المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل هي زبالة أدبية؟



محمد محمد البقاش
13/05/2010, 03:29 PM
هل هي زبالة أدبية؟
=========

الحداثيون بزبالتهم يعتاشون على رمم العقل فلا ينتجون إلا السَّقَط المعرفي.

فاسد القلب محمد الماغوط، يرى الله أمِّيا؟

سليل الخواء مكتنز الجهالة رشيد بوجدرة، يرى الله يتبرّز بلدة المنامة؟

مجتمع المقابح من أفن رأيه، وخرع نظره، وطفئت شعلة ذهنه بدر شاكر السياب، يرى الله على هيئة نخلة يبيض في الظلام.

أبو زنة معين بسيسو، يرى الله يعدو كغزال تتبعه كلاب الصيد.

صغير الهمة عبد العزيز المقالح، يرى الله يحتضر.

من خرع قلبه وغُذِّي اللؤم في اللبن مظفر النواب، يرى الله ثَمِلا بالكحول.

خسيس الشنشنة محمود درويش، يرى لله ولدا جلاّدا وهو أقوى ولده.

ممدوح عدوان يضرب بذقنه الأرض ليرى الله يلعب فوق المزابل.

سميح القاسم يوطئ وطء النعال ولا يزجر عنه غراب الجهل، يرى لله شاربا.

مدير العهر الثقافي الذي لا يقدح بزناد فهْم؛ أدونيس يقول: "هاتوا فؤوسكم نحمل الله كشيخ يموت"؟..

========
محمد محمد البقاش

محمد يوب
13/05/2010, 08:29 PM
أظن أن الله عند الشعراء لا يقصدون به الله في المعتقد الديني فالشعراء يستخدمون الله كرمز لكل من طاغية متجبر ولذلك فاللغة عندهم تنزاح إلى مفاهيم أبعد من المفاهيم التي يستخدمها الإنسان العادي ، إن اللغة الشعرية لغة خاصة لغة فيها استعارات فيها رموز فيها تفجير للفظة فتتخد معاني أبعد من المعنى البسيط فكلمة الرب نستعملها نحن في دلالات أخرى عندما نقول رب الأسرة ورب العمل ويمكن أن ننعث هذا الرب بشتى النعوث وأقبحها.

