عمار المقدسي
29/05/2010, 09:32 AM
(الأردنيون والفلسطينيون جسد واحد رغم انف الحاقدين والخائنين)
هذا المقال رداً على كل من يحاول أن يزرع الأحقاد والعداوة والبغضاء والشحناء بين أبناء الأمة الواحدة من الفلسطينيين والأردنيين خدمة لليهود وخصوصا في هذه الظروف التي تمر بها الأمة.
فقبل تسعين عاما لم تكن أمتنا تعرف الإقليميات ولاالقطريات،فلم تكن هناك تجزئةولا تشرذم ولاإنشطار في جسد الأمة سواء كان سياسياً أوجغرافياً أوبشرياً,بل كنا ننتمي إلى أمة واحدة ديارها واحدة وكُنا(كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائرالجسد بالسهروالحمى).
فأبناء الأردن وفلسطين اصبحوا جزءاًمن أمة الإسلام الكبرى ويحملون هويتها منذ معركة اليرموك الخالدة التي فتحت بها بلاد الشام بعد أن تم تحطيم إمبرطورية الروم التي كانت تحتلها على يد أبي بكروعمروسعد وخالد وأبي عبيدة وشرحبيل والمثنى والقعقاع والقادة الفاتحين الغرالميامين رضوان الله عليهم أجمعين,الذين حملوا الراية من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا راية التوحيد في الأرض،فبلاد الشام تاريخياً ومنذ أن خلق الله الأرض ومن عليها كانت تشكل وحدة واحدة جغرافياً وبشرياً وسياسياً,وهي تشمل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين,وكانت عشائرها وعائلاتها تتنقل في جنباتها وأجزائها المختلفة عبرالتاريخ بكل حرية ويُسروبدون عوائق وكأنهم يتنقلون داخل مدينة واحدة,لذلك تجد أن عشائروعائلات بلاد الشام الأصيلة لها جذوروإمتدادات وتواجد في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين, فنحن لم يُوحدنا الدستورالأردني ولامؤتمرأريحا في عام 1949إنما وحدنا الإسلام, فلم نحمل هوية غير هوية الإسلام منذ اليرموك الى أن جاءت الحملات الصليبية الحديثة إلى بلادنا في مطلع هذا القرن في عام 1918بقيادة بريطانيا وفرنسا وبعد ثمانمائة عام من الحملات الصليبية الأولى التي دحرت وحُطمت على يد صلاح الدين الأيوبي الكردي وعلى يد المماليك وبعد أن زالت دولة الإسلام التي كانت توحد بلادنا والمتمثلة بالدولة العثمانية،حتى أخضعت أملاك هذه الدولة إلى مبضعالصليبيين(سايكس) البريطاني و(بيكو)الفرنسي،حيث عملا وبكل حقد تقطيعاً وتوصيلاً في العالم الإسلامي وكأنهما يعبثان في صحن مهلبية أويقتسمان قالب زبدة,وكانت هذه الجريمة أوضح ما تكون في بلاد الشام,حيث تم تقطيعها إلى أربعة أجزاء وأربعة شعوب وتحويلها إلى أربع هويات وأربعة جوازات سفروأربعة اعلام وأربعة دول,وكانت إحدى هذه الدول الاربع يهودية،حيث إقتطعت فلسطين وإنتزعت من أصحابها ووهبت لليهود من قبل بريطانيا،حتى يقيموا عليها كيانا قوميا لهم,هكذا بمنتهى البساطة أعطى من لا يملك إلى من لايستحق جزءاً من بلادنا العزيزة علينا جميعا وتحت سمع وبصرالعالم،وبسبب هذه الجريمة التي إرتكبتها الصليبية العالمية،تم إقتلاع الجزء الأكبرمن شعب فلسطين من وطنه وتهجيره إلى الأجزاء الثلاثة الأخرى من بلاد الشام،فكانت حصة الأردن هي الأوفرمن هذه الهجرة,فتشرد الفلسطينيون من بلادهم إلى جزء أخرمن بلادهم،ونتيجة لذلك إندمج الأردنيون والفلسطينيون إندماجا عضوياً فكانوا كالمهاجرين والأنصار,وإنصهرت دماؤهم بشكل يصعب على أي مختبرفي العالم مهما كان متطوراً أن يفصل بينهم, فكان مثلهم كمثل كوب الماء الذي نصفه ماء فأضيف إليه نصف