المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زمن الأفول



ايناس
01/04/2010, 11:17 PM
مضى وقت طويل على افتراقنا..

لم تكن هناك فرصة للعودة...لأكتشف بعدها أن الفرص تخضع لإراداتنا..
لم أرد ان ألتقيه مجددا ..خشيت ألا يصمد حب بدى للجميع براقا غير آيل للأفول في زمن تنفلت فيه المشاعر إنفلات حبات العقد إذا ما انقطع خيطها....أجل بدى لي الأمر كما لو أن خيطا انقطع بيننا..فلم أعد أجد له مكانا بين زوايا روحي التي طالما اشتهت أن ترتبط بروحه إلى الأبد........
كان شابا ذكيا جذابا هادئا وحلو المزاج...غير أني ما عدت أرى ذلك السحر الذي اقترن به و أنا أحبه فيما مضى

إلتقينا آخر مرة في المكتبة....
طال صمتي وأنا أشاهد غيري يطيل الكلام..إلتفت إلي..رحت أتتبع عينيه.. لطالما أسرتني تلك النظرات لكنها غدت اليوم أشبه بقيد يطوق روحي لحد الإختناق
قاطع تفكيري بابتسامته التي عودني عليها و التي أفتقدها أكثر من أي شيء آخر
-هل نجلس؟
أجبته: نعم..
كثيرا ما جمعنا هذا المكان......... كثيرا ماجلسنا بين الكتب و تشاركنا قراءتها..كان هو كتابي المفضل أقرؤه بشغف بالغ و لا أمل تكرار ما أقرؤه بل كانت سعادتي أن أستجمع تلك الملامح والتعابير لأستكشفها مهما حاول مداراتها بابتسامته..
قاطعني مجددا: هل ستأتين الى هنا وحدك؟
أشحت بعيني عنه :صعب أن أجيب بنعم أو لا..
-هل سيحزنك أن تريني مع أخرى؟
-نعم.....دون أن أفكر فيم قد يعنيه ذلك
غابت تلك الإبتسامة فجأة ليغيب معها شعوري بالأمان
قال بنبرة حزينة :لا يمكنني أن أفعل هذا ........لا يمكنني أن أجرحك حتى وإن ادعيت ذلك ......
و أراني عاجزا عن استردادك...قولي لي ما عساي أفعل؟
كان غريبا أن يسألني سؤالا أنا الوحيدة التي لا يمكن أن أجيب عنه
أدركت أن علي أن أكون أرق معه لكني لم أستطع
رددت متثاقلة..: ماذا علي أن أجيب؟
-قولي بأنك مازلت تحبينني وأن ليس من داع لكل هذه المتاهات.....
عدت لصمتي أما هو فقد استعاد ابتسامته على مضض..أخذ كتابا كان قريبا منه.. قلبه بين يديه ثم بسرعة أعاده لمكانه
-كم أنت قاسيه...ما خلتني يوما أصطدم مع كل هذه القسوة
فكرت في أنه محق..تمنيت لو أستطيع أن أريحه لكني ومجددا لم أستطع
إمتلأت عيناه دموعا..متلعثما..: أنت ملاكي..تعرفين أني لا و لن أحب سواك مهما حاولت
أحسست بغصة تبتلع كل ما افتعلت من قسوه
يا إلهي ساعدني
-إمسح دموعك أرجوك
-هل كرهتني؟
-ما هذا الذي تقوله؟
-لا ريب في هذا..ليس من الضروري أن تصرحي بذلك
-لن تفهم ما أحسه
-أفهميني!!!
-سيؤذينا أن نستمر
إستعاد هدوؤه...وقف و التفت الي..
-هل يمكنني أن أعرف اسمه؟
لم أجبه... ما كان ليفهم أني اصبحت لا أكتفي بالحب في مثل هذا الزمن
غطى وجهه بكلتا يديه..صمت لبضع لحظات
تنهد و نظر إلي مستغرقا
-مستحيل أن يكون الأمر كذلك لكن ما عاد يمكنني البقاء و استجداء حبك
عرفت حينها أني أفقده.. زاد اختناقي فله وحده انشرحت روحي و معه وحده استسلمت للأمان
غمرني بعينيه
- يفترض بي أن أغادر
لم أستطع أن أمنعه
مشى ببطء مبتعدا
كدت أتراجع.. أن اناديه لكن صوتي أبى علي و ظل مختنقا محاصرا بصمتي


مضى وقت طويل على افتراقنا
لم يكن متسع للعودة
إنه ببساطة زمن الأفول....

عبد الله نفاخ
02/04/2010, 06:59 AM
هل قدر الحب أن يتبعثر دوما هكذا.....إنها حقاً غاية المرارة...سلاماً

محمد يوب
02/04/2010, 09:38 AM
قصيدة جميلة تجمع بين الشعري و القصصي فيها هذا الحوار الجميل بين الحبيبين فيها المكان الذي تم فيه اللقاء كلمات معبر يغلب عليها الحس الأنثوي الذي يبادر دائما إلى إبداء المشاعر .....
محمد يوب

ايناس
02/04/2010, 01:26 PM
سلامي لك زميلي عبدالله نفاخ
شاكرة لك على هذا الفهم...
ربما أضحى الحب في زماننا هذا-وليس عيب الزمان إنما هو عيب أهله-خاضعا للأمزجة و للظروف..صيره كل ذلك خاملا باهت المعالم و مبعثرا..لا يضيف سوى الضياع ..الإختناق و ربما...القسوة
تحياتي

ايناس
02/04/2010, 01:30 PM
أسعدني ردك أستاذ محمد يوب
يشرفني ما قلته...
لك خالص تحياتي