المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طريق السعادة



عبد الله نفاخ
22/04/2010, 04:44 PM
طريق السعادة


لعل الحياة حين تعركنا عرك الرحى بثفالها تعلمنا أنها ليست كلها أعياداً و مسرات .


و لعلها إنما ترينا بذلك أن حقائقها لا تدرك إلا إن دخلنا أعماقها ، تلك الأعماق التي لن تدخل إلا بتجربة الحزن ، و تعود الحزن ، و من ثم استكناه الحزن ، فالحزن وحده هو ما يعرفنا فقه الحياة ، و السعادة لا تخرَج إلا من بين صخور و تعاريج جبال الآلام .


والسعادة ليست فرحاً صاخباً ، بل هي سكينة الاطمئنان و الرضا ، و هذا لا يتأتى إلا بمجاهدة المصائب ، حتى يبلغ القلب حد القدرة على أن يحب الحال التي هو عليها ، إن عرف أنها إن قلبها و نظر في تصاريفها ليست غريبة عن ضدها ، فيعلم عندئذ أن كل ما حوله ما هو إلا أشباه و أعراض ، و أن قلبه و روحه هما الجوهر الوحيد ، وما ذلك إلا لأنهما من روح الله سكنا أجساد البشر .


و دوامة الحياة الآخذة أبناءها أقصى اليمين و أقصى الشمال،


و التي تبعثرهم في بلاد الله أشتاتاً ، هي التي تعلمهم بفقهها حقيقتها و حقيقتهم ، فيغدو الإنسان حين تكثر تجاربه أكثر قرباً من حقيقته ، فكأن الله ما جعل اصطراع الناس و ضربهم في الأرض إلا دليلاً على وجوده و طريقاً إليه .


والسعادة نور هابط من السماء العلَيَة ، يلقى قلباً فارغاً فيسكنه ، فما هو من ابتداع البشر و لا عملهم ، و إن كان عملهم وسيلة إليه ، لكن شعوره لا يتحقق إلا بيد سماوية تزرعه داخل القلب زرعاً . وما القلب الإنساني قبل أن تدخله السعادة إلا كقرية خوت على عروشها و أقفرت من أهلها ، فما تلبث أن تؤول بين ليلة و ضحاها بدخول السعادة إليها روضة غناء كل ما فيها ينطق بالحياة و الأمل ، و ما ذلك بفعل الإنسان ، و لكنه يصنع بيديه حين يجرب ، و بعقله حين يفكر ، و بقلبه حين يغير من مشاعره تغييراً يمهد للسعادة سبيلها إلى نفسه .


فيا أيتها السعادة التي منَ الله علينا بدخولها قلوبنا ....ليت غيرنا يعرفون طريقك فيصلونك ، وليتهم يعلمون أن طريقك الذي يتخبطون في البحث عنه أقرب إليهم من أنوفهم ، وما عليهم إلا أن ينفضوا عن أرواحهم ما علاها من غبار نزق الدنيا و رغباتها ، و عندئذ فقط ..... يمكن لهم أن يعرفوا بوابة دربك فيدخلوها ، و بغير ذلك لن يتسنى لهم دخولها و إن ولج الجمل في سم الخياط مرات و مرات .

ايناس
22/04/2010, 05:08 PM
فالسعادة حلاوة لا يتذوقها إلا من استساغ الألم.....
وهي الرضى لا يرزقه الله إلا لمن ترك الإنشغال بالدنيا...وأدام شكرالنعم..

دمت مبدعا..

عبد الله نفاخ
22/04/2010, 05:09 PM
و دمت قارئة مرهفة الحس ... ومبدعة تحرك الإحساس والشعور

هيا الشريف
23/04/2010, 11:24 AM
استاذ عبد الله ،
حياك الله
لعل فكرة النص ومعناه ، جعلته أقرب للمقال الادبي من النثر
إضافة ربما للأسلوب المباشر في السرد

ثم أنظر في هذا السطر
تدخل إلا بتجربة الحزن ، و تعود الحزن ، و من ثم استكناه الحزن ، فالحزن وحده هو

تكرار كلمة حزن .. مبالغ فيه ، ويفقد القارئ التركيز المطلوب

وهذا لا يمنع من الاشادة بالحكمة واللغة المثقفة والمفردات في متن الرسالة

دمت بخير

محمد يوب
23/04/2010, 01:23 PM
الحياة تجربة مفيدة بحلوها ومرها والسعادة هي أن تعود إلى بيتك وأنت مرتاح البال جميل ما كتبت أخي

عبد الله نفاخ
23/04/2010, 07:05 PM
ثم أنظر في هذا السطر
تدخل إلا بتجربة الحزن ، و تعود الحزن ، و من ثم استكناه الحزن ، فالحزن وحده هو

تكرار كلمة حزن .. مبالغ فيه ، ويفقد القارئ التركيز المطلوب

وهذا لا يمنع من الاشادة بالحكمة واللغة المثقفة والمفردات في متن الرسالة

دمت بخير
حياك الله سيدتي ....لكني أرى التكرار في هذه الجملة مناسباً ، فقد أفاد التأكيد و التنبيه و أشار إلى عمق المعاناة.... ودمت بخير

عبد الله نفاخ
23/04/2010, 07:06 PM
الحياة تجربة مفيدة بحلوها ومرها والسعادة هي أن تعود إلى بيتك وأنت مرتاح البال جميل ما كتبت أخي

و الأجمل قراءتك و ذوقك أستاذي

مريم الوادي
24/04/2010, 12:15 AM
وأنا أتصفحها وأرتشف من جميل عباراتها
تذكرت درس الفلسفة ماهي السعادة؟؟
لقد كان من حب الدروس الى قلبي..
كنت تلميذة في سنة الباكالوريا اطالع المستقبل بعيون وردية
قلبي تغمره الأحلام..
كانت السعادة بالنسبة لي تعادل النجاح والتخرج وولوج المعهد العالي للصحافة
تحقق الحلم الجميل
لكن سعادتي لم تتحقق
ولدت بداخلي احلام اخرى
فوجدتني اطارد السعادة من جديد
كأني بها عصفور لا يقبض البتة
وكلما طاردته رفرف وابتعد
اليوم تغيرت نظرتي إليها
م أعد انشدها لذاتها ولكن أنشدها لكنهها الذي لا يرى
ليست بريقا ولا قهقهات
وليست رقصا ولا ردحات
هي ذلك الشيء الذي نادرا مايحرك بداخلك
كلما لامست روحك ملكوت السماء
تقبل مروري
كنت هنا
وقد اعود

عبد الله نفاخ
24/04/2010, 05:36 AM
ألف شكر لك سيدتي.... ولنقدك الجميل الذي يدل على تأملك العميق في ما كتبت ...لك كل التحيات