محمد محمد البقاش
14/05/2010, 01:20 AM
تحية وبعد

ما رأي محمد يوب إن أنا سببته وزعمت أني لا أقصد سبه؟ ما ظنه فيما تضمنته ألفاظي من سباب بحسب معاني الكلمات لا أعنيها ولا أقصدها وإنما أعني مدحه والثناء عليه؟
ما رأي محمد يوب فيمن يقول عند ذهابه إلى المستشفى وفيه مريض من أصدقائه أو أقربائه: زرت صديقي في المستشفى؟
ما رأي صديقي حين يزور صديقه في بيته وهو يقول: عدت صديقي في بيته؟
اللغة العربية متوجة، ولها سلطان فما على الذين يستعملونها ويكتبون بها إلا أن يحترموا سلطانها، فالعربي وضع الزيارة للمعافى، والعيادة للمريض، كما وضع لفظ القعود ليدل أولا على الوقوف، فلا يقول المرء لصاحبه وهو جالس اقعد بجانبي، أو اقعد على المخدة أو على الحصبر.. كما أن الجلوس لا يكون من قيام، فالقائم لا يقال له: اجلس، وإنما يقال له: اقعد، والجالس لا بقال له اقعد، بل يقال له: اضطجع، أو اجلس على جنبك الأيمن إذا كان جالسا على غيره..
فإذا سمحت اللغة العربية لهم بالاستعارة والمجاز والكناية فإن ذلك من إذنها، وأما القول بأن اللغة (( تنزاح إلى مفاهيم أبعد من المفاهيم التي يستخدمها الإنسان العادي )) فهو كلام غير مقبول بالنسبة للغة العربية، ومن يزعم قصور اللغة عن الوصول إلى ما يتصور فهو غير ملم باللغة العربية، ذلك أن اللغة العربية طيِّعة بيد من يملك زمامها، يتصرف بها كما لو كانت عجينة يستطيع صياغتها وفق ما يتصور، وفي كل الأحوال ستجد علاقة بين الأصل والفرع، ستجد المشكَّل على غير الهيئة الأولى من العجينة ذاتها، وتلك علاقته بها، وإذا غابت العلاقة فلا يكون ذلك إبداعا، ولا يكون عبقرية.
وأما اللغة الشعرية وكونها لغة خاصة فيها استعارات فيها رموز فيها تفجير للفظة لتتخذ معاني أبعد من المعنى البسيط واستشهادك بلفظة الرب فقول غير مقبول لغة، ذلك أن الشعر ولغة الشعر يخاطب بها المشاعر، ولغتها لن تتعدى التجريد، والتجريد هو إعطاء اللفظة معنى آخر مضافا إلى المعنى الوضعي، لأن الأصل في المعاني هي ما وضعت اللغة من أجله، ولكن العبقري الذي يجردها من تلك الأصول هو الذي لا يفصل الأصل عن الفرع، فالاستعارة والكناية والمجاز لا بد لهم من علاقة باللفظة في أصلها مثل التشبيه تماما لابد له عناصر هي شروطه كالمشبه والمشبه به ووجه الشبه إلخ، وأما في المصطلحات فهناك غير اللغة، ولو أن تكون الألفاظ لغوية، ولكن المعاني ليست لغوية، مثال ذلك: الروح، فالروح لفظة مكونة من حروف عربية وهي كلمة أو لفظ، ولكن تفسيرها ليس تفسيرا لغويا، ولا تستقيم عند التجريد إذا أريد بها الحقيقة، فهي دالة على ما يحس به الإنسان، وإذا بحثت عن معانيها في القواميس فلن تجد لها معنى غير الذي يحس به الإنسان ولا يلمسه ولا يراه وهو المُغيَّب عنه، ولذلك فاللفظة ليست لغوية، وتجريدها للوصول إلى الحقيقة لا يكون، وأما غيرها مما له علاقة بالوضع فيجرد، ومن هنا جاءت الروائع، ولكنها ليست زبالة الحداثيين، فالرب كما أشرتَ لا يعني الله تعالى فقط، ولا يعني المعبود فقط، بل يعني رب الأسرة ورب العمل والرب المعبود والله وهكذا، ومعنى ذلك أن اللغة قد أذنت لنا بذلك نظرا لكون اللفظة مشتركة، ولكن لفظ الجلالة؛ الله تعالى فليست كذلك، مثله مثلا مثل لفظ السلام، فهل يستطيع أحد زعم السلامة سواء كان إنسانا أو كونا أو طبيعة؟ بالطبع لا، لأن المخلوقات أو الموجودات لا سلامة فيها نظرا لعجزها ونقصها ومحدوديتها.. وعليه فلفظ السلام وإن استعير منه ما يستعار، ولكن وفق إذن من اللغة مع التصور المذكور، فالقول بأنهم لا يقصدون الله تعالى قول غير مطابق للواقع، وغير مبرر لغة وعقلا ومنطقا، ولا يصلح في البحوث اللغوية، لأن اللغة كما قلت لها سلطان يجب احترامه، وإذا قصدوا خلخلتها والإتيان بشيء مخالف لقواعدها؛ فليكن، ولكن في غير اللغة العربية،، فالعربية لغة تختلف عن سائر اللغات، انظر إلى اللهجات وكيف أصبحت لغات كالفرنسية التي كانت لهجة حتى سنة 1000 في فرنسا، والإسبانية التي كانت ما بين 1400 و1500 لهجة في شبه الجزيرة الأيبيرية وهكذا.
وأما استعمال لفظ الجلالة: الله تعالى للدلالة على كل طاغية جبار فقول تهتز له اللغة استنكارا، ذلك أنها لا تخلط بين الدلالات وفق هوى الحداثيين، فالخلط بين الدلالات إن قصد به إعطاء معاني جديدة للفظة واحدة فهو من المشترك لا يحق لأحد منا ومن غيرنا أن يأتي به نظرا لذهاب الواضعين الذين اصطلحوا في وضعهم على هذه اللغة، وأما فيما سمحوا به، فنعم، فالتعريب مثلا فعلوه وأدخلوا به ألفاظا غير عربية إلى اللغة العربية، وكان ذلك شأنهم مثل الصولجان والجان والباذنجان والسلسبيل والقسورة وغير ذلك بعملية التعريب الذي جعل من تلك الألفاظ ألفاظا عربية لا يحق نعتها بأنها غير عربية، والذي يأذن لنا نحن أيضا أن نسلك التعريب الذي يعني إخضاع اللفظة الأجنبية للتفعيلة العربية دون حرج، وقد تبعهم في ذلك الوحي احتراما للغتهم وإن كان قد أتى بمعاني جديدة وهي اصطلاح وكان ذلك من حقه كالصلاة التي لا تعني الدعاء، بل تعني القيام والقعود والجلوس والتشهد إلخ..
إن وضع مرادف للفظ الجلالة غير موجود لغة فهو ساقط، بصرف النظر عن التضاد، فالتضاد يجب أن يكون من وضع الواضعين الأوائل، وليس من وضع المفلسين اللصوص الذين يحاولون سرقة بهاء اللغة وجمالها.. فاللغة في لفظ الجون مثلا عنت الأبيض والأسود، وفي لفظ الظاعن عنت المقيم والمرتحل، وفي لفظ السليم عنت السليم والملدوغ.. والتسليم بما لم تسلم به اللغة العربية، أي بما لم يسمح به واضعوها تعسف على اللغة قبل أن يكون إفسادا للذوق والمعتقد وتشويشا على الحقيقة التي هي الله تعالى، ولا يقال يجب ألا نجمد ونظل واكفين كالدجاج على ألفاظ عتيقة ومعاني تقليدية تمنع التطور، لا يقال ذلك لأن مجال ما ذكر في غير اللغة العربية لتنتهي إلى الرفوف بلهجات جديدة تحل محلها، كما أنه ممكن إذا تركوا العربية لحالها وابتكروا لغة جديدة لهم..
هل أتوقف لأتدبر لفظ الجلالة لأعرف ما قصد به هل خالق الكون والإنسان والحياة الحليم الرحيم أم قصد به الطاغية بوش أو أوفاما أو باراك أو مبارك..؟؟.
ودعني آتيك بتفسير يجب أن يكون مقبولا بحسب منطق الحداثيين وهو لآيات من القرآن في عقلية بعض الشيعة، فقد قال قائلهم في قول الله تعالى:
(( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان )) البحران هما علي وفاطمة، والبرزخ هو محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل يقبل مثل هذا الكلام؟ الجواب عند الحداثيين نعم، ولكنه عند الذين يفقهون اللغة العربية ويحترمون سلطانها مرفوض، وقولهم ذاك قول مغرض..
" ومثل هذا مثل محاورة كليلة ودمنة. فقد اعتادا مناقشة الأفكار والآراء والمصطلحات. وذات مرة جرى معهما النقاش التالي:
قال كليلة: نسمع عن الديمقراطية الشيء الكثير. فتارة وصفها ديمقراطية غربية. وتارة أخرى ديمقراطية شرقية. ومرة ديمقراطية قطرية. وحينا آخر ديمقراطية بلد وعلى كل حال فمفهومها هو الحكم للشعب، والسيادة فيها للشعب أيضا. وهي من جهة تسليط النظرة الإسلامية عليها تعدّ مفهوم كفر لأن السيادة في الإسلام للشرع، وليست للشعب ولا للأمة. فرد دمنة: رويدك يا كليلة فقد شطحت كثيرا، فأنا مثلك أومن بالإسلام. وأومن بالديمقراطية إلا أني لا أراها كما تراها أنت، فهي عندي تعني العدالة، والعدالة شيء مرغوب فيه شرعا، ثم انتقل كليلة إلى مفهوم آخر فقال:
الجمهورية كنظام حكم تعني حكم الجمهور، أو حكم الأكثرية ويتمثل فيمن ينتخبهم الناس وينصبونهم حكاما عليهم، ولا تشبه من قريب أو بعيد ما حصل لعثمان بن عفان _ رضي الله عنه _ حين انتخبته الأكثرية من الناس لأن عثمان الحاكم لم ينصّب إلا ليعمل بمفهوم السيادة للشرع عليه وعلى الجماعة وعلى الدولة. فقال دمنة: لا تدع عقلك يضيق بك فيضيق عليك يا كليلة ! فالجمهورية تعني شعبية النظام، وكلما كان النظام شعبيا كان ناجحا ومحققا لما تصبوا إليه الأمة أو الشعب من تقدم وازدهار، ثم انتقل كليلة إلى مفهوم العدالة الاجتماعية فقال: العدالة الاجتماعية مجموعة أحكام وجدت للتخفيف من ظلم النظام الرأسمالي الذي بانت عوراته فاستعلنت حتى للضرير، وهي فكرة رأسمالية في أصلها يحاول أصحابها ترقيع نظامهم بإعطاء التقاعد للموظفين والإكراميات للعمال وتطبيب وتعليم الفقراء مجانا، ولكنها تستثني سائر الناس، وهذا الاستثناء مضافا إلى عدم انبثاقها أو بنائها على العقيدة الإسلامية هو الذي جعلها ظالمة وفاسدة. فرد دمنة: يا سبحان الله ! كلما تناولت فكرة أو رأيا أو مصطلحا لمناقشته معي إلا وقفت منه الموقف الجامد بحيث لا تعدل به عن غيره حيث يجب العدول وهذا إعاقة للتطور. فالعدالة حتى ولو بدأت من فئة واحدة، فإن غايتها عموم الفئات، وهذا يتطلب وقتا. فماسحوا الأحذية والبستانيون وغيرهم ممن لم تشملهم العدالة الاجتماعية بعد سوف يصيبهم ربحها الطيب عاجلا أو آجلا كما حصل مع العمال، فهي في محيطنا لازالت نبتة غضة، ولكنها في نمو مستمر سوف يثمر ولاشك، ثم تطرق كليلة لمفهوم مرونة الإسلام فقال: كلما كان الإسلام مرنا كان متغيرا، وهذا ينسجم مع أفكار الغرب الهادفة إلى تحريف الإسلام وتفسيره بما لا تحتمله نصوصه، وقد انضبع بهذا المفهوم كثير من المخلصين حتى صدقوا القاعدة التي تقول: لا ينكر تغير الأحكام بتغيّر الزمان، يريدون إثبات أن الإسلام لا يكون صالحا لكل زمان ومكان إلا بمرونته التي تجعله واقعيا يتغير ليوافق ما عليه الواقع ويتماشى مع كل جديد في ميدان المعرفة. فرد دمنة: ذاك هو الاجتهاد لمواكبة العصر واللحاق بركب التقدم، والاجتهاد ضروري للأمة ولو أدى لنتائج تبطل بعض الأحكام الشرعية، ثم انتقل كليلة لمفهوم الاشتراكية فقال: إنها مفهوم كفر بحيث تقوم على الإلحاد، وأما غيرها من الاشتراكيات خصوصا التي ليست من مذاهبها، فإنها اشتراكية الدولة، وهي فكرة رأسمالية وجدت للوقوف في وجه الاشتراكية الحقيقية، فرد دمنة: يؤسفني جمودك يا صديقي العزيز، أما علمت أن الناس على لسان الرسول الأكرم صلوات الله عليه وسلامه شركاء في ثلاث، في الماء والنار والكلأ، والثلاثة هذه لا تستلزم الوقوف عند نفس العدد، فالماء للشرب والسقي، ولكنه أحد مصادر الكهرباء المستخرجة منه والمولدة بطريق الآلات المنصوبة على الأنهار والبحيرات، والكهرباء غير الماء، فيكون مشتركا بين الناس أي ملكية عامة، والنار وإن كان المقصود بها حطب الغابة غير أن النبي (ص) لم ينص على الحطب، بل نص على النار لعلم معلمه الذي أوحى إليه أن النار سوف تتمثل في مواد أخرى، فظهرت في الغاز الطبيعي والكهرباء والفحم الحجري... فكانت جميعها نارا، والنار كما نص عليها الحديث مشتركة بين الناس، أرأيت يا كليلة كيف أن العدد تضاعف؟ أرأيت كيف أن الإسلام هو الاشتراكية عينها برفض الإلحاد؟ هذه هي اشتراكيتنا الإسلامية.
وأخيرا انتقل كليلة إلى مناقشة مفهوم الروابط، فقال بفساد الرابطة المصلحية لأنها عرضة للتغيير لما يكتنفها من مساومة على المصالح، وكم مصلحة استبدلت بأخرى. وقال بفساد الرابطة الكهنوتية لأنها خالية من أي نظام للعلاقات الاجتماعية العامة في المجتمع، وكم ضياع لا يزال يعيشه النصارى مثلا لغياب نظام في دينهم والذي استبدل بالنظام الرأسمالي الذي لم ينبثق عن النصرانية. وقال بفساد الرابطة الوطنية لأنها رابطة عاطفية ومنخفضة تظهر بظهور العدو وتختفي بجلائه أو إجلائه، وكم شعب في العالم جاءت منه أجيال لا تعرف الوطنية ولا تحس تجاهها بأي حنين نظرا لجلاء الاستعمار التقليدي وإن كان غير الاستعمار التقليدي هو السائد فيها. وقال بفساد الرابطة القومية لأنها رابطة عنصرية عدوانية، وكم شنآن ولدته القومية ولم تزل في بلدان عديدة منها المغرب فيما يسمى بالأمازيغية، وهكذا ظل ينتقل بين الروابط ويكشف فسادها إلى أن استقر على الرابطة المبدئية وقال بفساد المبدأ الرأسمالي والاشتراكي، وصلاح المبدأ الإسلامي لأنه من الله تعالى، فرد عليه دمنة بإقراره على فساد جميع الروابط المذكورة ماعدا الرابطة الوطنية لأنها أرقى منها جميعها بحيث تجمع بين الناس من مختلف العرقيات والديانات..
قال كليلة: لنقف عند هذا الحد، ثم نستأنف النقاش في الغد. قال دمنة: حسنا. قال كليلة : جزاك الله عني كل خير، فقد صرت أفكر في الخروج على ما تعارف عليه الناس تأسيا بك واقتناعا بجواز مخالفة ما اصطلح عليه واضعوا اللغات والمصطلحات، مادام الإنسان يتطور في فكره وشعوره.
قال دمنة: تحسن بذلك صنعا إن أنت عمدت إلى الإبداع.
قال كليلة: سوف أبدأ بالسلام أو التحية.
فالمعروف أن التحية تكون بالمصافحة، وتكون بالتقبيل، وتكون بالضم، وتكون بقرع الأنف بالأنف، وتكون بالانحناء، وتكون بالإشارة، وتكون بالكلام كقولنا السلام عليكم الخ. لم ينتبه دمنة لاعتبار حصر التفكير في مفهوم التحية قصور ذهن صديقه، ولكن لا بأس فقد يعمد إلى ما هو أرقى.
نهض كليلة وصديقه دمنة لم يزل يجلس. فأخذه من أذنه اليسرى وجذبه منها إلى الأعلى ليوقفه حتى انتصب، فأدناه إلى فمه، وبصق في وجهه، ثم انحنى على أذنه هامسا بقوله:


