشاعر ، والدوافع، يبدأ من الكلمات الأولى، ويستمر في النمو"[10] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn10).
وكما نعرف، فالوزن مجموع التفعيلات المكونة للبيت. وهو نظام من الحركات والسكنات يلتزمها الشاعر في بنائه الشعري.. أي الالتزام ببحر معين.
والوزن يكون من وحدات صوتية خاصة ، يرمز إليها في علم العروض بالمتحرك والساكن، وهي بدورها تتشكل من التفعيلات الشعرية المكونة للبحور الشعرية...
ويرى الدكتور محمد العمري أن المقوم الصوتي الإيقاعي في الشعر العربي ، يتكون من ثلاثة عناصر رئيسية، هي[11] (http://matarmatar.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=75#_ftn11):
1- الوزن المجرد القائم على المقاطع أو التفعيلات،سواء أكانت منتظمة
أم حرة.
2- التوازن أو الموازنات.. ويتألف من عناصر لغوية مشخصة، كونه عبارة عن ترديد الصوامت" التجنيس" والصوائت" الترصيع"، اتصالا وانفصالا.
الأداء ، وهو عملية التجسيد الشفوية، حيث يقوم القارئ أو المنشد بتأويل العناصر الوزنية ، والتوازنية،وما يقع من انسجام واختلاف في تفاعل مع الدلالة ، اتساقا واختلافا.