أخرمن الماء فإمتلأ الكوب ماءاً,فهل لوأرسلنا هذا الكوب إلى أكثرالمختبرات تطوراًفي العالم فهل ممكن أن يستطيع أن يفصل بين النصف الأول والنصف الثاني,فأنا العبد لله كاتب هذه السطورأخوال أولادي من عائلة كريمة من شرق الأردن فأي مختبر يستطيع ان يفصل الدم الذي يجري في عروقهم فيقول هذا الجزء من دمهم هو من غرب النهروهذا من شرقه,فمن وحده الله هل يستطيع البشر أن يفصله,وهل ممكن ان تكون أم اولادي الشرق أردنية عدوة لأولادها الذين والدهم من غرب النهر,كيف هذا وكحالي هناك الكثيرالكثير,فهل يستطيع قرار فك الإرتباط أن يفصل بيننا,ولكن الإستعمارالكافروأعداء أمتنا والذين لايريدون الخيرلها يعملون ليلاً نهاراً على تدميرها وإستئصالها من الوجود ومنع وحدتها،حتى تبقى بلادنا وخيراتها كلأ مباحا لهم وحتى تسهل السيطرة علينا,عملوا ويعملون على إشغالنا بأنفسنا من أجل أن تبـقى فلسطـين سليبة والكيان اليهودي يعيش بأمن وأمان ومن أجل منع وحدة الكلمة والموقف بين الأردنيين والفلسطينيين لتحريرفلسطين,ومن أجل تحقيق كل ذلك لجؤوا إلى إستخدام أساليب شيطانية خبيثة في تنفيذ سياستهم فزرعوا بعضاً من أبناء الأمة بين ظهرانيها ليقوموا بهذه المهمة من الذين باعوا أنفسهم للشيطان فتجاوب معهم الجهلة من الطرفين,وهناك من يحقد على الأردنيين والفلسطينيين من منطلق أنهم جميعا أحفاد القادة والجند الفاتحين أبطال اليرموك,فهم يعتبرون الطرفين أبناء أمة واحدة غزت وإحتلت ديارهم فيعملون على تحريض الأردنيين على الفلسطينيين بتصويرهم أنهم الخطرالداهم عليهم وعلى الأردن,وانهم يسعون للوطن البديل,وهذه النوعية من المحرضين تحمل روح صليبية حاقدة تتستربالإيدلوجيات اليسارية,وهناك كاتب مشهورمن هذه النوعية يلبس لبوس الماركسية وفي نفس الوقت تجده إقليمي فكيف تلتقي الماركسية مع الإقليمية,فالماركسية فكرأممي وهذا يدل على تسترهذا الكاتب الصليبي وامثاله بالفكرالماركسي لمحاربة الإسلام والمسلمين أردنيين وفلسطينيين,لذلك تجده دائما يرفع راية الدفاع عن الأردن والأردنيين والهوية الأردنية في مواجهة الخطر الفلسطيني المزعوم الذي يستهدف الوطن والهوية الأردنية,فصرنا نسمع عن صراع الهويات بين أصحاب الهوية الواحدة التي مزقها الصليبيون بمبضع سايكس بيكو,فلاهم ولاقضية لهذا الكاتب الحاقد إلاإثارة الفتنة والشحناء والبغضاء بين أبناء الأمة الواحدة والتأكيد على هويات سايكس بيكو,فقلمه يقطرحقداً أسوداً ولن يهنأ له بال حتى يرى أبناء الأمة الواحدة من الأردنيين والفلسطينيين يطحنون بعضهم بعضاً للتخلص منهم جميعا كما كان يُخطط زعيمه وقائده(كريم أوهان)الذي أسس في عقد الخمسينات والستينات من القرن الماضي جيش صليبي سري أطلق عليه إسم (الجيش المريمي الصليبي)الذي تم كشفه والكشف عن مخططه الجهنمي,حيث كان يوزع النشرات التي تدعوإلى تحريرالأردن وفلسطين من المسلمين الذين هزموا أجداده في اليرموك وحطين وعكا,لذلك تأتي دعوات هذا الكاتب الصليبي في هذا السياق وهو كم يشعربالغيظ والحنق والإستفزازعندما يرى الأردنيين والفلسطينيين يعيشون في إنسجام ووئام واخوة وبينهم نسبا وصهراً,فتجده يُعبرعن غيظه بكتابة المقالات التي ينفث بها حقده وسمومه على أبناء الموحدين الذين حطموا إمبرطورية أجداده في اليرموك,وجعلوا هذه الديارموحدة لله رب العالمين,فهو يريد أن يثأرلليرموك من الأردنيين والفلسطينيين.