تأسلم تأسلـم تأسلـم تاْسلـم فحظك فيمن كان غضّا عظيم
تأسلم تأسلـم تأسلـم تاْسلـم فأنت الإمام التقـيّ الكريـم
تحارب رُفّاض تطويـر ديـن ليصبح غريبا فنعـم الكـلام
تحارب من يدعو إلى غير فكـركْ أبو الحكماء الفيلسوف الحكيم
بغـال كأولاء ليسـوا مثيلـك وهل أنت بغل للركوب كريم؟
بغـال كأولاء أنـت أبـوهـم فوالدهم أنت الحمـار القديـم.
وما إن سرت كلمات كليلة مسامع دمنة حتى أخذه من تلابيبه أخذة قوية يريد به شرا وقد صمم على ذلك لولا أن كليلة هدأ من روعه قائلا: عفوا أستاذي. فما قصدت من كل كلمة وضعها اللغوي، وما حملتها على المعاني الوضعية، وما قلت إلا ما يدخل السرور على قلبك لولا أنك غبي. فهلاّ سألتني أولا عن معنى كل كلمة منها، فما أخذي بأذنك إلا تقديرا لك. وما بصقي في وجهك إلا تحية لك رجوت أخذك بها واستعمالها مع الناس دوني... نظر دمنة إلى كليلة وقد ذهب عنه الغضب فأقر صديقه على صحة سلوكه معه مادام له الحق في فهم ما يحلو له، ووضع ما يطوّر به اللغة لأنه هو نفسه فيما نوقش قد حمل الأفكار على غير محملها حتى ظهرت على يديه بغير الوجه الذي كانت عليه".
نص من كتابي: التفكير بالنصوص ( بحث أكاديمي) صفحة: 24ـ25ـ26ـ27، الطبعة الأولى: يونيو 1999 م، السحب: مصلحة الطباعة طنجة.
=====
محمد محمد البقاش
طنجة في:
14 ماي 2010 الساعة: 01 و 18 دقيقة

