المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهروب الى أين؟؟ظ



مريم الوادي
24/04/2010, 12:45 AM
الهروب.. إلى أين ؟

http://www.talk-mania.com/tutorials/tutorial14/train.jpg


لابد من الإنعتاق، طوق الياسمين المسموم يلف رقبتي ،وقيود الورد الوحشي تطوق معصمي، تتراءى لي الأحلام من بعيد، ولا أستطيع اللحاق بها،تتراءى لي صورتي هناك، ولا أملك استرجاعها..
ضاعت أحلامي ،وتلاشت صورتي وأنا اخنع لهذا الحب العنيد..
التملك ،الغيرة،الحب القاتل،الاحتلال ،والالغاء..
كلمات تتقاطع بداخلي كل ليلة ،واليوم قررت الهروب، قررت فك الكلمات المتقاطعة ،وتمزيق الطوق اللعين..
أخذت قطعا من ملابسي،تأبطت مجموعة قصص قصيرة،وفي يدي قنينة ماء..
ورحت أشق طريقي بين جموع المسافرين..
محطة القطار:رحيل وسفر ،دموع وعناق ، وفرح باللقاء.
تناقضات أنت يامحطة القطار..
أتطلع في عجل إلى سبورة الرحلات ، قطار رحلتي بدأ يتحرك.
أركض بكل قواي، أستسمح هذا، وأعتذر لذاك،أتدافع وأندفع،أسابق الأحزان والأشجان ، لا أريد للشجن أن يلاحقني، لاأريده أن يركب معي نفس القطار ..
وأخيرا أخذت مكاني ،وضعت حقيبتي على الرف ،وجلست المقعد كقوة في نهايتها.
الخوف من المجهول ،من الآت ،من الغد، ومن الندم يساورني..
لقد سئمت الحياة كما يريد ، كما يشتهي ،أريد ان أعيش لنفسي ولو لثانية واحدة .أريد ان آكل الطبق الذي يعجبني ،وألبس الفستان الذي يريحني،وأمارس الهواية التي تروق لي،أريد أن أكون أنا ،لا نسخة منه.
يقول :عليك أن تكوني كما أحب ليتحقق الوفاق والإنسجام بيننا.
ولماذا لا أكون كما أحب ،أليس الحب حرية وانطلاقا؟؟
لماذا أقتل في الأحلام لتعيش أحلامك ؟أليس الحب أخذا وعطاء؟؟
ضبابة خفيفة تجتاح نافذتي،أ مرر كم معطفي ، وأتأمل مشهد القطار وهو يطوي خلفه آلاف الكيلومترات ،آلاف المشاهد،آلاف الشخوص،ولا يلتفت أبدا ،لا يهتم القطار إلا لمساره،يقطعه بكل ثقة ولا يرجع البثة إلى الوراء.
لقد كنت أعتب على القطار قسوته ،لكن أدركت الآن، أن القسوة تجنبنا الجراح ،وأن الإنتظار يولد الألم،وأن الإلتفات إلى الوراء لا يجلب إلا الأسى.
أريد ان أنطلق كما القطار :لا أريد الرجوع إلى هناك..
مراقب التذاكر يطلب ورقتي:أمدها له في ذهول ثم أنتبه: عاشقان يجلسان قبالتي :يتبادلان القبل ،ويشابكان الأصابع ، ينسجان الأحلام،أحلاما ستغدو أطلالا، وركاما من الحزن ،يعتصر قلبيهما.
أطلقت من شفتي ابتسامة حزينة ،وتذكرت صورتي وأنا أسافر معه،
كم كان السفر دافئا وقصيرا رفقته ،والآن أحسه باردا وجافا، كسحابة الخريف ،وطويلا وجارحا ،كالهروب منه.
لقد وصلت إلى مدينة الأحلام ،سأضع حدا لهذا الوضع ،تفتح قلبي للحياة،كسجين في يومه الأول من السراح..
نزلت سلم القطار،وعبرت جموع المسافرين نحو باب الخروج ،لوحت بيدي لسيارة أجرة صفراء شاحبة،كشجرة قلبي الكسير،توقف "الطاكسي" وبينما أمد يدي لفتح الباب والصعود ،إذ بيد تجتذب معطفي ،وتجرني إلى الوراء :لا هروب لك مني، سألحقك أينما رحلت ،أحبك ،هيا عودي.

