المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة الانكسار والضياع – فهمي هويدي



رزاق الجزائري
19/05/2010, 08:08 AM
أسئلة الانكسار والضياع – فهمي هويدي
18/05/2010

هل صحيح أن الجزائر صارت أبعد عنا، في حين أصبحت إسرائيل أقرب إلينا؟..
أدري أن السؤال ما كان ينبغي له أن يرد على البال أصلا، حيث يفترض أن تكون إجابته محسومة سلفا، لكنه بات واردا في زمن الانكسار، وغدا تجاهله نوعا من دفن الرؤوس في الرمال.

طرح السؤال له خلفيته التي تبرره. ذلك أن الصحف المصرية كانت قد نشرت كلاما للاعب الأهلي والمنتخب الوطني محمد أبوتريكة، أبدى فيها استعدادا وترحيبا بالسفر إلى الجزائر ومشاركة شعبها احتفاله بالتأهل لمونديال جنوب أفريقيا.

وحسبما ذكرت صحيفة «الدستور» (في 16 مايو الجاري) فإن أبوتريكة في توضيحه لموقفه قال إن هذا هو الوقت المناسب لإزالة الاحتقان بين الشعبين، على خلفية الأحداث التي خلفتها المباراة الشهيرة.
وأضاف أنه ليس من المنطقي السكوت عن الجفاء الذي حدث جراء تلك المباراة، لأن ما بين مصر والجزائر أكبر من أي خلاف بسبب مباراة في كرة القدم، خاصة أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه،
كما أن مطالبة كل طرف للآخر بالاعتذار أمر غير مقبول، لأن ما بين الإخوة من روابط في الدين والدم أكبر من أي اعتذار، وخيرهما من يبدأ بالسلام.

هذا الكلام الرصين في الخبر المنشور استُقبل بغضب شديد من جانب أعضاء الجهاز الفني للمنتخب الوطني، وكانت الحجة في ذلك أن أبوتريكة كان أحد شهود العيان لما حدث في السودان وفي أنجولا، كما أنه على علم بالتصريحات المسيئة التي صدرت عن لاعبي المنتخب الجزائري وتناقلتها وسائل الإعلام، واستهدفت المدير الفني للمنتخب المصري.
فهمنا في الكلام المنشور أن مدير المنتخب أغضبته تصريحات أبوتريكة، وكذلك المدرب العام للمنتخب، الذي قال إن طبيعة العلاقات الطيبة القائمة بين الجهاز الفني واللاعبين تفرض على كل واحد من الأخيرين أن يرجع إلى الجهاز للحفاظ على صورته ووحدته قبل الإقدام على خطوة من ذلك القبيل تمس المنتخب الوطني ككل،
مضيفا أن كلام أبوتريكة عبر عن وجهة نظره الشخصية، باعتباره لاعبا في صفوف النادي الأهلي، قبل أن يكون لاعبا في المنتخب الوطني.

المشهد إذا صحّت وقائعه يضعنا أمام مفارقتين،
الأولى أن أبوتريكة تبنى موقفا أرقى وأكثر مسؤولية مما عبر عنه الجهاز الفني، فقد تصرّف اللاعب باعتباره مواطنا عربيا سويا في مصر الكبيرة التي تحتوي الأشقاء وترتفع لأجلهم فوق الجراح،
أما مسؤولو الجهاز الفني فقد تصرفوا كأعضاء في قبيلة منكفئة على مراراتها ولا يعنيها إلا الثأر لما أصابها.
المفارقة الثانية والأهم أن رئيس الجهاز الفني الذي غضب بشدة من ترحيب أبوتريكة بالذهاب إلى الجزائر لمشاركة الأشقاء هناك فرحتهم، هو ذاته الذي وافق على سفر المنتخب المصري إلى رام الله، لكي يلعب مع نظيره الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي وبرعاية من الأعداء.
صحيح أن المباراة أُجّلت لكن الفكرة لم تُلغَ، لأن موعدا جديدا تحدد لها. ومع ذلك فإن المفارقة تثير السؤال الذي ألقيته في بداية الكلام، حول ابتعادنا عن الجزائر واقترابنا من إسرائيل.

إذا دققنا في المشهد، فسنجد أن المفارقة ليست مقصورة على الجهاز الفني للمنتخب، ولكنها انعكاس لمدى التشوّه الذي أصاب الإدراك في بعض الدوائر بمصر. وهو التشوه الذي أسهمت فيه مواقف سياسية عدة أثارت قدرا غير قليل من الحيرة واللغط،
من ذلك اهتمام مصر بإقامة السور الفولاذي الذي يحكم الحصار حول غزة ويطمئن إسرائيل ويؤمنها بأكثر من اهتمامها ببناء بيوت ضحايا السيول في سيناء أو توفير احتياجات المحاصرين في القطاع.

إن أسئلة زمن الانكسار كثيرة، لكن أخطرها ذلك الذي لا يميز بين العدو وبين الصديق أو الشقيق، لأنه يعبر عن التلازم بين الانكسار والضياع.