لذلك لايجوز بأي حال من الأحوال بل خيانة أن ينادي الفلسطيني بفلسطينيته في وجه أخيه الأردني أوأن ينادي الأردني بأردنيته في وجه أخيه الفلسطيني وإنما عليهم جميعا أن يرفعواإسم فلسطين في وجه اليهودالغاصبين المستجلبين من جميع أنحاء الأرض,وأن نكون كلنا فلسطينيين في وجه أصحاب المشروع اليهودي الذين يهددون الأردن وفلسطين وجميع بلاد المسلمين والذين عملوا بكل قوة على أن يطمسوا إسم فلسطين ويُنكروا وجـود شعبها،مُدعين بأنهم هم أصحابها وشعبها وبأن الأردن هي فلسطين،فأكذوبتهم أصبحت مشهورة في التاريخ(أرض بلا شعب)فمن أجل ذلك يجب علينا أن نُبقى على كل معالم الجريمة التي إرتكبت بحق الشعب الفلسطيني من قبل اليهود حتى لاتضيع معالم الجريمة,لذلك يجب أن تبقى المخيمات ويجب أن تبقى صفة اللاجئين تطلق على الفلسطينيين المشردين في الأرض،حتى يبقى العالم يتذكرأن هناك شعب إقتلع من أرضه ويجب أن يعود إليها،ويجب أن تبقى أسماء مدن وقرى فلسطين التاريخية تذكرفي جميع المعاملات الرسمية حتى لاتمحى من ذاكرة الشعب الفلسطيني لا كما يطالب بعض الجهلة معتبرين ذلك نوع من التميز في المعاملة،فأي إلغاء لها هومحو للذاكرة الفلسطينية ويُعتبرخدمة لليهود ومشروعهم في فلسطين,فلا يجوزبأي حال من الأحوال إزالة وتذويب هذه المعالم تحت أية حجة كانت،وخصوصا بما يُسمى بالمطالبة بالحقوق المنقوصة للفلسطينيين في الأردن وفي هذه المرحلة الخطيرة بالذات،والتي تهدف في النهاية إلى تحويل الصراع مع العدو إلى صراع بين الأخوة،وذلك من خلال إظهارحقوق الفلسطينيين المنقوصة والمغتصبة ليست في فلسطين وإنما هي مصادرة من قبل الأردنييين وليست من قبل اليهود ؟!
فعلينا أن نعلم بأن حقوق الأردنيين والفلسطينيين إغتصبت وصودرت باغتصاب فلسطين،والتي هي مُلك للأردنيين والفلسطينيين معاً كماهي الأردن,أليس المسجد الأقصى أولى القبلتين ومسرى محمد صلى الله عليه وسلم مُلك للأردنيين والفلسطينين والمسلمين اجمعين,ولكن الإبقاء على معالم الجريمة لا يعني أن يُعامل الفلسطينيين في الأردن كغرباء وكمستوطنين يُهددون وجود الأردن كما يُروج المروجون الحاقدون وفي مقدمتهم هذا الصليبي الحاقد على المسلمين اجمعين,فلا يجوز أن يُزاد في معاناة الفلسطينيين والتضيق عليهم بحجة حماية الأردن من الوطن البديل,فهذه حجة أصبحت مُستهلكة وممجوجة ومفضوحة,فالفلسطينيون لن يقبلواعن فلسطين بديلاً ولوكان الفلسطينيون يريدون وطنا بديلاًعن وطنهم لرفعوا الراية البيضاء منذ أمد طويل ولما إستمرالصرا ع مع المشروع اليهودي منذ ما يقارب مائة عام,فالمشروع اليهودي ومنذ بُدء بتأسيسه منذ مطلع القرن العشرين ولهذه اللحظة لم يعرف الإستقرارولاالأمن ولا الأمان رغم الحماية الدولية والإقليمية التي يتمتع بها والإمكانيات الضخمة التي يمتلكها والمجازرالمروعة والمهولة التي إرتكبها ضد الشعب الفلسطيني المُصرعلى تحريروطنه وأرضه وهذا ليس واجب الفلسطينيين وحدهم بل واجب الأردنين والفلسطينيين والمسلمين أجمعين,فالمسلمون يمتلكون جميع ديارالإسلام وأي جزء من هذه الديارواقع تحت إحتلال وإغتصاب الكفارواجب عليهم أجمعين تحريرهذا الجزء وفي المقدمة فلسطين الجزء المبارك والعزيزعلى كل المسلمين.
