المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة قصيرة



محمد أبو عمر
21/09/2004, 11:51 AM
مضى سريعا قطارنا.. لا أذكر من أين ركبت ، ولكننى أعلم تماما عدد المحطات التى أردت الوقوف فيها ولو قليلا.. ولم أفعل.. خوفا من أن يفوتنى القطار ، لم أفهم حينها أن قطارى لم يكن ليفوتنى.. ولا أن يركبه غيرى ، ولكنى خدعت نفسى ببراعة فأجدت.. حتى سخر الناس منى ، فضحكت معهم على نفسى.. وقطارى يقطع الأرض والزمن متقدما كأنه فارس جسور.. لا يألو على ماض ولا حاضر.. نظرت من نافذة العمر القصير.. على وديان تاهت أقدامى فيها يوما ، وأشجار لم تنمو برغم الماء الذى يجرى تحتها أنهارا ، وضحكات خرجت من نفسٍ شحيحة على الفرح ، طمس الدخان المحترق معالمها.. فلم يبق منى إلا شهوة وطول أمل.. بحثت عن شهيق جديد فلم أجد.. وإذا اللافتات على الرصيف تؤذننا بقرب الوصول.. لمحطة النهاية ، أغلقت نافذتى ولملمت حقائبى ومتاعى.. فما وجدت إلا مهلهلات تخضبت بالسواد.. فتذكرت حينها.. أنى لم أملك يوما تذكرة للركوب.

سليـمـكم
21/09/2004, 07:36 PM
أتعرف يا سيدي
حين وصل القطار بك ...حسبت ان الزمان انتهى بانتهاء رحلتك
فقد اختصرَتْ حدود نافذتك التي تطل منها على الحياة , كل شيء ..كل شيء
ولأنني استمتعتُ كثيرا معك بالسفر
اعتليت الأفق أخاطب سائق القطار ألا يتوقف
لكننا مثلما بدانا سننتهي ..

نحن نكبر لنتعلم .. وحين نشعر أننا تعلمنا .. نجد أنه لم يبق في العمر بقية ..

----------------- سليم مكي سليم .. مسافر معك

محمد أبو عمر
21/09/2004, 08:20 PM
أستاذنا الفاضل سليم..
لك كل الود والتقدير..

القطار الذى نركبه جميعا لا تجدى معه المفاوضات ، فهو يخرج بميعاد وينتهى فى مكان محدد ، حملنا دون أن نفطن إلى وجهتنا المحتومة.. والتى عندها فقط نعلم كم فاتت علينا سنون ونحن ننظر من نافذة ضيقة ، وما حاولنا يوما أن نلمس ما نراه بأيدينا.. خوفا من الفوات

دمت أخى طيبا
أبو عمر