محمد محمد البقاش
14/05/2010, 01:21 AM
تحية وبعد

ما رأي محمد يوب إن أنا سببته وزعمت أني لا أقصد سبه؟ ما ظنه فيما تضمنته ألفاظي من سباب بحسب معاني الكلمات لا أعنيها ولا أقصدها وإنما أعني مدحه والثناء عليه؟
ما رأي محمد يوب فيمن يقول عند ذهابه إلى المستشفى وفيه مريض من أصدقائه أو أقربائه: زرت صديقي في المستشفى؟
ما رأي صديقي حين يزور صديقه في بيته وهو يقول: عدت صديقي في بيته؟
اللغة العربية متوجة، ولها سلطان فما على الذين يستعملونها ويكتبون بها إلا أن يحترموا سلطانها، فالعربي وضع الزيارة للمعافى، والعيادة للمريض، كما وضع لفظ القعود ليدل أولا على الوقوف، فلا يقول المرء لصاحبه وهو جالس اقعد بجانبي، أو اقعد على المخدة أو على الحصبر.. كما أن الجلوس لا يكون من قيام، فالقائم لا يقال له: اجلس، وإنما يقال له: اقعد، والجالس لا بقال له اقعد، بل يقال له: اضطجع، أو اجلس على جنبك الأيمن إذا كان جالسا على غيره..
فإذا سمحت اللغة العربية لهم بالاستعارة والمجاز والكناية فإن ذلك من إذنها، وأما القول بأن اللغة (( تنزاح إلى مفاهيم أبعد من المفاهيم التي يستخدمها الإنسان العادي )) فهو كلام غير مقبول بالنسبة للغة العربية، ومن يزعم قصور اللغة عن الوصول إلى ما يتصور فهو غير ملم باللغة العربية، ذلك أن اللغة العربية طيِّعة بيد من يملك زمامها، يتصرف بها كما لو كانت عجينة يستطيع صياغتها وفق ما يتصور، وفي كل الأحوال ستجد علاقة بين الأصل والفرع، ستجد المشكَّل على غير الهيئة الأولى من العجينة ذاتها، وتلك علاقته بها، وإذا غابت العلاقة فلا يكون ذلك إبداعا، ولا يكون عبقرية.
وأما اللغة الشعرية وكونها لغة خاصة فيها استعارات فيها رموز فيها تفجير للفظة لتتخذ معاني أبعد من المعنى البسيط واستشهادك بلفظة الرب فقول غير مقبول لغة، ذلك أن الشعر ولغة الشعر يخاطب بها المشاعر، ولغتها لن تتعدى التجريد، والتجريد هو إعطاء اللفظة معنى آخر مضافا إلى المعنى الوضعي، لأن الأصل في المعاني هي ما وضعت اللغة من أجله، ولكن العبقري الذي يجردها من تلك الأصول هو الذي لا يفصل الأصل عن الفرع، فالاستعارة والكناية والمجاز لا بد لهم من علاقة باللفظة في أصلها مثل التشبيه تماما لابد له عناصر هي شروطه كالمشبه والمشبه به ووجه الشبه إلخ، وأما في المصطلحات فهناك غير اللغة، ولو أن تكون الألفاظ لغوية، ولكن المعاني ليست لغوية، مثال ذلك: الروح، فالروح لفظة مكونة من حروف عربية وهي كلمة أو لفظ، ولكن تفسيرها ليس تفسيرا لغويا، ولا تستقيم عند التجريد إذا أريد بها الحقيقة، فهي دالة على ما يحس به الإنسان، وإذا بحثت عن معانيها في القواميس فلن تجد لها معنى غير الذي يحس به الإنسان ولا يلمسه ولا يراه وهو المُغيَّب عنه، ولذلك فاللفظة ليست لغوية، وتجريدها للوصول إلى الحقيقة لا يكون، وأما غيرها مما له علاقة بالوضع فيجرد، ومن هنا جاءت الروائع، ولكنها ليست زبالة الحداثيين، فالرب كما أشرتَ لا يعني الله تعالى فقط، ولا يعني المعبود فقط، بل يعني رب الأسرة ورب العمل والرب المعبود والله وهكذا، ومعنى ذلك أن اللغة قد أذنت لنا بذلك نظرا لكون اللفظة مشتركة، ولكن لفظ الجلالة؛ الله تعالى فليست كذلك، مثله مثلا مثل لفظ السلام، فهل يستطيع أحد زعم السلامة سواء كان إنسانا أو كونا أو طبيعة؟ بالطبع لا، لأن المخلوقات أو الموجودات لا سلامة فيها نظرا لعجزها ونقصها ومحدوديتها.. وعليه فلفظ السلام وإن استعير منه ما يستعار، ولكن وفق إذن من اللغة مع التصور المذكور، فالقول بأنهم لا يقصدون الله تعالى قول غير مطابق للواقع، وغير مبرر لغة وعقلا ومنطقا، ولا يصلح في البحوث اللغوية، لأن اللغة كما قلت لها سلطان يجب احترامه، وإذا قصدوا خلخلتها والإتيان بشيء مخالف لقواعدها؛ فليكن، ولكن في غير اللغة العربية،، فالعربية لغة تختلف عن سائر اللغات، انظر إلى اللهجات وكيف أصبحت لغات كالفرنسية التي كانت لهجة حتى سنة 1000 في فرنسا، والإسبانية التي كانت ما بين 1400 و1500 لهجة في شبه الجزيرة الأيبيرية وهكذا.
وأما استعمال لفظ الجلالة: الله تعالى للدلالة على كل طاغية جبار فقول تهتز له اللغة استنكارا، ذلك أنها لا تخلط بين الدلالات وفق هوى الحداثيين، فالخلط بين الدلالات إن قصد به إعطاء معاني جديدة للفظة واحدة فهو من المشترك لا يحق لأحد منا ومن غيرنا أن يأتي به نظرا لذهاب الواضعين الذين اصطلحوا في وضعهم على هذه اللغة، وأما فيما سمحوا به، فنعم، فالتعريب مثلا فعلوه وأدخلوا به ألفاظا غير عربية إلى اللغة العربية، وكان ذلك شأنهم مثل الصولجان والجان والباذنجان والسلسبيل والقسورة وغير ذلك بعملية التعريب الذي جعل من تلك الألفاظ ألفاظا عربية لا يحق نعتها بأنها غير عربية، والذي يأذن لنا نحن أيضا أن نسلك التعريب الذي يعني إخضاع اللفظة الأجنبية للتفعيلة العربية دون حرج، وقد تبعهم في ذلك الوحي احتراما للغتهم وإن كان قد أتى بمعاني جديدة وهي اصطلاح وكان ذلك من حقه كالصلاة التي لا تعني الدعاء، بل تعني القيام والقعود والجلوس والتشهد إلخ..
إن وضع مرادف للفظ الجلالة غير موجود لغة فهو ساقط، بصرف النظر عن التضاد، فالتضاد يجب أن يكون من وضع الواضعين الأوائل، وليس من وضع المفلسين اللصوص الذين يحاولون سرقة بهاء اللغة وجمالها.. فاللغة في لفظ الجون مثلا عنت الأبيض والأسود، وفي لفظ الظاعن عنت المقيم والمرتحل، وفي لفظ السليم عنت السليم والملدوغ.. والتسليم بما لم تسلم به اللغة العربية، أي بما لم يسمح به واضعوها تعسف على اللغة قبل أن يكون إفسادا للذوق والمعتقد وتشويشا على الحقيقة التي هي الله تعالى، ولا يقال يجب ألا نجمد ونظل واكفين كالدجاج على ألفاظ عتيقة ومعاني تقليدية تمنع التطور، لا يقال ذلك لأن مجال ما ذكر في غير اللغة العربية لتنتهي إلى الرفوف بلهجات جديدة تحل محلها، كما أنه ممكن إذا تركوا العربية لحالها وابتكروا لغة جديدة لهم..
هل أتوقف لأتدبر لفظ الجلالة لأعرف ما قصد به هل خالق الكون والإنسان والحياة الحليم الرحيم أم قصد به الطاغية بوش أو أوفاما أو باراك أو مبارك..؟؟.
ودعني آتيك بتفسير يجب أن يكون مقبولا بحسب منطق الحداثيين وهو لآيات من القرآن في عقلية بعض الشيعة، فقد قال قائلهم في قول الله تعالى:
(( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان )) البحران هما علي وفاطمة، والبرزخ هو محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل يقبل مثل هذا الكلام؟ الجواب عند الحداثيين نعم، ولكنه عند الذين يفقهون اللغة العربية ويحترمون سلطانها مرفوض، وقولهم ذاك قول مغرض..