ومن هذا الفهم فإن الفلسطيني في الأردن هو على أرضه ينتظريوم العودة إلى أرضه مهما طال المشوار,فلوسألت أي طفل فلسطيني وُلد بالأمس من أين انت يقول لك من فلسطين وسأعود لها يوما وإن لم أعد لها سيعود لها أبنائي ولوكان هذا الفلسطيني يعيش في استراليا.
فيا قومنا ... إستيقظوا من غفلتكم وإنهضوا من سُباتكم وإنتبهوا إلى ما يُدبرلكم، فعدوكم حاقد لئيم ماكرخبيث لاينام الليل وهويُخطط لتدميركم والقضاء عليكم ويأتيكم بأقنعة مختلفة ليوقع بينكم العداوة والبغضاء وأنتم في غيبوبة وضياع وتيه،ألم تسمعوا قول الحاخام اليهودي(عوفديا يوسف)عندما صرح قبل عدة سنوات بكلمات واضحة تعبرعن حقيقة المعركة بيننا وبينهم بأن الأمة جميعها مُستهدفة من قبل اليهود(بأن الله قد ندم على خلق العرب وأنهم أبناء الأفاعي ويجب القضاء عليهم)فلنتق الله بأنفسنا،فنتجنب الفتن ما ظهر منها وما بطن،فلا نتجاوب مع أية دعوة لشياطين الإنس الذين يريدون أن يوقعوا الشحناء والبغضاء والفساد بين الأخوة ..
فوالله إن كل من ينادي بالإقليمية والعصبية الجاهلية وإستعداء أبناء الأمة الواحدة على بعضهم ويدعوإلى الفتنة ويُبشربها فإنما هوعدو لله ولرسوله وللمؤمنين وهوعدوللأردن وفلسطين وعدولأمته وخائن ومتأمرويحمل عقيدة الشيطان وينفذ مخططات اليهود وأعداء الأمة جميعا،الذين يستهدفون الأردن وكل بلاد المسلمين كما إستهدفوا فلسطين،وهو تلميذ مخلص ونجيب لسايكس وبيكو،ولا يمكن أن يكون يحمل عقيدة وضميرووجدان الأمة وهويتها،سواء كان ذلك بقصد أوبغيرقصد،فعلينا نبذه وعدم التجاوب معه،ولوإدعى أنه شيخ الإسلام،لأن الإسلام يدعو إلى وحدة الأمة وليس إلى بث الفرقة بينها،فكفانا ذلاوهوانا,فعدونا يستخف بنا صباحا ومساءا،فقد أصبحنا أضحوكة الأمم ومهزلة التاريخ،لأننا صّدقنا دعوة عدونا بأننا أعداء ولسنا أخوة وشيء واحد وديارنا واحدة,فعلى أبناء الأردن وفلسطين أن يكونوا صفاً واحداً في مواجهة هذا المشروع اليهودي السرطاني,وأن نلفظ كل من يحاول أن يغري العدواة والبغضاء بيننا مهما كان الغطاء الذي يتغطى به ليخفي حقيقة نواياه الشريرة الحاقدة,فنحن جميعا أبناء أمة واحدة,ديننا واحد ولغتنا واحدة وتاريخنا واحد وديارنا واحدة ومصيرنا واحد وعدونا واحد يستهدفنا دون تمييزوجميعنا في مركب واحد,فكل من يعمل على خرقه إنما يريد أن يغرقنا جميعا,وهذا هدف أعداء الأمة والدين.
قال تعالى(وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)
[ المؤمنون : 52 ]
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها "
محمد أسعد بيوض التميمي
مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية
bauodtamimi@hotmail.com
bauodtamimi@yahoo.com
bauodtamimi85@yahoo.com
مدونة محمد اسعد بيوض التميمي
الموقع الرسمي للإمام المجاهد الشيخ
اسعد بيوض التميمي رحمه الله
www.assadtamimi.com
للإطلاع على مقالات الكاتب
www.assadtamimi.com/mohammad/
هذا المقال رداً على كل من يحاول أن يزرع الأحقاد والعداوة والبغضاء والشحناء بين أبناء الأمة الواحدة من الفلسطينيين والأردنيين خدمة لليهود وخصوصا في هذه الظروف التي تمر بها الأمة.
