عبد الله نفاخ
04/04/2010, 09:02 AM
وصن ضحكة الأطفال يا رب إنها
إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
بدوي الجبل
الطفولة زغردة الحب في الدنيا القفر،وتراتيل السلام على أشلاء الحروب،والربيع القادم بعد شتاء طويل.
الأطفال ليسوا بشراً صغاراً فحسب، بل هم البشرية الخيَُرة في حقيقتها المطلقة، و أصلها الملائكي المحلق في أرجاء السموات، ومزمور البراءة المرسل ألحانه البهيجة في أصقاع المعمورة، فلو تأمل الواحد منا في طفولته أو طفولة من حوله لوجد الحقائق المجردة حاضرة في صورها الأبهى دون تزييف أو تحوير أو تبديل، ولربما وجد عقولاً ناضجة تفوق عقول رجال كبار نحسبهم معلمين أو أساتذة أو علماء، لكن في صدورهم شروخاً كبرى تهوي بهم إلى القاع ،في حين نرى لدى بعض الأطفال عقولاً مكتملة فطرياً تدرك كثيراً مما لا نملك إدراكه أو كنا نملكه فضيعناه ، وذلك بفضل الفطرة ونقائها لا بفضل القراطيس والدوى واليراع.
و إن أردنا أن نعرف ما نفعل بأنفسنا ، بل ما فعلت الأيام بنا فما علينا إلا أن نتأمل في ضحكة طفل صغير أو دمعته وما تخفي وراءها وما تبدي ، وكيف تبدلنا نحن و تغيرنا بعدما كنا طيوراً أو عصافير صغيرة لا تعرف إلا الحب و الصدق والوفاء ،ثم صرنا ...لست أدري ، فالوصف لا يملك التعبير.
الأطفال يحملون بشريتنا في تجليها الأصيل ، ونحن نحملها في تجلي البهيمية الرعناء بها ، وعند بعضنا في تجلي الشياطين بها ، فإن أردنا العودة لجذورنا وحقيقتنا فلنتعلم من أطفالنا.
فالطفل في حبه المطلق بلا قيود، وفرحه المنفلت من كل صفد، وحزنه المجلل نفسه بلون السواد لمعلَُم أن الطبيعة هي الخير ، وتقييدها بالأغلال القاتلة يحول صدر الإنسان إلى جهنم حمراء تغَيظ وتزفر ،وتخرج على من حولها نفثات النار و عواصف الدخان ، وإن تركت على سجيتها ولم تأخذ إلا مهذبات الأخلاق من منابعها الأصلية لا السرابية ، فإنها ستستمر على الصراط المستقيم حتى تصل مملكة المجد الإنساني الأعلى المستقرة على شاطئ بحر الحقيقة الأزلي.
الأطفال بهجة الحياة ، وحقيقة الحياة ، وجوهر الحياة، ومعلمو الإنسانية الحاضرون في كل أرض ، القادمون حديثاً من عالم الصدق ، فلنفد منهم قبل أن يتكسبوا من عالم الرذيلة أدرانه،
ولنتعلم قبل كل شيء أن الطهارة أصل فينا وأن الشر دخيل فتحنا له أبوابنا فغزانا وليس من أهل بيتنا ، فإن طردناه عدنا كما كنا ولم نبدد شيئاً أصيلاً من ذواتنا ، ولكننا ارتضيناه جاراً وقريباً وحبيباً، ثم ألقينا باللائمة على خالق الكون وقلنا :قد خلقنا هكذا....ألا بؤساً لنا.
إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
بدوي الجبل
الطفولة زغردة الحب في الدنيا القفر،وتراتيل السلام على أشلاء الحروب،والربيع القادم بعد شتاء طويل.
الأطفال ليسوا بشراً صغاراً فحسب، بل هم البشرية الخيَُرة في حقيقتها المطلقة، و أصلها الملائكي المحلق في أرجاء السموات، ومزمور البراءة المرسل ألحانه البهيجة في أصقاع المعمورة، فلو تأمل الواحد منا في طفولته أو طفولة من حوله لوجد الحقائق المجردة حاضرة في صورها الأبهى دون تزييف أو تحوير أو تبديل، ولربما وجد عقولاً ناضجة تفوق عقول رجال كبار نحسبهم معلمين أو أساتذة أو علماء، لكن في صدورهم شروخاً كبرى تهوي بهم إلى القاع ،في حين نرى لدى بعض الأطفال عقولاً مكتملة فطرياً تدرك كثيراً مما لا نملك إدراكه أو كنا نملكه فضيعناه ، وذلك بفضل الفطرة ونقائها لا بفضل القراطيس والدوى واليراع.
و إن أردنا أن نعرف ما نفعل بأنفسنا ، بل ما فعلت الأيام بنا فما علينا إلا أن نتأمل في ضحكة طفل صغير أو دمعته وما تخفي وراءها وما تبدي ، وكيف تبدلنا نحن و تغيرنا بعدما كنا طيوراً أو عصافير صغيرة لا تعرف إلا الحب و الصدق والوفاء ،ثم صرنا ...لست أدري ، فالوصف لا يملك التعبير.
الأطفال يحملون بشريتنا في تجليها الأصيل ، ونحن نحملها في تجلي البهيمية الرعناء بها ، وعند بعضنا في تجلي الشياطين بها ، فإن أردنا العودة لجذورنا وحقيقتنا فلنتعلم من أطفالنا.
فالطفل في حبه المطلق بلا قيود، وفرحه المنفلت من كل صفد، وحزنه المجلل نفسه بلون السواد لمعلَُم أن الطبيعة هي الخير ، وتقييدها بالأغلال القاتلة يحول صدر الإنسان إلى جهنم حمراء تغَيظ وتزفر ،وتخرج على من حولها نفثات النار و عواصف الدخان ، وإن تركت على سجيتها ولم تأخذ إلا مهذبات الأخلاق من منابعها الأصلية لا السرابية ، فإنها ستستمر على الصراط المستقيم حتى تصل مملكة المجد الإنساني الأعلى المستقرة على شاطئ بحر الحقيقة الأزلي.
الأطفال بهجة الحياة ، وحقيقة الحياة ، وجوهر الحياة، ومعلمو الإنسانية الحاضرون في كل أرض ، القادمون حديثاً من عالم الصدق ، فلنفد منهم قبل أن يتكسبوا من عالم الرذيلة أدرانه،
ولنتعلم قبل كل شيء أن الطهارة أصل فينا وأن الشر دخيل فتحنا له أبوابنا فغزانا وليس من أهل بيتنا ، فإن طردناه عدنا كما كنا ولم نبدد شيئاً أصيلاً من ذواتنا ، ولكننا ارتضيناه جاراً وقريباً وحبيباً، ثم ألقينا باللائمة على خالق الكون وقلنا :قد خلقنا هكذا....ألا بؤساً لنا.