المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة من الجنة



علي صالح الجاسم
12/04/2010, 07:24 PM
لقد مرت على منبج هذا الأسبوع جمعة حزينة هزت مشاعر الناس لا في منبج فقط بل في كل مكانٍ في العالم وصل إليه الخبر , إذ أقدم أبٌ على قذف أولاده الأربعة في نهر الفرات أكبرهم بنت اسمها هاجر عمرها ست سنوات أما الآخرون فأصغر منها وأسماؤم موسى وعبد الرحمن وزريفة , أما الأسباب التي كانت وراء الحادث فهناك أخبار كثيرة منها أنه الفقر والديون ومنها أنه اختلف مع أبيه فأراد أن يحرق قلب أبيه على أحفاده الذين يحبهم , لكن المهم أن الجريمة البشعة حصلت منذ ثلاثة أيام وما زالت حديث الناس في منبج بل أكاد أجزم أن كل أهل منبج بكاهم وأنا واحد منهم , وهذه الدفقة التي بين أيديكم أعزائي هي بعض ما يعتلج في الصدر من وجع وحرقة , إنها على لسان هاجر إلى أهلها من الجنة .


إنا لله وإنا إليه راجعون .



أخوكم علي صالح الجاسم .



رسالة من الجنة


أبي لماذا يا أبي



ماذا جنت طفولتي


وإخوتي الصغار يا أبي لماذا يقتلونْ


لأننا صغار يا ترى عجزتَ عن طعامنا


فنحن لم نطلبْ سوى الحنان يا أبي سوى الحنانْ



وها هم الأطفال يسألونْ


عن ذنبنا يا أبتي



فما نقول نحن و الأطفال يسألونْ ؟


أيا ترى من خشية الإملاق يا أبي قتلتنا



أم أنه من سكرة الجنونْ ؟!


قلها : عجزتُ عن طعامكم وشربكم



عجزتُ عما تطلبونْ


هلا أجبت يا أبي



فنحن منذ أن قذفتنا


نطيركالحمام عند الله في الجنانْ


هذا أخي الصغير موسى يا أبي يزين المكانْ


يطير من نافذة الزمانْ


جناحه الرحمن يا أبي



جناحه الرحمنْ


وأختيَ الصغيرةُ البريئةُ الظريفةُ البيضاءُ كالرباب يا أبي



حمامةٌ تعانق الأغصانْ


بقربها عبد الإله يغزل النجوم سترةً



لزورق المساءْ



يا أيها الصغار في قريتنا



يا أيها الصغارْ


لا تكرهوا أبي لأننا نحبه .... لا تكرهوا أبي



لأنه يعيش في الأحداق من عيوننا



ويوم يأتي عندنا



سنرفع الأكفَّ ضارعينْ



كي يعفوَ الرحمن يا أحبتي


كي يعفوَ الرحمنْ


يا أيها الصغار في قريتنا



يا أيها الصغارْ


دفاتري تنتظر الصباح



كي تعانق المدرسة .. المقاعد .. الجدرانْ


تعانق النهارْ


مروا على أمي خذوها يا أحبتي



كي تكمل المشوارْ


دفاتري وهذه الأقلام في حقيبتي


يا أيها الصغارْ


تنتظر النهارْ


وأنت يا حبيبتي



يا أميَ الرائعة الفياضةَ الحنانْ


قولي لمن يمرُّ من قبورنا



هناك يلعبونْ


تحرسهم ملائك الرحمنْ



يا أمِّيَ الحنونْ .... يا أمِّيَ الحنونْ


*************************


شعر : علي صالح الجاسم

محمد يوب
12/04/2010, 09:45 PM
جميل أخي ما نظمت إنها درر ثمينة عبرت بها عن هذه المأسات التي قرأنا عنها في الصحف أتحفانا بها ومما زاد هذه القلادة جمالا هو هذه الجوهرة يا أيها الصغارْ


لا تكرهوا أبي لأننا نحبه .... لا تكرهوا أبي

مصطفى البطران
17/04/2010, 03:09 PM
طيب الله جراحنا جميعاً
لا عدمناك شاعراً

عبد الله نفاخ
18/04/2010, 09:20 AM
يالفظاعة الجريمة !!! ويا لصدق إحساسك أستاذنا

الشاعر لطفي الياسيني
25/04/2010, 10:53 AM
تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
أزكى التحيات وأجملها..وأنداها
وأطيبها..أرسلهااليك
بكل ود وحب وإخلاص..
تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي
من تقدير واحترام..
وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي
من ثناء واعجاب..فما أجمل
أن يكون الإنسان شمعة
تُنير دروب الحائرين..
دمت بخير
رحم الله والدي ووالديك

ابو مازن


http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/29233/33588/416708.gif

أسيرالصمت
26/04/2010, 07:04 AM
والله منذ ان سمعت الخبر لم ابكي ولكن عندما قرات قصيدتك استاذنا لم استطع ان اسيطر على مشاعري
لقد ايقظت ذلك الطفل في داخلي فبكيت
شكرا لك اخي علي
كانت قصيدتك مؤثرة ابدع بارك الله فيك