المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متواليات تنضح حبا .. وحيرة !



عبد المنعم جبر عيسي
12/05/2010, 03:24 PM
اهداء

إلى فارسة ( حلم ) .. و ( حب ) ..

لم تولد بعد ..

عبد المنعم جبر عيسي
12/05/2010, 03:25 PM
( ( ( يتبع ) ) )

عبد المنعم جبر عيسي
12/05/2010, 03:27 PM
بكل تأكيد ؛ كانت الدموع تملأ عينيها ، وهى تقول :
ـ عبده ابن الحاج مصطفى تقدم لخطبتى بالأمس !
كان جاثما أمامها ، بكل فقره .. ضعفه .. هو ذلك الكيان البسيط جدا .. وما كان صمته هذا إلا تعبيرا عن العجز ..
ـ لماذا لا تجيب .. ؟
ـ وبماذا أجيب ؟
قالها بإنفعال واضح .. يُظهر كل مبادىء الضعف والخنوع والعجز .. صمتت للحظات تتأمله : بوجهه الأمرد .. وأنفه المستقيم ونظراته الباهتة .. قالت :
ـ ألم يحزنك الخبر ؟
ألقى برأسه بين راحتيه ..
ـ وبماذا يفيد حزنى ؟
تاهت نضارتها .. غابت بين الحقول الممتدة ، بين حفيف سنابل القمح الجافة .. التى تعبث يها نسائم القيلولة العذبة مودعة الربيع ؛ ومستقبلة صيفا حارقا بدا لهيبه .. فتذيبها رقة وجمالا .. تنهدت :
ـ مضطرة للموافقة .. فأمى ترحب .. وأبى لا يمانع .. وليس أمامى خيار آخر ..
ـ وأنا لا أملك ما أتزوجك به .. !
برقت فى عينيها دمعة ضائعة .. مودعة ..
ـ اذن هى النهاية ..
استدار عنها .. بكل أشلاء ضعفه .. وعجزه .. واستسلامه ..
ـ يبدو ذلك ..
أوقفته غاضبة ..
ـ انتظرنى هنا بالمساء .. أتعرف لماذا ؟ لنقتل الماضى .. لنحرقه .. لا أريد أن يبقى بيننا ما يربطنى بك .. أو يذكرنى بحبك ..
ثم صمتت بشكل مفاجىء .. وقد رأته يزحف مبتعدا .. سكنت مكانها فى ذهول .. أيمكن أن يحدث كل هذا ؟ تحس بالحنين إليه .. تشعر بندم لصراحتها القاتلة .. تسرُّعها فى نقل الخبر إليه ، هو بكل تأكيد كان سيعرف منها أو من غيرها .. وكان عليها أن تتريث قليلا ، لتعيش أكبر قدر من السعادة معه .. الحب .. الذى ما عرفته إلا منه .. ولا عاشته إلا معه .. كان يشعر بمرارة الأيام فى حلقه .. يزدرد ريقه .. يتفصَّد الجبين عرقا .. وتفيض الدموع دما .. حزنا وألما ، لحب مضى وماض قريب أضحى ذكرى تكوى ضلوعه .. وإحساس بالهزيمة لا تغيب مرارتها عن حلقه .. الأيام .. الزمن .. الظروف .. كل الأشياء تقف فى طريقه .. تكبِّل حركته .. فما زادته الأيام إلا فقرا .. وما أعطته الظروف فرصة واحدة للتقدم .. وجاءت هى لتقضى على آخر رمق لديه ..