فقبل تسعين عاما لم تكن أمتنا تعرف الإقليميات ولاالقطريات،فلم تكن هناك تجزئةولا تشرذم ولاإنشطار في جسد الأمة سواء كان سياسياً أوجغرافياً أوبشرياً,بل كنا ننتمي إلى أمة واحدة ديارها واحدة وكُنا(كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائرالجسد بالسهروالحمى).
فأبناء الأردن وفلسطين اصبحوا جزءاًمن أمة الإسلام الكبرى ويحملون هويتها منذ معركة اليرموك الخالدة التي فتحت بها بلاد الشام بعد أن تم تحطيم إمبرطورية الروم التي كانت تحتلها على يد أبي بكروعمروسعد وخالد وأبي عبيدة وشرحبيل والمثنى والقعقاع والقادة الفاتحين الغرالميامين رضوان الله عليهم أجمعين,الذين حملوا الراية من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا راية التوحيد في الأرض،فبلاد الشام تاريخياً ومنذ أن خلق الله الأرض ومن عليها كانت تشكل وحدة واحدة جغرافياً وبشرياً وسياسياً,وهي تشمل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين,وكانت عشائرها وعائلاتها تتنقل في جنباتها وأجزائها المختلفة عبرالتاريخ بكل حرية ويُسروبدون عوائق وكأنهم يتنقلون داخل مدينة واحدة,لذلك تجد أن عشائروعائلات بلاد الشام الأصيلة لها جذوروإمتدادات وتواجد في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين, فنحن لم يُوحدنا الدستورالأردني ولامؤتمرأريحا في عام 1949إنما وحدنا الإسلام, فلم نحمل هوية غير هوية الإسلام منذ اليرموك الى أن جاءت الحملات الصليبية الحديثة إلى بلادنا في مطلع هذا القرن في عام 1918بقيادة بريطانيا وفرنسا وبعد ثمانمائة عام من الحملات الصليبية الأولى التي دحرت وحُطمت على يد صلاح الدين الأيوبي الكردي وعلى يد المماليك وبعد أن زالت دولة الإسلام التي كانت توحد بلادنا والمتمثلة بالدولة العثمانية،حتى أخضعت أملاك هذه الدولة إلى مبضعالصليبيين(سايكس) البريطاني و(بيكو)الفرنسي،حيث عملا وبكل حقد تقطيعاً وتوصيلاً في العالم الإسلامي وكأنهما يعبثان في صحن مهلبية أويقتسمان قالب زبدة,وكانت هذه الجريمة أوضح ما تكون في بلاد الشام,حيث تم تقطيعها إلى أربعة أجزاء وأربعة شعوب وتحويلها إلى أربع هويات وأربعة جوازات سفروأربعة اعلام وأربعة دول,وكانت إحدى هذه الدول الاربع يهودية،حيث إقتطعت فلسطين وإنتزعت من أصحابها ووهبت لليهود من قبل بريطانيا،حتى يقيموا عليها كيانا قوميا لهم,هكذا بمنتهى البساطة أعطى من لا يملك إلى من لايستحق جزءاً من بلادنا العزيزة علينا جميعا وتحت سمع وبصرالعالم،وبسبب هذه الجريمة التي إرتكبتها الصليبية العالمية،تم إقتلاع الجزء الأكبرمن شعب فلسطين من وطنه وتهجيره إلى الأجزاء الثلاثة الأخرى من بلاد الشام،فكانت حصة الأردن هي الأوفرمن هذه الهجرة,فتشرد الفلسطينيون من بلادهم إلى جزء أخرمن بلادهم،ونتيجة لذلك إندمج الأردنيون والفلسطينيون إندماجا عضوياً فكانوا كالمهاجرين والأنصار,وإنصهرت دماؤهم بشكل يصعب على أي مختبرفي العالم مهما كان متطوراً أن يفصل بينهم, فكان مثلهم كمثل كوب الماء الذي نصفه ماء فأضيف إليه نصف أخرمن الماء فإمتلأ الكوب ماءاً,فهل لوأرسلنا هذا الكوب إلى أكثرالمختبرات تطوراًفي العالم فهل ممكن أن يستطيع أن يفصل بين النصف الأول والنصف