المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاسلام والفكر القومي



عماد اليونس
01/04/2010, 12:49 PM
الاسلام والفكر القومي

يجمع المسلمون في كل مكان على فضل العرب في نشر الرسالة الاسلاميه وتحملهم ومكابدتهم وصبرهم وما قدموه من تضحيات جسام في مقارعة القوتين العظمين انذاك الامبراطورية الفارسية والامبراطورية الروميه . فالله سبحانه وتعالى اختار الاسلام للعرب اولا ليوحدهم ثم اختار العرب لحمل هذا الرسالة العظيمة لما لهم من مزايا الذكاء و الشجاعة والصبر والكرم والايثار والعفة والمروءة والتي قلما هنالك شعب يحمل كل هذه الصفات.
ان الفكر القومي نشأ كردة فعل على ظهور الطائفية المقيته و التي ابتدعت من قبل اعداء الاسلام فمزقته اربا اربا فمن المعروف تاريخيا ان القوميات التي دخلت في الاسلام وتنازلت عن كياناتها القوميه لاجل مسمى كبيرا وعظيما كالاسلام وامتثالا لقوله تعالى ( ياأيها الناس اِنّا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا اِنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) . انها العولمة الحقة وقد نادى بها الاسلام من قبل ان تنادي بها الشيوعية أو الرأسمالية زوراً وبهتانا فانصهرت القوميات لتصبح أُمة واحدة هي أمة الاسلام , فالقومي كان مستعداً بان يتنازل عن قوميته حين يجد ماهو اسمى منها وأبر ألا و هو الاسلام وهكذا فعل حتى أكثر الشعوب قومية و عنصرية وهم المغول فقد اعتنقوا الاسلام وهم في أوج قوتهم وفتوحاتهم والمسلمين في أسوأ حال وضعف وهذا مما يدلل على عظمة الاسلام وقوة تأثيره .
فاذا انا اتنازل عن القومية للاسلام وللاسلام وحده وليس للطائفية التي مزقت الاسلام وحولت المذهب الذي أريد به التخفيف عن الامة ورحمة بها في تطبيق أمور الدين ليتم تحويله من قبل المتطرفون الى ديانة قائمة بذاتها فانعكست هذه الطائفية المقيتة وبالاً على الاسلام و سلبا على القوميات فما كان من القوميون الا أن يعيدوا التمسك بما يجمعهم ألا وهي القومية وهذا لاينطبق على المسلمين فحسب بل ينطبق أيضا على المسيحيين فنتيجة لما عانوه من الصراع الدامي في القرن التاسع عشر بين البروتستانتية والكاثوليكية والذي أدى الى تهجير البروتستانت من اوربا الى العالم الجديد امريكا وكنده واستراليا كل هذا ادى الى ضعف الديانة المسيحيه وضهور الدول القوميه الحديثه والادهى من ذلك الابتعاد كليا عن الدين والاتيان بمايسمى العلمانية في دساتيرها كما هو موجود في الدستور الفرنسي .
يأتي السؤال هنا من المسؤول عن الانكفاء الاسلامي اهي القومية التي حافظت على الوجود الجمعي للناس ام الطائفية المقيتة التي خربت الاديان و مزقت الاوطان و يصر البعض من الحاقدين و المتخلفين على التمسك بها بحجة التمسك بالاسلام والاسلام منهم براء .
مرة اخرى اقول للطائفيون دعونا نتفق اترك قوميتي لصالح الاسلام وتتركون طائفيتكم انتم أيضا لصالح الاسلام فنتبع اسلاماً واحداً, ديناً واحداً لاديانات وما عدا هذا فهو هرطقة والتفاف على الاسلام .