يجب أن ينساها .. أن ينتزع حبها من أعمق أعماقه .
تساءلت :
هل يمكن أن يعود الماضى ؟
وعادها الشوق .. إليه .. إلى حبه ..
ـ هل سيأتى للقاء أخير ؟
وقف فجأة .. وفى عينيه اصرار غريب ..
كأنه اتخذ قرارا .. لا بد أن يذهب فى الميعاد .. لا لينهى كل شىء .. بل ليعيده ..
كانت واقفة .. عندما لمحت طيفه يعبر بالقرب منها .. همست :
ـ جئت فى موعدك !
ـ نعم ..
قالها باقتضاب .. انتابته رغبة ملحة فى إعادة الماضى .. الحب الذى يجتاح كيانه ، يحتاجه ويحلم به .. أفاق على قولها :
ـ تحدد موعد خطبتى ..
ـ هكذا إذن ..
كاد يبتعد عنها .. قالت :
ـ ألن تأخذ ماضيك معك .. خطاباتك .. أشعارك التى طالما تغنيت بها بحبى .. أشعر أنها لم تعد من حقى الآن ؟
عاد إليها ..
ـ أين هى ؟
جاءه صوتها أشد لهفة .. وأصدق رغبة :
ـ ألا ترغب فى الزود عن حبنا ؟
ـ أرغب .. لكن العين بصيرة ..
ـ يدك ليست قصيرة .. !
ـ ما الذى يمكننى فعله ؟
ـ تقدم لوالدى .. هو مثلى يحبك .. !
ـ لا أستطيع .. صدقينى .. أنا مضطر للإنسحاب بعيدا ..
ـ إلى هذه الدرجة لا تحبنى ؟
جاء صوته ضائقا ..
ـ أين الخطابات ؟
ـ فى يدك منذ زمن !
أمسك الخطابات فى عصبية ..
ـ ماذا ستفعل بها ؟
ـ كما قلتِ أنت .. سوف أحرقها .. !
ـ تحرق الماضى .. حبى أنا ؟
ـ حتى لا أذكره .. إن استطعت .. !
تخنقها عبراتها :
ـ كأنك تحرقنى معها !
يشعل عود الثقاب .. ومعه تشتعل الرغبة فى حرق كل الأشياء .. الفقر .. الضعف .. الاستسلام لمصير محتوم .. ومع اقترابه من أشعاره .. كلماته .. يشعر أنه يحرق ذاته .. ترتعش اليد ويتشنج الجسد .. يحس بكائن اسطورى ضخم يمسك بخناقه .. يمنعه من قتل الحب ..
تصرخ :
ـ النار .. النار .. !
وكانت استجابة أعواد القمح الجافة للنار مذهلة .. وذهبت محاولاته لإطفائها أدراج الرياح ..
وكانت إلى جواره تدفع عنه ألسنة الحب .. فغرت فاها .. ومع اشتعال النار .. وانتشارها .. يشتعل الحب ..
خافت عليه .. جذبته بعيدا .. بعيدا ..
فانطلق معها ..

