المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شومسكي يشبه اسرائيل بالنظام الستاليني



رزاق الجزائري
17/05/2010, 12:16 PM
http://newworldodor.files.wordpress.com/2009/03/noam_chomsky_wsf_-_2003.jpg
بعد منعه دخول الضفة الغربية بالامس شومسكي يشبه اسرائيل بالنظام الستاليني.
عاميرا هاس
هاارتس
رفضت وزارة الداخلية الاسرائيلية اعطاء الاذن بالدخول لعالم اللسانيات نعوم شومسكي الى اسرائيل و الضفة الغربية يوم الاحد، شومسكي الذي يصنف نفسه في خانة اليسار الراديكالي كان من المقرر ان يلقي محاضرة في جامعة بير زيت بالقرب من رام الله، ويزور قرية بعلين والخليل ويجتمع مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وعدد من مختلف النشطاء الفلسطينيين.
في اتصال هاتفي معه امس، من عمان قال شومسكي لهاارتس انه استخلص من الأسئلة التي طرحت عليه من طرف مسئول اسرائيلي ان اتخاذ قرار منع دخوله كان على خلفية انه جاء ليحاضر في فلسطين وليس في الجامعات الإسرائيلية.
"اجد انه من الصعب التفكير في قضية مماثلة، في ان يتم رفض دخول الشخص فقط لأنه لم يأتي ليحاضر في تل أبيب، ربما يحدث هذا فقط في الأنظمة الستالينية". قال تشومسكي لهاارتس.
واكدت سابين حداد المتحدث باسم وزارة الداخلية ان المسئولين على الحدود كانوا من الوزارة.
"لانه كان يريد دخول الأراضي الفلسطينية فقط، ودخوله كان من مسؤولية مكتب تنسيق النشاطات الحكومية في الإقليم التابع لوزارة الدفاع COGAT، كان سوء فهم من جانبنا، كما ان الامر لم يعرض على COGAT ."
كما قالت حداد لهاارتس"في الوقت الذي تقول فيه COGAT انه ليس لديها اعتراض سيسمح لشومسكي بالدخول"
و شومسكي وهو يهودي وعالم لسانيات في جامعة ماساتشوتس للتكنولوجيا قد قضى عدة اشهر في كيبوتز هازوريا خلال 1950. قضى وقتا طويلا في إسرائيل ودعي من طرف قسم الفلسفة في جامعة بير زيت. وكان يخطط لقضاء اربعة ايام في الضفة الغربية ويلقي محاضرتين.
وفي يوم الاحد قدم الى الجانب الاسرائيلي مع الحدود مع الاردن، وبعد ثلاث ساعات من الاستجواب، خلالها اتصل ضابط الحدود عدة مرات مع وزارة الداخلية لاخذ التعليمات، ختم جواز سفر شومسكي بختم *ممنوع من الدخول*.
وكان مع شومسيك ذو 81 سنة ابنته افيفا ومجموعة من اصدقائه القدامى وزوجته الاخيرة . ولم يسمح لإبنته بالدخول ايضا.
واحد أصدقائهم كان فلسطينيا نشأ ببيروت سمح له بالدخول لكنه فضل العودة مع شومسكي الى عمان.
شومسكي قال لهااتس انهم كانوا على علم مسبق بقدومه لانه فور دخوله مصلحة الجوازات قال له المسؤول انه تشرفه رؤيته وانه قد قرأ أعماله.
و استخلص البروفيسور ان المسئول كان طالبا، وانه كان حرجا من هذه المهمة خصوصا عندما كان يملي عليه نص الأسئلة. والتي طرحت عليه بعد ذلك عن طريق الهاتف.
وقد قال شومسكي لهاارتس عن الاسئلة.
"لقد سألني المسئول، لماذا سأحاضر فقط في بير زيت وليس في جامعة إسرائيلية؟
وقال شومسكي:"قلت له اني أحاضر كثيرا في إسرائيل" فقرا عليه المسؤول البيان التالي"إسرائيل لا تحب ما تقوله"
اجاب شومسكي"صف لي أي حكومة في العالم تحب ذلك؟"
"وسألني الشاب ان كنت منعت في مرات سابقة من دخول بلدان أخرى، أجبته مرة واحدة في تشيكوسلوفاكيا، بعد الغزو السفيتي عام 1968، حين ذهبت لزيارة الزعيم الاصلاحي التشيكسلوفاكي المخلوع الكسندر دوبتشيك، الذي سحقه السوفيت.
وردا على اسئلة المسؤول قال تشومسكي ان موضوع محاضراته سيكون"امريكا والعالم" وامريكا في الداخل".
وسأله المسئول عن ما اذا كان سيتحدث عن إسرائيل، اجاب تشومسكي" بما انه سيتحدث عن سياسة أمريكا فانه سيعلق أيضا على إسرائيل وسياستها"
ثم قال له المسئول"لقد تحدثت مع حسن نصر الله"
"صحيح" أجاب شومسكي" عندما كنت في لبنان (قبل حرب 2006 )ن وتحدثت مع أشخاص من كامل الطيف السياسي هناك، مثلما في إسرائيل سبق وان تحدثت مع اشخاص من اليمين."
"في الوقت نفسه قرأت تقارير عن زيارتي في الصحافة الإسرائيلية، والمواضيع في الصحافة الإسرائيلية ليست لها أي صلة بالواقع" قال شومسكي للمسئول.
ثم سأل المسئول شومسكي لماذا ليس لديه جواز سفر اسرائيلي؟.
اجبت" إني مواطن أمريكي" قال تشومسكي.
شومسكي قال بأنه طلب من المسئول على الحدود تفسيرا مكتوبا لرفض دخوله" وان من شان ذلك ان يساعد وزارة الداخلية لأنه بهذه الطريقة لن تكون روايته فقط هي الوحيدة المقدمة للإعلام"
وبعد الاتصال بالوزارة قال له المسئول بانه يمكنه ان يحصل على البيان الرسمي من السفارة الأمريكية.
آخر مرة زار شومسكي اسرائيل والضفة الغربية كان في عام 1997، عندما حاضر على جانبي الخط الأخضر، كما انه قد خطط لزيارة قطاع غزة، لكن عندما اشترطت السلطات الفلسطينية بان الزيارة لا بد ان تكون زيارته مرفوقة من طرف حراس الأمن الفلسطينيين. ألغى هذا الجزء من برنامج الزيارة.
لهاارتس صرح شومسكي ان منعه من الدخول هو مقاطعة لجامعة بير زيت ومن المعروف ان شومسكي يعارض مقاطعة عامة لإسرائيل(يقصد أكاديما) "لقد كنت ضد مقاطعة الميز العنصري في جنوب أفريقيا، فإذا أردنا ان نقاطع، فلماذا لا نقاطع الولايات المتحدة التي لديها سجل أسوأ من ذلك؟ "انا مع مقاطعة الشركات الأمريكية التي تتعاون مع الاحتلال"وقال" اذا أردنا ان نقاطع جامعة تل أبيب، لماذا لا نقاطع معهد ماشاسوتشس"؟.
وقال شومسكي لهاارتس انه يدعم حل الدولتين، لكن ليس الحل المقدم من إسرائيل. "قطعة ارض يطلق عليها اسم دولة".
وقال ان سلوك إسرائيل اليوم يذكره بذلك لجنوب إفريقيا عام 1960. عندما أدركت انها أصبحت منبوذة، واعتقدت ان حل المشكلة يكمن في تحسين صورتها من خلال حملة علاقات عامة.

ت.رزاق الجزائري