" ومثل هذا مثل محاورة كليلة ودمنة. فقد اعتادا مناقشة الأفكار والآراء والمصطلحات. وذات مرة جرى معهما النقاش التالي:
قال كليلة: نسمع عن الديمقراطية الشيء الكثير. فتارة وصفها ديمقراطية غربية. وتارة أخرى ديمقراطية شرقية. ومرة ديمقراطية قطرية. وحينا آخر ديمقراطية بلد وعلى كل حال فمفهومها هو الحكم للشعب، والسيادة فيها للشعب أيضا. وهي من جهة تسليط النظرة الإسلامية عليها تعدّ مفهوم كفر لأن السيادة في الإسلام للشرع، وليست للشعب ولا للأمة. فرد دمنة: رويدك يا كليلة فقد شطحت كثيرا، فأنا مثلك أومن بالإسلام. وأومن بالديمقراطية إلا أني لا أراها كما تراها أنت، فهي عندي تعني العدالة، والعدالة شيء مرغوب فيه شرعا، ثم انتقل كليلة إلى مفهوم آخر فقال:
الجمهورية كنظام حكم تعني حكم الجمهور، أو حكم الأكثرية ويتمثل فيمن ينتخبهم الناس وينصبونهم حكاما عليهم، ولا تشبه من قريب أو بعيد ما حصل لعثمان بن عفان _ رضي الله عنه _ حين انتخبته الأكثرية من الناس لأن عثمان الحاكم لم ينصّب إلا ليعمل بمفهوم السيادة للشرع عليه وعلى الجماعة وعلى الدولة. فقال دمنة: لا تدع عقلك يضيق بك فيضيق عليك يا كليلة ! فالجمهورية تعني شعبية النظام، وكلما كان النظام شعبيا كان ناجحا ومحققا لما تصبوا إليه الأمة أو الشعب من تقدم وازدهار، ثم انتقل كليلة إلى مفهوم العدالة الاجتماعية فقال: العدالة الاجتماعية مجموعة أحكام وجدت للتخفيف من ظلم النظام الرأسمالي الذي بانت عوراته فاستعلنت حتى للضرير، وهي فكرة رأسمالية في أصلها يحاول أصحابها ترقيع نظامهم بإعطاء التقاعد للموظفين والإكراميات للعمال وتطبيب وتعليم الفقراء مجانا، ولكنها تستثني سائر الناس، وهذا الاستثناء مضافا إلى عدم انبثاقها أو بنائها على العقيدة الإسلامية هو الذي جعلها ظالمة وفاسدة. فرد دمنة: يا سبحان الله ! كلما تناولت فكرة أو رأيا أو مصطلحا لمناقشته معي إلا وقفت منه الموقف الجامد بحيث لا تعدل به عن غيره حيث يجب العدول وهذا إعاقة للتطور. فالعدالة حتى ولو بدأت من فئة واحدة، فإن غايتها عموم الفئات، وهذا يتطلب وقتا. فماسحوا الأحذية والبستانيون وغيرهم ممن لم تشملهم العدالة الاجتماعية بعد سوف يصيبهم ربحها الطيب عاجلا أو آجلا كما حصل مع العمال، فهي في محيطنا لازالت نبتة غضة، ولكنها في نمو مستمر سوف يثمر ولاشك، ثم تطرق كليلة لمفهوم مرونة الإسلام فقال: كلما كان الإسلام مرنا كان متغيرا، وهذا ينسجم مع أفكار الغرب الهادفة إلى تحريف الإسلام وتفسيره بما لا تحتمله نصوصه، وقد انضبع بهذا المفهوم كثير من المخلصين حتى صدقوا القاعدة التي تقول: لا ينكر تغير الأحكام بتغيّر الزمان، يريدون إثبات أن الإسلام لا يكون صالحا لكل زمان ومكان إلا بمرونته التي تجعله واقعيا يتغير ليوافق ما عليه الواقع ويتماشى مع كل جديد في ميدان المعرفة. فرد دمنة: ذاك هو الاجتهاد لمواكبة العصر واللحاق بركب التقدم، والاجتهاد ضروري للأمة ولو أدى لنتائج تبطل بعض الأحكام الشرعية، ثم انتقل كليلة لمفهوم الاشتراكية فقال: إنها مفهوم كفر بحيث تقوم على الإلحاد، وأما غيرها من الاشتراكيات خصوصا التي ليست من مذاهبها، فإنها اشتراكية الدولة، وهي فكرة رأسمالية وجدت للوقوف في وجه الاشتراكية الحقيقية، فرد دمنة: يؤسفني جمودك يا صديقي العزيز، أما علمت أن الناس على لسان الرسول الأكرم صلوات الله عليه وسلامه شركاء في ثلاث، في الماء والنار والكلأ، والثلاثة هذه لا تستلزم الوقوف عند نفس العدد، فالماء للشرب والسقي، ولكنه أحد مصادر الكهرباء المستخرجة منه والمولدة بطريق الآلات المنصوبة على الأنهار والبحيرات، والكهرباء غير الماء، فيكون مشتركا بين الناس أي ملكية عامة، والنار وإن كان المقصود بها حطب الغابة غير أن النبي (ص) لم ينص على الحطب، بل نص على النار لعلم معلمه الذي أوحى إليه أن النار سوف تتمثل في مواد أخرى، فظهرت في الغاز الطبيعي والكهرباء والفحم الحجري... فكانت جميعها نارا، والنار كما نص عليها الحديث مشتركة بين الناس، أرأيت يا كليلة كيف أن العدد تضاعف؟ أرأيت كيف أن الإسلام هو الاشتراكية عينها برفض الإلحاد؟ هذه هي اشتراكيتنا الإسلامية.
وأخيرا انتقل كليلة إلى مناقشة مفهوم الروابط، فقال بفساد الرابطة المصلحية لأنها عرضة للتغيير لما يكتنفها من مساومة على المصالح، وكم مصلحة استبدلت بأخرى. وقال بفساد الرابطة الكهنوتية لأنها خالية من أي نظام للعلاقات الاجتماعية العامة في المجتمع، وكم ضياع لا يزال يعيشه النصارى مثلا لغياب نظام في دينهم والذي استبدل بالنظام الرأسمالي الذي لم ينبثق عن النصرانية. وقال بفساد الرابطة الوطنية لأنها رابطة عاطفية ومنخفضة تظهر بظهور العدو وتختفي بجلائه أو إجلائه، وكم شعب في العالم جاءت منه أجيال لا تعرف الوطنية ولا تحس تجاهها بأي حنين نظرا لجلاء الاستعمار التقليدي وإن كان غير الاستعمار التقليدي هو السائد فيها. وقال بفساد الرابطة القومية لأنها رابطة عنصرية عدوانية، وكم شنآن ولدته القومية ولم تزل في بلدان عديدة منها المغرب فيما يسمى بالأمازيغية، وهكذا ظل ينتقل بين الروابط ويكشف فسادها إلى أن استقر على الرابطة المبدئية وقال بفساد المبدأ الرأسمالي والاشتراكي، وصلاح المبدأ الإسلامي لأنه من الله تعالى، فرد عليه دمنة بإقراره على فساد جميع الروابط المذكورة ماعدا الرابطة الوطنية لأنها أرقى منها جميعها بحيث تجمع بين الناس من مختلف العرقيات والديانات..
قال كليلة: لنقف عند هذا الحد، ثم نستأنف النقاش في الغد. قال دمنة: حسنا. قال كليلة : جزاك الله عني كل خير، فقد صرت أفكر في الخروج على ما تعارف عليه الناس تأسيا بك واقتناعا بجواز مخالفة ما اصطلح عليه واضعوا اللغات والمصطلحات، مادام الإنسان يتطور في فكره وشعوره.
قال دمنة: تحسن بذلك صنعا إن أنت عمدت إلى الإبداع.
قال كليلة: سوف أبدأ بالسلام أو التحية.
فالمعروف أن التحية تكون بالمصافحة، وتكون بالتقبيل، وتكون بالضم، وتكون بقرع الأنف بالأنف، وتكون بالانحناء، وتكون بالإشارة، وتكون بالكلام كقولنا السلام عليكم الخ. لم ينتبه دمنة لاعتبار حصر التفكير في مفهوم التحية قصور ذهن صديقه، ولكن لا بأس فقد يعمد إلى ما هو أرقى.
نهض كليلة وصديقه دمنة لم يزل يجلس. فأخذه من أذنه اليسرى وجذبه منها إلى الأعلى ليوقفه حتى انتصب، فأدناه إلى فمه، وبصق في وجهه، ثم انحنى على أذنه هامسا بقوله:


تأسلم تأسلـم تأسلـم تاْسلـم فحظك فيمن كان غضّا عظيم
تأسلم تأسلـم تأسلـم تاْسلـم فأنت الإمام التقـيّ الكريـم
تحارب رُفّاض تطويـر ديـن ليصبح غريبا فنعـم الكـلام
تحارب من يدعو إلى غير فكـركْ أبو الحكماء الفيلسوف الحكيم
بغـال كأولاء ليسـوا مثيلـك وهل أنت بغل للركوب كريم؟
بغـال كأولاء أنـت أبـوهـم فوالدهم أنت الحمـار القديـم.
وما إن سرت كلمات كليلة مسامع دمنة حتى أخذه من تلابيبه أخذة قوية يريد به شرا وقد صمم على ذلك لولا أن كليلة هدأ من روعه قائلا: عفوا أستاذي. فما قصدت من كل كلمة وضعها اللغوي، وما حملتها على المعاني الوضعية، وما قلت إلا ما يدخل السرور على قلبك لولا أنك غبي. فهلاّ سألتني أولا عن معنى كل كلمة منها، فما أخذي بأذنك إلا تقديرا لك. وما بصقي في وجهك إلا تحية لك رجوت أخذك بها واستعمالها مع الناس دوني... نظر دمنة إلى كليلة وقد ذهب عنه الغضب فأقر صديقه على صحة سلوكه معه مادام له الحق في فهم ما يحلو له، ووضع ما يطوّر به اللغة لأنه هو نفسه فيما نوقش قد حمل الأفكار على غير محملها حتى ظهرت على يديه بغير الوجه الذي كانت عليه".
نص من كتابي: التفكير بالنصوص ( بحث أكاديمي) صفحة: 24ـ25ـ26ـ27، الطبعة الأولى: يونيو 1999 م، السحب: مصلحة الطباعة طنجة.
=====
محمد محمد البقاش
طنجة في:
14 ماي 2010 الساعة: 01 و 18 دقيقة