رزاق الجزائري
19/05/2010, 08:10 AM
أبو تريكة... ليس جزائريا!
قادة بن عمار

ما تعرّض له اللاعب المصري المحترم محمد أبو تريكة مؤخرا من نقد لاذع وهجوم حاد، جراء تأكيده في البداية موافقته على مشاركة الجزائريين احتفالهم بالتأهل للمونديال، قبل تراجعه منذ يومين، يُثبت مجددا أن العلاقة ما بين البلدين لن يرممها لا أبو تريكة...

ولا ألف رجل محترم مثله، في الكرة، أو في مختلف المجالات، طالما استمر بعض الحاقدين في بثّ سمومهم وشرورهم نحو الجزائريين بدلا من تقديم اعتذار أو حتى ممارسة الصمت باعتباره حكمة من لا حكمة لديه!



الأدهى والأخطر والأمرّ، أن أبو تريكة تراجع عن أقواله وصرّح بأنه لن يسافر للجزائر ولن يناصرها للمونديال، بسبب رفض جهازه الفني ممثلا في شحاتة وغريب وغيرهما من حلفاء الرئيس وأبنائه في القاهرة، للأمر برمته طالما استمر روراوة في تصديع رؤوسهم بسويسرا، أو رفض التنازل عن تهمة الضرب، وهو أمر خطير، يؤشر على أنه لا حرية في مصر للكلام خارج الوصاية الحكومية، مثلما يزعم ويدعي المتعنترون بتلك الحرية في مصر، ويفاخرون بها في برامج التالك شو التي تحولت إلى فضائح على الهواء مباشرة خلال أيام الأزمة.



أبو تريكة لن يتكلم بعد اليوم، ولا أحد غيره سيتكلم، ولن يصلح الحال أبدا، كما لن تجد هذه الأزمة حلا، طالما استمر المراقبون في عدّ أنفاس جميع من يريد قول رأي مخالف أو ضد التيار، وكأن المصريين يريدون القول أننا لسنا ضد الجزائر ولكن في النفس شيء من "حتى" رغم أن أبسط الجزائريين لو سألتهم، وهم الذين تعودوا على ممارسة العفو عند المقدرة، لأخبروك، أنّ المصريين أجرموا ولم يخطئوا، أهانونا ولم يعتذروا، ولا داعي لذكر أمثلة ونماذج من تلك الإهانات التي تكفي أضعفها، لتكون أقوى حجة على هذا الموقف؟!



قبل فترة، قالت الكاتبة الكبيرة أحلام مستغانمي تعليقا على أزمة الجزائر ومصر، أن المباراة والكرة والمونديال، كلها أمور وتفاهات سترحل، ويبقى الحقد ينمو وحيدا وبعجالة بين الشعبين، وذلك هو مكمن الخطورة، ولعل في قمع أبو تريكة، بهذا الشكل المخزي، ومن قبله العديد من الفنانين المحترمين الذين وقفوا إلى جانب الجزائر، مثل فاروق الفيشاوي، لدليل آخر على أنّ تيار الرافضية لكل ما هو جزائري، بدأ يأخذ مكانا واسعا في صفوف النخبة المصرية، ورموزه الآن يحاولون اختطاف الشارع لصالح معسكرهم المتطرف، وهم لذلك يقمعون كل من يقف ضدهم ويكاد الأمر أن يتطور إلى حد تعليقهم المشانق لأبو تريكة وغيره، مقابل احتفالهم بعمرو زكي الجاهل المتطرف، وصابرين، التي قالت أنها سترقص بالحجاب إذا انهزمت الجزائر في المونديال، في إساءة للحجاب وللمصريين قبل أن تكون إساءة للجزائريين؟!



لسنا هنا في موضع إملاء ما يجب فعله من طرف المصريين، ولا حتى نصحهم، ولكنه من الضروري أن يفكر الجزائريون في وجود عدة تيارات متباينة في الشارع المصري، وبأن النخبة هناك، هي مجموعة نخب متنوعة، فلعل في بداية التفكير بهذا الشكل، سبيل نحو حل الخلاف، وإن كان مطلب الاعتذار الرسمي ومن أعلى مستوى في القاهرة سيظل قائما، لا يمكن التنازل عنه مهما كانت الظروف ولو حتى زارنا أبو تريكة يوما وأصبح جزائريا؟!

عبد الله نفاخ
19/05/2010, 09:02 AM
و الله مأساة
......... بل أكثر من مأساة

هنـاكـ ,
19/05/2010, 07:04 PM
لعلها تكون سحابة صيف وستمضي
لأن مايحدث بين البلدتين من تراشق بالكلام يدمى له القلب
إذ أنهم عرب وقبل ذلك مسلمين
فماذا سيقول الغرب ؟ بل سيجدها حجة علينا
وأتمنى أن يستمر أبو تريكة على موقفه ومبادرته لعل القلوب تهدأ
والود يعود