مريم الوادي
ديسمبر 2009

عبد الله نفاخ
24/04/2010, 06:09 AM
وجدتني أتساءل كم شعوراً في هذه القصة المكثفة التي تبدو كإطلالة على حياة كاملة ....لكنها على ذلك غاية في الجاذبية و التأمل الحساس و وصف الحب الذي ليس لنا انعتاق منه و إن حاولنا و اجتهدنا ...غاية في الروعة يا أستاذتي

محمد يوب
24/04/2010, 07:10 AM
القصة فيها هروب من أشياء كثيرة هروب من الذكريات هروب من الحبيب هروب من المكان من الزمان الهوب إلى الوراء وليس إلى الأمام و المستقبل كل هذه الأنواع من الهروب ترجع البطلة إلى واقعها الذي ترغب في نسيانه وتفاديه وفي النهاية يبقى مصيرها مربوطا بالحبيب الذي هربت منه لكنه يبقى يلاحقها لأنه قدرها قصة تجمع بين لبنثري و الشعري بينما تغلب لغة الشعر الجميلة الحزينة .

مريم الوادي
24/04/2010, 03:45 PM
الفاضل عبد الله نفاخ مرحبا بك على الهروب
لطالما حاولنا الانعتاق من انفسنا وممن طوقتنا ايديهم باسم الحب والخوف والغيرة..
لكن بلاجدوى نحاول
تلك لعبة الانفلات لا نتقنها ولكن نتورط فيها
دمت حاضرا بكل الوفاء
مودتي

مريم الوادي
24/04/2010, 03:47 PM
أستاذي القدير محمد يوب
هو فعلا هروب متعدد الوصوف والأسباب
هروب متكرر لكنه فاشل
وقد اعجبتني كثيرا عبارة الهروب إلى الوراء
دمت قارئا جميلا
دمت بكل الحضور
تحيتي

خليد خريبش
25/04/2010, 03:29 PM
نص جميل،فيه موهبة أدبية،جمع بين شعور نجده في الخاطرة وانسياب السرد في نفس الآن،مرحبا بك في منتدى أسواق المربد،تحياتي الأخوية.

وردة قاسمي
26/04/2010, 06:02 PM
انسيابية الحدث الواحد المُشَكّْل لهذه القصة مع نظرة تراجعية خاطفة لما سبقه ، تظهر في بعض الجمل المتفرقة هنا و هناك،وباب مفتوح عما يلحقه...ظهرت لنا في التفكيك الجيد لعناصر هذا الحدث و الربط الجيد بينها..سيدتي انت تتقنين عملية الفك و الربط الأدبي. ثم أخذت تفصلين في هذه العناصر بحيث يجد القاريء نفسه ملتحما مع الشخصية و يتقمصها بسهولة...وصف نفسي متناسق..ليس فيه أي بتر أو انقطاع دلالي و ذو انسيابية عذبة...لقد تعبت الشخصية من الحب و من الحرب في سبيل من أحبت و في سبيل التخلص من قيده، فأصبحت ترى مظاهر هذا الحب و أشكاله بعين تعبة و نفس فاترة...نفس تشتاق أن ترى نفسها و أن تكف أن تكون نسخة عن آخر.....
كنت أنتظر أن تكون المقدمة أطول قليلا بحيث تصور الهروب الشاق و محاولة التخفي...كان ينقصك القليل من التشويق...ثم وددت لو تكون القفلة غير تلك..كأن يكون حبيبها في نفس القمرة معها...او كأن تراه واقفا أمامها، في انتظارها...لقد أطلت في نهاية القصة بطريقة جعلتني، شخصيا، أتوقع ما سيحدث بينما كان عليك ، لتزيدي من متانة النص، أن تجعلي هذه القفلة مفاجئة.

في النهاية أنوه إلى بعض الأخطاء الواردة في نصك...بعضها تركيبي و بعضها الآخر نحوي

أتمنى أن أقرأ المزيد لك
تحياتي
وردة

مريم الوادي
27/04/2010, 11:20 AM
أخي خالد خريبش شرفتني على الهروب
ممتنة لردك المشجع والمحفز
دمت بالقرب
تقبل تحيتي

مريم الوادي
27/04/2010, 11:22 AM
الوردية العطرة
وردة قاسمي
سررت بمصافحتك على الهروب
قراءتك العميقة ووقفتك المتانية امام نصي شرف لي
سررت بالاستماع إلى ملاحظاتك
وتقبلي فائق الود مني
دمت بكل الصدق والربيع