محمد يوب
12/05/2010, 03:35 PM
قصة ممتعة لغة وصورا ومازادها جمالا القفلة التي زادتها بهاء

عبد المنعم جبر عيسي
17/05/2010, 02:35 PM
قصة ممتعة لغة وصورا ومازادها جمالا القفلة التي زادتها بهاء



أخى الأديب محمد ..
شكرا لمرورك الكريم على أولى متوالياتى القصصية ..
وقراءتك السريعة لما بين سطورها ..
.. وأرجو أن تعجبك الثانية ..
لك تحياتى ..
أخوك .

عبد المنعم جبر عيسي
17/05/2010, 02:42 PM
انطلق ( صدِّيق ) .. امض ..
كلَيْلٍ آبقٍ .. أو نهارٍ عقيمٍ ..
كحلمٍ ندىٍّ ..
يحصد العمر خطوا ..
كجرمٍ يحلق فى خواءٍ فسيحٍ ..
ينزف النفس جرحا .. يثقل الروح حلما ..
واضرب بعصاك الحجر .
واصدح بصوتك محزونا ..
غَرِّدْ .. وغَنِّ ..
كعندليبٍ .. تخطَّفته أيدى الخُطوبِ ..
واثبت .. يابْنَ المحنةِ .. !



* * *


( صدِّيق ) .. ذلك الكيان الطيب ، والضمير الحساس ..
تعوَّده الناس على عكازه ؛ يترنح فى سيره حينا .. ويتأرجح أحيانا .. وسط نظرات المحيطين به ، بين ساخرة أو مشفقة .. حانية أو متألمة ، وهو بين هذه وتلك : يتألم .. يحزن .. يئن وجعا .. يكاد يموت حسرة وضيقا بنظراتهم ، تقتله تعليقاتهم .
ترتسم كل هذه الأحاسيس على ملامحه ، مخلفة وجها شاحبا .. يبدو لمن يراه للمرة الأولى : ضائقا بكل شىء .. حانقا .. وناقما من كل الناس .. الذين يسترعى انتباههم بخطواته الثقيلة ، وتحركاته البائسة .. !
قيل : أنه أصيب فى صغره بمرض أصابه بالعجز ، وترك أثره فى نفس ( صدِّيق ) ما عاش : فى شكل قِصَرٍ ملحوظٍ بإحدى قدميه ؛ أفقده القدرة على السير بشكل طبيعى ، واضطره إلى استخدام العكَّاز ؛ فى ذهابه وإيابه .. غدوه ورواحه .. بل وكل تحركاته .
سنوات تعاقبت ..
وما تركت فى نفس ( صدِّيق ) إلا العجز .. والاستسلام للمحنة المقدرة .. وما أبقت فيه إلا حسَّا مرهفا .. وقلبا ملأته الرقة والرحمة .. مع بركان ثائر داخله ؛ يغلى .. يفور .. ما فتئ يقذف حمم غضبه وتمرده عند أدنى استثارة .
رآه الناس فى أحد أيام الشتاء ؛ غابت فيه شمس الدفء عن الوجود .. رعدت السماء وبرقت ، وأمطرت بشكل غزير لم يتعوَّده الناس من قبل ، لتبتل الأرض بعد ذلك ، وتغرق فى بحر لا شطآن له من الطين والوحل ، وسرعان ما لجأ ( صدِّيق ) إلى جوار حائط عله يقيه بعض المطر ؛ أو يدفع عنه البلل .. ثم أسرع ثانية إلى قلب الشارع ، بعد أن رأى عجوزا يكابد بخطواته متخبطا فى الطين ، غمره مشهد العجوز المكافح رغبة فى مقاومة إحساس العجز ، رغبة فى تحدِّى استسلام الروح .. ثم رآه يسقط أرضا .. وأسرع ( صدِّيق ) لمساعدة الرجل ، وصل بعد معاناة إليه .. ساعده على الوقوف .. وكان شكلهما معا مدعاة لضحكات وسخرية بعض المارة .. همس ( صدِّيق ) :
ـ شر البلية ما يضحك .. !
وابتسم العجوز .. وقد رأى أن ( صدِّيق ) أشد حاجة منه لمن يساعده .. قال ( صدِّيق ) :
ـ كان عليك أن تنتبه لخطواتك .. !
تمثلت للعجوز حكمة العمر ؛ إخفاقات السنين .. فأجابه على الفور مبتسما :
ـ ليس المهم أن تتعلم أن لا تسقط .. الأهم : أن تتعلم كيف تقف على قدميك ثانية .. بعد كل سقطة ..
ثم تفحَّصَ ( صدِّيقا ) بنظرات متعمقة .. قبل أن يقول :
ـ أنت .. ما شأنك ؟
قال ( صدِّيق ) :
ـ إحدى قدمىَّ مصابة .. !
ربت الرجل على كتف ( صدِّيق ) .. قبل أن يقول :
ـ بل إحدى قدميك .. سليمة .. !
وواصل العجوز خطواته متعثرا .. متخبطا .. ومترنحا .. وعينا ( صدِّيق ) ترقبانه بشغف .. ثم واصل هو أيضا خطواته ، وملامح العجوز لا تفارق مخيلته ، وهو ينطق بآخر كلماته .. التى تركت فى نفس ( صدِّيق ) حيرة ليس لها مثيل .. وحبا .
وواصل ( صدِّيق ) حياته ..
وما فارقت شفتيه ظل ابتسامة .. لعجوز .. منهك .. علمه : كيف يسير .. بل : كـ .. يـ .. ف .. يـ .. ـعـ .. يـ .. ش !
و ..
سنوات أخرى تعاقبت ..
تعلم ( صدِّيق ) خلالها ؛ كيف يضرب الأرض بعكَّازِهِ بكل قوةٍ وعنفوانٍ .. بتحدٍ وإصرارٍ .. تعلم أن يتقافز بخطواته محلقا .. كبلبلٍ صدَّاح يغرد بلا أنين ؛ يعانق بخياله عنان السماء .. يتسامح .. ويبتسم .. مخلفا وراءه يأسا قاتلا لازمه لسنوات ..
وأشرق وجهُ ( صدِّيق ) بالأمل ..
وتفجَّرَتْ بقلبِهِ ينابيعُ حبٍ لا ينضب معينها .