الثاني,فأنا العبد لله كاتب هذه السطورأخوال أولادي من عائلة كريمة من شرق الأردن فأي مختبر يستطيع ان يفصل الدم الذي يجري في عروقهم فيقول هذا الجزء من دمهم هو من غرب النهروهذا من شرقه,فمن وحده الله هل يستطيع البشر أن يفصله,وهل ممكن ان تكون أم اولادي الشرق أردنية عدوة لأولادها الذين والدهم من غرب النهر,كيف هذا وكحالي هناك الكثيرالكثير,فهل يستطيع قرار فك الإرتباط أن يفصل بيننا,ولكن الإستعمارالكافروأعداء أمتنا والذين لايريدون الخيرلها يعملون ليلاً نهاراً على تدميرها وإستئصالها من الوجود ومنع وحدتها،حتى تبقى بلادنا وخيراتها كلأ مباحا لهم وحتى تسهل السيطرة علينا,عملوا ويعملون على إشغالنا بأنفسنا من أجل أن تبـقى فلسطـين سليبة والكيان اليهودي يعيش بأمن وأمان ومن أجل منع وحدة الكلمة والموقف بين الأردنيين والفلسطينيين لتحريرفلسطين,ومن أجل تحقيق كل ذلك لجؤوا إلى إستخدام أساليب شيطانية خبيثة في تنفيذ سياستهم فزرعوا بعضاً من أبناء الأمة بين ظهرانيها ليقوموا بهذه المهمة من الذين باعوا أنفسهم للشيطان فتجاوب معهم الجهلة من الطرفين,وهناك من يحقد على الأردنيين والفلسطينيين من منطلق أنهم جميعا أحفاد القادة والجند الفاتحين أبطال اليرموك,فهم يعتبرون الطرفين أبناء أمة واحدة غزت وإحتلت ديارهم فيعملون على تحريض الأردنيين على الفلسطينيين بتصويرهم أنهم الخطرالداهم عليهم وعلى الأردن,وانهم يسعون للوطن البديل,وهذه النوعية من المحرضين تحمل روح صليبية حاقدة تتستربالإيدلوجيات اليسارية,وهناك كاتب مشهورمن هذه النوعية يلبس لبوس الماركسية وفي نفس الوقت تجده إقليمي فكيف تلتقي الماركسية مع الإقليمية,فالماركسية فكرأممي وهذا يدل على تسترهذا الكاتب الصليبي وامثاله بالفكرالماركسي لمحاربة الإسلام والمسلمين أردنيين وفلسطينيين,لذلك تجده دائما يرفع راية الدفاع عن الأردن والأردنيين والهوية الأردنية في مواجهة الخطر الفلسطيني المزعوم الذي يستهدف الوطن والهوية الأردنية,فصرنا نسمع عن صراع الهويات بين أصحاب الهوية الواحدة التي مزقها الصليبيون بمبضع سايكس بيكو,فلاهم ولاقضية لهذا الكاتب الحاقد إلاإثارة الفتنة والشحناء والبغضاء بين أبناء الأمة الواحدة والتأكيد على هويات سايكس بيكو,فقلمه يقطرحقداً أسوداً ولن يهنأ له بال حتى يرى أبناء الأمة الواحدة من الأردنيين والفلسطينيين يطحنون بعضهم بعضاً للتخلص منهم جميعا كما كان يُخطط زعيمه وقائده(كريم أوهان)الذي أسس في عقد الخمسينات والستينات من القرن الماضي جيش صليبي سري أطلق عليه إسم (الجيش المريمي الصليبي)الذي تم كشفه والكشف عن مخططه الجهنمي,حيث كان يوزع النشرات التي تدعوإلى تحريرالأردن وفلسطين من المسلمين الذين هزموا أجداده في اليرموك وحطين وعكا,لذلك تأتي دعوات هذا الكاتب الصليبي في هذا السياق وهو كم يشعربالغيظ والحنق والإستفزازعندما يرى الأردنيين والفلسطينيين يعيشون في إنسجام ووئام واخوة وبينهم نسبا وصهراً,فتجده يُعبرعن غيظه بكتابة المقالات التي ينفث بها حقده وسمومه على أبناء الموحدين الذين حطموا إمبرطورية أجداده في اليرموك,وجعلوا هذه الديارموحدة لله رب العالمين,فهو يريد أن يثأرلليرموك من الأردنيين والفلسطينيين.
