المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المُتكالِبونَ على رَغيفِ الوَقتِ



عبد اللطيف غسري
13/04/2010, 02:32 AM
المُتكالِبونَ على رَغيفِ الوَقتِ
عبد اللطيف غسري


1
بُعدانِ يَحترقانِ في قيظِ الوجودِ
إذا خلا منهُ الوجودْ:
هذا التوَجُّسُ مِن سُعار الوقتِ،
والمطرُ الذي يمتارُ مِن ذاتِ الكتابةِ
هاتِها يا سَاقِيَ الأحلامِ
وائتِ بها مِن الغُرَفِ التي بُنِيتْ
هناكَ... على أديمِ الوجْدِ أو صخر الجُمودْ


2
آمَنتُ أنَّكَ قادِمٌ مِن وَشْوشاتِ الليلِ
مِن لغةِ الكآبةِ
مِن جَنوبِ الريحِ
مِن ريحِ المتاهَةِ والشرودْ


3
آمَنتُ أنَّ حدودَ خَطِّ الوشمِ في جَسَدِ الرتابةِ
أن تشِطَّ بلا حدودْ
أن تكسِرَ الوثَنَ الذي يَمتدُّ في صمتِ الإجابةِ
عن سؤالِ النهرِ حينَ يعودُ
أو حِينَ الإجابةُ لا تعودْ


4
حتى وجوهُ المُتعَبينَ الجالِسينَ على بِساطِ النارِ
تفتحُ بابَ ذاكرةِ الرَّبابَةِ
حيْثُما وَلـَّيْتُ وَجهيَ لا أرى إلا عُيونًا
تسْتحِمًّ بوابلٍ مِن تنْهِدَاتٍ يَخْتزِلْنََ
قصائدَ الأرَقِ المُجَفَّفِ
بالإنابَةِ
عن كلامٍ كانَ يَسْرقُ بَعضَ خُبزِ نهارهِ
مِن سَلَّة الوَجَعِ الكَنُودْ


5
يا أيُّها المُتكالِبونَ على رَغيفِ الوَقتِ
لا.. لا تَنقعُوهُ بِخَلِّ تلكَ الأمْنيَاتِ
وَجَفِّفُوهُ الآنَ مِن عَرَق الخَطابَةِ
كَيفَ يَصنعَ فيكُمُ سيزيفُ صَخْرَتَهُ
مِنَ الكلمَاتِ
والجبلُ الذي يَمتدُّ فوقَ رؤوسِكمْ
هُوَ ماردٌ مِن أُحْجِياتِ الذلِّ قامَ
ومِن حِكاياتِ الخمودْ


المغرب
11/04/2010

من مجموعتي الشعرية...

محمد يوب
13/04/2010, 05:38 AM
صراحة قرأت هذه القصيدة مرات متعددة حتى أزداد تمتعا بها قصيدة ممتعة من السهل الممتنع تفرض عليك نفسها بجماليتها وصورها الفنية فيها موضوع مهم سبر أغواره الشاعر بحرفية .
محمد يوب

عبد اللطيف غسري
13/04/2010, 08:57 AM
صراحة قرأت هذه القصيدة مرات متعددة حتى أزداد تمتعا بها قصيدة ممتعة من السهل الممتنع تفرض عليك نفسها بجماليتها وصورها الفنية فيها موضوع مهم سبر أغواره الشاعر بحرفية .
محمد يوب


لا يسعني إلا أن أبسط بين يديك عبارات شكري أخي الفاضل الأستاذ محمد أيوب على حسن قراءتك للنص وجميل ثنائك عليه وعلى صاحبه.
دمت بخير أخي الكريم وسلمتَ من كل سوء.
مودتي وتقديري

طارق شفيق حقي
13/04/2010, 08:15 PM
آمَنتُ أنَّكَ قادِمٌ مِن وَشْوشاتِ الليلِ
مِن لغةِ الكآبةِ
مِن جَنوبِ الريحِ
مِن ريحِ المتاهَةِ
حتى وجوهُ المُتعَبينَ الجالِسينَ على بِساطِ النارِ
تفتحُ بابَ ذاكرةِ الرَّبابَةِ
أنت شاعر مطبوع متمكن الأدوات قوي العبارة جميل الصورة مدهش الكلمة

لا بد أن تأخذ مكانك بين كبار الشعراء وتلهم رواد وكتاب الأدب جميل الحرف والكلمة

حقاً أعجبت بك

عبد الله نفاخ
13/04/2010, 08:24 PM
دوحة شعر وارفة اختصرتها في قصيدة ، ظلالها الخيال المحلق بلا أجنحة ، و أوراقها الإلهام بلا قيود....تحياتي شاعرنا الكبير

مصطفى البطران
13/04/2010, 09:07 PM
حتى وجوهُ المُتعَبينَ الجالِسينَ على بِساطِ النارِ
تفتحُ بابَ ذاكرةِ الرَّبابَةِ
حيْثُما وَلـَّيْتُ وَجهيَ لا أرى إلا عُيونًا
تسْتحِمًّ بوابلٍ مِن تنْهِدَاتٍ يَخْتزِلْنََ
قصائدَ الأرَقِ المُجَفَّفِ
بالإنابَةِ
عن كلامٍ كانَ يَسْرقُ بَعضَ خُبزِ نهارهِ
مِن سَلَّة الوَجَعِ الكَنُودْ


يا سلااااام على سلة الوجع
ترى ماذا تحوي هذه السلة ؟؟؟
أخشى أن يكون الجواب قاسياً كالعادة
دمت مبدعاً شاعرنا المكرم ولك مني ألف ألف تحية
أخوك: مصطفى البطران