عبد الله نفاخ
21/05/2010, 05:52 AM
وكانت إلى جواره تدفع عنه ألسنة الحب .. فغرت فاها .. ومع اشتعال النار .. وانتشارها .. يشتعل الحب ..
خافت عليه .. جذبته بعيدا .. بعيدا ..
فانطلق معها ..
ما هذه الروعة أستاذي الكريم !!!!!! من أجمل قصص الحب التي قرأتها ...... سحبتني معك و مع هذين العاشقين بعيداً بعيداً .......... أنت حقاً من الأدباء الكبار الكبار ... كل التحيات لشخصك المحترم

عبد المنعم جبر عيسي
26/05/2010, 11:42 PM
وكانت إلى جواره تدفع عنه ألسنة الحب .. فغرت فاها .. ومع اشتعال النار .. وانتشارها .. يشتعل الحب ..
خافت عليه .. جذبته بعيدا .. بعيدا ..
فانطلق معها ..
ما هذه الروعة أستاذي الكريم !!!!!! من أجمل قصص الحب التي قرأتها ...... سحبتني معك و مع هذين العاشقين بعيداً بعيداً .......... أنت حقاً من الأدباء الكبار الكبار ... كل التحيات لشخصك المحترم


شكرا جزيلا أخى لمجاملتك الرقيقة ..
سعدت بمرورك .
تحياتى .

عبد المنعم جبر عيسي
26/05/2010, 11:43 PM
قرر ( ناجى ) أن يعبر النهر يوما ..
ولم يكن يدرى أنه يرتكب حماقة ؛ قد تكلفه الكثير .. بل لم يحاول ساعتها التفكير فى عواقب هذا التصرف ؛ إلا عندما نزع ثيابه ، وبدأ فى النزول إلى الماء ، وأحس ببرودة الماء تلسع جلده .. عندئذ تردد فى تنفيذ قراره .. !
لقد عرف أنه يغامر بحياته ، وأنه قد يفقد كل شىء إذا جازف ونزل إلى النهر وهو لا يجيد السباحة .. ثم عاودته رغبته الجارفة فى العبور ، وهو يتذكر قولا مأثورا ؛ يصف المغامر الذى يفوز بالملذات .. ولكن سرعان ما عاوده خوفه ، بعد أن رأى قوة الماء وسرعة جريانه ، وأنه قد لا يستطيع مقاومته .. !
ربما لم يكن ( ناجى ) جبانا ..
وربما لم يكن أيضا شجاعا ..
فقط كان مترددا ..
لم يتعلم بعد كيف يجمع أمره على فكرة ، أو ينفذ قرارا اتخذه .. لم يتعلم كيف يقف عند كلمة قالها .. يصرُّ عليها .. وينافح عنها بكل ما أُوتى من قوة .. ويقاتل من أجلها ؛ محاولا إقناع الآخرين بها ..
أو لعله كان يبنى قراراته على غير أساس سليم ، لذلك اكتفى ذلك اليوم ؛ بالوقوف على شاطىء النهر متأملا الشاطىء الآخر ، ومتسائلا داخله عمل يحتويه من أسرار ، وما وراءه من أشياء ربما لم تقع عينه على مثلها .. حاول مرارا مقاومة الفضول الذى يكاد يقتله .. ويدفعه للتسرع بنزع ملابسه ، فى محاولة لا تتم أبدا لعبور النهر .. وفى أحيان كان يغلبه فضوله .. فيقرر .. ثم يتردد .. ويتراجع .. !
كان يحلم بيوم لا يتراجع فيه ..
يرغب فى التقدم .. والعبور .. الخوف دائما يمنعه ، يقتل داخله كل رغبة فى التقدم .. المواجهة .. فقط عندما تلسع برودة الماء أطرافه ، ويرى بعينه قوة الماء وسرعة جريانه ..
يحلق ببصره بعيدا .. إلى وسط النهر .. حيث العم ( فتحى ) الصياد فوق قاربه ، يلوِّح له بيده ، وكأنه يعلن عن وجوده .. يحييه العم ( فتحى ) بابتسامة عذبة وسط ملامح سمراء جميلة .. يحس ( ناجى ) بتصاغر نفسه أمام عظمة هذا الرجل .. بقوته .. وإقدامه .. واقتحامه للنهر بكل ما يمثله له من تحد .. يراه أشجع خلق الله .. لا تخيفه الأمواج .. ولا ترده سرعتها ولا قوة جريانها .. لا تزعجه برودة الشتاء .. ولا تضايقه حرارة الصيف .. يجتاح الحزن نفس ( ناجى ) .. وحيرته تعلو بين رغبته فى عبور النهر .. تجاوز الخوف .. وخوفه من الغرق فيه .. قلقه من قوة الأمواج .. وبرودة المياه ..
وتعاود ( ناجى ) الرغبة فى العودة إلى القرية .. وكفى الله المؤمنين القتال .. يتأمل أشجارا تقف فى شموخ .. منذ آلاف السنين .. يراها أشد منه قوة .. وصلابة .. فى تحديها لما يواجهها من أخطار .. يفكر فى أمر تلك الأشجار .. لها جذوع ضخمة .. جذورها ضاربة فى أعماق الأرض ..
ولقد جعل الله لكل شىء سببا .. وأساسا متينا يقف عليه .. ولولا الجذور .. لما وقفت الأشجار .. بل ولما قامت لها قائمة .. فى مواجهة أعتى الرياح ..
وسرعان ما تأكد ( ناجى ) أنه لا ينقصه شىء ، سوى أن يبنى لنفسه أساسا وقاعدة ..
هى اللحظة المبدعة .. الفارقة بين متناقضين :
الحياة والموت .. الشجاعة والتهور .. التعقل والجنون .
وعاودته رغبته فى عبور النهر ..
وقرر أن يعبره ..
ولكن بعد أن يضع نفسه تحت تصرف العم ( فتحى ) الصياد .. يخدمه ويلبى احتياجاته .. فى مقابل أن يعلمه مهارات العوم .. وفنون السباحة .. حتى تأتى تلك اللحظة الحاسمة ، التى يتمكن فيها من تنفيذ قرار .. اتخذه .

محمد يوب
27/05/2010, 06:49 AM
جميل أن نقرأ هذه المصادفة بين الاسم ناجي و النجاة من النهر الذ يبدو حسب فهمي هو مخاطر الدنيا ومصاعبها إن ناجي كان محتارا في النزول إلى النهر الجارف أو الابتعاد لكن في النهاية اختار الصواب بارك الله فيك أخي استمتعت بهذه المتواليات أهي حسابية أم هندسية هههههههههههه
أخوك محمد يوب

غير مسجل
27/05/2010, 10:39 AM
جميل أن نقرأ هذه المصادفة بين الاسم ناجي و النجاة من النهر الذ يبدو حسب فهمي هو مخاطر الدنيا ومصاعبها إن ناجي كان محتارا في النزول إلى النهر الجارف أو الابتعاد لكن في النهاية اختار الصواب بارك الله فيك أخي استمتعت بهذه المتواليات أهي حسابية أم هندسية هههههههههههه
أخوك محمد يوب


متواليات = متتابعات .... ؟؟؟!
أم أن هناك فخ من عبد المنعم ؟؟؟
أشتاق للوقوف على باقى متوالياتك
وننتظر المزيد ،،،،،

عبد الله نفاخ
27/05/2010, 01:30 PM
ذلك العزم الذي يقف على جسر صغير متأرجح بين الشجاعة و التهور .... وصفك غاية في الروعة و نقل أجواء الريف المصري إلينا بلغة غير لغة التشاؤم و السواد التي اعتدناها مع طه حسين و من لف لفه ........ حياك الله يا أديبنا و شيخنا