لذلك لايجوز بأي حال من الأحوال بل خيانة أن ينادي الفلسطيني بفلسطينيته في وجه أخيه الأردني أوأن ينادي الأردني بأردنيته في وجه أخيه الفلسطيني وإنما عليهم جميعا أن يرفعواإسم فلسطين في وجه اليهودالغاصبين المستجلبين من جميع أنحاء الأرض,وأن نكون كلنا فلسطينيين في وجه أصحاب المشروع اليهودي الذين يهددون الأردن وفلسطين وجميع بلاد المسلمين والذين عملوا بكل قوة على أن يطمسوا إسم فلسطين ويُنكروا وجـود شعبها،مُدعين بأنهم هم أصحابها وشعبها وبأن الأردن هي فلسطين،فأكذوبتهم أصبحت مشهورة في التاريخ(أرض بلا شعب)فمن أجل ذلك يجب علينا أن نُبقى على كل معالم الجريمة التي إرتكبت بحق الشعب الفلسطيني من قبل اليهود حتى لاتضيع معالم الجريمة,لذلك يجب أن تبقى المخيمات ويجب أن تبقى صفة اللاجئين تطلق على الفلسطينيين المشردين في الأرض،حتى يبقى العالم يتذكرأن هناك شعب إقتلع من أرضه ويجب أن يعود إليها،ويجب أن تبقى أسماء مدن وقرى فلسطين التاريخية تذكرفي جميع المعاملات الرسمية حتى لاتمحى من ذاكرة الشعب الفلسطيني لا كما يطالب بعض الجهلة معتبرين ذلك نوع من التميز في المعاملة،فأي إلغاء لها هومحو للذاكرة الفلسطينية ويُعتبرخدمة لليهود ومشروعهم في فلسطين,فلا يجوزبأي حال من الأحوال إزالة وتذويب هذه المعالم تحت أية حجة كانت،وخصوصا بما يُسمى بالمطالبة بالحقوق المنقوصة للفلسطينيين في الأردن وفي هذه المرحلة الخطيرة بالذات،والتي تهدف في النهاية إلى تحويل الصراع مع العدو إلى صراع بين الأخوة،وذلك من خلال إظهارحقوق الفلسطينيين المنقوصة والمغتصبة ليست في فلسطين وإنما هي مصادرة من قبل الأردنييين وليست من قبل اليهود ؟!
فعلينا أن نعلم بأن حقوق الأردنيين والفلسطينيين إغتصبت وصودرت باغتصاب فلسطين،والتي هي مُلك للأردنيين والفلسطينيين معاً كماهي الأردن,أليس المسجد الأقصى أولى القبلتين ومسرى محمد صلى الله عليه وسلم مُلك للأردنيين والفلسطينين والمسلمين اجمعين,ولكن الإبقاء على معالم الجريمة لا يعني أن يُعامل الفلسطينيين في الأردن كغرباء وكمستوطنين يُهددون وجود الأردن كما يُروج المروجون الحاقدون وفي مقدمتهم هذا الصليبي الحاقد على المسلمين اجمعين,فلا يجوز أن يُزاد في معاناة الفلسطينيين والتضيق عليهم بحجة حماية الأردن من الوطن البديل,فهذه حجة أصبحت مُستهلكة وممجوجة ومفضوحة,فالفلسطينيون لن يقبلواعن فلسطين بديلاً ولوكان الفلسطينيون يريدون وطنا بديلاًعن وطنهم لرفعوا الراية البيضاء منذ أمد طويل ولما إستمرالصرا ع مع المشروع اليهودي منذ ما يقارب مائة عام,فالمشروع اليهودي ومنذ بُدء بتأسيسه منذ مطلع القرن العشرين ولهذه اللحظة لم يعرف الإستقرارولاالأمن ولا الأمان رغم الحماية الدولية والإقليمية التي يتمتع بها والإمكانيات الضخمة التي يمتلكها والمجازرالمروعة والمهولة التي إرتكبها ضد الشعب الفلسطيني المُصرعلى تحريروطنه وأرضه وهذا ليس واجب الفلسطينيين وحدهم بل واجب الأردنين والفلسطينيين والمسلمين أجمعين,فالمسلمون يمتلكون جميع ديارالإسلام وأي جزء من هذه الديارواقع تحت إحتلال وإغتصاب الكفارواجب عليهم أجمعين تحريرهذا الجزء وفي المقدمة فلسطين الجزء المبارك والعزيزعلى كل المسلمين.