محمد يوب
14/05/2010, 12:46 PM
هذا التحليل ينهج الاتجاه الذي يقول بوقفية اللغة وهذا موقف يحترم أما ما ينعتون بالحداثيين فيقولون بتوفيقية اللغة.
فالموقف الأول يقول بأن اللغة العربيةهكذا اتفق عليها وستبقى أما الموقف الثاني يقول بأن اللغة يمكن تفجيرها وتأويلها وهذا الرأي أنت تختلف معه أحترم رأيك محمد وتحليلك كان منطقيا بارك الله فيك.

محمد محمد البقاش
15/05/2010, 07:30 PM
تحية وبعد

سيد محمد يوب انظر في باب قضايا أدبية ففيها رد على ما تفضلت به آثرت أن أجعله مستقلا لفائدته.
شكرا

أجود ألفاظ لغات العالم ستصبح عربية ( في قضايا أدبية)

أبوأويس
16/05/2010, 06:39 PM
وزارة الثقافة تنشر (( الرب يزغط البط ويجس ضرع البقرة )) تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا, شرفة ليلى مراد كنموذج للقذارة الفكرية والأدبية
مثال الرب ليس شرطيًّا
حتى يمسك الجُنَاة من قفاهم
إنما هو قروي يزغِّط البط
ويجسُّ ضرع البقرة بأصابعه صائحًا:
وافرٌ هذا اللبن
الجناة أحرار لأنهم امتحاننا
الذي يضعه الرب آخِرَ كلّ فصلٍ
قبل أن يؤلف سورة البقرة

محمد محمد البقاش
16/05/2010, 06:54 PM
السلام عليك عزيزي أبو أويس

شكرا على مرورك.
أرجو أن تزودني بمصدر ما قدمته، وسأكون لك شاكرا، وسوف أنجز قصة خيالية غاية *******************
شكرا.