عبد المنعم جبر عيسي
01/06/2010, 06:00 PM
جميل أن نقرأ هذه المصادفة بين الاسم ناجي و النجاة من النهر الذ يبدو حسب فهمي هو مخاطر الدنيا ومصاعبها إن ناجي كان محتارا في النزول إلى النهر الجارف أو الابتعاد لكن في النهاية اختار الصواب بارك الله فيك أخي استمتعت بهذه المتواليات أهي حسابية أم هندسية هههههههههههه
أخوك محمد يوب

أرحب بكم مجددا أخى الأديب محمد .. وأسعد بصحبتكم .. وتشجيعكم ..
أختلف معكم فقط فى أنها مصادفة ..
وعن المتوالية القصصية فهو مصطلح سردى معروف له أسسه وقواعده ..
وعملى هذا لا يرتبط به إلا من زاوية ما ، أرجو أن يحسها القارىء ولا يلمسها ..
لك تحياتى .

عبد المنعم جبر عيسي
01/06/2010, 06:05 PM
متواليات = متتابعات .... ؟؟؟!
أم أن هناك فخ من عبد المنعم ؟؟؟
أشتاق للوقوف على باقى متوالياتك
وننتظر المزيد ،،،،،
هى كما تحبها أخى الكريم .. وتسعد بها ..
وكن مطمئنا .. وقر عينا .. فليس بها ثمة فخاخ ..
بل هى التجربة .. والمحاولة .. النجاح أو الفشل ..
سعدت بمروركم .

عبد المنعم جبر عيسي
01/06/2010, 06:11 PM
ذلك العزم الذي يقف على جسر صغير متأرجح بين الشجاعة و التهور .... وصفك غاية في الروعة و نقل أجواء الريف المصري إلينا بلغة غير لغة التشاؤم و السواد التي اعتدناها مع طه حسين و من لف لفه ........ حياك الله يا أديبنا و شيخنا
وحياك أديبنا الصاعد الواعد .. المبشر بكل خير ..
ذاك عميد الأدب العربى يا رجل .. !
والمقارنة بهذا الوصف لا تستقيم .. محسومة تماما لصالح الدكتور ..
وهو قمة أدبية لها مكانتها .. ورؤيتها ..
بوركت .

عبد المنعم جبر عيسي
01/06/2010, 06:15 PM
نعم نعم يا صديقى .. هى قريتى .. تقع إلى الجنوب قليلا .. يحدها من الشرق نهر النيل العظيم .. ومن الغرب الرياح البحيرى .. ثم مديرية التحرير .
بإذنك .. سأقوم إلى النافذة .. أحب أن أرى مشهد الشمس وهى تغيب .. تضحك ؟ آه فهمت سبب ضحكك الآن .. لقد هبط الليل منذ وقت .. ! كم الساعة الآن ؟ يا إلهى .. ! لقد مضى الوقت معك بسرعة رهيبة .. نعم نعم .. ففى مثل هذا الوقت تماما .. فى مثل هذه اللحظة .. تنام قريتى .. ينام كل شىء .. حتى الحقول الخضراء .. المزروعات .. الأشجار .. حتى الشوارع .. تعيش فى انتظار حلم جديد يحمل صبحا .. تحمل صفحته لون الحب وإشراقة شمس .. كل شىء فى قريتى ينام .. حتى النسيم .. النيل .. السماء بنجومها اللامعة الرائعة .. كل شىء يا صديقى ينام .. إلا أنا !
تضحك ثانية ؟!
تسألنى لم لا أنام .. ؟
لا لا لا .. لا تذهب بك الأفكار بعيدا ..
ليس هذا هو ما حرمنى لذة النوم .. أنا لا أحب النوم بطبعى ..
لذلك أسهر الليل .. لأعد نجومه .. لأسطر أحلاما أفشل فى تحقيقها .. وأحيانا : أسهر لأبكى ..
آه .. يا صديقى ..
لقد ضربت على الوتر الحساس ..
تسألنى عن الحب فى قريتى ..؟
الحب يا رجل ؟!
طبعا عرفت قريتى الحب .. منذ منتصف العقد الثامن من القرن الماضى ، عندما دخلتها الكهرباء ، ودخل التليفزيون معها .. نعم .. لقد علمنا التليفزيون الحب .. علمنا كيف نحب .. كيف نهمس بالكلمات الحلوة .. العذبة .. كيف نكون فى رقة النسيم .. وعلمنا أيضا كيف نكون قساة .. !
تسأل : كل هذا من التليفزيون ؟
يال سذاجة السؤال .. !
وهل هذا شىء .. أمام ما فعله فينا التليفزيون ؟
يال جرأتك !!
تسأل عن أشهر قصص الحب فى قريتى ؟
لا لا طبعا .. ليس عيبا أن تسأل مثل هذا السؤال .. وأنا لن أبخل عليك بإجابته ..
لقد وقعت فى قريتى قصص حب كثيرة .. لم تصل إلىَّ أخبارها .. لما يحيط مثل هذا النوع من القصص من سرية وكتمان .. واسمح لى .. سأحكى لك أشهر قصة حب عَرِفْتُهَا .. وقعت أحداثها فى قريتى .. أعرف كل تفاصيلها ..
لأننى بطلها ..
إنها قصة غرامى أنا ..
نعم .. نعم .. كانت فى رقة النسيم ، اسمها ( نعيمة ) لها خطوات راقصة ، وحولها هالة تميزها .. وتحميها من نظرات المتسكعين من شباب القرية ..
لا .. لا .. أنا لم أحبها على الإطلاق .. لقد سبق وقلت لك .. كنت مشغولا بالليل والسهر .. وعدِّ أكبر قدر من نجومه ..
أبدا لم تصارحنى بحبها فى بادىء الأمر .. كنت ألمح فى عينيها نظرات حالمة سارحة .. تحيطنى فى حنان واضح .. كلا .. لم أفعل شيئا حينها .. كنت أتجاهلها .. وعندما أخلو بنفسى ؛ كنت أبتسم منتظرا ..
لا يا صديقى لم يطل بى الإنتظار .. فقد جاء يوم ابتسمت لى فيه ، فى بادىء الأمر لم أعرها أدنى اهتمام .. وكررت هى الإبتسامة مرة ثانية .. وثالثة .. ورابعة .. ثم اضطررت أنا للابتسام لها ، مدفوعا لمعرفة : ماذا بعد ؟
فى أحد أيام الصفاء ـ بينى وبين نعيمة ـ قالت لى : إن تلك النظرات التى كانت تحيطنى بها فى حنان ؛ قد تعلمتها من فيلم ( تليفزيونى ) ناجح اسمه ( النظرات الحالمة ) .. وأنها ابتسمت لى أكثر من مرة ؛ لأنها كانت خير وسيلة نجحت فى لفت نظر الحبيب ؛ فى فيلم آخر اسمه ( المطاردة ) .. !
بينى وبينك يا صديقى .. لقد ابتسمت فى نفسى عندما سمعت من ( نعيمة ) ذلك .. لا لا لا .. لم تكن ابتسامتى فرحا وسعادة .. بل كانت حزنا ..
كانت ( نعيمة ) .. ولم أكن أنا ( حَسَنَاً ) ..
لقد كانت تتحدث كثيرا .. لم يكن حديثها جديدا ، سمعته فى عشرات الأفلام التليفزيونية ، لذلك لم يكن حديثها صادقا .. لم يكن تعبيرا عما يجيش داخلها .. فقط .. كانت تعيد علىَّ نفس الكلمات بمزيد من الرقة والدلال ( المصطنعين ) .. وكان علىَّ أن أحسم الأمر بسرعة .. كل شىء ..
تسألنى ماذا فعلت ؟
لقد أنهيت كل شىء بينى وبين ( نعيمة ) ..
فكلماتها لم تكن لى .. كانت لآخر مجهول ..
هكذا إذن يا صديقى .. يجب أن يموت الحب فى قريتى .. لأنه تقليد .. زائف .. وغير صادق ..
آآآآآه .. أعرف طبعا ..
لم تعجبك نهاية قصتى مع ( نعيمة ) .. !
ماذا كنت تريدنى أن أفعل ؟ .. أواصل ؟ لا .. لا .. صدقنى لا أستطيع .. أنا لم أحبها .. ولا هى أحبتنى .. أحبت آخر غيرى .. حدد ملامحه الفيلم التليفزيونى .. عاش دوما فى مخيلتها .. فلم يفارقها ..
كانت تتخيله أنا .. !