ومن هذا الفهم فإن الفلسطيني في الأردن هو على أرضه ينتظريوم العودة إلى أرضه مهما طال المشوار,فلوسألت أي طفل فلسطيني وُلد بالأمس من أين انت يقول لك من فلسطين وسأعود لها يوما وإن لم أعد لها سيعود لها أبنائي ولوكان هذا الفلسطيني يعيش في استراليا.
فيا قومنا ... إستيقظوا من غفلتكم وإنهضوا من سُباتكم وإنتبهوا إلى ما يُدبرلكم، فعدوكم حاقد لئيم ماكرخبيث لاينام الليل وهويُخطط لتدميركم والقضاء عليكم ويأتيكم بأقنعة مختلفة ليوقع بينكم العداوة والبغضاء وأنتم في غيبوبة وضياع وتيه،ألم تسمعوا قول الحاخام اليهودي(عوفديا يوسف)عندما صرح قبل عدة سنوات بكلمات واضحة تعبرعن حقيقة المعركة بيننا وبينهم بأن الأمة جميعها مُستهدفة من قبل اليهود(بأن الله قد ندم على خلق العرب وأنهم أبناء الأفاعي ويجب القضاء عليهم)فلنتق الله بأنفسنا،فنتجنب الفتن ما ظهر منها وما بطن،فلا نتجاوب مع أية دعوة لشياطين الإنس الذين يريدون أن يوقعوا الشحناء والبغضاء والفساد بين الأخوة ..
فوالله إن كل من ينادي بالإقليمية والعصبية الجاهلية وإستعداء أبناء الأمة الواحدة على بعضهم ويدعوإلى الفتنة ويُبشربها فإنما هوعدو لله ولرسوله وللمؤمنين وهوعدوللأردن وفلسطين وعدولأمته وخائن ومتأمرويحمل عقيدة الشيطان وينفذ مخططات اليهود وأعداء الأمة جميعا،الذين يستهدفون الأردن وكل بلاد المسلمين كما إستهدفوا فلسطين،وهو تلميذ مخلص ونجيب لسايكس وبيكو،ولا يمكن أن يكون يحمل عقيدة وضميرووجدان الأمة وهويتها،سواء كان ذلك بقصد أوبغيرقصد،فعلينا نبذه وعدم التجاوب معه،ولوإدعى أنه شيخ الإسلام،لأن الإسلام يدعو إلى وحدة الأمة وليس إلى بث الفرقة بينها،فكفانا ذلاوهوانا,فعدونا يستخف بنا صباحا ومساءا،فقد أصبحنا أضحوكة الأمم ومهزلة التاريخ،لأننا صّدقنا دعوة عدونا بأننا أعداء ولسنا أخوة وشيء واحد وديارنا واحدة,فعلى أبناء الأردن وفلسطين أن يكونوا صفاً واحداً في مواجهة هذا المشروع اليهودي السرطاني,وأن نلفظ كل من يحاول أن يغري العدواة والبغضاء بيننا مهما كان الغطاء الذي يتغطى به ليخفي حقيقة نواياه الشريرة الحاقدة,فنحن جميعا أبناء أمة واحدة,ديننا واحد ولغتنا واحدة وتاريخنا واحد وديارنا واحدة ومصيرنا واحد وعدونا واحد يستهدفنا دون تمييزوجميعنا في مركب واحد,فكل من يعمل على خرقه إنما يريد أن يغرقنا جميعا,وهذا هدف أعداء الأمة والدين.
قال تعالى(وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)
[ المؤمنون : 52 ]
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها "
محمد أسعد بيوض التميمي
مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية
bauodtamimi@hotmail.com
bauodtamimi@yahoo.com
bauodtamimi85@yahoo.com
مدونة محمد اسعد بيوض التميمي
الموقع الرسمي للإمام المجاهد الشيخ
اسعد بيوض التميمي رحمه الله
www.assadtamimi.com
للإطلاع على مقالات الكاتب
www.assadtamimi.com/mohammad/