مطلع الشمس
16/05/2010, 07:42 PM
بل هي مزبلة ....وأصحابها مزبلة ...وتابعيهم مزبلة....وشعرهم مزبلة ........... وتا الله إنهم مرضى نفسيون...وهلكى ....وما أكثر الهالكين من الحداثيين ومن يجر أذياله خلفهم...خابوا وخسئوا ...والشعر منهم براء


شكراً أيها الكاتب البطل على تميزك في الطرح ...فهؤلاء الحثالة ومن ينتشرون في المنتديات وتثبت موضوعاتهم لأنهم.....!! هؤلاء يستحقون الحرب منا جميعاً فقد أساءوا للبيان


مطلع الشمس!

أبوأويس
17/05/2010, 09:54 AM
السلام عليك عزيزي أبو أويس


شكرا على مرورك.
أرجو أن تزودني بمصدر ما قدمته، وسأكون لك شاكرا، وسوف أنجز قصة خيالية غاية *******************
شكرا.
حصوننا مهددة من داخلها
الشيخ سعد رسلان

أبوأويس
17/05/2010, 09:56 AM
لمَ نكيل بمكيالين ؟! سَبَّ نبيَّنا من هو كافر به, فماذا ننتظر منه ؟! , وعندنا في ديارنا ممن يتَسمون بأسمائِنا وهم من بني جلدتنا وينتمون لهذا الدين الحنيف ؛ من يشتم ربَّنا ويتطاول على سلطانِهِ, ويتطاول على القرآن الكريم, ويشتم نبينا العظيم صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وعندنا من يدعو إلى الدين بزعمه وهو يلمز رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فمن لهؤلاء ؟! , ءالدين وحده هو المُستباح لكلِ من ملك لسانًا ؟!

محمد محمد البقاش
01/06/2010, 01:25 PM
ألا ترى أنك تنقد الزبالة... برميك زبالة أخرى..!!؟؟

ما هكذا يكون الأدب... انقد ما شئت لسنا ضدك.. ولكن بأسلوب أدبي ..

ولا أعتقد أن هناك من يرضيه هكذا كلام..!! (هالة عضو منتدى الشام الثقافي).
=====
أنا أنتقد الزبالة بزبالة مثلها، هذا هو الانفجار الأعظم الذي تفتقت عنه عبقريتك في تناولي بسبب نقدي ونقضي للحداثيين، وأنا لا أفهم الأدب وأسجل ضعفي في عدم الوصول بالوصف درجة أكثر مما جئت به لمن تدافعين عنهم، الأدب هو ما أكتب في جانب ملأ الدنيا والكتب قديما وحديثا، ألا تعرفينه؟ علميني من فضلك الأسلوب الأدبي، ضعي إصبعي على أسلوبي غير الأدبي في تناولي الإبداعي للحداثيين ولا تخلطي بين الفكر والأدب، لأن الفكر يخاطب العقل ويستعمل البراهين ولا يبالي بالمشاعر، بينما الأدب يخاطب العاطفة ويعنى بالتنميق في البناء، ويعتمد التركيب اللفظي للوصول إلى الروعة والإثارة ولا يبالي بالحقائق، كما أنه يهتم بالتجريد اللغوي، حتى إن الفهم للأدب هو عينه الذوق...
إنك تعتقدين أن ليس هناك من يرضيه كلامي، ولا أدري كيف غفلت حتى عمن هم يشاركوننا في المنتدى فضلا عن الملايين الذين هم خارج المنتدى يتابعون هذا التوجه في تناول الحداثيين أقبح مما تناولوا هم المقدسات وأبشع، لا تتسرعي في الاعتقاد وأنت لست على يقين..
يبدو أنني مع من تعوّد أنفها على الروائح الكريهة فما عادت تشمها، فالزبالة هي التي تخرج من فيك ومن أفواه من تدافعين عنهم، وهم مني لا يستحقون ما نعتهم به، بل يستحقون أكثر، ولو كان لهم فكر لناقشتهم ولحاججتهم، ولكنهم لا يملكون إلا السباب، وأنت تدافعين عنهم، ولو كان لديك قول مثلهم فوالله لأبدعت ما أجعلك به سخرية الدهر، وعليه فإنك قد استسغت الزبالة، ومن يستسغ الزبالة كالزبال (معذرة للزبال المحترم) لا يحس بروائحها الكريهة..
ثم لماذا تدفعين بي إلى النزول إلى مستواك في الغمر واللمز ولا تخوضي فيما أكتب، هل أنت عاجزة؟ تشجعي فأنا تلميذ على استعداد للتخلي عن مواقفه وأقواله إذا ثبت فسادها، أنت تتناولين ما جئت به وهو عين الأدب من سخرية ووصف دوني واستهزاء مبطن ورمي بما يستحقون ولا تتناولين ما ناقشتهم به كالأخلاق التقليدية التي يرمي بها أدونيس ويدافع عن الأخلاق التي تعيش موت الله، وهو كما ورد في نقضي له لا يفهم الأخلاق، وأكرر لا يفهم الأخلاق ، فناقشيني في هذا، ناقشيني في استعمال أداة التشبيه التي بها رأى الله محمولا كشيخ يموت كما رآه بها نزار قباني في وصف آخر وغيرهما كثير..
لماذا أنت سطحية إلى هذه الدرجة؟ خوضي في الموضوع إما بنسخ قصة خيالية كما فعلت عني أو عن حميمياتي، أو تناولي ما هو ظاهر في الفكر واللغة وناقشيني فيه.

ملاحظة: لقد تم حظري من دخول منتدى الشام الثقافي، ولكن الردود والسباب لا يزال يتقاطر على المنتدى ولا أستطيع الرد بسبب الحظر، فلماذا تكتب مسؤولة في المنتدى عني (هالة) وهي تعلم أني محظور لا أقدر على الرد عليها؟
أي مروءة هذه؟
أي منطق هذا؟

عبد الله نفاخ
01/06/2010, 03:20 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله